في أجوائه وفعالياته المستوحاة من الشهر المبارك

«رمضان في دبي» يجمع مختلف الجنسيات

دبي إحدى أكثر الوجهات جذباً للزوار والسياح وتعكس جوهر القيم المشتركة وتعايش المجتمعات. أرشيفية

يرى العديد من زوار دبي وقاطنيها شهر رمضان المبارك، وحملة «رمضان في دبي»، أنهما يجمعان بين أجواء ملؤها الطاعة والعبادة من جهة، وفعاليات مجزية تقام خلال هذا الشهر الفضيل من جهة أخرى، مستوحاة من روحانيات الشهر الفضيل، وهو بالنسبة للكثيرين فرصة لإظهار روح العطاء والإحسان والمشاركة مع الآخرين، ليعيشوا أجواء تبعث على الشعور بالطمأنينة والسكينة مع العائلة والأهل والأصدقاء، فحملة «رمضان في دبي» هي نافذة يطلون منها على العادات والتقاليد الأصيلة، التي تعكس أصالة وتراث دولة الإمارات.

تعلمت كثيراً

قالت مصممة غرافيك من البرازيل، سميرة ليدرا: «لقد تعلمت الكثير عن رمضان بعد قدومي إلى دبي، فمثلاً لم أكن أعرف حقيقةً معنى الصيام أو عدد ساعات الصيام، أو حتى وجبة السحور أو الصلوات الخمس المفروضة على المسلمين، كما أنني أشعر بالسعادة جراء تخفيض ساعات العمل خلال رمضان، أعتقد أن رمضان فعلاً شهر كريم، كما يصفونه، أعيش بجانب مسجد، وأنا حقاً معجبة بالتزام المسلمين بالصلوات الخمس وبمواعيدها، خصوصاً خلال النهار مهما كان الحرّ شديداً».

وبما أن دبي إحدى أكثر الوجهات جذباً للزوار والسياح، وتعكس جوهر القيم المشتركة وتعايش المجتمعات من كل ثقافات العالم، تتبلور حملة «رمضان في دبي» الفريدة في إطار مميز يلامس حياة المسلمين وغير المسلمين في دبي على حد سواء، بطريقة تُثري أحاسيس العطاء خلال شهر رمضان المبارك، ومشاركة المحتاجين والفقراء، وقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء، والتنعّم بلحظات من الهدوء والسكينة بعيداً عن صخب الحياة اليومية.

وقام المركز الإعلامي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، إحدى مؤسسات دائرة السياحة والتسويق التجاري باستطلاع آراء زوار دبي خلال شهر رمضان المبارك، والأجواء والفعاليات التي تتضمنها حملة «رمضان في دبي»، الذين أكدوا بدورهم تميز دبي في إقامة وتنظيم الفعاليات التي تتماشى مع طبيعة كل موسم، والتي تعزز من مكانة دبي وجهةً جذابة.

قال أميتاب فياس، موظف في قسم الموارد البشرية، ويعمل في دبي منذ 16 عاماً: «يحمل رمضان معاني سامية بالنسبة لغير المسلمين أيضاً، فهو شهر العطاء، يدفعنا إلى الاهتمام بأحبائنا، ويذكرنا بضرورة المحافظة على الروابط الأسرية وقيمها، بالإضافة إلى مساعدة الآخرين. أسهم عادةً في تحضيرات مناسبة الإفطار في مسجد المبنى الذي أعيش فيه، وأحرص وعائلتي على الالتزام بالتقاليد خلال الشهر الفضيل، وأستمتع بأفضلية تخفيض ساعات العمل، كما أن اجتماع العائلة خلال وجبة الإفطار كل يوم هو أمر مُلهم، فأنا أتذكر عندما كنا نجتمع أنا وبعض أصدقائي، مسلمين وغير مسلمين، خلال وجبة الإفطار كي نعيش بركة هذا الشعور الجميل».

وأضاف قائلاً: «تزخر الموائد خلال هذا الشهر الفضيل بكل ما فيه فرحة للصائم عند الإفطار، ويجتمع الصائمون بأعداد كبيرة على موائد الإفطار عند وقت المغرب في عدد كبير من المساجد وخيم الإفطار الجماعي، وتنتشر الموائد في كل ركن من أركان الإمارة خلال وجبة السحور».

وقالت أولغا كاربوفا، طالبة من الجنسية الروسية تدرس في دبي: «أرى فعلياً التغيير الذي يحدثه شهر رمضان في نفوس الناس في الإمارات، ولا يقتصر ذلك على المسلمين فقط، بل يتعداهم إلى غير المسلمين أيضاً، صحيح أن الإمساك عن الطعام خلال ساعات محددة هو للمسلمين فقط، لكنه ينعكس على الجميع، ويستطيع غير المسلمين أيضاً الاستفادة من الوقت المتاح أكثر خلال رمضان، واغتنام الفرصة لتعزيز علاقتهم مع أهلهم وأصدقائهم. ومن الأشياء التي أنعم بها خلال شهر رمضان أيضاً، وجبة الإفطار التي أنضمّ خلالها إلى أصدقائي المسلمين، وأعتبر نفسي محظوظة لمشاركتهم هذا التقليد مع عائلاتهم، إنها فرصة رائعة للقاء أشخاص جدد والتعرف إلى ثقافتهم ودينهم».

واستطردت قائلة: «من أحب الذكريات على قلبي، كانت عندما دعتني إحدى صديقاتي المسلمات كي أتناول الإفطار معها بحضور عائلتها، شعرت بالغبطة من ضيافتهم لي ومدى ترحيبهم بي. وتشتهر دبي بأنها بوتقة تجميع الكثير من الثقافات، وأصبحت منصة لتفاعل الثقافات بعضها بعضاً خلال الشهر الكريم، حيث تقدم دبي لسكانها الفرصة لتعزيز أواصر الصداقة بينهم والتعرف أكثر إلى الثقافة المحلية».

وقال توشارا جايسنغ، أحد الوافدين في دبي من الجنسية السريلانكية، ويعمل في قطاع الضيافة: «صديقي المقرب يتشارك معي دائماً وجبة إفطاره خلال العمل، أحب في الحقيقة روح المشاركة هذه، وأحترم حقيقة أن المسلمين يشعرون من خلال صيامهم بالمحرومين من الطعام والشراب، إنه تهذيب للنفس والروح، كما أنني أتطلع أيضاً إلى الاستفادة من عروض التسوق التي لا تعد ولا تحصى خلال شهر رمضان».

تويتر