«بشرة خير» حققت 8 ملايين مشاهدة على «يوتــيوب» في أسبوع

حسين الجسمــي: أغني لمصر بقلب إمــاراتي

حسين الجسمي: «بشرة خير» تم تصويرها بتلقائية، وجابت الكاميرا مختلف المحافظات المصرية، لتلتقط صوراً حقيقية لناس يعبرون عن مشاعرهم بعفوية وتلقائية شديدة.

حالة خاصة تحققها أغاني الفنان الإماراتي حسين الجسمي في مصر ومحافظاتها المختلفة، بمدنها وقراها ونجوعها، وصورة أخرى لسفارة الفن يحققها هذا الفنان، الذي أصبح سفيراً فوق العادة لبلاده بفنه، عبر واقع جعل الجمهور والكثير من الإعلاميين والمثقفين المصريين يشاركون بحملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام للمطالبة بمنح الجسمي الجنسية المصرية «شرفياً».

 أغلى المنصات

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/05/146126.jpg

وصف الفنان الإماراتي حسين الجسمي منصة الغناء في المناسبات الوطنية بأنها «أغلى المنصات»، مؤكداً أن نسيج الاتحاد ونموذجه المشرف عربياً وعالمياً حفز لصياغة أعمال فنية سعت لأن تعكس فرحة شعب.

وأكد الجسمي، الذي تخطى نتاجه في هذا الإطار بحس عروبي ليصبح بمثابة أيقونة فنية تحرك مشاعر ملايين المصريين في مناسبات مختلفة، أنه يغني لـ«أم الدنيا» بقلب إماراتي محب لـ«المحروسة»، دونما تكلف، وبتلقائية شديدة عبر أعمال فنية يهديها دوماً للشعب المصري، دون أن يكون القصد منها دعم شخص أو جهة أو تيار بعينه. وأضاف صاحب أعمال «أجدع ناس» و«بحبك وحشتيني» و«رسالة إلى الشاب المصري» و«تسلم الأيادي»، وأخيراً «بشرة خير»: «أتردد كثيراً على القاهرة، والكثير من المحافظات المصرية، وأتفاعل مع مختلف فئات المجتمع المصري، ومن المنطقي أن تنتج التجارب الإنسانية الصادقة أعمالاً فنية لدى الفنان، حينما يكون قريباً من المجتمع». سرعة رد فعل الجسمي للحدث المصري، وإجادته الغناء باللهجة المصرية، لم تنعكسا سلباً على علاقاته بالفنانين المصريين، على عكس السائد فنياً، سواء من هم في حقل الغناء، أو غيرهم من الفنانين الذين أشادوا بحرصه على التواجد المؤثر في قلب الحدث، واختياراته سواء للأعمال التي يقدمها، أو توقيتات بث هذه الأعمال، التي غالباً ما تكون ذات أهمية فائقة في مسيرة الأحداث هناك.


أسعد شعب

يبقى الفنان حسين الجسمي، الذي يعد أول فنان زار مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، قبل أن يقصده بعد ذلك العشرات من المشاهير، واحداً من أكثر الفنانين الإماراتيين تواصلاً في هذه الفترة مع الفعاليات والمناسبات الوطنية، وهو ما انعكس في غنائه أخيراً لـ«أسعد شعب» من كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي حملت معها تفاعلاً كبيراً من الجمهور أثناء تقديمها في ختام برنامج «الفائز هو»، الذي عرض بالتزامن على قناتي دبي الفضائية و«الحياة» المصرية.

الجسمي الذي أكد أن استضافة دبي معرض إكسبو العالمي عام 2020، مفخرة لكل العرب، طرح أخيراً أحدث أغنياته التي حملت عنوان «وتبقى لي»، من كلمات الشاعرة السعودية وشم، وألحان الفنان فايز السعيد.


احتفاء مستحق

تحولت أغنية «تسلم الأيادي» لأيقونة خاصة بأحداث 30 يونيو، التي أطاحت بحكم «الإخوان» في مصر، وأصبح صوت الفنان حسين الجسمي معادلاً موضوعياً يستدعي ارتباط فنانين آخرين بثورات حركات سابقة أثرت في تاريخ الشعوب..

الجسمي فاجأ الجميع بأغنية شكلت حافزاً كبيراً للمصريين تستثير حماستهم للمشاركة في أول انتخابات رئاسية بعد الإطاحة بحكم الإخوان، رغم هجوم الفنان هاني شاكر على طريقة تصوير فيديو كليب «بشرة خير»، بسبب تركيزها على رقصات من الفلكلور المصري.

الجسمي الذي يعد حالياً الفنان الأكثر حضوراً بأعماله على مجمل القنوات الفضائية العربية، رغم مرور وقت طويل على إصداره أحدث ألبوماته، تلقى هذه الحالة بتأثر وتفاعل شديدين، مؤكداً أنه «يغني لمصر بقلب إماراتي تربى على عشق الوطن، فُطر على حقيقة أن الفنان الحقيقي هو من يلتحم بمشاعر الناس»، رابطاً بين هذا النوع من الأغاني والأوبريتات والأعمال التي تتغنى بالوطن في المناسبات الإماراتية المختلفة، خصوصاً احتفالات اليوم الوطني، الذي رأى ان الأعمال الفنية المرتبطة به بمثابة «مدرسة ومثال يحتذى في مساهمة الفنان في المناسبات الوطنية».

وأضاف الجسمي لـ«الإمارات اليوم»، بعد أن حققت أغنيته الأخيرة «بشرة خير» مشاهدة استثنائية على موقع «يوتيوب»، جعلها تصل إلى نحو ثمانية ملايين مشاهدة في أسبوع واحد، فضلاً عن تحميلها ومشاهداتها في مواقع أخرى، «أهدي هذه الأغنية لـ85 مليون مصري، التي بمجرد أن عُرضت عليّ كلماتها من الشاعر أيمن بهجت قمر شعرت بأنها منسجمة مع الحالة في الشارع المصري، وجاءت عملية تصويرها بتلقائية وسرعة شديدة».

مطالبات آلاف المصريين بحصول الفنان الإماراتي على الجنسية المصرية تقديراً لالتحامه مع الحالة الشعبية هناك، وتدشين وسم خاص بهذه الحملة على «تويتر» وآخر على «فيس بوك»، وتطرق العديد من الإعلاميين المصريين لذلك، وصفها الجسمي بـ«الوسام الثمين على صدره»، مضيفاً «أشكر كل من تلقى (بشرة خير) بتقدير واحتفاء، لكن الحقيقة أن البطل الحقيقي لأي عمل ناجح هو تلك الحالة التي يتلقى بها الناس هذا العمل، ومدى إحساس فريق العمل وأسرته بأكمله بالنتاج الفني الذي يقدمونه للناس».

وكشف الجسمي، أن «بشرة خير» تم تصويرها بتلقائية وعفوية شديدة، وفي غضون نحو 48 ساعة فقط، جابت فيها الكاميرا مختلف المحافظات المصرية، لتلتقط صوراً حقيقية لناس يعبرون عن مشاعرهم بعفوية وتلقائية شديدة».

وأكد الجسمي الذي يشارك بشكل دائم في احتفالات الدولة باليوم الوطني، سواء عبر أعمال فردية، أو أوبريتات جماعية، فضلاً عن الحفلات التي تنظمها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أن جميع أغانيه الوطنية التي يقدمها هي نتاج مدرسة الوطنية وعشق الوطن التي غُرست في أعماقه في دار زايد، الذي كان مدرسة في الوطنية والعروبة.

التفاعل مع الشارع المصري لدرجة أن معظم أعمال الجسمي الأخيرة تحولت إلى أيقونة للشارع هناك، سواء في الأحداث الرياضية مثل أغنية «أجدع ناس» التي واكبت انتصاراً رياضياً مصرياً، أو حتى قبلها في أغنية «بحبك وحشتيني»، التي حُمّلت بعداً وطنياً رغم أنها جاءت بالأساس ضمن سيناريو فيلم سينمائي، أو حتى بعد ذلك بكثير مواكبة لأحداث 30 يونيو والإطاحة بحكم الإخوان هناك، بأغنية «تسلم الأيادي»، يبقى منطقياً من وجهة نظر الجسمي الذي يرى أن «الصدق الفني والإحساس بنبض الناس، هما الركيزة الفنية لجماهيرية الأغنية التي تتحول إلى ظاهرة شعبية جارفة».

وفنياً كشف الجسمي أنه يعكف حالياً على اختيار أغاني ألبومه الجديد الذي سيجمع بين ثلاث لهجات مختلفة، هي بالإضافة إلى الإماراتية كل من المصرية واللبنانية، مبرراً ذلك بأهمية أن يكون الفن أداة لتجميع أصحاب الأذواق أو الاتجاهات الفنية المختلفة، فضلاً عن رغبة الجمهور في التنويع، نافياً أن يكون هذا الاتجاه لأسباب تسويقية.

وعلى الرغم من الهجوم الإعلامي على برامج استكشاف المواهب في المرحلة الأخيرة، وإعلان الجسمي الدائم في تردده في قبول العروض التي تصل إليه للاشتراك في بعضها، إلا أن صاحب «ستة الصبح» أكد قناعته بأهمية هذه البرامج في استكشاف «النجوم الجدد» على حد تعبيره، خلافاً لصديقه ملحن أغنية «بشرة خير» عمرو مصطفى، الذي يرى أن هذه النوعية من البرامج «تفرق الجمهور العربي، ولم تستطع أن تفرز نجوماً حقيقيين».

الجسمي الذي حل ضيفاً على احتفال أقيم لاستقبال طلبة مركز راشد في مصر، حضره العديد من الفنانين المصريين، كما أنه شارك في حملة صحية وطنية لشركة «دو» الإماراتية، أكد أهمية مشاركة الفنان في الحملات التوعوية والمبادرات التي تصب في خدمة المجتمع، مضيفاً: «إذا كنا جميعاً مدينين لأوطاننا ومجتمعاتنا، فإن أثقل تلك الديون من وجهة نظري هو على الفنان، الذي منحه الناس والمجتمع محبتهم، وهو عطاء ثمين، ودين ثقيل عليه ان يسعى لرد نزر يسير منه، من خلال دعم كل المبادرات الإيجابية دون تردد».

وعلى الرغم من أن الجسمي سفير للنوايا الحسنة في منظمة الأغذية العالمية التابعة لليونسكو، وحاصل أيضاً على الكثير من الجوائز والتكريمات الرسمية، فإن حضوره البارز في المنصات الدولية والخارجية، ووجود ملايين المعجبين بفنه، جعلاه بالفعل بمثابة السفير الأبرز للأغنية الإماراتية في الخارج، لكن ليس بقرار إداري من إحدى منظمات الأمم المتحدة هذه المرة، بل بقرار جماهيري شعبي تلقائي.

تويتر