المنصوري: نــــعد الجمهور بدورة برامجية متفــردة في رمضان

«مع تغير أنماط المشاهدة التلفزيونية وطفرة الإعلام الرقمي، كان لابد من التفكير في خطة متكاملة الملامح والأهداف، تكرس منهجية الإبداع المتبعة في مؤسسة دبي للإعلام».. بهذه العبارة بدأ أحمد سعيد المنصوري، المدير العام للقنوات التلفزيونية والإذاعية في مؤسسة دبي للإعلام، حديثه الخاص مع «الإمارات اليوم»، بمناسبة إطلاق «شبكة قنوات دبي للإعلام» بهوية وشعار جديدين، متابعاً القول «جاء إطلاق «شبكة قنوات دبي للإعلام» تماشياً مع استراتيجية حكومة دبي، وتوجيهات ودعم سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، نائب رئيس المجلس التنفيذي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة دبي للإعلام، مواكبة للمتغيرات المتسارعة في عالم الإعلام التلفزيوني، والاتجاه العالمي لتقديم باقات إعلامية متكاملة»، وأضاف: «ستبدأ شبكة قنوات دبي للإعلام بتقديم برامجها بحلتها الجديدة والمتطورة، لإحداث نقلة نوعية في شكلها ومضمونها، ابتداء من مساء الخميس المقبل بعد أن عملت جميع إدارات المؤسسة طوال الفترة الماضية على الإعداد لهذه النقلة، حيث سيلاحظ الجمهور شكل الحلة والشعار الجديدين والوسائل الفنية المستخدمة في تنفيذ مختلف البرامج والمتابعات التلفزيونية».

من جهة أخرى، يفند أحمد سعيد المنصوري مقولة إن وسائل الإعلام التقليدية في طريقها إلى الانحدار من ناحية المتابعة والعوائد الإعلانية وتغطية تكاليف التشغيل والإنتاج البرامجي والدرامي، مؤكداً أن الأرقام والإحصاءات ومتابعة الجمهور تؤكد استمرارية نجاح مختلف وسائل الإعلام التقليدية، وصولاً إلى الإعلام الرقمي الذي فرض وجوده وفتح أمام هذه الوسائل آفاقاً جديدة، ويتابع حديثه قائلاً: «مع بداية البث الإذاعي اعتقد البعض أن الصحف في طريقها إلى التراجع، كذلك الحال مع الإذاعة التي حافظت على جمهورها رغم دخول التلفزيون ووسائل الإعلام الرقمي ومختلف وسائل الإعلام المستقبلية التي سيتكامل عملها مع الوسائل القديمة لتقديم مختلف خدماتها للجمهور».

 الطاقة الإيجابية ودعم المواهب

رداً على سؤال «الإمارات اليوم» عن دعم الكوادر الوطنية وتقديم أشكال الرعاية كافة لها، يؤكد المنصوري أن الاهتمام بهذه المواهب والكوادر يعد من أساسيات النجاح والتميز اللذين تشهدهما قنوات مؤسسة دبي للإعلام عبر تقديم مجموعة من المذيعين الشباب الذي أصبحوا نجوماً في عالم التلفزيون مثل سعود الكعبي وأحمد عبدالله ورؤى الصبان، الذين شاركوا أيضاً كممثلين في الأعمال الدرامية والمسلسلات التي تقوم مؤسسة دبي للإعلام بإنتاجها، كمسلسل «قبل الأوان» ومسلسل «دبي لندن دبي» الذي يجري تصويره حالياً ضمن خطة رمضان 2015، عن فكرة لخليفة حمد أبوشهاب مدير قناة سما دبي، وتابع «لن أتحدث كثيراً عن المسلسل الكرتوني (فريج)، لمحمد سعيد حارب الذي حقق النجاح الجماهيري الكبير، وأصبح حديث الشارع الإماراتي في كل إطلالة جديدة له، أو عن (شعبية الكرتون) للمبدع حيدر محمد وفريق عمله الذي استطاع عبر مواسمه التسعة المتتالية إمتاع المشاهدين بقصص مشوقة لا تنسى». في المقابل، يبدو الحديث عن الإنتاج الدرامي واقعياً أقرب إلى التكامل مع تقديم وإنتاج عدد من المسلسلات والأعمال الإماراتية الناجحة على مدى السنوات الماضية، حيث يقول: «الجمهور على موعد دائم مع مجموعة من الأعمال الدرامية التي تزين شاشاتنا في كل عام، والتي نحرص من خلالها على تقديم نجوم الدراما الإماراتية إلى جانب اكتشاف المواهب الجديدة وإعطائها الفرصة الحقيقية للظهور والتميز»، ويتابع قائلاً: «نسعى دائماً إلى تكريس مفهوم الطاقة الإيجابية وتنمية الموارد البشرية المبدعة في شاشات قنوات دبي للإعلام، وهدفنا الأساسي تقديم نماذج ناجحة قادرة على مواصلة نجاحات الإعلام الإماراتي وتقديم رؤى عربية جديدة متفردة، وقادرة في الوقت نفسه على تقديم الصورة الحقيقية للإنسان في هذه المنطقة، وللجهود كافة التي يبذلها الجميع في جميع المجالات».

توثيق للذاكرة التلفزيونية

عن التعاون على صعيد المؤسسات الإماراتية، يستشهد أحمد سعيد المنصوري بمذكرة التفاهم التي تم توقيعها في العاصمة أبوظبي مع «الأرشيف الوطني»، بهدف تعزيز التعاون وتبادل المعلومات الرقمية والأفلام الوثائقية الوطنية، وتنظيم الفعاليات المشتركة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أهمية الأرشيف الإعلامي، الذي تحتفظ به مؤسسة دبي للإعلام والذي توثق فيه لمرحلة مهمة في تاريخ الإعلام في الإمارات، امتدت إلى ما يزيد على 40 عاماً من المواد الإعلامية التلفزيونية والإذاعية، إلى جانب عدد مهم من المنشورات الصحافية والورقية ومختلف الوسائط الرقمية، ويضيف في هذا الصدد «لدينا ما يزيد على 50 ألف ساعة، بمختلف الصيغ المعتمدة في عالم الأرشيف، ونأمل أن يستفيد الباحثون والمعنيون بكتابة تاريخ الإمارات ومنطقة الخليج العربي من هذه النافذة المشرعة، التي توثق الماضي وترصد الحاضر بدقة ومهنية.

مشروعات مستقبلية

يكشف المدير العام للقنوات التلفزيونية والإذاعية في مؤسسة دبي للإعلام، في حواره الخاص مع «الإمارات اليوم»، عن مشروعات مستقبلية قريبة، لإضافة قنوات نوعية إلى الشبكة الجديدة قائلاً: «لدينا خطة متكاملة لإطلاق قنوات جديدة، بناء على الدراسات والأبحاث التسويقية التي نقوم بها بشكل دوري للتعرف إلى عادات وأنماط المشاهدة لدى الجمهور في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي، كذلك في العالم العربي وخارجه»، ويضيف «بدأنا بالفعل مع قناتي دبي دراما ودبي زمان، اللتين ستشكلان إضافة نوعية مهمة في المشهد التلفزيوني، لأننا نمتلك أرشيفاً مهماً من المواد الإعلامية والبرامج والمسلسلات، التي تعود ملكيتها الفكرية والإنتاجية لمؤسسة دبي للإعلام منذ انطلاق تلفزيون دبي قبل أكثر من 40 عاماً».

رمضان 2015

قريباً من الدورة البرامجية الخاصة بشهر رمضان 2015، يؤكد أحمد سعيد المنصوري أن خيارات «شبكة قنوات دبي للإعلام» ستعكس الحرص على تقديم أعمال ومسلسلات درامية، تتميز بالمحتوى الفكري والاجتماعي الهادفين كرهان دائم على تقديم نخبة من نجوم الدراما من مخرجين وممثلين وكتاب سيناريو، حيث يقول «نعد الجمهور بدورة درامية وبرامجية متفردة، تتسم بالتنوع من خلال مشروعات حصرية لأهم الإنتاجات الخليجية والعربية، والبرامج المنتقاة التي ستقدم في حلة متكاملة تبرز مكانة شبكة قنوات دبي كاختيار أول للمشاهد العربي، وتؤكد في الوقت نفسه دورها الريادي في مشاركة الجمهور في اختيار كل ما هو جديد في عالم صناعة التلفزيون».

وحول المنافسة المحتملة بين الشبكة الجديدة وبقية المؤسسات الإعلامية المحلية والعربية، يجيب: «المنافسة الصحية ضرورية ومهمة لتقديم الأفضل، وقد لا يعلم الكثيرون أن المؤسسات الإعلامية الإماراتية تعمل في إطار تكاملي، كما هي الحال بالنسبة لقنوات شبكة قنوات دبي، ومنها قناة سما دبي التي تعد اليوم قناة إعلامية رائدة في منطقة الخليج العربي من ناحية الإنتاج الدرامي والبرامجي، إلى جانب قناة دبي الأولى وقناة دبي دراما التي ستدخل قريباً مجال الإنتاج الدرامي الضخم».