لبنانية مارونية.. سيدة أفغانستان الأولى

يبدو أن الأمور بدأت تتغير في افغانستان مع وصول الرئيس أشرف غنى وزير المالية السابق إلى الحكم خلفا لقرضاي، وامتداحه علنا خلال خطاب التنصيب الدور الذى لعبته في حملته الانتخابية زوجته رولا وتخصيص مكتب لها في القصر الجمهوري تمارس منه دوراُ غير مألوف في افغانستان، باعتبارها "السيدة الأولى"، في تحد للتقاليد التي التزمت بها زوجات الرؤساء السابقين في أفغانستان من الإبتعاد عن الأضواء.وتدرك سيدة أفغانستان الأولى بأنها تفعل شيئا استثنائيا، في بلاد الطالبان وأن أفعالها ونفوذها السياسي لن يمرر مرور الكرام، حيث ينظر إلى الدور الذي تضطلع به بعين الجرأة لكونها سيدة أجنبية  .


مارونية ثائرة ..حاكمة في بلاد طالبان

رولا رياض أو رولا غني على اسم زوجها، ولدت  ونشأت في أسرة مسيحية مارونية في لبنان، درست في "دير الناصرة"، وانتقلت بعدها إلى فرنسا حيث أكملت دراستها الثانوية، لتعود بعدها إلى لبنان وتعمل في مجال الصحافة وتحديدا في وكالة الأخبار الفرنسية في مكتب بيروت وبعد فترة رجعت الى مقاعد الدراسة ، فدخلت الجامعة اليسوعية حيث درست الاقتصاد لمدة سنة، لتقرر تغير تخصصها ودراسة العلوم السياسية  بالجامعة الأميركية، وقد ساعدت أعمال الشغب الطلابية التي اندلعت في عام 1968 ببيروت واعتقالها  خلالها في إشعال جذوة الاهتمام السياسي في داخلها.
تعرفت على أشرف غني في 1970 في نفس الجامعة حيث كان يدرس علم الإنسان.وعندما عرضت موضوع رغبتها في الارتباط بأشرف تقبّلت عائلتها الأمر كونها عائلة منفتحة، وقبل أن تتزوج، تعرفت على عائلته وهي من قبيلة البشتون التي لها وزنها في البلد ومن المثقفين وملاك الأراضي حيث كان والده يملك أراضي شاسعة ومصالح زراعية وصناعية.وبعد التخرج عاد غني وزوجته عام 1974 إلى أفغانستان للتدريس في جامعة كابول، وحصل خلالها على منحة لمتابعة دراسته في الخارج.


وبقيت العائلة في الولايات المتحدة الأميركية، حيث شغل أشرف مناصب مهمة في هيئات تابعة للأمم المتحدة، ومنها البنك الدولي، بعدما غزا افغانستان الاتحاد السوفياتي عام 1979، وتلاه نظام طالبان وعندما تم تعيين أشرف وزيرا للمالية في عام 2002، عاد إلى أفغانستان. وهناك في كابول، تطوعت رولا غني لمدة ست سنوات في مؤسسة "أشيانا"، وهي منظمة غير حكومية تقدم الخدمات لأسر الأطفال الذين يعملون في الشوارع، والكثير منهم من عوائل النازحين.تعيش رولا في افغانستان منذ نحو 12 عاماً وفق الاصول المتبعة. و ساهمت في بناء المنزل في كابول مع حديقته، وتتولى الاشراف بنفسها على تفاصيل الحياة كما لم تتخلى رولا عن ديانتها ولم تعتنق الإسلام .


 
لبنانية ..أميركية بهوية أفغانية


يلجأ الخصوم السياسيون حاليا إلى هجمات مباشرة، لأنهم يعتقدون أن مجرد وجود، سيدة أولى مولودة في الخارج، في القصر الرئاسي خطر على الدولة. ويقول قاضي نذير أحمد حنفي، نائب المحافظ في إقليم هيرات إلى صحيفة الغارديان: نحن بحاجة إلى رئيس مسلم ويجب أن تكون عائلته مسلمة، وإذا حاول السيد الغني أن يعيش مع زوجته الاجنبية، فإن الأمة ستعرف ذلك، وفي النهاية الناس سوف تذهب إلى القصر وتدمره.

وزعم خصوم آخرون، مثل اعطا محمد نور حاكم ولاية بلخ شمالي افغانستان إلى حد القول "أن أطفال غني وزوجته ليسوا من الأفغان". وحاولت رولا، التي تحمل الجنسية الأفغانية واللبنانية والأميركية، الابتعاد عن مثل هذه الانتقادات.واتخذت في الآونة الأخيرة اسما أفغانيا هو، بيبي جول، بعد استخدام زوجها خلال الحملة الانتخابية الاسم الأخير لقبيلته،  لتذكير الناخبين بجذوره البشتونية.


  بين رولا وثريا



لم تكن رولا الحالة الوحيدة في  التاريخ الأفغاني حيث سبقتاها الملكة ثريا، زوجة الملك أمان الله خان الذي حكم البلاد من عام 1919 إلى 1929. حيث تبنت ثريا، أفكار الحداثة ودور المرأة في المجتمع و ألقي باللوم عليها من قبل البعض ويقال إنها هي من قادت زوجها إلى المنفى في 1929.

وتقول السيدة الأولى وابتسامة على وجهها، وهي تنفي فكرة أن وجهات نظرها الشخصية يمكن أن تتسبب بمتاعب سياسية للرئيس. أن الناس الذين يريدون الانتقاد يمكن أن يفعلوا ذلك بشكل مستمر، لذلك فأنا لا أعتقد أن عمل زوجي يعتمد على ما أقول وماذا أفعل. كما أن زوجي يقف على قدميه.


تويتر