حالة مرضية معقّدة يمكن أن تنتج عنها عواقب وخيمة

اضطرابات الأكل.. الاكتشاف المبكر يحمي الصحة النفسية والجسدية

صورة

أكّدت الخبيرة المتخصصة في علاج اضطرابات الأكل، ماريا أبي حنا، أن اضطرابات الأكل تُعد حالة مرضية معقدة، ويمكن أن تكون مدمرة، مشدّدة على أنه يمكن أن ينتج عنها عواقب وخيمة على الصحة ومستوى الإنتاجية في العمل والعلاقات الاجتماعية، فهي ليست بدعة أو مرحلة أو نمط حياة نختاره.

نصيحة

نصحت الخبيرة في اضطرابات الطعام، ماريا أبي حنا، بأنه «إذا كنت تعتقد أن أحد أفراد أسرتك يعاني اضطراباً في الأكل، فينبغي أن تعبّر عن خوفك عليه بلطف من خلال إظهار اهتمامك به، ولكن مع الإصرار على ضرورة حصوله على المساعدة من شخص متخصص للتخلص من هذه الحالة».

وتُعرف اضطرابات الأكل على أنها سلوك قهري تجاه الطعام. ويتجلى هذا السلوك بالتوجه الوسواسي نحو كل ما يتعلق بالأكل، سواء بتجنبه أو بفرط استهلاكه، حتى لو كان الثمن تدمير الجسم. ولا يرتبط هذا السلوك بعامل واحد فقط، إنما يشمل عوامل مختلفة عدة، منها العاطفية والنفسية والاجتماعية وغيرها.

وأوضحت ماريا، الخبيرة لدى مركز «رايت بايت» لاستشارات التغذية، بمناسبة شهر فبراير الذي يُعد شهر التوعية باضطرابات الأكل، أن «إشارات التحذير التي يرسلها الجسد تشمل: فقدان الوزن السريع وتوقّف الدورة الشهرية لدى الفتيات وعلامات التعب والمرض بسبب القيء، مثل تشنّج المفاصل والشعور بالبرد معظم الوقت. كما تشمل إشارات التحذير السلوكية والنفسية: الانشغال بالأكل والطعام وشكل الجسم والوزن والشعور بالقلق، أو الخروج عن السيطرة في ما يتعلق بأوقات الوجبات والإفراط في ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي غير ضروري واستخدام المسهلات والعادات الوسواسية خلال إعداد الطعام والأكل».

وأضافت ماريا أنه «ليست هناك طريقة مباشرة ومحددة لمنع اضطرابات الأكل، لكنّ العلاج المبكر قد يكون أفضل طريقة لمنع تطوّر الحالة، ومعرفة العلامات المبكرة وطلب العلاج على الفور يساعدك على تجنب المضاعفات الصحية النفسية والجسدية، ويزيد من احتمالات الشفاء».

وعلى الرغم من أن الفئة العمرية الأكثر عرضة للإصابة باضطرابات الأكل تراوح بين 12 و20 عاماً، فإنه يمكن لأي شخص وفي أي سن أن يصاب بهذه الحالة. وعرضت حنا بعض الإرشادات للمساعدة على التمتع بصحة جيدة وحياة سعيدة، ومنها «تُعد تهيئة بيئة صحية لتطوير الثقة بالنفس لدى طفلك أمراً أساسياً وتبدأ من المنزل، فمن المهم أن نشجّع أطفالنا على اتباع عادات الأكل الصحية، وأن نكون قدوة إيجابية لهم، ونتجنّب اتباع نظام غذائي صارم أمامهم، وقد تؤثر عادات تناول الطعام مع الأسرة في العلاقة التي تنشأ بين الطفل والطعام، كما يسمح تناول وجبات الطعام معاً للأهل فرصة تعزيز وعي أطفالهم عن الأكل الصحي». ونصحت بعدم «إطلاق الأحكام على الأطعمة، وتجنب تصنيف الأطعمة بأنها (جيدة / آمنة) مقابل (سيئة / خطيرة)، ويجب اتباع أسلوب حياة صحي ونظام غذائي متوازن ومتنوع».

وأضافت ماريا: «انتقد كل ما يروج لشكل الجسم غير الواقعي، وقم بتعزيز صورة صحيحة عن الجسم لدى أطفالك بشكل رئيس، وكذلك لدى أسرتك وأصدقائك، مهما كان شكل جسمهم أو حجمه مع طمأنتهم بأن أشكال الجسم يمكن أن تختلف من شخص لآخر، وتجنّب الاستهزاء بالأشخاص الآخرين الذين يعانون زيادة الوزن». يُذكر أنه قبل 30 عاماً كان وزن عارضات الأزياء أقل بنسبة 8% من وزن المرأة العادية، أمّا اليوم، فأصبحت عارضات الأزياء أنحف بنسبة 23% من المرأة العادية، وهنا تأتي أهمية تعزيز السلوكيات الواقعية المرتبطة بالجمال وصورة الجسم والأكل والوزن.

 

 

تويتر