مدير «تلفزيون أبوظبي» حذّر من «حرق المراحل» والوصول السريع للإعلامي

عبدالهادي الشــيخ: رمضان 2015 لن يعتمد على الدراما فقط

صورة

كشف المدير التنفيذي لدائرة التلفزيون في «أبوظبي للإعلام»، عبدالهادي الشيخ، أن الخريطة الرمضانية لتلفزيون أبوظبي لن تعتمد بشكل مبالغ فيه على الدراما هذا العام، لكنها ستعمل على تحقيق توازن ذكي بين البرامج والدراما، كما ستركز على الأعمال الدرامية الخليجية والمحلية، لكن لن تخلو، في الوقت نفسه، من المسلسلات المصرية والسورية والبدوية، مع التركيز على الأعمال ذات المضمون الاجتماعي والكوميدي.

أرشيف

في ما يتعلق بالأرشيف الضخم الذي تمتلكه «أبوظبي للإعلام»، وكيفية الحفاظ عليه، أوضح عبدالهادي الشيخ أن هذا المشروع طويل الأمد ومستمر، لأنه يختص بثروة وطنية وجزء مهم من الموروث والتاريخ الإماراتيين؛ وتم الانتهاء من بعض مراحل هذا المشروع، مع التركيز على المواد المرتبطة بتاريخ دولة الإمارات، وبالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان. ولفت إلى أنه تم توقيع اتفاقية مع الأرشيف الوطني، للاستفادة من إمكانات المؤسستين في مجال أرشفة وحفظ المواد المختلفة.

الإنتاج خارج الدولة

أكد عبدالهادي الشيخ أن البرامج التي ينتجها تلفزيون أبوظبي وتصور في الخارج عددها محدود جداً، مشيراً إلى أن الاتجاه لتصوير هذا العدد في الخارج كان لانشغال معظم الاستديوهات في الداخل، على أنه سيتم نقل تصوير البرامج إلى الإمارات مع توافر مكان مناسب للتصوير.

وذكر أن أكثر من 95% من البرامج، التي يتم إنتاجها في تلفزيون أبوظبي تصور في الإمارات، التي تمتلك اليوم إحدى أفضل البنى التحتية في مجال الإعلام، وهناك أولوية للعمل على تطوير صناعة الإعلام في الدولة، واستغلال جميع الاستديوهات المتاحة، سواء التابعة لتلفزيون أبوظبي، أو لـ«توفور 54»، أو غيرهما، ولكن في بعض الأحيان يتم الاتجاه للتصوير في الخارج، لضخامة الإنتاج وعدم وجود أماكن شاغرة للتصوير، أو لحاجة البرنامج إلى إمكانات إنتاجية خاصة.

ونفى الشيخ، الذي حذّر من «حرق المراحل» والوصول السريع المبهر للإعلامي أن «تكون التغيرات الجديدة لقناة أبوظبي تحمل توجهاً للتركيز على الطابع المحلي، لكنها تأتي ضمن استراتيجية وضعت بناء على معايير مثل: من نحن، وماذا نريد؟ فلابد أن يعكس اسم القناة وشعارها مدلولات ترتبط بالاستراتيجية العامة التي نعمل وفقاً لها، وهي مأخوذة من رؤية أبوظبي 2030، والمرتكزات الرئيسة فيها».

وأضاف عبدالهادي الشيخ، لـ«الإمارات اليوم»، أن «قناة أبوظبي» التي ترفع حالياً شعار «قلب الإمارات»، في منافسة مباشرة مع أهم القنوات العربية «وطموحنا أكبر في أن نصل إلى المزيد من الجمهور، في ظل التوجه الجديد الذي يهدف إلى نقل (قلب الإمارات) إلى المشاهد العربي، وأن تكون القناة مرآة ومنبراً إعلامياً، يعبر عن كل ما يحدث في الإمارات، أما قناة الإمارات فهي تحمل اسم الدولة، وفيه دلالة واضحة على اهتمامها بتغطية الشأن المحلي في كل مناطق الدولة، من السلع إلى الفجيرة، تحت شعار: (البيت متوحد)».

وتابع «الإعلام ليس مجرد استيراد لقوالب معينة من البرامج، لكن المهم إنتاج برامج مرتبطة بالشأن المحلي وتعبر عنه، لأن الإمارات تمثل نموذجاً للنسيج الاجتماعي الأكثر تميزاً عالمياً لأنه مبني على التسامح وقيم تقبّل الغير، ولابد أن يكون الإعلام معبراً ومتفاعلاً مع المجتمع؛ من هنا ننظر إلى التغيير باعتباره إضافة وميزة».

وعن تغيير شعارات القنوات، وما إذا كان يمكن أن يسبب تشتتاً وعدم وضوح للرؤية لدى المشاهد، رأى الشيخ أن ما تم في قنوات أبوظبي ليس مجرد تغيير في الشعار أو الاسم، لكنه تغيير جذري كامل لقطاع التلفزيون في «أبوظبي للإعلام»، يستند إلى رؤية واضحة المعالم، واستراتيجية جديدة، لذا كان من الضروري تغيير الشعار ليواكب التغيير، ويعبر عن الهوية الإعلامية لأبوظبي، التي تجمع بين العالمية والمحلية، لتعبر عن الموروث واللمسات العالمية، واستخدم في تنفيذها أفضل الممارسات.

وأوضح أن شبكة قنوات أبوظبي تعمل على مواكبة جميع أطياف المجتمع عبر 13 قناة، استطاعت أن تحقق الكثير من النجاحات، وتحصل على أوسمة وشهادات، وتتضمن هذه الشبكة: قناتين عامتين ومجموعة القنوات الرياضية المفتوحة والمشفرة، من بينها قناة السباقات الرياضية (ياس)، إلى جانب قناة وثائقية هي «ناشونال جيوغرافيك»، وقناة دراما وترفيه، كما سيتم قريباً إطلاق قناة خاصة بالأطفال.

وعن مبادرة «إعلامي إماراتي»، التي تتبناها «أبوظبي للإعلام»، أوضح الشيخ أن المبادرة ستظل مفتوحة طوال 2015، وتقوم على مفهوم أن المجتمع أحد مكونات صناعة الإعلام، وتهدف إلى استقطاب مواهب إماراتية واعدة، وصقلها وتدريبها من خلال دورات مكثفة كل حسب تخصصه؛ لافتاً إلى أن المبادرة تركز على العمل التلفزيوني، مثل التقديم في التلفزيون والإذاعة، باعتباره الواجهة لأي قناة، وقد لاقت المبادرة تفاعلاً كبيراً وفقاً لأعداد الراغبين في الانضمام لها، وتم عمل آلية واضحة للمبادرة، تشمل شروط التقديم وامتحانات تحريرية وعملية، لاكتشاف نقاط القوة والضعف في الشخص المتقدم «وفي الفترة المقبلة سيكون هناك المزيد من المبادرات».

وفي رده على شكوى إعلاميين إماراتيين عدم وجود منظومة لإيجاد «نجوم إماراتيين في مجال الإعلام»، والاستعانة بإعلاميين من الخارج لتقديم البرامج الضخمة؛ قال المدير التنفيذي لدائرة التلفزيون، إن هذه الشكوى قد تكون ضمن المشهد العام في السابق، والذي كان يفتقد الاستمرارية في تبني الإعلاميين، والتركيز على احتياجات الخريطة البرامجية. مضيفاً «في الوقت الحالي تغيّر الأمر، فنحن ننظر بطريقة أكثر عمقاً، ولا نعمل على سد احتياجات خريطة برامجية، لكن سدّ احتياجات القناة لمدة لا تقل عن عامين، وندرك أن الاستمرارية والتمكين لهما أهمية كبيرة؛ لكن في الوقت نفسه من المهم أن يتفهم الجميع أن التحدي الأكبر في العمل الإعلامي أنه عملية متبادلة ومنظومة متكاملة، فيجب على الإعلامي العمل بجدية لتطوير نفسه وقدراته، وتحقيق التميز في عمله، خصوصاً أن الوصول للمعلومة بات متاحاً للجميع بشكل سلس في ظل الطفرة التكنولوجية التي نعيشها، وبات نجاح البرنامج يتطلب إضافة مختلفة وحقيقية، وأسلوب سرد ذكياً يوجد نسقاً كاملاً للقصة التي يتم تقديمها».

وحذّر الشيخ من «حرق المراحل»، والوصول السريع المبهر للإعلامي، دون أن يحقق له الاستمرارية التي تحتاج إلى النضج والخبرة، على عكس المكتسبات التي يحققها الإعلامي من خلال التدرج في عمله مع الوقت، والتي تتيح له اكتساب خبرة بكل تفاصيل العمل التلفزيوني. من جهة أخرى؛ شدد عبدالهادي الشيخ على حرص «أبوظبي للإعلام» على استمرار مبادرة دعم الدراما، التي ستشهد المزيد من تمكين الدراما في 2015، موضحاً أن المبادرة تهدف إلى إيجاد وتطوير المحتوى، وتقديم أعمال درامية متميزة طوال العام، بدلاً من التركيز فقط على شهر رمضان، وهو ما يؤدي إلى فقدان كثير من الأعمال الجيدة بريقها نتيجة كثافة العرض في شهر واحد.

وقال «استفدنا من تجربة 2014،والتي كان لها كثير من الإيجابيات انعكست من خلال مقاييس المشاهدة لقنواتنا، والتفاعل مع المسلسلات التي عرضت، كما تم عمل مراجعة شاملة لقنواتنا والقنوات الأخرى على الساحة، لقراءة المشهد بدقة ووضوح». وعن معايير الإنتاج الدرامي، الذي يقدمه «تلفزيون أبوظبي»؛ أشار إلى أن أهمها استخدام أفضل الممارسات لتقديم محتوى متميز، والتميز على مستوى المشهد العام، وتحقيق التنوع الدرامي، وتغيير الصورة السلبية التي ارتبطت بالدراما الخليجية، والتي تقوم على حشد العديد من المشكلات والقضايا في عائلة واحدة، بزعم أن هذا الأمر يجذب المشاهد «نعلم أننا لسنا مثاليين، لكن في الوقت نفسه علينا أن نبتعد عن المبالغة، وأن نوسع أفق الأفكار التي تتناولها الدراما، ونقدمها بصورة أكثر تفاعلاً مع المشهد العام، لتعبّر عن القضايا على الساحة».

واعتبر أن خطوة إطلاق قناة متخصصة للأطفال تمثل تحدياً كبيراً، لكنها تأتي ضمن استراتيجية الشركة التي تحرص على ممارسة دورها كمنبر إعلامي، ومحاولة تعويض الغياب عن مجال مخاطبة شريحة الأطفال رغم أهميتها، وهي مبادرة تتوافق مع الرؤية العامة للشركة.

وأشار إلى أنه سيكون هناك تعاون مباشر مع منتجين إماراتيين، وغيرهم من المبدعين في مختلف المجالات، لتطوير صناعة محتوى متميز للأطفال وتمكينها، إلى جانب التعاون مع شركات عالمية لإنتاج أفكار توافق المجتمع العربي، وتستمد منه دلالات ومكونات رئيسة لها.

 

 

تويتر