معرض جمع 10 فنانين في مرسم «مطر» بدبي

«تقارب».. عــــدسة التصوير بين جيلين

صورة

لعل أبرز ما يميز معرض «تقارب»، الذي افتتح أخيراً، في مرسم «مطر» هو الجمع بين جيلين مختلفين في الفن، إذ يقيم من خلال العدسة التصويرية حواراً بين مخضرمين في فن التصوير الضوئي، ومواهب جديدة مازالت تكتشف طريقها. وحملت النسخة الثالثة من «تقارب» مجموعة من الثيمات التي ترتبط بالحياة والإنسان، إلى جانب بعض الصور التي كان هدفها التركيز على اللمسات الإبداعية.

يحمل المعرض الكثير من الاختلاف في الأعمال المشاركة، وبينما نجد بعض الأعمال تحاكي الحياة والإنسان، وتبرز الجوانب المرتبطة بالذات، نرى في المقابل بعض الأعمال التي تبحر أكثر في مجال التقنية أو إبراز القدرات والمهارات التصويرية. ويستطيع كل فنان من المشاركين في المعرض اصطحاب المتلقي الى مكان خاص ومختلف، سواء إلى البيوت القديمة، أو الهند ونيبال عبر الوجوه، وكذلك بين عوالم نسائية مختلفة، أو محطات المترو في دبي، أو حتى الى منجم في إيطاليا.

رؤية جديدة

قدمت الشابة الإماراتية عائشة خليفة، رؤية جديدة في التصوير، إذ عرضت مجموعة من مفاهيمها الخاصة حول الحياة، فأبرزت الصداقة والوردة والقراءة والضمير. وحملت أعمالها رؤية جديدة بتقديم صورها من دون زجاج، معتبرة أنها تبحث عن التميز في العمل الفني، لذا تحاول التعبير بأساليب جديدة، وكذلك بالتعامل مع تقنيات التصوير بأشكال مختلفة.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/06/153051.jpg


«علمني»

كان عمل الفنان علي الزيدي «علمني» أكثر الأعمال التي جذبت الحضور، نظراً لفوزه بالجائزة الأولى في جائزة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي. وكانت الصورة التي التقطها الفنان الكويتي في الهند تجمع معلمة مع مجموعة من الأطفال وهي تدرسهم. والبارز في العمل الذي قدم بالأبيض والأسود أنه أبرز فرحة الأطفال وهم يدرسون.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/06/153050.jpg


فنانون مشاركون

شارك في المعرض 10 فنانين وهم أحلام الأحمد، ألكسي غوغوت، جلال بن ثنية، حمد الفلاسي، عائشة خليفة، علي الزيدي، غانم بن لاحج، سعيد الشامسي، نغم الشرعة وهيرالد هيريرا. واللافت في الأسماء التي تشارك في المعرض أن من بينها مخضرمين كسعيد الشامسي.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/06/153053.jpg


رسالة الفن

يحمل الفنان مطر بن لاحج الفن رسالة أساسية له، لذا يحرص من خلال المرسم الذي يحمل اسمه على تقديم مجموعة من المشروعات الفنية التي هدفها منح المواهب الجديدة المساحة. ويهدف معرض «تقارب» إلى الجمع بين جيلين مختلفين، وكذلك معرض «نون النسوة».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/06/153054.jpg

تعتبر أعمال الفنان الكويتي علي الزيدي من الأعمال اللافتة في المعرض، لاسيما العمل الذي حمل عنوان «علمني»، الذي فاز من خلاله بالمركز الأول في الدورة الأخيرة من جائزة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي. وحاول الزيدي التركيز على الوجوه لإبراز الكثير من المعاني الوجدانية، والمشاعر التي تبدو أحياناً كأنها في حالة صمت. ويحرص الفنان الكويتي على ترك ملامح الأشخاص الذين يصورهم في حالة من الحياد، إلا أنه لا يخفي الشقاء في العيون والأيادي المتعبة أو المتسخة. يفرز الزيدي من خلال الصورة مساحة للهموم البشرية بصورة غير مباشرة، فبالنسبة إليه القضايا الإنسانية هي شغله الشاغل في التصوير، وإن الوجه هو البطل في الصورة، مبيناً اهتمامه في نقل الثقافة للناس من خلال الصور. وأشار الزيدي إلى أنه يقوم بالتعرف إلى ثقافة أي بلد يريد التصوير فيها. ورأى أن فوزه بالجائزة هو فخر له، ومحطة تجعله في تطلع الى تقديم الأفضل دوماً.

حضرت دبي في المعرض بشكل بارز من خلال مجموعة من الصور التي التقطها هيرالد هيريرا في مترو دبي، حيث كانت جميع الصور تعكس لقطات عفوية من محطات المترو. بدأت رحلة الفلبيني هيريرا في عالم التصوير، من خلال «إنستغرام» إذ ركز من خلال البرنامج على التقاط صور لدبي، وبعدها بدأ يركز على محطة المترو. وقال إن «هدفي النهائي هو أخذ صور لجميع محطات المترو في دبي، وشارفت على الاننهاء، وإن اللقطات العفوية تغريني ولها الأكثرية من بين أعمالي». واعتبر أن «انستغرام» ووسائل التواصل الاجتماعي سهلت مهمة دخول عالم التصوير على الكثير. بينما اخذ الموضوع نفسه شكلاً مختلفاً مع ألكسي غوغوت الذي حاول إبراز محطات المترو بأسلوب تجريدي.

هذه الحركة الصاخبة، تبدلت وتحولت الى حركة من نوع مختلف مع الفنان سعيد الشامسي، الذي قدم مجموعة من الصور التي التقطها في ايطاليا لفنانة كانت تصور نفسها وهي تركض في ممر منجم تحول إلى متحف. وأكد الشامسي لـ«الإمارات اليوم»، أن «المصورة بدأت تركض في ممرات المنجم، وكنت التقط صورها وهي في الهواء الطلق». وأطلق الشامسي على الصور مسمى «فوغا» وهي كلمة ايطالية تعني الهروب. واعتبر الشامسي أن الحركة التي يقدمها في العمل الفني تمنح الأعمال الحياة، وتبعدها عن الجمود، كما أنها تضيف الى موضوعية الصورة من حيث التسلسل. ورأى المصور الإماراتي، أن فن التصوير يمتاز بالصعوبة، لذا لابد من التمييز بين ما يقدم اليوم في الساحة الفنية ليكون صالحاً للمعارض، أو أن يكون صالحاً فقط ليقدم في اماكن أخرى غير المعارض.

واختار الفنان جلال ثنية إبراز الخراب من خلال مشاهد البيوت المهجورة. ويبدو بن ثنية كما لو أنه ينقب في الذاكرة، فهو يتلاعب في مساحة زمنية تمتد من الماضي الى الحاضر، يختصر فيها الكثير من المشاعر. بينما قدم الفنان حمد الفلاسي اختصاراً لرحلة الإنسان من المهد الى اللحد في عمل فني يبرز مراحل عديدة من حياته. أما أعمال غانم بن لاحج فكانت شديدة الاتصال بالتقنية، حيث ركز على التصوير المجهري وهو التصوير الذي يبرز الكثير من التفاصيل التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة.

 

 

تويتر