غنت للحبيب والوطن والإنسانية في حفل خيري خُصص ريعه لمؤسسة «القلب الكبير»

ماجدة الرومي في الشارقة: «من قلبي مية سلام»

صورة

على أنغام موسيقى «عم يسألوني عليك الناس»، أطلت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي، أول من أمس، على مسرح المجاز التابع لمركز الشارقة الإعلامي، حيث أحيت الحفل الغنائي الخيري الذي أقيم دعماً لمؤسسة «القلب الكبير». وقد حضرت الحفل قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وغنت اللبنانية صاحبة الصوت «السوبرانو» على امتداد ساعتين، فأسرت الجمهور بالموسيقى الطربية وصوتها الذي صدح بأغنيات في حب الوطن والعاشق والإنسانية، فيما خصت الشارقة بأغنية حملت عنوان «من قلبي مية سلام».

جانب إنساني

يُعرف عن ماجدة الرومي اهتماماتها الإنسانية، وتفاعلها مع المبادرات الهادفة إلى مساعدة الناس على اختلاف جنسياتهم وأديانهم، ومن أبرز مبادراتها في هذا المجال تخصيصها عائدات ألبومها «غزل» الذي صدر قبل نحو عامين لتمويل دراسة الطلبة المحتاجين في الجامعة الأميركية في بيروت، من خلال صندوق المنح الدراسية في الجامعة. كما زارت في نهاية عام 2012 مبنى «الإسكوا» التابع لمنظمة الأمم المتحدة في بيروت، وتعرّفت إلى الخطوات التي تتخذها المنظمة من أجل الحدّ من الفقر لدى الشباب، وأكدت وجوب العمل يداً واحدة لمحاربة الشر بالخير.


مؤسسة القلب الكبير

أطلقت مؤسسة القلب الكبير في يونيو 2013، تحت رعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، وقد نجحت المؤسسة في جمع أكثر من 13 مليون دولار أميركي خلال عام واحد. وأسهمت بدورها في سد احتياجات مئات الآلاف من اللاجئين السوريين من خلال توفير الرعاية الصحية الطارئة، والمواد الإغاثية الأساسية والملابس والبطانيات والمأوى والغذاء. كما انتقلت المؤسسة من مراحل الإغاثة الطارئة إلى مرحلة التعليم، وذلك في سياق الجهود الرامية إلى إعادة الأطفال اللاجئين السوريين إلى المدارس لاستكمال تعليمهم، بعد أن تعطلت دراستهم نتيجة الأزمة الراهنة.

كما حضر الحفل الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مركز الشارقة الإعلامي، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، وعدد من الشخصيات الإعلامية والفنية والثقافية.

وقال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، إن «الشارقة ستظل منارة للعمل الخيري والإنساني في ظل رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومبادرات قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الهادفة إلى نصرة المحتاجين والتخفيف من معاناتهم، ومد يد العون إلى الأطفال الذين تعرضوا لظروف صعبة نتيجة الأحداث الأخيرة في عدد من الدول الشقيقة والصديقة».

وأكد الشيخ سلطان بن أحمد، أن الحفل الخيري هذا لن يكون الأخير في سلسلة المبادرات التي يعتزم مركز الشارقة الإعلامي تنفيذها خلال الفترة المقبلة، لتعزيز الحضور الإيجابي لإمارة الشارقة في وسائل الإعلام، ونشر رسالة التسامح والمحبة عبر العالم، مشيداً بالتجاوب الكبير من قبل الجمهور في إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة مع الفعاليات الإنسانية التي تسهم في جعل العالم مكاناً أفضل للعيش. وقدمت الحفل الشاعرة نادين الأسعد، التي خصت الشارقة بقصيدة، بينما قدمت الفنانة بكلمات أغنياتها.

وحملت الاغنيات التي قدمتها الرومي على المسرح المصمم على الطراز الروماني، الجوانب المختلفة في مسيرتها، فهي المعروفة بالتزامها الغناء للأوطان وكذلك للإنسانية والحب. وقدمت أغنية أهدتها إلى الشارقة في بداية الحفل الذي استهلته بكلمة سجلت من خلالها انبهارها بالشارقة، بإنجازاتها وقراراتها، وتطلعاتها الدينية والإنسانية والثقافية والفنية والاجتماعية، واصفة إياها بأنها الأرض الطيبة، أرض المحبة والخير والسلام، متمنية لها دوام العز والتوفيق. وخصت هذه الأرض بأغنية «من قلبي مية سلام» التي قدمتها في بداية الحفل وختامه، والتي هي من كلماتها وألحان سليم عساف، وتقول الأغنية في مطلعها، «من قلبي ميِّة سلام، للشارقة وأهاليها، غنّي ويعيد الحمام، رب السما حاميها. للمجد الكاتب كتابك، للنسر الحارس بوابك، لكل حبة من ترابك من قلبي ميّة سلام».

وتابعت الحفل الذي كان بقيادة المايسترو ايلي العليا، بغنائها لكل الذين يعانون من القتل والحروب، إذ أعربت بعد أن أنهت الأغنية عن كون الخير سيبقى فوق كل شر، وأن كل قطرة دم تسقط هي في أعناق الجميع، كما أنها ما كانت تتوقف عن التذكير بالأطفال الذين يعانون.

أما أغنياتها القديمة فهي التي ألهبت حماس الجمهور، إذ كان يشتد تصفيق الحضور مع الموسيقى التي تمتاز بالإيقاع الشرقي الأصيل، ولاسيما في أغنياتها الشهيرة، ومنها «عم يسألوني عليك الناس»، و«خدني حبيبي ع الهنا»، و«كلمات»، و«ما حدا بيعبي مطرحك بقلبي». ويمزج اختيار ماجدة للأغنيات بين الرومانسية الحالمة التي تحمل الكثير من مخاطبة العاشقة لحبيبها، وشكواها من فراقها في بعض الأحيان، كما في «وعدتك» التي هي من ألحان كاظم الساهر.

أما من أغنياتها الحديثة، فغردت بأغنية، «الطير طرباً»، وهي من كلمات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وألحان كلود شلهوب، التي تقول كلماتها: «الطير طرباً يغرّد والروض زاهٍ موردُ، ونسيم الربى معطر وعاشقٌ بين أولاء مسهد، الطير طرباً الطير طرباً الطير طرباً يغرّد». واختارت باقة من أغنياتها الجديدة، التي لاتزال تحافظ من خلالها على الغناء الأصيل والقريب من الطرب، منها، «على قلبي ملك»، و«العالم النا» و«اعتزلت الغرام».

وخصت الرومي بيروت بوقفة خاصة من خلال أغنية «يا بيروت»، التي تروي من خلالها معاناة هذه المدينة مع الحرب وويلاتها. وقبل أن تختم الحفل بالأغنية الخاصة للشارقة من جديد، قدمت مجموعة من مقاطع أغنيات لبنانية قديمة، فنقلت الجمهور من حالة الاستماع للموسيقى الكلاسيكية والشرقية إلى الموسيقى التراثية، لتنثر على المسرح أجواء حماسية، جعلت الجمهور يقف تصفيقاً ويتمايل مع موسيقى الدبكة، وكان من بينها أغان للراحل زكي ناصيف، وللسيدة فيروز، منها «راجع راجع يتعمر لبنان»، «ويا غزيل». وقد أدت هذه الأغنيات وهي تحمل الوشاح الذي قدمته إليها طفلة على المسرح، والذي جمع العلمين اللبناني والإماراتي وتوسطهما اسم ماجدة الرومي بالخيوط الذهبية.

يذكر أن مركز الشارقة الإعلامي خصص ريع الحفل الخيري لدعم مؤسسة «القلب الكبير»، إضافة إلى قيامه بوضع صناديق تبرعات لمصلحة المؤسسة في أماكن مختلفة من مسرح المجاز خلال إقامة الحفل، حيث شهدت هذه الصناديق إقبالاً من الجمهور، دعماً للمؤسسة ونشاطاتها الإنسانية. وسيقوم مركز الشارقة الإعلامي بتقديم مبلغ الريع إلى المؤسسة خلال شهر فبراير المقبل.

تويتر