تنظمه طالبات «زايد» ضمن مهرجان أبوظبي 2014

«خراريف الجدات» بأنامل شابة

صورة

50 حكاية استلهمت 24 شخصية من الشخصيات الشهيرة في الحكايات الشعبية المتوارثة في تراث الإمارات، كانت هي موضوع معرض «حكايات من الإمارات»، الذي أقامته طالبات نادي القصة «الخراريف» بجامعة زايد، في متنزه خليفة في أبوظبي. ويشكل المعرض ــ الذي يستمر من 29 مارس الجاري ــ جزءاً من فعاليات مهرجان أبوظبي 2014، الذي تنظمه مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، ويواكب احتفالات العالم باليوم العالمي لسرد الحكايات الذي يوافق 19 مارس الجاري.

مخزون ثري

استلهمت الطالبات في قصصهن مخزون الحكايات الشعبية الإمارتية «الخراريف»، التي دأبت الجدات على سردها للصغار قبل النوم، وتوارثتها الأجيال على مدى قرون وأحقاب. وقد تم عرض هذه الحكايات في شكل لوحات نصية تتوزع في أرجاء المكان. ويمثل المعرض خلاصة رحلة بحثية وعلمية قامت بها الطالبات المشاركات على مدى العام الدراسي في أعماق التراث الشعبي الإماراتي لجمع الحكايات وتدوينها واستلهام شخصياتها ورموزها في تطوير حكايات جديدة متخيَّلة تأخذ المنحى السردي نفسه، ثم ترجمتها بعد ذلك إلى الإنجليزية.

 مشروع «زود»

أسهم مشروع «زود» ــ وهو مشروع غير ربحي يحظى برعاية الشيخة اليازية بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، ويشجع على القراءة والكتابة ــ في مشروع «قصص من الإمارات»، من خلال ترجمة القصص التي كتبتها الطالبات باللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية، بحسب ما أوضحت ياسمين أبوسارة من مشروع «زود» لـ«الإمارات اليوم»، مشيرة إلى أن الترجمة استغرقت شهرين، ثم تمّت الاستعانة بمتطوعين إماراتيين يعملون في «زود» لإدخال مصطلحات باللهجة الإماراتية العامية في القصص حتى تكون واقعية.

 مي بطي المنصوري، طالبة بالفرقة الرابعة بقسم الدراسات الإماراتية، اختارت «أم الدويس» الجنية التي عرفت في الخراريف بقدرتها على إغواء الرجال بجمالها ورائحتها الذكية، لتكون بطلة قصتها، ولكنها قصة تختلف بعض الشيء عن الخروفة المتداولة عن تلك الشخصية، حيث اختارت مي أن تدور أحداث القصة التي قامت بتأليفها في منطقة ليوا، وهي مسقط رأسها. وخلال القصة تقع «أم الدويس» في حب الشاب سعيد الذي يزور مع أصدقائه قلعة تاريخية في منطقة ليوا، ولكن تثور ثائرة «أم الدويس» عندما تستمع إلى سعيد يهمس لأصدقائه أنه لا يرغب في الاستمرار في علاقته بها، فتستدرج أصدقاء سعيد وتقتلهم بسيفها، وفي النهاية تشعر بتأنيب الضمير فتقوم بقتل نفسها بالسيف نفسه.

وأشارت المنصوري في حديثها لـ«الإمارات اليوم» إلى أن انضمامها لمشروع «حكايات من الإمارات» جاء لأنه مرتبط بدراساتها وتخصصها الدراسي، وأنها قامت بكتابة القصة باللغة الإنجليزية.

«أم الدويس» أيضاً كانت بطلة قصة «قصة ميرة» التي كتبتها شمة القبيسي، طالبة في الفرقة الرابعة، قسم الاتصال الجماهيري، ولكنها جاءت مختلفة تماماً عن الخروفة السائدة والمتوارثة، ففي هذه القصة تحوّلت «أم الدويس» من جنية شريرة تغوي الرجال وتقتلهم إلى امرأة تتزوج من ملك ظالم يقرر حبسها بعد أن أنجبت له طفلهما، وأخذ الطفل بعيداً عنها، ولكن الطفل يرفض تصرفات والده ويعود إلى أمه ليحررها ويخبرها بأنه سينتقم من والده، فتنصحه «أم الدويس» بعدم الانتقام من والده، وأن يحاول أن يكون إنساناً جيداً وحاكماً عادلاً عندما يخلف والده، وتنتهي القصة بشعور الملك بالندم على ما فعله في زوجته وابنه وتنازله عن الحكم للابن الذي حرص على أن ينشر العدل والخير في البلد.

وذكرت شمة القبيسي أن التحاقها بالمشروع جاء لأن لديها موهبة كتابة الشعر والقصص، وأن المشروع فرصة للتعبير عن هذه الموهبة. لافتة إلى أنها حصلت من قبل على المركز الثاني في إلقاء الشعر على مستوى أبوظبي، كما حصلت على المركز الثالث في الشعر خلال عرض للمواهب نظمته مدرسة أبوظبي الدولية.

واختارت علياء سالم الزعابي، الطالبة في قسم الدراسات الدولية، شخصية «بابا دريان»، التي تغيرت هي أيضاً في القصة، فبينما تعرف هذه الشخصية في الحكايات الشعبية بأنها لجني يظهر في الأماكن الساحلية ليكسر ويدمر، تحوّلت الشخصية في القصة إلى رجل فقير يبحث عن عمل يعيش منه، فيضمه تاجر لؤلؤ ثري إلى البحارة الذين يعملون على سفنه، ولكن تتم سرقة اللؤلؤ من السفينة ويتهم بقية البحارة «بابا دريان»، ويتم الحكم عليه بقطع يده دون التأكد من أنه السارق، فيأخذ في تدمير المدينة ليعثر على السارق الحقيقي إلى أن يعثر عليه ويعترف السارق، فيقرر التاجر أن يوكل إدارة كل أعماله إلى «بابا دريان».

أما سارة العلي الطالبة في السنة الأولى بجامعة زايد، فتمثلت مشاركتها في المشروع في رسم الصور المصاحبة لقصص زميلاتها، مشيرة إلى أنها رسمت لوحة قصة «درس عالي» و«المقهى المسكون». موضحة أنها «اختارت القصتين من بين عدد من الخيارات التي وفرتها لها المدرسة المشرفة، لأنها شعرت بأن القصتين أثرتا فيها». كما ذكرت أنها استخدمت الكمبيوتر في تنفيذ رسوماتها.

وعن نادي «خراريف» في جامعة زايد، أوضحت نائبة رئيسة النادي حمدة المنهالي، أن «النادي تأسس منذ ثلاث سنوات، وكان في البداية مشروع تخرج لطالبات في الجامعة كانت لديهن الرغبة في جمع التراث الإماراتي، فقمن بجمع وإعادة إحياء 24 قصة من القصص التراثية». مشيرة إلى أن حالياً يضم النادي 20 عضوة رئيسة من الطالبات، إلى جانب عدد كبير من الطالبات اللاتي يسهمن في كتابة ورسم القصص.

وأوضحت رئيسة نادي «خراريف» حنان المرزوقي، أن «القصص التي تشارك في (حكايات من الإمارات)، والتي قامت الطالبات بكتابتها باللغة الإنجليزية، هذا العام تم اختيارها بعد إجراء مسابقة بين الطالبات في الجامعة، بعدها تم تحويل القصص والرسومات الفائزة إلى الأساتذة في الجامعة لتصحيحها، واختيار 24 قصة منها لعرضها، وكانت الشروط المطلوبة في القصص أن تلتزم بالشخصيات التي تم تحديدها للطالبات واختيارها من الخراريف الإماراتية، وأن تكون قصيرة»، مضيفة أن «الطالبات قمن بتسجيل قصصهن صوتياً وستُذاع على إذاعة (كلاسيك إف إم)، كما سيكون هناك جناح خاص في معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام يستقبل طلبة المدارس وتروي لهم طالبات الجامعة هذه القصص باللغتين العربية والإنجليزية».


مسابقة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/03/103442.jpg

القصص التي تشارك في «حكايات من الإمارات»، والتي قامت الطالبات بكتابتها باللغة الإنجليزية، هذا العام تم اختيارها بعد إجراء مسابقة بين الطالبات في الجامعة، بعدها تم تحويل القصص والرسومات الفائزة إلى الأساتذة في الجامعة لتصحيحها، واختيار 24 قصة منها لعرضها.

 

تويتر