مروة كريدية: انقلاب في البناء المعرفي للبشرية في المستقبل القريب

مروة كريدية. من المصدر

من خلال مناقشة إشكالية فلسفية بالغة التعقيد، ترى الباحثة مروة كريدية، أن ظهور الفيزياء ما تحت الذرّية سيؤدي إلى انقلاب معرفي يغير كل المسلّمات التي عهدتها البشرية، وستتجه الإنسانية نحو (اللافلسفة) أي البنى المتشظية لكل الفلسفات، الأمر الذي سيغير البنى الفكرية المعهودة، ويقدم استراتيجية جديدة لإدارة الهوية والقضايا والعلاقات بين الدول، حيث لن يكون للثوابت والمسلّمات مكان في الحياة المستقبلية.

وأشارت إلى أن استشراف المستقبل لعالم يضج بالأزمات والعنف لا يكون إلا عبر فهم البنى الفيزيائية العلمية التي مهّدت له، وكلها تقوم على «المنطق الكلاسيكي»، التي انتجها العقل اليوناني وفي ما بعد استثمرها العقل الغربي، ومن ثم العقل العربي أفرزت: الحتمية، المنطق الصوري، الجدلية، الثنائيات، اللوغوس، المادة والصورة.

هذا النتاج الكلاسيكي يقوم على محاور قيميّة من أهمها: اختزال الكون إلى منظومة ميكانيكية مؤلفة من مكونات أولية، واعتبار «العلم الوضعي» الطريق الأوحد إلى المعرفة، والنظر إلى الكائنات الحية والتعاطي معها كآلات، واعتبار الحياة المجتمعية صراعاً تنافسياً البقاء فيه للأقوى، الأمر الذي سوّغ العنف وحوّل الكوكب إلى مملكة إرهاب، ومع بزوغ الثورة الكوانتية والثورة المعلوماتية تكون البشرية قد نحت منحى جذريّاً في تطوير البناء المعرفي، ممكن أن يؤدي إلى انقلاب في المفاهيم. جاء ذلك، من خلال أطروحتها العلمية المعنونة: «رهانات السلام.. أزمات المنطق وآفاق الكون، قراءة ابستمولوجية في مسألة العنف والكون»، حيث نالت مروة كريدية درجة الدكتوراه عن بحثها في الفلسفة من جامعة أبردين الدولية في الولايات المتحدة الأميركية، وقد تناولت في دراستها تفكيك البنى الفكرية المرتكزة على «المنطق الكلاسيكي» الأحادي المنبني على «الفيزياء الكلاسيكية»، كما قدمت أطروحات جديدة مبنية على مرحلة ما بعد الفلسفة، حيث تبرهن الرياضيات المتقدمة على لااستقرارية النظم الفيزيائية القائمة على تموضع النقطة الهندسية في المكان والزمان.

 

 

تويتر