إقبال جماهيري على الفعاليات التطبيقية

ملتقى رمضان لخط القرآن في دبي يحتفي بالمرأة الخطاطة

صورة

شهدت فعاليات اليوم الثاني من ملتقى رمضان لخط القرآن الكريم، الذي تنظمه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، تحت رعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، العديد من الفعاليات، كان من أبرزها الندوة التطبيقية التي ينظمها الملتقى لأول مرة تحت عنوان «دور المرأة في الخط العربي وكتابة القرآن الكريم»، التي قدمتها الباحثة التونسية رشيدة الديماسي، وتناولت خلالها سرداً لتاريخ المرأة المسلمة مع الخط العربي، وأبرز الأسماء التي تألقت في هذا المجال من أقطار العالم الإسلامي كافة، كما ازدحم قطاع كبير من محبي الخط العربي لمتابعة الخطاطين، والاستمتاع بالمعرض المقام على هامش الملتقى.

دور المرأة في الخط العربي

نظمت اللجنة العليا للملتقى، برئاسة الوكيل المساعد لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، حكم الهاشمي، ندوة تطبيقية بعنوان «دور المرأة في الخط العربي وكتابة القرآن الكريم»، للباحثة التونسية في علوم التراث، رشيدة الديماسي، والتي شهدت إقبالاً كبيراً من جمهور الملتقى، وفي بداية الورقة وجهت الديماسي الشكر لحكومة الإمارات ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، على الاهتمام البالغ والمحافظة على الخط، من خلال تنظيم الملتقى والعديد من الفعاليات الأخرى، وقالت إنه في هذه الدورة السادسة من ملتقى خط القرآن الكريم، ولأول مرة جرت دعوة سبع نساء من العالم للمشاركة في خط هذا المصحف الجليل. مضيفة أنها «مبادرة رائدة من قبل حكومة الإمارات ووزارة الثقافة، فأتمنى ان تنسج على منوالها كل البلدان الأخرى، وذلك تكريماً للمرأة على ما تبذله من جهد للمساهمة مع أخيها الرجل في خدمة فن الخط العربي، والارتقاء به إلى أعلى المراتب، والمساهمة في النهوض به».

موضحة «هذا هو السبب الذي شجعني على الحضور، لأحتفي بهذا المكسب الجديد والمصحف السادس في رصيد حكومة الإمارات التراثي والديني، فهذا من شأنه أن يخلد لدولة الإمارات آثارها وذكراها للأجيال اللاحقة، ويبين مدى إيمان هذا البلد الأمين بالحرف المقدس، وإجلاله لكتاب الله تعالى، وذكره الحكيم، ونشرها في بلدان العالم لتكون قدوة حسنة وجبلة يتداولها كل المسلمين.

وأشار الخطاط التركي وعضو لجنة التحكيم محمد أوزجاي، إلى ان الملتقى خلق جواً من التنافس بين الخطاطين من مختلف انحاء العالم، كما أسهم في إحياء روح المثابرة لدى المشاركين، ولعب دوراً مهماً في إحياء روابط الصلة بين خطاطي العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه.

وقال أوزجاي إن الملتقى قد اثبت نجاحاً متميزاً على مدار ست سنوات، لان فكرة الملتقى فريدة من نوعها في العالم العربي والإسلامي، ان يعمل 30 خطاطاً من انحاء العالم في خط القرآن الكريم تحت سقف واحد في ثلاثة أيام فقط، وفي الوقت نفسه يشترط الدقة والاتقان في العمل، جعل الملتقى يختار أمهر الخطاطين في العالم العربي والإسلامي، ما أسهم في تطوير فن الخط و اكتشاف العديد من المواهب الجديدة في هذا المجال بالعالم.

كما أشاد الخطاطون المشاركون في الملتقى بالتنظيم الجيد والمبكر للملتقى، ما أسهم في انتاج العمل بشكل متقن.

وقالت الخطاطة نبيهة الألفي الرفاعي، وهي الخطاطة العربية الوحيدة المشاركة في الملتقى، إضافة إلى خطاطات من تركيا، إنها تجربة فريدة ورائعة أن تقوم بخط جزء كامل من القرآن الكريم إلى جانب مجموعة من أبرع الخطاطين على مستوى العالم، ضمن مبادرة خلاقة لخط كتاب الله في هذه الأيام المباركة، وهي مبادرة تستحق الشكر والثناء على القائمين عليها، بقيادة وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان.

وأوضحت أن الإمارات أصبحت قبلة خطاطي العالم كافة، لما تقدمه من دعم ورعاية لهذا الفن الإسلامي الراقي، وهو ما أسهم في ازدهار الخط العربي ليس في الإمارات فقط، وإنما امتد ظله إلى دول عربية وأجنبية كثيرة، متمنية ان تحظى بالمشاركة في الملتقيات المقبلة، لأنه شرف لها ان يكون اسمها ضمن القائمة التي خطّت كتاب الله.

وقال الخطاط إيهاب ابراهيم، من فلسطين، الذي يشارك في الملتقى للعام الخامس على التوالي، لاشك في ان المشاركة في ملتقى رمضان لخط القرآن الكريم لها فوائد كثيرة ونتائج عظيمة، فأنا أستفيد من رؤيتي نتاج خطاطي الدول الأخرى وربما في أنواع أخرى من الخطوط، فأتعلم منها وأمتع نظري بها، وكذلك الأمر بالنسبة للآخرين، وأتذكر أنني استفدت من أسلوب الآخرين في إعداد الورق المقهر فكانت بمثابة الفائدة والمعرفة الجديدة التي أضافت إلى معرفتي، كما أن الخطاط يجب ألا يتصف بالغرور، فهو مقبرة المبدعين والفنانين.

أما الخطاط علي حسان عبدالغني الموسوي، من العراق، فقال إن مشاركة الخطاطين في هذا الحدث إضافة كبيرة إلى رصيدهم، خصوصاً أنها تجربة فريدة على مستوى العالم، أن يتم جمع هذا العدد الكبير من أمهر الخطاطين في العالم العربي والإسلامي، ليكتبوا القرآن في ثلاثة أيام فقط، كما تعتبر فرصة جيدة لتبادل الخبرات وإثبات قدراتهم، خصوصاً أن الأعمال التي كان يكتبها الخطاطون قبل ذلك لم تكن محددة بوقت معين، مشيراً إلى أن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في دولة الإمارات وفرت الإمكانات المطلوبة كافة، وهيأت البيئة المناسبة لكي يبدع الخطاطون في أعمالهم، رغم أن بعضهم اعتاد طقوساً معينة في الكتابة، لكن في النهاية المشاركة في الحدث تمثل تحدياً مهماً لجميع الخطاطين.

وقال عبدالجليل عليان، من سورية، ان الملتقى تم التنسيق والتجهيز له من قبل إدارته بشكل جيد، حيث تم إرسال الأوراق التي يتم عليها خط القرآن الكريم قبل وقت كافٍ للعمل والتجهيز خلال تلك الفترة، ما منح الخطاطين جميعاً الوقت الكافي للانتهاء من قدر كبير من الخط في بلادهم، واستكمال ما تبقى داخل الملتقى، حيث ان كتابة جزء كامل خلال ثلاثة ايام فقط كان مجهداً بشكل كبير، وأضاف ان نوع الأوراق المستخدم هذا العام، والذي قامت باختياره وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في الإمارات، لخط القرآن الكريم جيد، ويساعد على العمل بشكل متقن.

بدورها أكدت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أن الإعداد للدورة الحالية بدأ منذ وقت مبكر، من خلال اللجنة العليا المشرفة على الملتقى، حرصاً على أن يخرج هذا الحدث الكبير بالصورة التي تليق بالأهداف السامية للملتقى، وباسم وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، التي استطاعت خلال السنوات الماضية وضع اسم الملتقى كإحدى الفعاليات الكبيرة على خريطة الفنون الإسلامية عالمياً.

وعن أسلوب اختيار الخطاطين المشاركين في الملتقى هذا العام، أوضحت الوزارة أنه تم استقبال رغبات المشاركة من جانب أعداد كبيرة من الخطاطين على مستوى العالم، إضافة إلى نماذج من أعمالهم، وتم اختيار أفضل 30 خطاطاً من 11 دولة عربية وإسلامية، منهم سبع خطاطات.

وأضافت الوزارة أن هناك مشاركات بارزة لخطاطين من الإمارات وسورية والعراق وتركيا والأردن والجزائر والسعودية وفلسطين وإيران واليمن ومصر، مشيرةً إلى مشاركة سبع سيدات في الملتقى لأول مرة، فضلاً عما يحظى به الملتقى من اهتمام وحضور الخطاطين والفنانين التشكيليين الإماراتيين لملتقى هذا العام.

وأكدت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أن الملتقى يعد واحداً من أهم مبادرات الوزارة لدعم الحركة الثقافية والفنية داخل الدولة، والوصول بها إلى العالمية، في إطار توجيهات الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، التي تركز على الاهتمام بالتراث والثقافة واللغة العربية، وتعريف الأجيال الجديدة بقيمة فنون الخط والتراث، من خلال هذه الكوكبة العالمية من فناني الخطوط العربية.

تويتر