المشرف على البرنامج يرى أنه قد يستفز مخيلات مخرجي الدراما

ماجد البستكي: «البيت» تأكيد عصري على ريادة الشعر

جماليات التصوير أحد أهم الرهانات التي تعوّل عليها أسرة «البيت» الذي يبث أسبوعياً على قناة «سما دبي». تصوير: أحمد عرديتي وتشاندرا بالان

«من يدعي أننا نعيش زمن الرواية، أو القصة القصيرة، أو غيرها، عليه أن يكون أكثر حياداً، وينفتح على الشعر، الذي لايزال جوهر الخيال، وأصل الإبداع، سواء في ذاته، أو في ما عداه من فنون القول، ونتاج الأدب».. تصريح لا يفارق حدة الغيور على «ديوان العرب»، وهو المصطلح الذي استدعاه الشاعر ماجد عبدالرحمن البستكي، المشرف على برنامج «البيت»، الذي يقام برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وينظمه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وتنقل منافساته أسبوعياً قناة «سما دبي».

البستكي الذي يشغل منصب مدير الاتصال والإعلام في مكتب سمو ولي عهد دبي، وسبق له أن أشرف على تنظيم ملتقى دبي للشعر الشعبي في دوراته المتعاقبة، استشهد في دفاعه عن واقع الشعر عموماً ببرنامج «البيت»، مضيفاً «ليس هناك فن أدبي عربي مؤهل لأن يدفع عشرات الآلاف في بوتقة إبداعية واحدة بخلاف الشعر، وهذا ما كشفته إحصاءات اللجنة المنظمة للبرنامج، التي تتواصل في غضون ساعات أربع، هي الفترة المسموح فيها بالاشتراك مع مثل هذا العدد، الذي يتنافس في صياغة شطر بيت فقط».

رصد الجمال

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/04/127577.jpg

أبدى مدير الاتصال والإعلام ماجد البستكي، إعجابه الشديد بآلية إخراج برنامج البيت على الهواء مباشرة من مدينة دبي للاستوديوهات، مضيفاً: «رغم أننا بصدد محتوى شعري، فإن التعويل على جمالية الصورة المشاهدة كان في حسباننا قبل انطلاق البرنامج».

وأضاف «هناك نحو 14 كاميرا ترصد أدق تفاصيل المشاهد، لكنها رغم ذلك تبقى غير مرئية، كما أن هناك توظيفاً دقيقاً للإضاءة يساير مراحل تطور كل حلقة على حدة، مساء كل اثنين، ليبث للجمهور على الهواء مباشرة، عبر قناة سما دبي الفضائية» .

ورغم ارتباط الكثير من البرامج الشعرية بالإذاعة، فإن التجربة التلفزيونية من وجهة نظر البستكي تستحق الاستمرار، مضيفاً: «هناك صلة وثيقة في تذوق الإبداع الشعري بين المسموع والمرئي، وفي ظل برنامج يراهن على التكثيف من خلال بيت وحيد، تغدو المراهنة على الصورة جوهرية».


نتاج مقدّر

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/04/127580.jpg

كشف ماجد البستكي أنه رفض استغلال بعض الأبيات التي وردت للبرنامج وتحوي طرفة، أو مفارقة، في الترويج الدعائي للبرنامج، مؤكداً أن كل منتج إبداعي يصل إلى أسرة البرنامج هو مقدر من قبلها، ويجب أن يتم تقديمه بصورة لائقة.

وتابع «كان هناك اقتراح باستثمار جانب من تلك الأبيات التي تؤشر إلى حرص البعض على التواجد في البرنامج رغم الصعوبات التي يواجهها في نظم شطر بيت من الشعر النبطي، لكن هذا الاقتراح قوبل بالرفض القاطع، بل إننا أملنا من أصحاب تلك الأشطر العمل على تنمية أدواتهم الشعرية، والاطلاع على مزيد من دواوين أعلام الشعر النبطي، على نحو من المؤكد أنه سيفيد تجاربهم الشعرية الغضة».

وأكد البستكي أن الدفاع عن جنس إبداعي بعينه من قبل مبدعين أو نقاد أو حتى متذوقين، على حساب جنس آخر، غير مقبول وغير مبرر، مضيفاً «ازدهار الشعر أو الرواية أو غيرهما، لا يعني انزواء الآخر، لكن الحقيقة الثابتة أن الشعر هو أقدم أشكال الإبداع في الأدب العربي، كما أنه يملك مقومات حضوره في معظم تلك الأجناس، دون أن يكون العكس صحيحاً».

وكشف البستكي أن ثراء الصور الشعرية التي تضمنتها الأبيات الفائزة ترشحها لأن تكون نواة لمشاهد تحتمل التكثيف الدرامي، مضيفاً «من وجهة نظري فإن نتاج حلقات (البيت) يبدو شديد الإغواء والإغراء لمخيلات مخرجي الدراما، ليكون نواة لأعمال مشاهدة، وهو أمر إذا تم التعامل معه بعيداً عن التقليدية فأتوقع أن تكون ثماره شديدة التميز».

ورأى البستكي أن برنامج «البيت» الذي اعتبره «تأكيداً عصرياً على ريادة الشعر»، يستمد ألقه من هذه القدرة التي يستعرضها المشاركون في تكثيف واختزال الصور الشعرية، في شطر بيت وحيد، على نحو يعيد للأذهان المقولة النقدية الأثيرة التي تعرف البيت المحوري في القصيدة بأنه «بيت القصيد».

ونفى البستكي أن تمثل فكرة المسابقة التي يقوم عليها البرنامج نقضاً لحقيقة أن القصيدة بناء متكامل، إذ يتم عرض شطر بيت ويطلب من المشتركين إبداع بيت مكمل له، ويتم التصويت على الأفضل بناء على رأي لجنة تحكيم مكونة من نخبة من الشعراء، فضلاً عن جائزة أخرى يبقى الحسم فيها مرتبطاً برأي الجمهور.

وأضاف «متذوقو الشعر عموماً والنبطي خصوصاً، الذي هو محط اهتمام برنامج البيت، على بينة بأن هناك دوماً بيت محوري يمثل لب القصيدة وبيتها، وفيه مكمن الإبداع، والوصول إليه متجرداً يبقى بحاجة إلى موهبة حقيقية، لذلك فإن استكمال شطر بيت على الوزن والقافية نفسيهما، مدعماً لفكرة الشطر الأول نفسها، يبقى عملاً إبداعياً يستحق الإشادة، إذا ما تم بجمالية وتفرد».

ورفض البستكي الإجابة عن سؤال يتعلق بتقييمه الفني لمحتوى الأعمال الشعرية التي تم تقديمها للبرنامج على مدار سبع حلقات مضت، مضيفاً أن «الحكم سيغدو ذاتياً إلى درجة بعيدة، وبالإضافة إلى إشرافي على العمل، فإن الأمر قد لا يفارق جرحاً في الشهادة، لكنني أرى أن المعيار الأهم هو مدى تفاعل الجمهور والمتلقين مع ما يقدم، وهو أمر يمكن رصده من خلال حجم المشاركة الفعلية، وجوهرية البرنامج في الخارطة البرامجية لقناة (سما دبي) التي تنفرد ببثه».

ورأى البستكي أن ميل أحكام لجنة التحكيم إلى التوافق رغم السعة الهائلة للمشاركات يؤكد أنه مع الذاتية تبقى هناك مقومات ومعايير واضحة، مشيراً إلى أن الكثير من النتائج توافق فيها اختيار لجنة التحكيم مع اختيار الجمهور.

واعرب البستكي عن سعادته الغامرة باعتباره شاعراً هذه المرة، ببروز أسماء جديدة من خلال البرنامج، مضيفاً «(البيت) أحدث حراكاً ملحوظاً، وأعاد البعض إلى حلبة الشعر، وثبت آخرين كانوا مترددين في المشاركة، وكشف عن إبداعاتهم، كما أن هناك العديد من الأسماء المعروفة التي حرصت على المشاركة في المسابقة الأسبوعية».

تويتر