عرض فلكلوري بأزياء مستوحاة من التصاميم الإسلامية

«الظلال».. رسالة حضارية من الشارقة إلى العالم

صورة

وسط حضور جماهيري كبير، شهد مسرح المجاز، التابع لمركز الشارقة الإعلامي، مساء أول من أمس، عرض المسرحية الغنائية «الظلال»، التي كتبت كلماتها اللبنانية نادين الأسعد، ولحنها الفنان البحريني خالد الشيخ، وأخرجها اللبناني منجد الشريف، وشارك فيها كل من الفائز بلقب «محبوب العرب» السوري حازم شريف، والفنانة اللبنانية كارول عون، إضافة إلى فرقة إنانا السورية.

الفنون بأبهى صورها

عبّر الفنان البحريني خالد الشيخ عن سعادته بما حققه العمل المسرحي «الظلال» من نجاح كبير، استطاعت الشارقة من خلاله استعادة المسرح الغنائي بقوة، مؤكداً أن «الشارقة ودولة الإمارات عموماً تؤكدان يوماً بعد يوم بأنهما الأبرز في المنطقة على احتضان وإبراز الثقافة والفنون بأبهى صورها».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/03/274549.jpg


4500

متفرج سعة مسرح المجاز، الذي افتتح العام الماضي ليكون المقر الرسمي لاحتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014، يعدّ الأول من نوعه على مستوى المنطقة، حيث صمم بشكل يضاهي المسارح الرومانية، فهو مسرح نصف دائري، مقام على مساحة تبلغ 7238 متراً مربعاً، وبلغت كُلفة إنجازه 120 مليون درهم.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/03/274514.jpg


عاصمة السياحة العربية

قال مدير مركز الشارقة الإعلامي، أسامة سمرة: «إن المسرحية الغنائية (الظلال) تعدّ من الأعمال الفنية المميّزة التي نظمتها الشارقة، في إطار مشروعها الثقافي والفني، الهادف إلى تقديم الفن الأصيل والجميل إلى الجمهور، حصوصاً في هذا العام الذي تحتفل فيه الإمارة باختيارها عاصمة للسياحة العربية، وبالتأكيد فإن الإقبال الكبير على متابعة هذا العمل، والتفاعل معه من قبل المقيمين في الشارقة وزوارها، يشجعنا على تنظيم واستضافة مزيد من الأعمال التي تعزز مكانة الإمارة على خريطة الفعّاليات الثقافية والفنية والترفيهية، ونود أن نشكر أسرة العمل كافة، على أدائهم المبهر، ونرحب بهم دائماً في مسرح المجاز وفي إمارة الشارقة لتقديم مزيد من العروض الفنية والموسيقية الراقية».

وابتدأ حماس الجمهور مبكراً، قُبيل بدء العمل الذي وجهت من خلاله الشارقة رسالة محبة وسلام إلى العالم، حيث بدأ بالتوافد إلى المسرح قبل نحو ساعتين من انطلاق المسرحية الغنائية، التي حضرت فيها نادين الأسعد، من خلال القصائد والغناء، وأطلّ فيها حازم شريف على جمهوره في أول عمل مسرحي غنائي يقدمه منذ منحه لقب «أراب آيدول»، وترقب الحضور مشاهد العمل الذي جمع بين الشعر والغناء والتمثيل.

وبدأ العرض بصوت الشاعرة الأسعد، متحدثة عن قصة العمل، قائلة إنه يروي «حكاية امرأة تبحث عن ذاتها، تقطف الكلمات وتصادق جميع المفردات والفراشات ليسطع الوطن والحب والشجن من جفن الحروف شمساً وحبراً.. وتراً وشعراً، في موسم حبر وورق تعانقت فيه الظلال»، وبعدها ابتدأ المشهد الأول مع قصيدة للشارقة، غنتها الأسعد وحازم شريف، وحضر فيها صوت كارول عون، التي لم تتمكن من المشاركة الحية في العمل لأسباب طارئة.

وعلى وقع كلمات «لكِ العلياء يا حسناءٌ شامخةً، لكِ الأسماء تُحفر في حمى الرملِ، معي أرزٌ معي لبنان حمّلني قلاداتٍ لأهل الخير والفضل»، شاهد الجمهور عرضاً فلكلورياً لعارضين بأزياء مستوحاة من التصاميم الإسلامية، عكست مكانة الشارقة الثقافية والتراثية ورسالتها الحضارية إلى العالم.

ومن وحي الروابط القوية بين الشارقة والكتاب، امتدت اللوحة الثانية من المسرحية متضمنة قصيدة «قلي الورق» ألقتها الأسعد على وقع مشهد ثري بالتفاصيل المستمدة من بيئة حياة الكاتب التي تحضر فيها القلم والورقة والكتاب، ورافقتها أغنية «لا أنت حبيبي» لفيروز.

وفي قصيدة أخرى، خاطبت الأسعد الحبيب قائلة: «الشوق عم بيدق اسمك على بابي، ويعزم ليالي الحب تتشحتر كتابي»، وتضمنت مشهداً بديعاً من واقع الحياة البحرية، حيث مد الممثلون الذين يلعبون أدوار صيادين، بصنانير الصيد على ضفاف المسرح الذي يحاكي البحر، فيما فضل بعضهم استخدام الشباك لعلها تصطاد شيئاً من الخير والحب، وتواصلت اللوحات مع قصائد الأسعد على وقع موسيقى غربية، غلب عليها صوت الجيتار الكهربائي في إيقاعات سريعة شبيهة بنمط الحياة الغربية في ستينات القرن العشرين.

واستمتع الجمهور بأداء الفنان حازم شريف، وهو يؤدي مشهد شاب يعشق فتاة يراها في أحد المقاهي الشعبية، فيحاول تقديم وردة لها، مغنياً «أوقات بتمرق بالعطر بترميني بنهدات الزهر، بوقع بأرضي من الشوق وبينزف ع وراقي الشعر»، فصفق له مطولاً، قبل أن تقدم نادين الأسعد قصيدة «العشق نار»، التي سبقتها بأغنية «حبك نار» لعبدالحليم حافظ، وأتبعتها بقصيدة «رأيتكِ»، رافقتها مشاهد من العصر الجاهلي، يوم كانت ليلى العامرية تهيم عشقاً بابن عمها قيس بن الملوح، وتحوّل فيها المسرح إلى واحة صحراوية انتشرت فيها بيوت الشَعر وفاحت في أجوائها رائحة القهوة العربية المحمصة على كلمات «قولي: أحبك يا مناي وفرحتي، يا بلسماً يشفي الجراح بطيب».

وعلى وقع صوت الرعد والرياح وأضواء البرق، انطلقت «الظلال» بجمهورها إلى مشهد شتوي، ابتدأ بأغنية «رجعت الشتوية» لفيروز، وغنّت فيه الأسعد قصيدتها «الطقس»، ثم أتبعتها بقصيدة أخرى حملت عنوان «بالموقدة».

تويتر