يجمع 10 من أبرز الأسماء العالمية في عالم الرســــــــــــم الثلاثي الأبعاد

«دبي كانفــــــس».. شكل آخر للإبداع

صورة

يجمع «دبي كانفس»، الذي نظمه «براند دبي»، التابع للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، الذي تختتم فعالياته غداً، أسماء مهمة في عالم الرسم الثلاثي الأبعاد، لكنه إلى جانب ذلك، نجح ومنذ افتتاحه، في جذب المشاة والمارّة في المنطقة لالتقاط الصور بالقرب من الأعمال التي كانت كلها قيد الإنجاز وغير مكتملة.

رسم وهندسة

يقوم الرسم الثلاثي الأبعاد على الهندسة، حيث يعتمد الأشكال والزوايا الهندسية في الرسم، ليظهر الوجه الأمامي والخلفي للصورة التي يقدمها، وهناك زوايا مختلفة يتم اعتمادها نظراً لطبيعة المشهد الذي يبرزه الرسام، والأشكال التي يرسمها، علماً أنه لا يمكن رؤية العمل ثلاثي الأبعاد بعد إنجازه إلا من نقطة واحدة. وأصل هذا الفن يعود إلى الرسم ثنائي الأبعاد على الأرصفة، الذي نشأ في إيطاليا، وكانت الرسومات تميل إلى الطابع الديني وقتها. جدير بالذكر أن الفنان الأميركي كيرت وينر، كان من أوائل من انضموا إلى هذه المدرسة في عام 1982 وطورها بأسلوبها الجديد بعد أن منحها البعد الثالث، ليكون بذلك مبتكراً ورائداً لهذه المدرسة.

 


«براند دبي»

يتولى «براند دبي»، التابع للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، تنفيذ العديد من المشروعات، وجميعها ذات طابع إبداعي، وكان من أبرزها مشروع تجميل السور المؤقت لموقع مشروع بناء «متحف الاتحاد» في منطقة جميرا، وكذلك سور «حديقة الخزان»، وسور منطقة مركز دبي التجاري العالمي. ووفقاً لنورة العبار، هناك العديد من المبادرات والمشروعات الإبداعية التي سيتم تنفيذها بالتعاون مع العديد من الجهات الحكومية وشبه الحكومية، وكذلك مع المطورين العقاريين، لنشر روح الإبداع وإضفاء المزيد من الملامح الجمالية على مواقع متفرقة من دبي، لاسيما في الأماكن التي يتردد عليها أعداد كبيرة من الزوّار، وكذلك المناطق ذات الكثافة السكانية، وسيتم الإعلان عن تلك المشروعات في حينها.

وبوساطة ألوان الإكريليك، واستخدام الهندسة في رسم لوحات ثلاثية الأبعاد، لخلق صورة وهمية عند الناس، تحولت المساحات المخصصة للسير في منطقة «ذا بيتش» في دبي، إلى لوحات فنية ثلاثية الأبعاد، وذلك بأنامل مجموعة مكونة من 10 فنانين من حول العالم، شاركوا في الحدث، الذي انطلق أول من أمس، ويستمر حتى يوم غدٍ.

جمع الحدث البارز في عالم الفن الثلاثي الأبعاد مجموعة من اللوحات والمشاهد التي ترتبط بالمنطقة، ومنها اللوحة التي قدمها كيرت وينر، التي رسم من خلالها القارب والعمال الذين يعملون في البحر، إلى جانب الخلفية التي جمعت معالم مهمة في دبي، ومنها برج العرب. فيما اختار الفنان الألماني غريغور ووسيك، مشهد الأبراج الواقعة على شارع الشيخ زايد، وكان يصورها كأنها تحت الغيم، بينما اختار الفنان كيوبو ليكودو اللؤلؤ ليقدمه في عمله. وإضافة إلى هذه اللوحات، سيقدم المشاركون مجموعة من اللوحات التي تعتمد على التعقيد، فتظهر مشاهد من الطبيعة او الشوارع، قوامها الخداع البصري للمشاهد، وإمداده بوهم ناتج عن العمق في الرسم، وفي خلق مساحة وهمية على اللوحة الثنائية.

وهناك نسبة من الأعمال ستعكس البيئة المحلية، والمعالم المهمة فيها معروفة على صعيد عالمي. ويضيف الحدث زخماً نوعياً للحراك الثقافي والابداعي في دبي ويتكامل مع بقية الفعاليات المهمة المدرجة على أجندة دبي الثقافية هذا العام.

وأكد الرسام الأميركي كيرت وينر، أنه يعمل بالأسلوب التقليدي فيرسم بالباستيل، بينما ابتكر مادة خاصة به للتلوين، ويستخدمها في الرسم، وتتم معالجة المواد، وبالتالي يصبح بإمكان الناس الجلوس والتصوير دون أن تتأثر المواد. ولفت الفنان الذي يعود إليه ابتكار الفن الثلاثي الأبعاد على الطرقات،إلى أنه قدّم أول أعماله في عام 1984، وفي ذلك الوقت كانت الأرض هي المكان الوحيد للرسم، بينما عمل لاحقاً على الجدران والمرايا ايضاً بطريقة خداعية. ولفت إلى أن أعماله شكلت وحياً للعديد من الفنانين الذين يحاولون اتباع الأسلوب ذاته أو استخدام المواد نفسها، مبيناً أن الباستيل يعد من المواد التي لا يمكن أن تصمد مع عوامل الطبيعة، بينما تعدّ المثبتات من الأمور غير الممكنة مع هذا الفن، مشيراً إلى أن الحفاظ على نسخ من العمل لطباعتها أفضل. ورأى وينر، الذي قدم لوحة أبرز فيها دبي وبرج العرب، أن الانسجام بين المكان والرسم الذي يضعه مهماً في العمل، لكنه أحياناً يلجأ إلى ابتكار حدود في لوحته، فيجعلها مكاناً مستقلاً بذاته، وغير تابعة للأرض التي توضع عليها. وأوضح أن ما عمله خلال مسيرته هو انه حاول أخذ علم الهندسة إلى الفن المعاصر، مع الأخذ في الحسبان أنه أحياناً يتم تقديم مشاهد تشبه الأشكال الموجودة في اللوحة الكلاسيكية. أما اللوحة فتستغرق منه ثلاثة أسابيع، مبيناً أنه أحياناً يستعين بفريق، وكان ذلك حين أنجز أكبر لوحة في العالم، فيما يقدم في المعرض أكبر لوحة وطولها 15 متراً وعرضها خمسة أمتار.

وقال الفنان الهولندي ليون كير: «أقدم لوحة مكونة من كاميرا، وفي الأرضية كرسي، وأضع في المقابل الظل الخاص بالكاميرا». وأوضح أن «القواعد التي يتم اتباعها في هذا الفن هي البعد في المساحة، وبالتالي لابد من مد الصورة حتى يتمكن الفنان من الحصول على العمق ويكون ذلك من خلال الخطوط والأشكال الهندسية». ولفت إلى أنه دائماً على الفنان أن يعدل في الخطوط أثناء الرسم، علماً أنه لابد من رسم «سكتش» صغير قبل البدء بتنفيذ العمل على الأرض. ويقدم كير إلى جانب هذا العمل عملاً آخر، وأضاف أن «هذا النوع من الرسم يجذب الناس على مختلف ثقافاتهم، كما ان الجمهور يفاجئ الفنان أحياناً، من خلال الزوايا التي يلتقط بها الناس صورهم بالقرب من اللوحة، وكذلك كيف يخرج العمل بشكله النهائي». ونوّه بأن المواد التي يستخدمها هي الإكريليك، وأن المادة لا تتأثر بالمطر أو ما شابه، مشيراً إلى أنه كفنان لا يأبه إلى ما يحدث بالرسم بعد الانتهاء منه، فالتحدي بالنسبة إليه هو العملية الإنتاجية والنتيجة في الختام، وبعدها لا يهم ما الذي سيحل بالعمل لأنه يفكر في الذي بعده.

أما الفنان الأميركي أنطوني كابيتو، فقد لفت إلى أنه سيقدم عملين يعتمدان على تحويل المشهد الواقعي إلى صورة ثلاثية الأبعاد، منوهاً بأنه بدأ بتنفيذ الأعمال في أميركا، وذلك نظراً لكونها تتطلب كثيراً من الوقت، موضحاً أن «هذا النوع من الفنون يمكن رؤيته والتقاط الصور له من زاوية واحدة فقط».

وأضاف أنه «لابد للرسام من ترك مساحة للمشاهد في الوقوف داخل الصورة، كما الناس تبتكر في اللوحات وتضيف إليها الكثير». ولفت إلى أنه يأخذ الكثير من الوقت في الرسم، ولهذا بدأ في أميركا.

بينما اختار الفنان الإيطالي كيوبو ليكويدو، مشهداً ينتمي إلى المنطقة وهي اللؤلؤ، موضحاً أن «اختياره أتى للأهمية التاريخية التي يحملها اللؤلؤ في دبي، لكنه قرر وضعها في وعاء زجاجي، وذلك لاعتماد دبي على الزجاج في مبانيها». وشارك مع الرسامين مجموعة من الفنانين المقيمين والإماراتيين، وذلك للاستفادة من خبراتهم.

وقالت الفنانة الفلسطينية أبرار البابا، إن «الحدث يجعلنا نرى الفن من منظار مختلف، خصوصاً اننا نعيش أجواء فنية مختلفة مع الفنان». ولفتت إلى أن الاستفادة الأساسية من المشاركة، هي الوسائط المستخدمة، وما هو الصح والخطأ، وكذلك المواد التي تناسب الجو العام الذي يتم الرسم فيه.

تويتر