ينطلق غداً بمشاركة 20 ألف شخص

«تيري فوكس - أبوظبي».. ماراثون الأمل

الماراثون حظي بتفاعل لافت من جميع الأعمار والجنسيات في دوراته الماضية. من المصدر

بمشاركة نحو 20 ألف شخص من مختلف الجنسيات والأعمار، تنطلق صباح غد فعاليات الدورة الـ20 من ماراثون تيري فوكس السنوي في العاصمة الإماراتية أبوظبي، الذي يعد من أبرز الأنشطة التطوعية الدولية، التي تهدف إلى جمع التبرعات لمصلحة الأبحاث المبتكرة حول العالم في مجال السرطان، وتعزيز التوعية بالمرض، وأهمية المسؤولية المجتمعية في مقاومته، وترسيخ ثقافة العمل العام بين مختلف المجتمعات.

رحلة أمل ومعاناة

ولد تيري فوكس، الذي يحمل الماراثون اسمه في مدينة وينبج عاصمة مقاطعة منيتوبا في كندا، وتربى في بورت كوكيتلام، بريتش كولومبيا، التي تقع بالقرب من فانكوفر على الساحل الغربي لكندا.

كان شاباً نشيطاً ورياضياً حتى أصابه سرطان العظام في سن الـ18 وبتر 15 سنتيمتراً من رجله اليمنى عام 1977. خلال وجوده بالمستشفى شارك تيري فوكس معاناة مرضى السرطان الآخرين، الذين كان أكثرهم من الأطفال وصغار السن، فقرر أن يجري حول أنحاء كندا لجمع تبرعات تُخصص لمصلحة أبحاث السرطان. ولقب رحلته بـ«ماراثون الأمل».

وبعد مرور 18 شهراً وقطع مسافة تزيد على 5000 كيلومتر، كان تيري على استعداد لإطلاق «رحلة الأمل» من منطقة نيوفوندلاند، سانت جون في 12 من أبريل 1980، ولم يكن الحدث بعد قد انتشر إعلامياً. ورغم صعوبة البداية، كان حماسه يزداد يوماً بعد يوم، كما بدأت أموال التبرعات تتدفق عليه، إذ وصلت المسافة التي قطعها آنذاك إلى 42 كيلومتراً، وذلك خلال يوم واحد في كل من مقاطعتي كيبك وأونتاريو.

في الأول من سبتمبر وبعد 143 يوماً من الرحلة قطع خلالها 5373 كيلومتراً أجبر تيري على التوقف عند مدينة «ثندر باي» في أونتاريو بعد اكتشاف وصول السرطان إلى رئتيه. ليرحل في 28 من يونيو عام 1981 عن عمر يناهز 22 عاماً، وكان رحيله بمثابة فاجعة كبرى، ليظل ميراثه الإنساني حياً من خلال مؤسسة تيري فوكس التي تكمل المسيرة، من خلال تنظيم ماراثون تيري فوكس السنوي في كندا، وفي 30 دولة حول العالم ومعه تتدفق التبرعات التي تخصص للأبحاث المبتكرة في مجال السرطان، وقد تجاوزت في مجملها 650 مليون دولار حتى الآن.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/02/2728261.jpg


مسيرة وفعّاليات

ينطلق الماراثون، الذي يقام برعاية الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان، مستشار صاحب السموّ رئيس الدولة، في العاشرة من صباح غد، ويحضره للمرة الأولى شقيقا تيري فوكس. وتبدأ المسيرة وتنتهي عند منطقة إيست بلازا على كورنيش أبوظبي (تقاطع شارع الخليج العربي مع الكورنيش ـــ إشارة مرور رقم 30) بحيث تسير باتجاه ميناء زايد لمسافة 8.5 كيلومترات، ويتخلل الماراثون عدد من الأنشطة الترفيهية.

وقالت رئيسة اللجنة التنظيمية لماراثون تيري فوكس، نفسية طه، لـ«الإمارات اليوم»، إن «الدورة الحالية هي احتفالية بمرور 20 عاماً على انطلاق فعاليات الماراثون والحملة المصاحبة له، التي تستهدف حملة توعية مجتمعية لمصلحة أبحاث السرطان».

وعبّرت طه عن فخرها بما حققته الحملة من نجاح على مستوى المشاركة، إذ ارتفع عدد المشاركين في الماراثون من 100 شخص عام 1995 إلى 20 ألف شخص في الدورة الحالية، إلى جانب نجاح الحملة في زرع قيمة العمل التطوعي والخدمة المجتمعية في نفوس عدد كبير من طلبة المدارس، وزرع الأمل في نفوس مرضى السرطان، أو الذين فقدوا أعزاء لهم بسبب هذا المرض، وكلهم يعملون من أجل تحقيق أمل اكتشاف علاج لهذا الأمر.

وأشارت إلى أن الحملة تمثل دفعة قوية للباحثين العاملين في مجال أبحاث السرطان، لتوفير الدعم المالي لهم، إذ توجه كل التبرعات لهذا المجال، ويمنع تماماً صرف أي درهم على الأعمال الإدارية، فالعمل يقوم كله على التبرع، موضحة أن «اختيار الأبحاث التي يقدم لها الدعم يمر عبر مراحل مختلفة، تبدأ بدعوة الباحثين للتقدم بأبحاثهم، والإعلان عن ذلك في المستشفيات ومراكز الأبحاث والجامعات في الدولة، ويتلقى الأبحاث فرانك برانيكي، الأستاذ في جامعة الإمارات، لترسل بعد ذلك إلى كندا، إذ تعرض على لجنة متخصصة تختار أفضل البحوث لتحصل على دعم مالي لثلاث سنوات».

وذكرت طه أن «فعاليات الماراثون ستنظم في اليوم نفسه برأس الخيمة لمشاركة المقيمين في الإمارات الشمالية».

من جانبه، أعرب دريل فوكس، شقيق تيري فوكس، الذي يحضر المارثون للمرة الأولى هذا العام، خلال المؤتمر الصحافي، الذي عقد صباح أمس، في فندق روتانا الشاطئ بأبوظبي، بحضور السفير الكندي لدى الدولة عارف لالاني، عن سعادته بالحملة وما تشهده من مشاركة كثيفة، إذ تشهد الإمارات أكبر ماراثون لتيري فوكس، بعد الماراثون الذي يقام سنوياً في كندا منذ 35 عاماً.

ونجح ماراثون تيري فوكس منذ انطلاقته الأولى في أبوظبي عام 1995 في جمع تبرعات بلغت 15 مليون درهم، ذهبت جميعها لدعم مشروعات بحثية عن السرطان. وخلال هذا العام بلغت قيمة التبرعات التي تم جمعها ثلاثة ملايين درهم ستذهب لدعم 16 مشروعاً بحثياً على مستوى الدولة، من بينها تسعة في أبوظبي، إذ اختيرت تلك الأبحاث وفق عملية دقيقة ليتم العمل عليها داخل الدولة بواسطة باحثين محليين ومن مختلف الجنسيات، إذ بلغ عدد الأبحاث التي تم تمويلها في الإمارات بصفة عامة 58 بحثاً.

ومن المزمع، خلال الدورة الـ20 من ماراثون تيري فوكس أبوظبي، أن يستعرض أربعة من الباحثين المتخصصين آخر ما توصلوا إليه في مشروعاتهم البحثية، التي تم العمل عليها في الإمارات، بالتعاون مع أبرز المعاهد الطبية المتخصصة وكلية الطب والعلوم الصحية جامعة الإمارات في العين.

وطبقاً لمنظمة الصحة العالمية، يحصد السرطان حياة 7.6 ملايين نسمة كل عام، من بينهم نحو أربعة ملايين في سن مبكرة تراوح بين 30 و69 عاماً، في حين تؤكد الأبحاث أنه يمكن تجنب ثلث عدد الوفيات بالتعليم وتعزيز الوعي بعوامل الخطورة مثل التدخين، والتعرّض المفرط للشمس، وقلة النشاط البدني.

تويتر