معرض جمع 25 فنانة في مرسم مطر

«نون النســـوة».. عوالم أنثوية وهمـــــوم إنسانية

صورة

جمع معرض «نون النسوة» الذي أفتتح أخيراً في مرسم مطر، مجموعة من الفنانات اللواتي كان لكل منها عالمها الأنثوي الخاص، فبدت الهموم والقضايا النسائية هي المؤرق للكثير من الشابات، بينما طالت بعض الأعمال الهموم الإنسانية من بابها الأوسع، إذ باتت اللوحة المسافة الضيقة للتعبير عن التهجير والابتعاد عن الوطن والغربة، والعائلة، والذكريات. تلامس الأعمال الموجودة في المعرض، الذي يستمر حتى الثامن من مايو الحياة اليومية بشكل كبير، فنجد تفاصيلها الصغيرة منثورة على اللوحات بإيقاعات لونية تتباين بين الرسم التصويري أو الطفولي أو القائم على الرمزية العالية.

وشاركت في المعرض الذي يقام للمرة الثالثة 25 فنانة من الوطن العربي والهند وباكستان وغيرها من البلدان. وقد تنوعت أعمالهن بين التشكيل والخط العربي، مع غياب الأعمال النحتية أو التركيبية، الأمر الذي يؤكد افتقار الساحة الفنية إلى وجود فنانات يولين اهتماماً للكتلة في العمل الفني. حمل المعرض الأجواء النسائية من خلال الوجوه الأنثوية التي سيطرت على الأعمال، التي كان الفن التشخيصي هو المسيطر على معظمها، إذ طغت الأجساد والوجوه على المساحات اللونية، فكانت راقصة تارة، ومثقلة بالحزن طوراً، إضافة الى بعض اللوحات التي حملت الجانب الطفولي. في المقابل، كانت هناك مجموعة من اللوحات التي تحمل رسائل اجتماعية، ومنها التي تعالج نظرة المجتمع إلى المرأة المطلقة، كعمل الفنانة وفاء الحسيني، أو الجانب الأنثوي عند المرأة، وتعاطيها مع شكلها ومظهرها وعائلتها، كما في أعمال أحلام عباس. في المقابل، أظهرت الفنانة ليز راموس برادو، العالم الأنثوي من خلال الوجوه النسائية وسط الزهور وأوراق الشجر على الخشب، فكان عملها لافتاً لجهة الجو الحالم الذي يقدمه. أما لوحات الخط، فحملت مجموعة من النصوص الدينية التي أخذت أشكالا كلاسيكية، فكتبت النصوص على شكل السفينة، أو حتى بشكل دائري يحمل الكثير من الزخرفة على هوامش النص. وقد شاركت أكثر من خطاطة في المعرض، جمعتهن المحافظة على كلاسيكية لوحة الخط، لجهة الأسلوب في عرض النص.

مبادرة فنية

أكد مؤسس مرسم مطر، الفنان الإماراتي مطر بن لاحج، أن معرض «نون النسوة» يعتبر مبادرة فنية تضمن الوجود لشرائح كبيرة في المجتمع، وهو معرض مفتوح لكل الجنسيات، لذا هو يحمل نبرة للسلام واستدامة التعايش بين الثقافات. واعتبر أن هناك فئات عالمية تشارك في المعرض، إضافة الى أنه يحمل وجوها مختلفة وجديدة في كل سنة. ولفت إلى أن المعرض يعد فرصة يقدمها للفنانين الذين يخافون من العرض، وهي فرصة للذين يحاولون إيجاد أي شيء وسط الزحام في الساحة الفنية. واعتبر أن مبادرته، مبادرة خاصة، ويحتاج إلى الكثير من الرعاية والجهد، والمرسم دخل جانب الاحتراف، وهناك فريق عمل متكامل في المرسم، وتكاتفه هو الذي يحقق هذا الإنجاز، ومردود المعرض نفسي بالدرجة الأولى.


فنانات مشاركات

شارك في المعرض الفنانات: أحلام عباس، أسماء الغرير، ايزابيل ماركس، إيمان بستكي، باربرة مورل ويدج، ثريا البقسمي، جميلة عوض، جنان موسى، سارة صراوي، سمية الحداد، سانجيتا بابني، سهام العكيلي، عائشة خليفة، كينزا نجم، ليز راموس برادو، لينا العكيلي، مريم البلوشي، نايلة المنصوري، نجلا سمير، ندى المازمي، فاطمة جوري، فهيمة فتاح، هيا عبيد الكتبي، وفاء الحسيني.

وقالت الفنانة الإماراتية عائشة خليفة، عن مشاركتها في المعرض «حاولت أن أقدم السلام الداخلي عند المرأة، فعرضت البحث عن الذات، ثم الوصول، وشخصياً أهتم بعرض التساؤلات من خلال الفن». واعتبرت أن الفن التصويري هواية بالنسبة اليها، لكنها حصلت على شهادة في التدريب على التصوير، وتقدم دروساً في فن التصوير، موضحة أنها تلتفت إلى تقديم القصص في فنها. واعتبرت أن التحديات الأساسية التي تواجه الفنان تكمن في عدم وجود معاهد لتعليم التصوير في دبي.

بينما رأت الفنانة العراقية، لينا العقيلي، أنها تعمدت الرمزية في أعمالها التي تقدمها في المعرض، إذ أن قصة المهجرين تشغلها، لاسيما أنها هم الكثيرين اليوم. واعتبرت العقيلي أن اللغة الفنية خاضعة للتطوير باستمرار، وبالتالي الرمزية ترفع من عملية التطوير، موضحة أن التعبير الفني لا يحتاج إلى الكلام، بل الشعور هو المهم. ورأت أن الرمزية العالية قد تجعل العمل بعيداً عن المتلقي أحياناً، معتبرة المشاركة في المعارض النسائية مهمة بالنسبة إليها، فهي تمنحها شعوراً بأن الساحة الفنية متاحة للنساء أيضاً.

في المقابل، قالت الفنانة اللبنانية أحلام عباس «أعمل على المدرسة الفطرية التي تعتمد على العفوية، وتجذبني الاسرة والمرأة التي هي الزوجة والأم، وأميل إلى تجسيد الفراغ الذي تعيشه الاسرة، فغياب الاب بات واضحاً في عصرنا، لذا فاللوحة عندي تحمل قضية وصرخة ضد العنف، مهما كان هناك من تقصير في العائلة من قبل أي أحد».

في المقابل، أكدت الفنانة اللبنانية جنان موسى، أن مشاركتها الأولى في المعرض مميزة بالنسبة اليها، خصوصاً أنها تعتبرها فرصة لكل فنانة شابة كي تقدم أعمالها، وتعبر عن فكرها. ورأت ان الفن هو الطريق السلمي لإيصال الفكرة.

من جهتها، قالت الخطاطة الإماراتية مريم البلوشي، إن «الوجود في (نون النسوة) تجربتنا الاولى مع مرسم مطر، لاسيما أنها كونت فريقاً نسائياً في الخط، يرتكز على نساء واسمه (الحرف وأنا)». ورأت أن حضور الخط العربي مهم في المعرض، لاسيما أن الخط اليوم يقدم في إطار كلاسيكي، وهناك قلة في عدد الخطاطين الذين استمروا ووصلوا إلى الاحترافية، فالخط يحتاج إلى العمل والمثابرة والاستمرارية، فيجب ألا ينقطع الفنان عن فنه.

تويتر