سليمان منصور رسم النسخة الأولى عام 1973 واقتناها القذافي

«جمل المحامل 2» تدخل مزاد «كريستيز» في دبي

صورة

أعلنت دار كريستيز العالمية أنها تعرض خلال مزادها المقبل في دبي في 18 مارس لوحة «جمل المحامل 2» التي تُعَدُّ واحدة من أشهر اللوحات العربية في المنطقة. وكان الفنان التشكيلي الفلسطيني سليمان منصور رسم النسخة الأولى من لوحة «جمل المحامل» عام 1973، للتعبير عن صلته الوثيقة ببلدته، ثم رسم النسخة الثانية منها في عام 2005. وتُظهر اللوحة مُسناً فلسطينياً يحمل حملاً ثقيلاً على ظهره في شكل عين إنسان، وتتوسَّط العين قبة الصخرة، بكل ما تمثله من حقوق الشعب الفلسطيني ومعاناته نتيجة الاحتلال الاسرائيلي منذ عام 1948. كما تمثل اللوحة إرث فلسطين وتاريخها، وتعلق الشعب الفلسطيني بهويته وبمدينة القدس، وحلمه بالعودة إلى وطنه وبناء دولته المستقلة.

وتراوح القيمة التقديرية الأولية للوحة «جمل المحامل 2» بين 200 و300 ألف دولار أميركي، وسيذهب جزء من ريع اللوحة إلى المبادرات الرامية لدعم الفنانين بالمنطقة.

وانضمت نسخة عام 1973 من اللوحة إلى مقتنيات الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، بعد أن أهداه إياها السفير الليبي لدى المملكة المتحدة. ويُعتقد أن تلك النسخة دُمرت خلال الغارة الأميركية على العاصمة الليبية عام 1986.

وفي عام 2005 كان مدير الاتصال ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالقدس حينئذ، إيهاب شنطي، التقى الفنان الفلسطيني سليمان منصور، واقترح عليه أن يعيد الحياة للوحته الشهيرة، وهي الفكرة التي راودت الأخير منذ أن عرف باحتمال تلف لوحته الأصلية.

وتتضمن النسخة الثانية من «جمل المحامل» بعض التغييرات اللافتة، فقد اقترح العتالون الذين يعملون بالبلدة القديمة من مدينة القدس تغيير نوعية الحبل الذي يستخدمه المسنُّ في اللوحة. كذلك أراد سليمان منصور إدخال بعض المعالم المسيحية في فلسطين، مثل كنيسة القيامة، التي لم ترد في اللوحة الأصلية التي رسمها عام 1973 لأنها تمحورت حينئذ حول القضية الفلسطينية والتهجير القسري، أكثر من أي شيء آخر.

وحافظت «جمل المحامل 2» على كثير من معالم النسخة الأصيلة من اللوحة. ورغم أن الحمل يثقل كاهل العتال المسن في اللوحة، إلا أنه يتخذ شكل بؤبؤ العين الذي يرمز إلى أغلى الأشياء في قلب الإنسان. ويرمز وقوف العتال في مكان مهجور إلى شتات الفلسطينيين حول العالم. وترمز المدينة التي يحملها على ظهره إلى أن الفلسطينيين «يحملون» وطنهم معهم أينما ذهبوا.

يُذكر أن الفنان سليمان منصور وُلد ببلدة بيرزيت عام 1947 ودرس في «أكاديمية الفنون والتصميم» خلال الفترة من عام 1967 إلى عام 1970. وينظر سليمان منصور إلى الفن منبراً لتعزيز استمرارية واستدامة الهوية الفلسطينية، والتعبير عن تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه، وهذا ما يُشاهد بجلاء في لوحاته عن وطنه وشعبه. وأسهم الفنان، وهو رسام كاريكاتير ومدرس فنون ومؤلف، إسهاماً واسعاً في تعليم الفنون في فلسطين.

وكان سليمان منصور الذي حاز جوائز عدة، منها الجائزة الأولى في معرض الربيع الأول في فلسطين، عام 1985، وجائزة فلسطين للفنون التشكيلية عام 1998، والجائزة الكبرى في بينالي القاهرة التاسع 1998، قال في حوار صحافي عن لوحة «جبل المحامل» وما تمثله «عندما رسمت لوحة (جمل المحامل) عام 1973، لم أتوقع أن تصبح رمزاً للنضال الفلسطيني، لكنني سررت بهذا الإنجاز، وفي الوقت نفسه أرهبني نوعا ما، لأنه حمّلني عبئاً ثقيلاً». وأضاف عن حضور فلسطين في أعماله الفنية «هي موجودة دائماً في أعمالي إلا ما ندر منها، وذلك من خلال رموز وأشكال من البيئة والتراث الفلسطيني أو من خلال الموضوع والإيحاء، أو من خلال المواد أو من خلال ما يفرضه الاحتلال على الأرض كالجدار وأبراج المراقبة وحواجز التفتيش وغيرها. لقد كانت فلسطين وستظل موضوعي الأساسي إلى أن تتغيّر الأحوال ونتحرر من هذا الاحتلال البغيض». وتُعرض لوحة «جمل المحامل 2»، وهي أكبر حجماً وأكثر ألواناً من النسخة الأصلية، في 15 مارس إلى 18 مارس المقبل، في فندق جميرا أبراج الإمارات في دبي، قبل مشاركتها بالمزاد مساء 18 مارس المقبل.

تويتر