14 دولة تتنافس على اللقب وجائزة المليون دولار

39 متسابقاً في جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار

صورة

أعلنت اللجنة المنظمة لـ«جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان» عن تأهل 39 مشروعاً إلى مرحلة نصف النهائي لفئات المنافسة المختلفة: الوطنية والدولية والحكومية، التي يبلغ مجموع جوائزها 4.67 ملايين درهم، لتكون بذلك الجائزة الأكبر من نوعها على مستوى العالم.

وشهدت الجائزة التي أطلقتها حكومة الإمارات خلال انعقاد القمة الحكومية الثانية في فبراير من العام الماضي، مشاركة واسعة من مختلف أنحاء العالم اشتملت على أفكار مبتكرة لتوظيف تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، لتطوير خدمات ومنتجات مدنية من شأنها الارتقاء بمستوى حياة الإنسان.

مشروع إماراتي

طوّرت موزة أحمد الشميلي وفريقها من الإمارات نموذج طائرة متعددة المراوح تحت اسم «ألتيمت يو إيه في»، ويعمل هذا النموذج على تبديد الضباب من الجو بطريقة صديقة للبيئة. وقالت الشميلي «نهدف إلى مساعدة سائقي المركبات على الحد من المخاطر الناجمة عن ضعف الرؤية بسبب الأجواء الضبابية، علاوةً على ذلك يدعم المشروع قطاع الطيران المدني من خلال المساعدة على تفادي إغلاق المطارات وتأجيل الرحلات أو القيام بمناورات التحليق فوق المطارات التي تؤدي إلى زيادة التلوث».

وأضافت الشميلي «ليس غريباً على الإمارات إطلاق مبادرات رائدة لخدمة الإنسانية جمعاء، وقد منحنا دعم (جامعة خليفة) زخماً كبيراً للمضي قدماً في مشروعنا، ويعد الدعم والاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الإماراتية لشعبها أحد العوامل الرئيسة لتصنيفه من أكثر الشعوب سعادة في العالم. ويعزى ذلك إلى سعي قيادتنا الرشيدة المتواصل لتوفير سبل جديدة لتحسين جودة حياة مواطنيها».

وتوفر المشروعات المشاركة حلولاً مبتكرة لتقديم خدمات تعود بالفائدة على البشرية جمعاء، ولاسيما في مجالات الإغاثة من الكوارث الطبيعية، والصحة العامة، والزراعة، والبيئة، وتخطيط المدن، والخدمات اللوجستية.

واشتملت قائمة المتأهلين إلى المرحلة نصف النهائية تايسي فيرير جوميز من إسبانيا وفريقها الذين قاموا بتصميم طائرة بدون طيار مخصصة لنقل الأعضاء البشرية من مراكز التبرع إلى محتاجيها بكفاءة عالية وفي أقصر وقت ممكن، مع الحفاظ على مؤشراتها الحيوية الطبيعية بما يقلص فرص رفضها من قبل جسم المتلقي.

وقالت جوميز: «قمنا بإعادة صياغة شاملة للعملية اللوجستية المرتبطة بالتبرع بالأعضاء وزراعتها من خلال تعزيز القدرة على التواصل والتنسيق بين المستشفيات، وإنشاء قاعدة بيانات رقمية لجمع وتنظيم كل المعلومات، وتبسيط الإجراءات، وخفض التكاليف، والتقليل من احتمال ضياع الوثائق. ويدعم مشروعنا جهود تطوير أسلوب عمل المنظومة الطبية وإتاحة الفرصة لإنقاذ مزيد من المرضى».

وأضافت «تنظر غالبية الناس إلى الطائرات بدون طيار عموماً بنوع من الريبة، لأن معظم استخداماتها تنحصر في الحروب والأغراض العسكرية، ولذلك أسهمت هذه المسابقة في تغيير النظرة السلبية حول هذا النوع من الطائرات».

ويساعد مشروع الإسباني مارك بيلتران في الكشف عن الألغام الأرضية بطريقة فعالة وآمنة في آن معاً. وقال بيلتران متحدثاً عن مشروعه: «لاتزال الألغام الأرضية منتشرة في أكثر من 70 بلداً حول العالم، ما يتسبب في زيادة عدد ضحايا هذه الأسلحة المميتة كل عام، وتعدّ الطرق المعتمدة حالياً في البحث عن الألغام بطيئة وتنطوي على قدر كبير من المخاطرة، لهذا طورنا طريقةً للبحث من الجو تسهم بشكل فعال في درء الخطر عن الأشخاص الذين يقومون بذلك».

وتعبيراً عن شكره لدولة الإمارات على إطلاقها هذه الجائزة، قال بيلتران: «سيتم توظيف أموال الجائزة في عمليات البحث والتطوير بهدف تعزيز موثوقية نظامنا، ومن ثم التعاون الوثيق مع وكالات نزع الألغام حول العالم للمساعدة في الحد من التهديد الذي تسببه الألغام الأرضية».

أما البولندي توماس موزينسكي، فقد جمع إمكانات الرصد والاتصالات والإنقاذ ضمن نظام واحد أثمر عن تطوير طائرة بدون طيار للكشف عن الغرقى، والتأكد من سلامتهم من خلال نظام إرسال لاسلكي للصوت والصورة، حتى المساعدة في سحبهم نحو الشاطئ بسرعة ليتمكن المنقذون من مساعدتهم».

وشكر موزينسكي القائمين على «جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان»، وقال: «علينا مواكبة أحدث التقنيات لتحسين سلامة الناس، وأنا متشوق كثيراً للعمل مع جميع المشاركين في المسابقة، وتبادل المعارف معهم بحرية، وبيع هذه التقنيات دون أي تكاليف مرتفعة لقاء حقوق براءة الاختراع».

بدوره، ابتكر كلينتون برتشات من أستراليا مشروعاً يلغي حاجة الطائرات بدون طيار إلى مساحة واسعة للهبوط عند تسليم الطرود البريدية. وأضاف كلينتون: «تتطلب طرق التسليم الحالية توافر منصة هبوط فسيحة، حيث يتم التسليم عادةً إما عن طريق هبوط الطائرة في فناء المنزل أو بإسقاط الطرد باستخدام الحبال، وتشكل تلك العملية خطورة لجهة المرسل إليه بما في ذلك الحيوانات الأليفة والأطفال، وتتمحور فكرتي حول إيصال الطرود بدقة متناهية وفق أعلى معايير السلامة».

وقدم فريق من سنغافورة مشروعاً لطائرة بدون طيار تتمتع بميزتي «الفشل الآمن» و«الاستشعار والتجنب»، ما يمكنها من إيصال البضائع بكفاءة وأمان.

وأثنى بيدونغ ليو من فريق سنغافورة على مبادرة المسابقة، واصفاً إياها بأنها منصة مهمة تستقطب الباحثين وخبراء هذا النوع من الطائرات لطرح وتبادل الأفكار حول سبل استخدامها في تحسين حياة الناس.

وقال ديفيد كايري من كينيا، الذي يوظف مشروعه تقنية الطائرات بدون طيار للمساعدة في تخطيط المدن: «يمكن للدوائر الحكومية التي تضطلع بشؤون تخصيص الأراضي والإسكان وتخطيط المدن اليوم توظيف تكنولوجيا الطائرات بدون طيار في رسم الخرائط والتخطيط العمراني ومسح الأراضي في المناطق الحضرية، لاسيما مناطق السكن العشوائي بهدف تطويرها».

وقال خالد عبدالجواد من السعودية، الذي يستخدم مشروعه الطائرات بدون طيار لرصد مناطق الكوارث الطبيعية بهدف الاستجابة السريعة: «تقدم التكنولوجيا التي نطرحها للجهات المتلقية لنداءات الاستغاثة إدراكاً ظرفياً مباشراً للحالة الماثلة أمامهم، وحجم الضرر، والمناطق التي يجب على عمال الإغاثة استهدافها، والتواصل الفعال، إضافة إلى خطة استجابة على مستوى عالٍ من التنسيق، والمساعدة في جهود البحث والإنقاذ لتحديد الناجين والعثور على المفقودين». وشارك في المسابقة مشروع سوداني يدعى «الاستشعار الزراعي عن بعد»، وهو يستخدم نظاماً زراعياً جوياً ذكياً ومبتكراً تم تزويده بميزة التحليق لزرع بذور النبات وجمع العينات للتحليل. وأشار محمد أحمد عبدالعال، وهو جزء من فريق المشروع، إلى أن هذا المشروع يدعم نظام الزراعة الدقيقة لزيادة الإنتاج الغذائي إلى حده الأقصى، وتقليل أثره البيئي، وخفض التكاليف.

وشكر عبدالعال فريق «جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان» على إطلاق هذه المبادرة المميزة التي أوضح أنها ستسهم في تغيير نظرة العالم نحو تكنولوجيا هذه الطائرات، وتشجع تطويرها بما يصب في مصلحة البشرية جمعاء.

تويتر