عالَم تراثي إماراتي يحتفي بالماضي الجميل وأدواته

مهرجان الظفرة.. التاريخ محـــــمولاً على ظهور الإبل

الدورة الحالية تشهد أكبر عدد من المشاركين في تاريخ المهرجان٫ من المصدر

تحت رعاية الفريق أول سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، انطلقت، صباح أمس، فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الظفرة، الذي يقام بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في مدينة زايد بالمنطقة الغربية في إمارة أبوظبي، وسط إقبال إماراتي وخليجي وعربي كبير من المشاركين والزوّار، التي تستمر لغاية الأول من يناير المقبل، وتشمل 16 مسابقة وفعّالية تراثية فريدة من نوعها، يفوق مجموع جوائزها الـ55 مليون درهم.

وتشهد الدورة الحالية أكبر عدد من المشاركين في تاريخ المهرجان، وذلك في جميع المسابقات التراثية، خصوصاً في مزاينة الظفرة للإبل، حيث توافد قبل أيام الآلاف من المشاركين من ملاك الإبل من أبناء المنطقة ودول مجلس التعاون الخليجي، قادمين لمدينة زايد.

قرية الطفل.. عالم من الترفيه

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/12/240318.jpg

مجموعة متميزة من الفعّاليات المخصصة للأطفال ضمن قرية الطفل، حيث يمكن الاستمتاع بالعروض اليومية، ومسابقات الأطفال المتنوّعة، التي رصدت لها اللجنة المنظمة للمهرجان هدايا وجوائز قيمة.

وقالت ليلى القبيسي، المسؤولة عن قرية الطفل في المهرجان: «لقد استحدثنا لهذا العام مسابقة الصيد بالصقور المخصصة للأطفال من عمر ثماني سنوات ولغاية 15 عاماً، وخصصت لها جوائز يومياً طوال أيام المهرجان».

وأشارت القبيسي إلى أنّ «جميع الفعاليات أنشطة ترفيهية تثقيفية متنوّعة، إلى جانب برامج مخصصة للأطفال تناسب أفراد الأسرة»، كما تشتمل قرية الأطفال على تنظيم مسابقات ثقافية يومية، منها مسابقات «تستاهل الناموس» وهي عبارة عن مسابقة شعرية يومية مخصصة للأطفال، ومسابقة «الشداد» التي خصصت لثلاثة فائزين في اليوم، و«الأشغال اليدوية» المخصصة للأطفال، إلى جانب مسابقتي «أفضل زي تراثي للبنات»، و«أفضل زي تراثي للنساء»، إلى جانب مسابقة «اليولة» المفتوحة لكل الأطفال الراغبين في المشاركة بهذه المسابقة، ومسابقة «المرسم الحر» التي ستشهد يومياً ورش تلوين وفعاليات غيرها، ومسابقة «القصة القصيرة»، إضافة إلى مسابقة «الراوي».

كما تتخلل قرية الطفل عروض موسيقية تراثية، من خلال مشاركة المسرح الوطني بالشارقة عبر فعّاليات عدة.


«مزاين الغنم»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/12/240291.JPG

أعلن عبيد خلفان المزروعي، مدير الفعاليات التراثية في مهرجان الظفرة، عن إطلاق مسابقة جديدة هي (مزاين الغنم ـــ فئة النعيم)، وذلك بهدف التشجيع على الاهتمام بالمواشي المحلية واقتنائها، إلى جانب الاعتناء بها والحفاظ عليها بشكل سليم وصحي يتناسب وشروط السلامة العامة.

وحول شروط ومعايير المسابقة، قال المزروعي: «إنّ الشروط العامة للمسابقة ستكون متضمنة الفئات التالية: (شوط أجمل فحل، شوط أجمل شاة، شوط أجمل جذع، شوط أجمل جذعة، شوط فئة الإنتاج من 5 رؤوس المفتوحة للإنتاج والشرايا، شوط الجمل 10 رؤؤس والمفتوحة أيضاً للإنتاج والشرايا)»، وقد حددت اللجنة أيضاً بعض الشروط الإضافية التالية: «أن يكون الحلال ضمن ملكية الشخص المشارك، في جميع الأشواط الفردية يحق المشاركة برأس واحد فقط، كما سيتم استبعاد المشاركات غير المصنفة من قبل الحكام، على أن يكون صوف الحلال المشارك لا يزيد على فترة شهر من حلقه»، وتهدف هذه الشروط إلى تعريف جميع المشاركين بكيفية الاعتناء بالغنم فئة النعيم تحديداً، كما أن المسابقة تتيح لهم فرصة التنافس والفوز، وتحفزهم على بذل مزيد من الجهود في حماية هذه الفئة من المواشي.

وأكد مدير المشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، عبدالله بطي القبيسي، أنّ «مهرجان الظفرة بات معلماً من معالم الحفاظ على الهوية الوطنية والعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، وخير دليل على أنّ المعاصرة لا يمكن أن تتنافى مع الإرث الثقافي للدولة، الذي يتجلّى في كل مسابقات مهرجان الظفرة دون استثناء، ومن بين هذه الفعاليات المصاحبة للمهرجان مسابقة الصيد بالصقور، سباق السلوقي العربي التراثي، مزاينة التمور وتغليفها، مسابقة التصوير الفوتوغرافي، مسابقة السيارات الكلاسيكية، سباق الخيول العربية الأصيلة، مزاينة غنم النعيم، مسابقة اللبن الحامض، مسابقة الحرف اليدوية، السوق التراثي، قرية الطفل، مزاينة الإبل، مسابقة الحلاب، سباق الإبل التراثي، وغيرها».

وحرصت اللجنة المنظمة للمهرجان على توفير مجموعة من الفعّاليات المتميزة التي تلبي احتياجات الأسر والعائلات، بجانب المسابقة الرئيسة للمهرجان مسابقة مزاينة الإبل، التي تشهد مشاركات متميزة لأشهر ملاك الإبل في منطقة الخليج العربي، وفي ما يختص بمزاينة الإبل المسابقة الرئيسة في مهرجان الظفرة، فمن المتوقع أن يشارك بها أكثر من 1500 من ملاك الإبل بما يزيد على 25 ألف ناقة.

وكشف مدير مزاينة الإبل، محمد بن عاضد المهيري، أنّ «من شروط المشاركة أنه يتوجب على جميع المشاركين الالتزام بمجموعة من القواعد والشروط لدخول إبلهم المزاينة، وأولها أنه سيتم قص جزء من وبر الإبل المشاركة قبل انتهاء مشاركتها عند باب الدخول الرئيس، وذلك لمنع دخولها في مشاركات أخرى، كما يمنع مشاركة الإبل المريضة أو المصابة بأي نوع من الفطريات، ويمنع مشاركة المطية المحلقة، كما يتم استبعاد المطية إن كانت مصبوغة في أي جزء من جسمها، أو في حال لم تكن موسومة».

إلى جانب شروط أساسية أخرى، ومنها أنه «لا يسمح لمن عمره أقل من 21 سنة بالمشاركة، ويسمح للإبل بالمشاركة مرة واحدة فقط، والسماح للإبل المشاركة في الشوط الفردي المفتوح الاشتراك بشوط البيرق فقط، أما بالنسبة لشوط الظفرة (الست)، فيجب أن تكون الإبل المشاركة من سن المفرودة إلى سن الحول وأشواط (التلاد 20») من سن المفرودة وما فوق، وشوط بينونة (الجمل 20) من سن المفرودة وما فوق، وأشواط البيرق ـــ ألا يقل العدد عن 50 ناقة ـــ من سن المفرودة وما فوق، على أن تكون الذلالة والجمال عاملاً رئيساً في تحكيم المحليات الأصايل».

كا يمنع مشاركة الإبل المهجنة في أشواط المحليات الأصايل وأشواط المجاهيم الأصايل، واستبعاد الإبل إن لم تكن موسومة، واستبعاد المطية إذا تبين أنها مخدرة في الشارب، ومنع مشاركة الإبل التي تحمل علامة (تي) لفحص تطابق الدم في شوط البيرق أو شوط بينونة الجمل 20 أو شوط الظفرة «الست».

كما أنه لا يحق الترفيع بين الأشواط ويجب التقيد التام بمراحل التسنين، وفي حال اشتباه لجنة التسنين في سن المطية فلا تقبل الحلفة إلا من المولد، وفي حال اكتشاف اللجنة أي غش أو تلاعب من أي مشارك يتم استبعاده من المشاركة ويحرم من جميع جوائزه، وكذلك يحرم من المشاركة في المسابقة لمدة ثلاث سنوات، كما أنه لا يحق لأعضاء اللجنة العليا أو لجان التحكيم والفرز والتشبيه والتسنين بالمشاركة في المزاينة بإبلهم، أو مشاركة أبنائهم.

ومن ضمن الشروط أيضاً أنه لا يحق للمالك المشاركة بأكثر من مطية في الشوط الواحد من أشواط الفردي أو الجمل، ولا يحق للمتسابق الانسحاب بعد بداية الشوط حتى إعلان النتائج، ومنع مشاركة أي مطية تم بيعها، وبعد ذلك تم استرجاعها من قبل البائع أو المشتري في أشواط التلاد، على أن يلتزم صاحب الإبل بإثبات ملكيته لها، وتأديته للقسم أمام اللجنة، وعليه أن يثبت بأن المطية محلية أو من المجاهيم.

فيما يبلغ عدد أشواط مزاينة الإبل 72 شوطاً منها 12 شوطاً فردياً للمحليات الأصايل للشيوخ ومن يرغب من القبائل، وستة أشواط فردية «التلاد» للمحليات الأصايل للشيوخ ومن يرغب من القبائل، وستة أشواط فردية للمحليات الأصايل للقبائل، وستة أشواط فردية «التلاد» للمحليات الأصايل للقبائل، وستة أشواط للفردي المجاهيم الأصايل للشيوخ ومن يرغب من القبائل، وستة أشواط فردية «التلاد» مجاهيم للشيوخ ومن يرغب من القبائل، وستة أشواط فردية مجاهيم للقبائل، و6 أشواط فردية «التلاد» مجاهيم للقبائل، إضافة إلى الأشواط الستة وعددها أربعة وهي: شوط الظفرة للمحليات الأصايل للشيوخ، وشوط الظفرة للمحليات الأصايل للقبائل، وشوط الظفرة مجاهيم للشيوخ، وشوط الظفرة مجاهيم للقبائل، إضافة إلى أشواط التلاد وعددها ثلاثة هي: لأصايل الشيوخ، وأصايل القبائل ومجاهيم عام، وأشواط بينونة الجمل وعددها اثنان أصايل عام ومجاهيم عام، وأشواط البيرق وعددها اثنان أصايل عام ومجاهيم عام وأشواط المحالب. كما تمّ هذا العام إضافة أشواط أجمل ست فرديات مجاهيم وأصايل.

من جهته، أكّد مدير الفعاليات التراثية في المهرجان عبيد خلفان المزروعي، أنّ «مهرجان الظفرة يعدّ مناسبة سنوية لإحياء التراث في حياة الناس، ويهدف إلى وضع المنطقة الغربية على الخارطة السياحية والتعريف بالثقافة البدوية، وضمن فعالياته لهذا العام فقد فتح السوق الشعبي أبوابه لزوار المهرجان والمشاركين فيه منذ الصباح، معلناً استمراره في استقبالهم طوال أيام المهرجان وحتى ساعات متأخرة من المساء». كما حدّدت إدارة المهرجان بدء مسابقة مزاينة التمور في منطقة السوق الشعبي باستلام وتحكيم التمور، وسيتم إعلان النتائج مباشرةً في اليوم الذي يليه صباحاً في المكان ذاته، وقد حدّدت إدارة المهرجان موعد استلام عينات مسابقة تغليف التمور في السوق الشعبي، حيث سيتم اليوم استلام وتحكيم صنف الدباس، ليتم غداً إعلان نتائج الدباس. هذا، وشرعت قرية الطفل فعالياتها أمام الصغار والكبار، حيث تواصل نشاطاتها بشكلٍ يومي حتى آخر يوم للحدث، ويتخللها مجموعة متميزة من الفعاليات.

كما ستنطلق ظهراً مسابقة الصيد بالصقور بتنظيم من نادي أبوظبي للصقارين على هامش فعاليات المهرجان. كما تشهد فعاليات الظفرة انطلاق سباق السلوقي العربي التراثي ضمن مرحلة التصفيات، وذلك في منطقة ميدان السباق على أرض موقع الحدث. ومن وحي الحضارة البدوية القديمة، تجري فعاليات مسابقة الخيول العربية الأصيلة في ميدان السباق، الذي يفتح مدرجاته أمام الجمهور ليكونوا جزءاً من التراث العربي الأصيل الذي لطالما فخر بالخيل. كما تقيم اللجنة المنظمة وللمرة الثانية مسابقة السيارات الكلاسيكية في مهرجان الظفرة.


بطولة سباق السلوقي العربي

تقام فعالية بطولة سباق السلوقي العربي التراثي يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، بمضمار سباق الهجن بمدينة زايد في المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي.

وسيوفر المهرجان لمالكي ومحبي السلالة الأصيلة للسلوقي العربي، الفرصة لتجربة خبرات الصيد التراثي ببيئته الطبيعية الصحراوية، حيث يجري السلوقي خلال السباق خلف ظبي محنط محمول على الرافعة.

وتشكل البطولة فرصة للتعرّف إلى السلوقي وما يتحلى به من صفات جمالية وقدرة على السبق والصيد، علما بأنّ المشاركة هي بالنوعين (الحص والأريش) الذكوروالإناث.

وأكّد عبيد خلفان المزروعي، مدير الفعاليات التراثية في مهرجان الظفرة، أنّ «رياضة الصيد بالسلوقي لها تاريخ قديم وجذور عريقة، والمهرجان يهدف للتنويه وتحفيز الوعي بموروثنا التاريخي، والسلوقي جزء مهم من التراث العربي وموروث الأجداد بالجزيرة العربية، وتراث عريق لحياة البدو في الماضي، ومن أهداف المهرجان العمل على المحافظة على السلالة الأصيلة في حاضرنا ومستقبلنا، فمع مرور الزمن وتغير الأجيال، فإنّ العادات والتقاليد العريقة للصيد تدريجياً تتناسى، ومن واجبنا أن نحرص على توريث ذلك للجيل المقبل».

وأوضحت اللجنة المنظمة أنّ «كل مالكي كلاب السلوقي في الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي مدعوون لتسجيل كلابهم للمنافسة في بطولة سباق السلوقي العربي التراثي، ولن يسمح للكلاب السلوقية غير المسجلة وغير الأصيلة بالمشاركة بالسباق، كما لا يسمح بمشاركة السلوقي المشوّه بقطع الأذن الواحدة أو الاثنين معاً، إذ يجب أن يكون خالياً من العاهات والإعاقات».


مسابقة التصوير

مسابقة سنوية تنظمها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية ـــ أبوظبي، بإشراف إدارة مسابقة الإمارات للتصوير الفوتوغرافي، وتأتي المسابقة ضمن الدور الذي تتبناه إمارة أبوظبي في دعم الحركة الفنية والثقافية الحديثة، ولدورها التاريخي والريادي في الحفاظ على التراث وصون مقدراته، وإيماناً منها بقيمة الصورة الفوتوغرافية كوثيقة حية في نقل واقع الحدث وأرشفته بحس جمالي مرهف يضيف لقيمتها التاريخية أبعاداً فنية ورؤى جمالية ساحرة، وتهدف المسابقة إلى تحقيق جملة من الأهداف أهمها: تنشيط الحركة الفوتوغرافية في دولة الإمارات، وخلق المزيد من التواصل في ما بين الأجيال وتراث لأجداد، وزيادة الوعي البيئي وتوثيقه والاهتمام بالتراث بالشكل الذي يتماشى مع التطوّر التكنولوجي والفني والحضاري، من خلال التعرف إلى ثقافة المجتمع البدوي وأنماط حياته.


الحرف اليدوية.. مسابقة للمرّة الأولى

تشهد الدورة الثامنة من المهرجان العديد من المفاجآت، من أبرزها: مسابقة الحرف اليدوية، وهي عبارة عن صنع وشاح للإبل الفائزة في مسابقة مزاينة الإبل، ضمن فعاليات مهرجان الظفرة، وتعتمد هذه المسابقة على تفصيل وشاح بالمقاس المحدد لأي فئة من الإبل (حجة، لقية... الخ)، على أن يتميز الوشاح بطابع تراثي إماراتي أصيل، وبقالب حضاري يشترط في صنعه وخياطته باليد، وأن يزيّن بأدوات التزيين التراثية مثل (الطرابيش.. ليرات الذهب، التلي.. قماش الزري ...الخ)، أمّا بخصوص الألوان فيجب أن تكون متناسقة بمعنى أن تكون منسجمة مع بعضها، والابتعاد عن الألوان الصارخة غير الملائمة للحدث، وأن يحمل الوشاح في أحد أطرافه شعار مهرجان الظفرة لعام 2014. والمشاركة مفتوحة للمشاركين من أبناء دولة الإمارات، بمن في ذلك المشاركات في السوق الشعبي بمهرجان الظفرة، على أن تكون الفئة العمرية للمشاركة هي من 20 إلى 60 سنة.

وقد خصصت لهذه المسابقة جوائز قيمة عبارة عن 100 ألف درهم، حيث يحصل الفائز بالمركز الأول على 30 ألفاً، والمركز الثاني على 20 ألفاً، أما الثالث فيحصل على 15 ألف درهم، فيما يحصل الفائزون بالمراكز التالية من الرابع إلى المركز العاشر على مبلغ 5000 درهم لكل واحد.

تويتر