يُبرز وجهَي دبي القديم والمعاصر ويزيِّن الجدران باللــــــــوحات

«ستريت كـــــــون».. الفن الحضري من قلب دبــــــي القـديمة

صورة

انطلاقاً من أهمية إحياء قلب دبي القديمة، افتتح مركز الغرير، أول من أمس، مهرجان الفن الحضري «ستريت كون» في موسمه الثاني، حيث تقدم هذه الفعالية أنواع الفنون المختلفة، داخل المركز وفي الشوارع المجاورة. وتتزين الجدران والأرض باللوحات، إلى جانب التصوير والتشكيل والمنحوتات، وابتكارات خاصة بالدراجة، وورش خاصة بالرسم، ومتاهة الألوان والموسيقى، لتشكل كلها مهرجاناً فنياً يبرز الالتقاء بين وجهي دبي القديمة والحديثة.

موسيقى

يقدم المهرجان عروضاً موسيقية من خلال فرقة العروض الموسيقية الحية، ومسابقات رقص «البريك دانس» وأمهر منسقي الموسيقى الذين سيعزفون أجمل المقطوعات طوال أيام المهرجان، إضافة الى مشاركة فرقة «مافيا» التي سبق وفازت العام الماضي في المسابقة الخاصة بأفضل فرقة موسيقية تعزف بالشارع، وسيعزفون يومياً خلال المهرجان الذي يستمر يومياً من الرابعة عصراً وحتى 10 ليلاً.


معرض عن القطط

نصبت في الشارع مجموعة من الصور التي التقطها الفنان الفلبيني المقيم في دبيأ أنجلو أغيلور، لمجموعة من القطط في أماكن مختلفة من دبي. ووضع الفنان الذي أبرز القطط بمشاهد مختلفة، وفي حالات متعددة، الأماكن التي صور فيها القطط تحت كل عمل، حيث بدا من خلال ذلك أنه جال كل أماكن دبي، ومنها القديمة على وجه الخصوص، كالرقة وديرة والكرامة والسطوة وغيرها.

تنطلق الجولة في المهرجان مع فنان الشارع البرازيلي إدوارد كوبرا، الذي كان يرسم عمله الثلاثي الأبعاد على الأرض، لينتقل بعدها الحضور إلى معرض صور خاص بالقطط، ثم مجموعة من العارضين الذين شاركوا من خلال مشروعاتهم الفنية الصغيرة، التي تنوعت بين الرسم على الكنزات والوشم المؤقت على الجسم، والاكسسوارات والصور الكرتونية، وكذلك بعض الدراجات التي صممت بطرق فنية، حيث تحولت عجلات بعضها ومقاعدها إلى أرجوحة تدور، بينما لونت وزينت دراجات أخرى بطرق فنية.

ومن بين العروض المميزة التي يقدمها المهرجان «لومين ايريا»، أو «منطقة التجويف»، وهي تصميم هندسي هوائي لمجسم بلاستيكي، يحمل في داخله متعة الضوء والموسيقى من خلال انعكاسات أشعة الشمس. ويتكون المجسم، الذي يصل بمساحته إلى 1200 متر مربع، من متاهات مميزة تجمع بين جمال اللون والضوء، حيث يدخل المرء ويستمتع بالتصاميم الموجودة في الأسقف مع الألوان التي تتفاوت بين الأخضر والأزرق والأحمر، علماً بأنها صادرة عن أشعة الشمس، وعن تفاعلها مع مادة البلاستيك الذي صنع منها المجسم، إذ لا توجد إضاءة داخلها، كما أنها تمتاز بتصاميم القبب الموجودة بطرق مختلفة، وأبرزها التي تحمل تصميم قبة القدس. ووزعت في المركز مجموعة من الأعمال لفنانين إماراتيين ومقيمين، من بينها أعمال الشيخة وفاء بنت حشر آل مكتوم، التي قدمت أكثر من عمل، الأول خاص بالدراجات المصممة بألوان النيون، وعملها الذي شمل أكياس التمرين على لعبة «البوكسينغ»، التي جعلتها معلقة كلوحات فنية، حاملة موضوعات حياتية مختلفة.

وحول المهرجان، قال نائب رئيس مركز الغرير، ديفيد ثورلينغ، إن «المهرجان يقام للسنة الثانية، بهدف تقديم ما هو مختلف، لجذب الناس إلى هذه المنطقة التي تعد قديمة وترتبط بتاريخ دبي، وفي الواقع هناك الكثير من الاحتفالات السنوية، لكننا من خلال الحدث نعكس هوية دبي القديمة». وأضاف أن «النشاطات في الشارع مهمة، وقمنا بفعاليات متشابهة طوال السنة، ومنها في المسرح والموسيقى، فهو نوع من التفاعل مع المجتمع، وهذا ما نسعى إليه، لاسيما أن الناس تتوجه إلى دبي الحديثة، ونحن نريد أن يكون الناس على ارتباط دائم بدبي القديمة، لكن بأسلوب حديث ومعاصر، وديرة هي قلب المدينة الحقيقي وتاريخها». ولفت إلى أن المهرجان يشمل 24 فناناً، معظمهم يقيمون في دبي، بينما هناك مشاركات من فنانين عالميين، منهم البرازيلي إدوارد كوبرا، والتايلندي راكيت الذي سيركز على الرسم في الشارع. وشدد على أن هناك مجموعة من المنحوتات التي ستبقى موجودة ومعروضة للجمهور بعد انتهاء المهرجان، بينما بعض الفنون التي ترتبط بالرسم على الطرقات، هي بطبيعة الحال آنية، وستزول بعد انقضاء فترة المهرجان بفعل الطبيعة. وأشار إلى وجود مسابقة خاصة بالشباب، وستكون هناك لجنة تختار الفائزين، وسيقدمون أعمالهم في الأسبوع المقبل، الأمر الذي يجعل الفعالية مميزة في جذبها المواهب الجديدة. ورأى أن المهرجان يتماشى مع رؤية القيادات في تكريس الفن في حياة الناس، وأن الروح هي ما تحتاجه المدينة، والفن هو الطريق الذي يمكن من خلاله خلق صفة للمدينة. وتتصدر المهرجان الذي يستمر حتى الثاني من مايو المقبل، أعمال فنان الشارع البرازيلي إدواردو كوبرا، المعروف بمشروعه «جدار الذاكرة»، الذي غير من خلاله المشهد الحضري في مدينة ساو باولو بهدف إنقاذ ذاكرة المدينة. هذه التجربة التي قدمها في البرازيل، يعيد تقديمها في ديرة من خلال عملين، الأول عمل جداري ضخم يعلق على مبنى، وهو صورة رجل مسن، يصور من خلاله الرجل الذي عايش كل تطور دبي، ليربط بين ماضيها وذاكرتها وحاضرها، بينما اختار العمل الثلاثي الأبعاد على الأرض ليكون نابعاً من الصحراء. وقال عن فكرة العمل، إن «العمل بعنوان (زهرة الصحراء)، وهي الزجاجة التي تحتوي على المياه، ومن خلالها تكبر الزهرة، لتعبر عن دبي بصحرائها، وكذلك تبرز إحساسي بالمكان». وأضاف «أنا أستغل عملي لإنعاش مدينة لم تعد موجودة، ليستطيع الناس الذين لم يعيشوا في ذاك الزمان الإحساس بهذه التجربة، وليتمكن من عاصر المدينة من أن يحظى بلحظة ذكرى أو حنين لها، وإن رسم جدارية في مدينة تنبض بالحياة وتعج بالحركة مثل مدينة دبي يشكل تحدياً جديداً لي». وشاركت مجموعة من أصحاب المشروعات الصغيرة بأعمالهم وتصاميمهم، وكان من بينهم الفلبيني جيري رودريغيز، الذي أراد من خلال الكنزات التي يقدم عليها رسوماته التي صممها، مناهضة الحرب والعنف، فاختار للكنزات صوراً ترفض الحرب والأسلحة والدمار. ولفت إلى أنها المرة الثانية التي يشارك فيها، وأنها فرصة ليقدم المشروع للناس، لاسيما أن المشروع حديث، منوهاً بأن المهرجان توسع عن العام الماضي. من جهتها، قدمت جينيفر سيركاجو، الوشم المؤقت الذي يرسم من خلال الهواء، حيث تقوم على لصق الصور على البشرة بالحبر، وتبقى لمدة أسبوع فقط. وأعربت عن أملها أن يجذب المهرجان الناس إلى المنطقة القديمة.

تويتر