وضع أبوظبي على خريطة السياحة العالمية

معرض الصيد والفروسية.. الإماراتي المعاصر يحتفــــي بأجداده

صورة

أربعة أيام كان آخرها أمس، احتفى فيها الإنسان المعاصر بروح الإنسان القديم، بشغفه الدائم بالبقاء والتطور، بأسلوب حياةٍ جميل، وعلى الرغم من صعوبته كانت كل لحظة فيه ممتعة ومليئة بالتشويق والمغامرة وحب الاستطلاع، بتفاصيله التي لازالت قائمة حتى اللحظة، وقد اتخذت أشكالاً وأنماطاً متعددة ومختلفة، إلا أنها في الجوهر هي ذاتها لم تتغير، فقد اختتمت أمس فعاليات الدورة الـ12 من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، الذي أقيم برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية بإمارة أبوظبي، رئيس نادي صقاري الإمارات، وبدعم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في إمارة أبوظبي، وبتنظيم من نادي صقاري الإمارات وشركة إنفورما للمعارض، وقد انقضت أيامه معلنةً إياه حدثاً استثنائياً، وضع الإمارات وتحديداً إمارة أبوظبي، على خريطة السياحة العالمية، مؤكدة أنه فعالية مهمة استطاعت أن تجمع كبرى الشركات المحلية والعربية والدولية في قطاع الرياضات الخارجية والرحلات وصناعات أسلحة الصيد والصناعات التقليدية والحرفية، وحماية البيئة والتراث، على أرض موقعٍ واحد، لتبادل المعارف والخبرات، ولعقد الصفقات التجارية التي من شأنها أن تعود بالفائدة على جميع الأطراف.

الفائزون بمسابقة أجمل صقور العالم

قام عضو مجلس إدارة نادي صقاري الإمارات والمدير التنفيذي للنادي ماجد المنصوري، أول من أمس، بتكريم الفائزين في مسابقة أجمل صقور العالم، وأجمل منصّة عرض للصقور، حيث جاءت النتائج كما يلي:

1- الفائز بأجمل صقر فئة الجير النقي: مزرعة SNC لإنتاج الصقور.

2- الفائز بأجمل صقر فئة الجير شاهين: مزرعة ZAAL لإنتاج الصقور.

3- الفائز بأجمل صقر فئة الجير حر ثري كوارتو (3/4): مزرعة SNC لإنتاج الصقور.

4- حجبت جائزة أجمل صقر فئة الجير ذكر نقي.

5 - الفائز بأجمل منصة عرض للصقور ومستلزمات الصقارة: مزرعة الفالكون سنتر.

وشهدت المسابقة مشاركات كثيرة تلبيةً منهم للدعوة الموجهة إليهم من قبل اللجنة المنظمة للحدث، وشكل نادي صقاري الإمارات لجنة تحكيم مكونة من خبراء إماراتيين ودوليين في مجال الصقور وإكثارها، لتقييم الصقور المشاركة بدقة وفق العديد من الشروط.

وقد حققت مسابقة أجمل الصقور شهرة عالمية واسعة واستقطبت العديد من المشاركين الذين يحرصون على تقديم أفضل ما لديهم من الصقور المكاثرة في مزارع الصقور في المنطقة والعالم، وحازت تقدير الجهات الإقليمية والدولية المعنية بصون التراث وحماية البيئة، لما شكلته من تحفيز كبير للصقارين للمحافظة على الصقور البرية.

وتؤكد هذه الفعالية الفريدة من نوعها على تحفيز الصقارين على استخدام الصقور المهجنة بديلاً مناسباً في الصقارة، ومن ثم الاستغناء عن استخدام صقور الوحش في البرية، بما يتيح لها فرص التكاثر بشكل أكبر، وهي موجهة لأصحاب مزارع إكثار الصقور في منطقة الخليج العربي والعالم.

الدورة الأخيرة سجلت الكثير من الأرقام القياسية، التي تؤكد نجاح القائمين على المعرض في جعله محط أنظار الشركات والزوار والرياضيين والباحثين عن المغامرة، وكذلك وسائل الإعلام، فمع الزيادة الملحوظة التي شهدها المعرض في حجم المشاركات مقارنة بالسنوات السابقة، إذ شارك أكثر من 640 عارضاً من 48 دولة من مختلف قارات العالم، قدّموا عروضهم ومنتجاتهم على مساحة إجمالية تُقارب 40 ألف متر مربع، فاق عدد زواره التوقعات، كما قام بالتغطية الإعلامية لفعالياته أكثر من 575 إعلامياً يمثلون وسائل إعلام محلية وخليجية وعربية ودولية.

عروض فروسية، صقارة، ركوب الهجن، جلسات تعليمية وتثقيفية، منتجات تقليدية وحديثة توجد لأول مرة، عادات وتقاليد إماراتية مئة بالمئة، مسابقات فنية وثقافية وأخرى تراثية تجمع بين الماضي والحاضر، وغير ذلك، اجتمعت تحت عنوانٍ واحد هو «معرض أبوظبي للصيد والفروسية»، للتراث فيه قصته الطويلة والممتعة منذ نشأته عام 2003، عندما أعلن عن نفسه راعياً للموروث الشعبي ومطوّراً له، يحتفي بالثقافة القديمة من أجل مواجهة التحديات الراهنة. ويجعل من نشاطاته وعروضه جسراً يصل أبناء الجيل الجديد من الأطفال والشباب بالآباء والأجداد المؤسسين للدولة، إذ إنه يعزز مفهوم التوازن البيئي والصيد المستدام، جنباً إلى جنب مع تشريعات قانونية بمعايير دولية تتيح الفرصة أمام عشاق المغامرة لممارسة هوايات آمنة صديقة للبيئة. ويطرح التراث كمفهوم معاصر يتطلب التجديد المستمر ليظل مشكّلاً لهوية البلد الممزوجة برمال الصحراء ومياه البحر.

وفي حين تودّع الدورة الحالية زوارها وعارضيها، يتطلع الرعاة والمنظمون، من خلال الجهد الذي سبق المعرض بأشهر وتضاعف طوال أيامه الفائتة وحتى الآن، إلى دورة جديدة تبهر زوارها مجدداً بأحدث ما توصلت إليه الابتكارات في مجالات الصيد، وآخر نتاجات مصنّعي البنادق وأسلحة الصيد وأنظمة الاتصالات، وأفضل معدات تربية وتدريب الصقور وأجهزة تتبعها ومراكز إكثارها وتربيتها.

رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي، أشار من جهته إلى أنّ الإقبال الكبير على المعرض سواء على صعيد المشاركة، أو على صعيد الزيارة اليومية من قبل الجمهور يوضح وبشكل جلي تعطش الناس وحاجتهم إلى كل ما يربطهم بماضيهم، ويعبر عن أصالتهم وعاداتهم الموروثة.

وأكد أن نجاح أبوظبي في إطلاق العديد من أهم المهرجانات التراثية إنما يأتي نتيجة للدعم اللامحدود الذي تحظى به هذه الفعاليات، وفي طليعتها معرض الصيد، من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، ودعم سموه اللامحدود لمشروعات صون التراث، ومن قبل الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لرعاية سموه لكل جهود صون التراث العريق والمحافظة على تقاليدنا الأصيلة، والمتابعة الدائمة من قبل راعي المعرض سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس نادي صقاري الإمارات، بما يعكس مدى حرص الدولة البالغ على إحياء الموروث الشعبي والمحافظة على رموز التراث العربي الأصيل التي ارتبط بها أبناء المنطقة منذ القدم. كما أعرب عن خالص الشكر والتقدير للدعم الدائم لجهود صون التراث الثقافي من قبل سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وتوجيهات سموه الدائمة لتطوير تلك الفعاليات بما يحقق الأهداف التي أطلقت من أجلها.

وأشاد المزروعي بالمتابعة الإعلامية المميزة من قبل وسائل الإعلام المحلية على وجه الخصوص، التي كانت خير شريك في تحقيق النجاح الكبير للمعرض، وفي إبراز رسالته التراثية الثقافية، والصورة الحضارية المشرقة لدولة الإمارات راعيةً للتراث الثقافي والصيد المستدام والبيئة.

من جهته، أكد عضو اللجنة المنظمة ومدير المعرض عبدالله القبيسي، أنّ هذا الحدث المميز قد اكتسب خلال دوراته الماضية شهرة عالمية، حتى بات وجهة لكل منتجي معدات الصيد والفروسية ومتعلقاتهما، وأصبح منافساً لأهم معارض العالم في هذا المجال، وذلك عبر فعالياته العديدة وأنشطته المتميزة. وبات يشكل ملتقى لدعاة المحافظة على البيئة ولهواة الصيد وللشعراء والفنانين، ما يمنحه السمة الإقليمية والعالمية المتميزة في تعميق الوعي بالصيد المُستدام، وصون هذا الإرث التاريخي بكلّ خصائصه وفضائله وقيمه.

ويكتسب معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية أهمية خاصة، كونه من المعارض الدولية التي تحرص على الحفاظ على البيئة وصون الصيد المستدام والحياة البرية، وتلتزم بالضوابط القانونية للصيد وتجارته.

ويشارك في المعرض العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بالترويج لرياضات الصيد والحفاظ على الأنواع، وصون البيئة، كجمعية مستشاري الحياة البرية الدوليين، والرابطة العالمية للصقارة، والمجلس العالمي للحفاظ على الصيد والحياة البرية، والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى.

تويتر