الخبيرة الأسرية نوال الكتاتني دعت إلى تنمية مهاراته

الذكاء الوجداني.. محرك النجاح والسعادة

نوال الكتاتني: تطوير الذكاء العاطفي كفيل بأن يميز أنواع الذكاء الأخرى التي نمتلكها. من المصدر

قالت المدربة والخبيرة الأسرية، الدكتورة نوال كامل الكتاتني، إن للذكاء أنواعاً عدة، أبرزها العاطفي الذي يعد أهم محرك لبقية الأنواع، وقالت إن تطوير الذكاء العاطفي كفيل بأن يميز أنواع الذكاء الأخرى التي نمتلكها. وأضافت الكتاتني في محاضرة بعنوان «مهارات الذكاء العاطفي»، استضافها، أول من أمس، مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام بمقره في أبوظبي، أن الذكاء العاطفي هو مجموعة من القدرات العقلية التي تمكن الفرد من اكتساب المعرفة، وتعلم حل المشكلات، لافتة إلى أن الدراسات تشير إلى أن سعادة الإنسان ونجاحه في الحياة، يرجعان إلى مستوى الذكاء العاطفي الذي يتمتع به، وليس إلى مستوى ذكائه العقلي.

 

قدرات للأطفال

حول الذكاء العاطفي وكيفية تنميته لدى الأطفال، أفادت الدكتورة نوال الكتاتني بأن هناك قدرات ترتبط بشكل مباشر بالذكاء العاطفي، وهي الثقة بالنفس، وحب الاستطلاع، والإصرار، والقدرة على تكوين علاقات، والسيطرة على النفس، والتعاون.

وفي ختام المحاضرة التي شهدها مدير إدارة الثقافة بمركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، منصور سعيد المنصوري، وعدد من المهتمين والجمهور والإعلاميين، وأدارتها الباحثة بإدارة الثقافة بالمركز، جنات بومنجل، كرّم المنصوري الدكتورة نوال الكتاني، وقدم لها درع المركز.

وقالت المحاضِرة إن «الذكاء الوجداني (العاطفي) هو قدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع نفسه، ومع الآخرين، بحيث يحقق أكبر قدر من السعادة لنفسه، ولمن حوله. كما أنه القدرة على التعرف إلى شعورنا الشخصي، وشعور الآخرين، لتحفيز أنفسنا، وإدارة عاطفتنا بشكـل سليم في علاقتنا مع الآخرين، كما أنه القدرة على فهم الانفعالات، ومعرفتها، والتمييز بينها، والقدرة على ضبطها والتعامل معها بإيجابية».

ومن أبرز سمات الأذكياء وجدانياً، المرونة والانفتاح على الآخرين، والإحساس الكبير بالمسؤولية الاجتماعية، ولديهم قدرة كبيرة على التواصل مع الآخر، والتحكم في الذات، والتعبير المناسب عن المشاعر، ويتمتعون بقدرة على التفاؤل والوعي بالذات، وحل المشكلات بوعي وحكمة. والأذكياء العاطفيون أيضاً قادرون على التخطيط، وتحديد الأهداف، والمثابرة، وفهم انفعالات الآخرين، كما أن لديهم روابط ثقة مع الآخرين وقناعة بإنجازاتهم، وتوازن في حياتهم، وقدرة على توقع النتائج وتأكيد الذات، والتعاون مع الآخرين، حسب الكتاتني التي شددت على أن «صناعة الحياة هي أن يكون لك موقع في هذا العالم تُسهم في البناء والعطاء بما تستطيع، وألا تكون حملاً ثقيلاً على الأمة»، مؤكدة أن إهمال الجانب العاطفي يحرمنا من التمتع بأجمل شيء في حياتنا، وهي المشاعر.

وعدّدت المحاضرة بعض الخطوات التي تساعد على الحصول على السعادة، ومنها «أن تقول لنفسك: اليوم سأكون سعيداً مهما حصل لي، وسأحاول تهذيب عقلي، وأتعلم شيئاً نافعاً، وأشغل به ذهني، وسأعمل عملاً طيباً لشخص ما، ولن أغضب، ولن ألوم أحداً». وذكرت أن ضعف الذكاء العاطفي لدى الإنسان يسبب مشكلات نفسية وصحية كثيرة، منها القلق والتوتر.

وحول عناصر التحكم العاطفي، قالت الكتاتني، إنها تتلخص في الوعي بالذات، والتحكم في الانفعالات، والتحفيز الذاتي، والمهارات الاجتماعية، والتعاطف.

وأوضحت أن «الوعي بالذات يعني أن يعرف كل إنسان عواطفه، ويتعرف الى مشاعره، وتكون لدية القدرة على تفسير أفكاره، وإيصال المعلومات بسلاسة ودقة وشرح وجهات نظره وأفعاله وتصرفاته. أما التحكم في الانفعالات، فهو القدرة على مواجهة الصعوبات، ومقاومة الإحباط، والتحكم في الانفعالات، والعمل بكل جد ومثابرة في مزاج منتظم لا يخضع للنزوات العابرة؛ فلا ينبغي أن تؤثر المتاعب في القدرة في التفكير والتروي في الأمور، وأن يتحلى بالود والمحبة والأمل».

وأشارت الكتاتني إلى أن «الذكاء الوجداني هو تحفيز النفس، ويتمثل ذلك في القدرة على فهم الشعور الشخصي، رصد المشاعر من لحظة لأخرى، ومعرفة الأشياء التي تحفزنا وتأثير ذلك في الآخرين، أي توجيه العواطف في خدمة هدف ما بكل ثقة».

وذكرت أن المهارات الاجتماعية تعني القدرة على التقاط الإشارات الاجتماعية، لافتة إلى أن التعاطف لا يعني إبداء الشفقة تجاه الآخرين، بل هو إحساس مشترك يمكّن من القدرة على قراءة المواقف، وتفسير سلوكيات الآخرين وفقاً لأهدافهم المحتملة وحالتهم العاطفية.

تويتر