"ماء الأرز"..السر الغامض لقرية نساء الشعر الطويل

يعتبر الشعر زينة المرأة وتاج أنوثتها ، ولكن بالنسبة لقبيلة "ياو " العرقية في قرية هيوانغلو بالصين، فالشعر هو أغلى ما تمتلكه النساء هناك. حيث تترك نساء القرية شعورهن طويلة، ولا يقصنه إلا مرة واحدة في الحياة، لاعتقادهن بأن الشعر الطويل يجلب الثروة والصحة وحسن الحظ. كما يزيد من جمالهن واقبال الخطاب عليهن.

يطلق على هذه القرية أسم "قرية الشعر الطويل" ولقد سجلت القرية رقمًا قياسيًا في طول الشعر ودخلت بذلك موسوعة الارقام "غينيس". حيث يصل متوسط طول شعر النساء بها وعددهم 120 امرأة حوالي 1.7 متر ويتجاوز أطوله الـ 2.1 متر.



وفي خلال فترة الصيف والخريف تتجه النساء إلى النهر لغسل شعرهن ومن ثم تغطيته بوشاح أزرق لحجبه عن الأنظار، ومن العادات التي كانت موجودة بالقبيلة من سنوات قليلة ماضيه أنه لم يكن مسموحاً لغير الأزواج والأبناء رؤية شعر المرأة وهو مسدول، وإذا حدث وأن رأى أجنبي شعر المرأة وهو مسدول توجب عليه أن يعيش مع عائلتها لمدة 3 سنوات كصهر، وبعد زوال هذا التقليد أصبحت النساء تمشط شعرهن الأسود في الأماكن العامة دون الخوف من العقوبات التي كانت تفرض عليهم في الماضي.
 يسمح لنساء هيوانغلو بقص شعرهن مرة واحدة فقط في حياتهن، وذلك ببلوغهن سن الـ 16ويمكنها حينها أيضًا البدء في البحث عن شريك حياتها، أما الجزء المقصوص من شعرها فيقدم لجدة الفتاة التي ستحافظ عليه لتهديه مرة أخرى للفتاة في يوم زفافها ليصبح لاحقاً جزءاً من تسريحة شعرها اليومية.


ولكل تسريحة من تسريحات صاحبات الشعر الطويل معنى ومدلول ، فإذا كان الشعر ملفوف حول رأس المرأة، فذلك يعني أنها متزوجة وليس لديها أطفال، وإذا كان ملفوف بطريقة دائرية على جبهتها فذلك يعني أنها متزوجة ولديها الأطفال، وإذا كانت ترتدي وشاحا حول رأسها، فهذا يعني أنها تبحث عن شريك لحياتها، ويرجع سر جمال شعرهن الى استخدامهم وصفات وتركيبات خاصة تساعدهن في الحفاظ على طول الشعر و بريق لونه الأسود حتى في عمر الثمانين.

وساهمت نساء هذه القرية الصغيرة التى يشتهر سكانها  بالملابس الحمراء ايضا، في شهرة القرية وفي استقطاب عدداَ من السياح الذين يأتون لرؤية النساء صاحبات الشعر الطويل .

"شامبو الأرز"..  سر  نساء  "هيوانغلو"

يرجع السر وراء الطول المبالغ فيه لشعور نساء قبيلة ياو، إلى حرصهن الشديد على الاعتناء بشعورهن، باستخدام وصفات قديمة يتوارثنها جيلاً بعد جيل، ولا يفصحن عنها للغرباء . لكن يعتقد أن السر يكمن في غسل الشعر بماء الأرز المخمر ، هذه الوصفة التى  استخدمتها  النساء في الصين واليابان ، وجنوب شرق آسيا  منذ عقود طويلة للعناية بجمال الشعر والبشرة، كما استخدمت من قبل نساء البلاط الإمبراطوري الياباني ، ويرجع ذلك لإحتواء الأرز على معادن وفيتامينات كثيرة من بينها مادة "بترا" التى تعمل على تجديد خلايا البشرة ومسامات الشعر وترميمها واكسابها الحيوية والإشراق وهى متوفرة فى العديد من مستحضرات العناية بالبشرة الغالية الثمن. وقد كشفت دراسة  يابانية عام 2010  آثار استخدام مياه الأرز للشعر وفوائده العديدة.


 

تويتر