«المهرجان» ينطلق في الشارقة السبت.. ويعد فــــرصة لتبادل الخبرات

9 عروض تشــــارك في «الخليج المسرحي»

صورة

وفق المعايير المسرحية المعتمدة، وبحسب ترشيحات كل دولة، اعتمدت اللجنة العليا المنظمة لفعاليات الدورة الـ13 من مهرجان المسرح الخليجي للفرق الأهلية، الذي تنظمه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، برعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع. وينطلق المهرجان في الفترة من 17 حتى 24 من مايو الجاري.

سيرة المهرجان

تأسس مهرجان المسرح الخليجي في 1988، إذ انطلقت دورته الأولى في الكويت، ويقام بشكل دوري في دول مجلس التعاون الخليجي، وفق ما تنص عليه اللائحة الداخلية للجنة الدائمة للفرق الأهلية لدول الخليج العربي، الجهة المنظمة للمهرجان، إذ تكلف هذه اللجنة وزارات الثقافة في كل دولة من دول المجلس بتنظيم المهرجان. وتستضيف الإمارات الدورة الـ13 من المهرجان في الفترة من 17 حتى 24 مايو الجاري.


صورة للواقع

أكّدت جمعية المسرحيين أن «المسرح الخليجي صورة لواقع المسرح المحلي في كل دولة، يعكس مدى التطوّر في مستوى العروض المسرحية المشاركة باعتبارها الأفضل خليجياً، كما يسهم المهرجان بشكل كبير في تطوير الحراك المسرحي المحلي والخليجي، من خلال إتاحة الفرصة للمسرحيين في الدولة للاطلاع على تجارب مهمة في المسرح الخليجي، ويستفيدون منها في توسعة أفق المعرفة عبر المشاهدة»، مشيرة إلى أن الورش المسرحية والندوات الفكرية والتطبيقية، التي تقام ضمن المهرجان تسهم في تقييم وتحليل العروض المسرحية. وأضافت الجمعية أن «أهمية المهرجان خليجياً تكمن أولاً في توثيق الأواصر المسرحية بين أبناء الخليج، وثانياً الاحتكاك والتجربة والتفاعل التي توفرها هذه العروض لكل الفرق المسرحية المشاركة».

المهرجان الذي يعد تظاهرة مسرحية خليجية بامتياز، إذ يجمع العناصر المسرحية من خبرات ومواهب واعدة، بالتعاون مع جمعية المسرحيين، إذ تم تحديد جدول عروض مسابقة المهرجان إضافة إلى الندوات التطبيقية للمسرحيات المشاركة وجدول العروض التي تأتي على هامش المهرجان.

يكرم المهرجان، الذي تبدأ عروضه بعد غد السبت، في قصر الثقافة في الشارقة، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بصفته «شخصية العام المسرحية» على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي. ويأتي تكريم سموه تقديرا لتاريخه الطويل في المسرح، تأليفا ودعما ورعاية ومبادرات ومساندة للحركة المسرحية محلياً وخليجياً وعربياً.

وبحسب جمعية المسرحيين، تشارك في المهرجان ست مسرحيات، بواقع عرض مسرحي واحد من كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، تلك العروض ستكون للأعمال الداخلة في المسابقة الرسمية للمهرجان. كما تعرض ثلاث مسرحيات إماراتية على هامش المسابقة، هي «دومينو» لمسرح دبي الاهلي، و«طقوس الأبيض» لمسرح الشارقة الوطني، و«أوركسترا» لمسرح خورفكان للفنون.

ولفتت الجمعية إلى أن «ترشيح الأعمال تم من قبل وزارات الثقافة في الدول الخليجية، إذ تم توجيه دعوات لترشيح الفرق والعروض التي تشارك، ورشحت بعض دول الخليج العرض الفائز بجائزة أفضل عرض مسرحي في مهرجانها المحلي، فيما اعتمدت وزارات أخرى الترشيح والتزكية بين الأعمال، وفق المعايير المسرحية المعمول بها في كل دولة».

وتشمل العروض المشاركة في مسابقة المهرجان مسرحية لفرقة الصواري البحرينية بعنوان «عندما صمت عبدالله الحكواتي»، وفي اليوم الثاني تعرض فرقة نورس المسرحية السعودية مسرحية «زوان»، وفي اليوم الثالث تعرض فرقة الدن للثقافة والفن المسرحية الأهلية مسرحية «بازار»، وفي اليوم الرابع، تعرض فرقة قطر مسرحية «الخلخال»، وتعرض فرقة مسرح الخليج الشعبي الكويتية مسرحية «من منهم هو»، ثم أخيراً المسرحية الاماراتية «نهارات علول».

وبخصوص مشاركة الإمارات في المهرجان الخليجي، شكلت وزارة الثقافة لجنة من مسرحيين لهم باعهم الطويل في المسرح، واختارت اللجنة وفق معايير محددة وبشفافية عالية مسرحية «نهارات علول» للمسرح الحديث في الشارقة، على أن تكون ضمن المسابقة الرسمية باعتبارها أفضل العروض التي قدمت في الإمارات خلال السنتين الماضيتين، وفق رأي اللجنة، كون هذا المهرجان يقام كل سنتين، وتتنافس للمشاركة فيه جميع العروض المسرحية التي قدمت على خشبات مسارح الإمارات خلال السنتين اللتين تسبقان تاريخ انطلاق الدورة.

وحصل عمل «نهارات علول» للثنائي مرعي الحليان وحسن رجب، على جائزة أفضل عمل مسرحي في الدورة 23 لمهرجان أيام الشارقة المسرحية. ويعتبر العمل حالة إبداعية وعلامة فارقة، لاسيما أن النقاد والمسرحيين المشاركين الدورة قبل الماضية عجزوا عن إيجاد ثغرات في العمل الذي وصف بـ«العمل المتكامل»، من خلال النص والإخراج والأداء التمثيلي. كما أن فكرة النص والرؤية الاخراجية كانت مبتكرة من خلال استحضار شخصية علول وحكاية الحرافيش (الصعاليك).

ويتضمن مهرجان المسرح الخليجي مجموعة من ورش العمل التدريبية والندوات الفكرية والعروض، كما يتم عرض مسرحية «طقوس الأبيض» من تأليف محمود أبوالعباس وإخراج محمد العامري ومسرحية «أوركسترا» لمسرح خورفكان للفنون من تأليف حميد فارس وإخراج مبارك ماشي.

وقدمت مسرحية «طقوس الأبيض» جدلية الموت والحياة في ثنائية متناقضة ناقشها المؤلف محمود أبوالعباس وعالجها المخرج محمد العامري، وجسدها الممثل المسرحي أحمد الجسمي.

أما عمل «أوركسترا» فتناول صراع السلطة والوصول إلى الكرسي على حساب الشعب، ممثلاً في مجموعة موسيقيين مغمورين رغم موهبتهم، إلا أن الشارع هو مصيرهم لولا قائد الأوركسترا الذي انتشلهم من القاع ليصل من خلالهم إلى كرسي نقابة الموسيقيين.

العمل فيه كثير من الايحاءات السياسية وتأويلات حول ثورات «الربيع العربي»، فالشعوب تعيش فقراً وتحرم حقوقها، إلا أن مصير من يعترض أو يفكر في التمرد، غالباً يكون أسوأ من ما كان عليه وضعه سابقا، لذلك عشش الجهل والخوف في عقول كثيرين، فصاروا دمى تحركها خيوط السياسيين، وفق المسرحية.

حول أهمية المهرجان، أكدت جمعية المسرحيين أن «المسرح الخليجي صورة لواقع المسرح المحلي في كل دولة، يعكس مدى التطور في مستوى العروض المسرحية المشاركة باعتبارها الأفضل خليجيا. كما يسهم المهرجان بشكل كبير في تطوير الحراك المسرحي المحلي والخليجي، من خلال إتاحة الفرصة للمسرحيين في الدولة للاطلاع على تجارب مهمة في المسرح الخليجي، ويستفيدون منها في توسعة أفق المعرفة عبر المشاهدة»، مشيرة إلى أن الورش المسرحية والندوات الفكرية والتطبيقية التي تقام ضمن المهرجان تسهم في تقييم وتحليل العروض المسرحية للوقوف على مكامن الخلل، ومن ثمّ تجاوزها في المقبل من الزمن.

وأضافت الجمعية أن «أهمية المهرجان خليجيا تكمن أولا في توثيق الأواصر المسرحية بين أبناء الخليج، وثانياً الاحتكاك والتجربة والتفاعل التي توفرها هذه العروض لكل الفرق المسرحية المشاركة، وكذلك فإن مهرجان المسرح الخليجي فرصة للقاء والنقاش والتحاور بين المسرحيين، وأيضا هو منطقة يسلط فيها الضوء على المواهب الخليجية والتعريف بها، تأليفا وإخراجا وتمثيلا وفنيا».

تويتر