أسرة «المهرجان» وشركاؤه وروّاد فعالياته لايزالون في فلَك شعاره الأول

عقدان من الزمان.. و«العــــالم» يروي حكاية «دبي للتسوق»

«دبي للتسوق» إطلالة متجددة تنجح في مفاجأة روادها كل عام. من المصدر

إلى جانب إقرار شعار دورة هذا العام لمهرجان دبي للتسوق، ونحن على بعد 24 ساعة فقط من طيّه آخر سنوات عقده الثاني «20 عاماً والعالم يحتفل»، يظهر تتبع العلاقة بين «المهرجان» من جهة، ورواده وشركائه، حتى أولئك الذين كُتب لهم أن يكونوا ضمن كوكبة صنّاع نجاحه، أن هنا تجربة مختلفة، تسعى لأن تحاكي عبقرية «دبي» في تفردها، لـ«يحتفي» بها العالم، بعد أن قدمت أنموذجاً ببصمة دبي،

«كيف المهرجان عندكم؟»، عبارة متكررة تقال بشتى اللغات واللهجات، بين قاصٍ لا يعيش في دبي، وسمع أنباء عن «مهرجانها»، ودانٍ يعايش ألقه، ليروي السياق جانباً من ألق يحكمه زمان إقامة المهرجان، فيما يكسو روحه المكان، في مدينة منحته اسمها، كأن العالم يعيش واقعه، عبر فصل موعده «دبي للتسوق»، ويروي حكاياته في فصل آخر على مدار العام.

إبراهيم صالح: عصيّ على الاستنساخ

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/01/260509.JPG

يرى المنسق العام للمهرجانات إبراهيم صالح، الذي واكب تأسيس المهرجان، ولايزال مستمراً في عطائه، أن «دبي للتسوق ولد ناجحاً مع الدورة الأولى، التي أصبح بعدها شاغل الناس، ومبعث محاولات محاكاته».

وأضاف: «المهرجان توليفة خاصة بشخصية دبي، لذلك فإن محاكاة دبي للتسوق في ظل حتى ظروف مشابهة تغدو مستحيلة»، وتابع: «بعد 20 عاماً لانزال نتعلم من أخطائنا، ونطور أنفسنا، ونؤمن أن المحافظة على النجاح أصعب من صناعته».


يوسف مبارك: موعد مع «أفعال التفضيل»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/01/260513.jpg

التحاق مدير إدارة العلاقات الحكومية في مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، يوسف مبارك، بركب «دبي للتسوق» كان بعد عام واحد من الانطلاقة، حيث يرى أن «روح دبي هي التي تهيمن على نجاحات مهرجان التسوق، فقد عاصرت خمسة مديرين تنفيذيين مختلفين، سادتهم وسادت فريقهم فكرة أننا نتحدى أنفسنا، للوصول إلى الأحسن، دون الاكتفاء بمجرد الحسن، حتى وإن ضمن لنا موقعاً متميزاً بين مهرجانات التسوق العالمية، فنحن على موعد دائم مع صيغة (أفعال التفضيل)، الأثيرة التي تجدد طموحاتنا».


سهيلة غباش: «حلمنا» مشترك

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/01/260586.JPG

التحقت مديرة إدارة الفعاليات في مؤسسة دبي للمهرجانات سهيلة غباش، بالمهرجان للمرة الأولى في دورته الرابعة متطوعة، لكنها وجدت نفسها بعد التخرج في كلية التصميم الداخلي في الجامعة الأميركية، منجذبة للعمل الرسمي في إطاره، وتحديداً في فعاليات بيت المواهب. أول المشروعات الملهمة التي شاركت في الترويج لها غباش، كانت شخصية «مدهش»، لتتدرج بعدها من منسقة للعلاقات الحكومية، إلى عضو نشط في إدارة الرعاية التجارية للمهرجانات، لتصبح مديرة إدارة الفعاليات على مدار الدورات الخمس الأخيرة.


سعيد الفلاسي: «التجزئة» داعم رئيس

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/01/260511.jpg

لم ينضم إلى أسرة المهرجان إلا مع بداية الدورة الـ17 فقط، إلا أن مدير إدارة الشراكات الاستراتيجية، سعيد الفلاسي، يبدو في انسجامه مع زملائه، كأنه كان حاضراً للاجتماع التأسيسي للحدث قبل 20 عاماً، فهو ملم بتفاصيل كثيرة تتجاوز مهام عمله الإداري، الأمر الذي يفسره بخلفيته العملية، «مع التطور الاستراتيجي للمؤسسة، وإيلاء اهتمام أكبر بقطاع التجزئة، تم ترشيحي للعمل مستشاراً لهذا القطاع، قبل أن أصبح مديراً للشراكات الاستراتيجية».


عبدالله أميري.. تاجر السعادة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/01/260512.jpg

يصفه زملاؤه، كما رواد المهرجان، بأنه «تاجر السعادة»، حيث يتولى عبدالله أميري، مسؤولية سحوبات المهرجان الكبرى، وحكاية أميري مع المهرجان مبكرة جداً في حياته المهنية، التي بدأها بالعمل في بلدية دبي، بالتوازي مع انطلاقة دورته الثالثة، لكنه للمصادفة كان ملحقاً في الدائرة الاقتصادية، ما أتاح له فرصة أن يبدأ خبرته مع المهرجان بداية من دورته الرابعة، مسؤولاً عن فعاليات شارع الرقة، وبعد تخرجه الجامعي فضل أميري الالتحاق رسمياً بأسرة «دبي للتسوق»، اعتباراً من الدورة السابعة.


نصر حكيم: «الإنفاق الإعلاني».. جندي مجهول

على الرغم من أنه مهندس أضواء من نوع آخر، محلها شاشات التلفزة والفضائيات والصحف ومحطات الإذاعات وغيرها، إلا أن مدير المركز الإعلامي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، نصر حكيم، يكاد يبقى دوماً في الجانب غير المرئي من الصورة، وهو ما يفسره بالقول: «مع مشهد دبي للتسوق، فإن الرصد يبقى دوماً هو خير مفصح عن ما يتم إنجازه، ومن واقع تجربتي التي بدأت مع المهرجان بداية من عام 2006، التي شهدت دورة استثنائية مدتها 45 يوماً، فإن الإحاطة الإعلامية عبر تصريح إعلامي، مهما كان مطولاً، ستظل محاولة منقوصة».

وآثر حكيم قطاعاً آخر في «دبي للتسوق»، بلقب الجندي المجهول، بخلاف قطاع الإعلام، حيث يضيف: «أرشح لهذا اللقب قطاع الإنفاق الإعلاني، فالزملاء هناك يقومون بجهد أكثر من مضاعف، والنتيجة أن الحملات الترويجية للحدث تتجاوز نجاحاتها التوقعات دوماً».

وإذا كان مقام أي استقصاء جامع لألق سنواته الـ20، يظل مهمة مستحيلة، خصوصاً على مستوى الرصد والتحليل المرتبطين بفعالياته وروّاده، حتى شركائه، الذين تعكس الأرقام ثقتهم المتنامية بالمهرجان، فإن الولوج داخل أسرة صانعي نجاحه المواكبين لإطلالته المتجددة، يبقى بمثابة فكرة أخرى لرصد خلطة «النجاح» من زاوية أخرى.

ومن لا يتذكر البداية في عام 1996، بفكرة ورؤية من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي أمر حينها أن يكون شعار المهرجان الدائم «عالم واحد.. عائلة واحدة»، ليكون بمثابة الأيقونة والثيمة الناظمة لعقد، توالت حبات لآلئه، لتنظم «دبي للتسوق»، هدية الإمارة إلى العالم، ليدور في فلك شعاره الأول الجميع بمن فيهم أسرة المهرجان وشركاؤه وروّاد فعالياته من مختلف ثقافات العالم، مجسدين واقع «العائلة الواحدة». فعاليات شارع السيف، شارع الرقة، شارع الضيافة، شارع بني ياس، قرية التراث، القرية العالمية في مقرها القديم بالقرهود، وغيرها، هي صور لاتزال تحملها ذاكرة من عايشوا ألق «البدايات»، ثم واكبوا زخم مهرجان ينمو، ويواكب مسيرة ازدهار دبي، التي لا تعرف سوى النمو المطرد، والمشروعات الكبرى، وفق وتيرة متسارعة دوماً.

سنوات التأسيس لموقع «دبي للتسوق» على أجندة أهم المهرجانات العالمية، سارت كأن الحدث في سباق مع الزمن، فمن عام الانطلاقة، إلى تاليها التي أكدت «النجاح»، ليصبح مع الدورة الثالثة وفق إحصاءات محايدة عبر موسوعة غينيس للأرقام القياسية «أكبر تجمع للعائلات في القرن العشرين»، وهو ما رسخ موقعه ليكون مع بداية الألفية الجديدة المهرجان الأبرز الذي ينتصر لفكرة «جسور الثقافات»، لأننا في رحاب «عالم واحد.. عائلة واحدة.. مهرجان واحد».

وإذا كانت السنوات الخمس الأولى شهدت اهتماماً أكبر بإبراز شخصية «المهرجان»، وترسيخ موقعه على أجندة المهرجانات العالمية، فإن مرحلة «جني الثمار» على صعيد القطاعين الاقتصادي والسياحي وغيرهما، قد تجلت بشكل أكبر اعتباراً من الدورة السادسة، حيث زادت عائدات الفنادق وارتفع الإنفاق على قطاعي الترفيه والمطاعم، ما دفع حجم الإنفاق الإجمالي لارتفاع قياسي حينها مسجلاً 4.5 مليارات درهم، بعد أن وصل عدد الزوار للمرة الأولى إلى 2.55 ملايين زائر.

و«استمر التألق»، الذي يتوافق فيه رصد من يعايش أجواء المهرجان وفعالياته المختلفة، سواء ما يتعلق منها بالتنزيلات والخصومات وعروض القيمة المضافة، أو بالفعاليات الترفيهية والسحوبات والجوائز وغيرها، وهو المشهد الذي أصبح «متجدداً» و«مبتكراً» مع توالي الدورات، لتشهد الدورة الختامية لعقد المهرجان الأول زيادة مطردة في مؤشرات النجاح.

وعلى الرغم من تأجيل موعد انعقاد الدورة الـ11، في عام 2006، ليتم إدغامها مع التالية لها، بسبب ظروف رحيل المغفور له الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، فإن هاتين الدورتين، توصفان في سجل مسيرة المهرجان بـ«الاستثنائيتين»، لاعتبارات كثيرة، منها هذا الالتزام الذي أظهرته إدارة المهرجان تجاه الشركاء، وتجار التجزئة، فضلاً عن رواد المهرجان أنفسهم، ليحافظ «دبي للتسوق» على انعقاده، في رسالة التزام جادة، في حين جاءت المساحة الزمنية لإقامة الدورتين، وهي 45 يوماً، بمثابة جرعة زائدة من التسوق والترفيه والمرح، وأيضاً الجوائز والسحوبات التي تضاعفت بدورها.

وصول عدد زوار دبي خلال «مهرجانها» إلى 3.2 ملايين زائر، في الدورة الـ13، جاء ليواكب زخماً وثراء ملحوظين أحاطا بالمهرجان من مختلف الاتجاهات، فالاهتمام بالاحتفالات الغنائية والطربية، وإقامة فعاليات تحتفي بخصوصية البيئة والتراث المحلي، واستيعاب ثقافات الشعوب المختلفة وغيرها تتوازى مع أكبر حملة للسحوبات والجوائز شهدها المهرجان على مدار دوراته السابقة، وهو ما انعكس في ارتفاع نسبة الإنفاق، والمردود الاقتصادي لإقامة المهرجان على قطاع التجزئة والقطاع الخاص والفنادق وغيرها، ما جعل هذه الدورة بالفعل بمثابة «موسم خامس في دبي»، يتمم فصول السنة الأربعة، لكنه يتميز عنها باختصاصه بمدينة يحتفي بها العالم في مهرجانها.

وفي الوقت الذي كان العالم يئن فيه تحت وطأة أزمة اقتصادية طاحنة، عصفت بمعظم المهرجانات المناظرة في مختلف دول العالم، فإن مهرجان دبي للتسوق بقي صامداً في عام 2009، لتلتئم دورته الـ14 «رغم التحديات»، والمدهش أن هذه الدورة لم يكن التقشف المادي من ملامحها، وكانت هناك مواءمات ذكية، بين الظروف الاقتصادية الذي طال الشركاء وقطاع التجزئة، حتى الزائرين المتوقَعين للمهرجان، فضلاً عن الحالة النفسية المسيطرة على جميع الأطراف الفاعلة في «التسوق»، وبين التخطيط للترويج وإقامة هذه الدورة، التي نجحت في استقطاب زوار من سوق جديدة بعيدة نسبياً عن تأثيرات الأزمة الاقتصادية. استمرار التحدي الاقتصادي وتوابع الأزمة العالمية في عام 2010، لم تنعكس سوى مزيد من الإصرار على إقامة دورة جديدة ناجحة، لتأتي الدورة الـ15 بنتائج مبهرة، سواء على صعيد مشاركة محال تجارة التجزئة، أو ما يتعلق بزخم الفعاليات، التي شهدت حالة من التنويع والثراء، ما أسهم في جعل الـ32 يوماً التي أقيم فيها المهرجان، بمثابة متنفس ورئة لزواره من شتى أنحاء العالم، بعيداً عن تداعيات الأزمة، التي كانت الشكوك لاتزال تحيط بأفق تأثيرها في مجمل الاقتصاد العـالمي.

«دبي للتسوق.. هو دائماً مهرجانك»، شعار رفعته الدورة الـ16 في عام 2011، ليتجه الخطاب إلى الجميع، لكن بخصوصية شديدة، كأنه أُبدع ليتناسب مع كل فرد على حدة، فحقيبة الخيارات متنوعة من حيث الفعاليات، وهو التنوع الموجود أيضاً على صعيد التسوق وفرص الربح، حتى أولئك الذين اعتادوا أن يكون المهرجان وجهتهم السنوية، وجدوا في هذه الدورة وسواها «الجديد» المفاجئ، و«القديم» المتطور، وبدا أن المهرجان يعمق إثارته وزخمه، كأنه ينمو بشكل أفقي، ليظلل مدينة «المفاجآت»، لنجد «دبي للتسوق» يواكب بين معاصرته لفعاليات «الموضة» العالمية، واستلهامه لـ«تراث» المكان الأصيل عبر خيمة «حياة البادية»، وفعاليات «الأسواق الشعبية»، التي عاش فيها المتسوقون والزوار تفاصيل المهرجان، في ظل زخم آخر كان موقعه مراكز التسوق الحديثة وشوارع دبي المختلفة التي تنبض بعوالمه المتنوعة.

شعار العام التالي كان بمثابة النتيجة، وفق مفهوم المعادلة الأرسطية في «منطق» التفكير السليم، فبناء على كل المقدمات السابقة تكون النتيجة أن «دبي تتألق في مهرجانها»، لتتواصل تحديات تحليق المهرجان خارج سرب المهرجانات المناظرة، التي عاد بعدها عقب فترة توقف، ليجد أن المهرجان الذي أخلص لشركائه وروّاده، والتزم بإطلالته السنوية، أصبح بعيداً في الأفق، وسباق المنافسة أضحى مضنياً، إن لم يكن مستحيلاً، لأن الفرص بين المتنافسين بالأساس غير متكافئة، فهنا عنصر حاسم في نتيجة السباق عنوانه «دبي» وروحها المتفردة.

قائمة الأرقام القياسية زادت، وفعاليات الأزياء التي تمت إضافتها في الدورات الأخيرة، قد أضحت الأكثر تميزاً، من خلال أطول عرض أزياء في العالم، وأكبر تجمع للتجميل وخبرائه والمهتمين به، وفي هذه الدورة واصلت مؤشرات نجاعة المهرجان أيضاً تصاعدها وفق وتيرة أسرع، وهي الدورة التي شهدت إضافة فعاليات «فيستفال بروميناد» فور افتتاحه، لينضم إلى كوكبة أهم المواقع المستقطبة لزوار المهرجان.

تويتر