يوم ترفيهي لمئات الأطفال في الأقصر

احتفالات حاشدة بـ «اليتيم».. على بعد أمتار من الفراعنة

قالت دراسة تاريخية مصرية إن قدماء المصريين كانوا يعتزون كثيراً بأطفالهم ويعتبرونهم نعمة من الإله، وإذا حرم زوجان من الأبناء فإنهما كانا يتوجهان إلى المعابد طمعاً في العون والمساعدة، وإذا استمر فشل الزوجين في الإنجاب فكانا يلجآن الى تبنّي طفل يتيم.

وأوضحت الدراسة التي أعدتها منسق لجنة نجدة الطفل في محافظة الأقصر، نجلاء عبدالعال الصادق، ومديرة مركز ايزيس للبحوث والدراسات، شيرين النجار، أن أطفال قدماء المصريين اعتادوا اللعب بالدمى، وغيرها من لعب الأطفال، حتى يكبروا، وتعلم الصبية الصغار حرفة من آبائهم أو من حرفي ممارس خبير، واشتغلت الفتيات أيضاً، وتلقين تدريباتهن بالمنزل على أيدي الأمهات.

وكانت مدينة الأقصر التاريخية قد شهدت، أمس، وعلى بعد أمتار من معابدها الفرعونية احتفالات حاشدة بيوم اليتيم الذي يوافق الأول من شهر أبريل في كل عام؛ ويُحتفل به في مصر منذ عام 2004، إذ نظمت جمعية الأورمان المصرية، بالتعاون مع عشرات من مؤسسات المجتمع المدني، يوماً ترفيهياً لمئات الأطفال في الأقصر والمدن المجاورة بحضور محافظ الأقصر محمد بدر.

وحسب الدراسة، كان الموسرون يبعثون أبناءهم، بداية من سن السابعة، إلى المدارس لتعلم الدين والكتابة والحساب، ومع غيبة الدليل على وجود مدارس للبنات، فإن بعضهن كن يتلقين تعليمهن بالمنازل، وحفلت حياة الأطفال المصريين بما يناسب مراحل عمرهم من ألعاب، فكان منها ما يشبع الميول إلى النشاط والمتعة، ومنها ما كان يساعد على الإدراك والتخيل.

وأوضحت الدراسة أن احتفالات مدينة الأقصر، وغيرها من المدن التاريخية بصعيد مصر، بيوم اليتيم لها طابع خاص يرجع تاريخه لآلاف السنين، مشيرة إلى أن الرسوم والنقوش الفرعونية التي تمتلئ بها مقابر ومعابد قدماء المصريين، خصوصاً مقابر الأشراف ودير المدينة وذراع أبوالنجا ومقابر ملوك وملكات الفراعنة ومعابد هابو ومعابد الكرنك، وغيرها في غرب الأقصر وشرقها، تؤكد أن الفراعنة اهتموا بالأطفال الأيتام، وقدموا الرعاية الاجتماعية لهم، وعملوا على إسعادهم قبل آلاف السنين.

وقالت منسقة لجنة نجدة الطفل بمحافظة الأقصر، نجلاء عبدالعال الصادق، إن المصريين القدماء حرصوا على الترفيه عن الأطفال الأيتام، وتوفير الألعاب لهم لتعويضهم عن فقد ذويهم، وإن الود الاجتماعي كان سائداً، وكان الجميع يحرصون على تقوية الصلات المنزلية والعائلية، ومن بينها رعاية الأبناء الأيتام والنساء الأرامل.

وحسب الدراسة، لاقت آلة السيستروم أو (الشخشيخة) رواجاً كبيراً بين الأطفال الصغار لما تصدره من أصوات تلاقى استحساناً من الأطفال؛ إذ توجد ألعاب صنعت من الفخار، حيث كانت تناسب الذكور والإناث من الأطفال. وترك المصري القديم بعض هذه الألعاب التي تبين الاهتمام الكبير الذي كانت توليه الأسرة بالطفل، فكان الطفل يفضل اللعب بالحصان المصنوع من الفخار، إذ إنه بالفطرة يتخيل نفسه ممتطياً هذا الحصان، أما الطفلة فإنها كانت تحب أن تمسك بعروسة من الفخار وتحتضنها وتأخذها معها حين تنام، إذ إنها بالفطرة تمتلك حس الأمومة، كما كانت توجد أشكال لحيوانات صنعت من الفخار، ويعتقد أنها كانت تنتمي إلى مناطق ريفية، لأن الألعاب كانت روح المجتمع الذى تصنع فيه.

 

تويتر