اعتبر تجربته مع هيربي هانكوك فارقة في حياته

حمدان العبــري: طموحي لا يقتصر علـى المحلية

العبري: الفنان يظل يتعلم طوال حياته ليواكب مستجدات الموسيقى. أرشيفية

قال فنان الراب الإماراتي، حمدان العبري إن مشاركته الغناء مع أسطورة الجاز، هيربي هانكوك، الذي يفتتح الدورة الـ11 لمهرجان أبوظبي 2014، في أول حفل له في منطقة الخليج، تعدّ لحظة فارقة في مسيرته الفنية وفي حياته.

سيرة فنية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/03/100707.jpg

بدأ حمدان العبري مشواره الفني مغنياً رئيساً وأحد الأعضاء المؤسسين للفرقة الموسيقية «عبري» التي طرحت ألبومين غنائيين «صن تشايلد وبلانك نوتس» واتخذت من دبي مقراً لها. وقام بجولات موسيقية مع الفرقة في كل من الهند والبحرين والمملكة المتحدة وجزر المالديف، إلى جانب عروضه في الإمارات، وقدم عروضاً برفقة «ساد» و«إريكا بادو» و«زيغي مارلي» و«كيني ويست» و«جوس ستون» و«كيلي رولاند» وفرقة «أريستد ديفيلوبمنت». وعقب انفصال الفرقة بسبب تفرق أفرادها، أصدر العبري ألبومه «إي بي»، ويحتوي الألبوم على خمس أغنيات متنوعة عمد من خلالها إلى طرح الأسئلة عن الحياة والحب والموت.. كما اتجه فيها أكثر نحو التجريب والموسيقى الإلكترونية.

جسور تواصل

يأتي التعاون الفني بين هيربي هانكوك وحمدان العبري تجسيداً للمبدأ الذي ينطلق منه المهرجان لبناء جسور التواصل بين مختلف الثقافات، وقد شهدت الدورات السابقة للمهرجان العديد من العروض العربية والعالمية المشتركة التي جمعت على سبيل المثال عازف الجاز العالمي وينتون مارساليس، الحائز جائزة «غرامي» للموسيقى تسع مرات وعازف العود الشهير، مع مؤسس بيت العود العربي نصير شمة، ونجم موسيقى الجاز البرازيلي غيلبيرتو غيل الذي قدم روائعه إلى جوار النجمة المصرية دينا الوديدي.

من جانبها، أشارت مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، هدى الخميس كانو، إلى أن مهرجان أبوظبي يقدم أسطورة الجاز هيربي هانكوك برفقة النجم الإماراتي حمدان العبري ليقدما معاً الدليل الحي على أن للموسيقى دوراً رائداً تلعبه في تعزيز الحوار وبناء جسور التواصل بين الإمارات والعالم، لافتة إلى أن مهرجان أبوظبي يعمل لترجمة شعار «روح الدار إبداع وابتكار»، وتعريف العالم بالإبداع الإماراتي المتألق والراسخ في مجالات الثقافة والفنون، كما يسعى المهرجان لاحتضان الابتكار الإماراتي وصقل مهارات الناشئة وإشهار المبدعين في مساحة لقاء الثقافات وحوار الحضارات».

وأضاف العبري في حواره مع «الإمارات اليوم» أن «هيربي هانكوك يمثل أسطورة عالمية، ومشاركتي الغناء معه تعد بصمة بارزة وإيجابية في مسيرتي الفنية، تضاف إلى بصمات ومحطات أخرى مهمة مررت بها، مثل تجربة غنائي مع الفنانين العالميين شاجي وستينغ، التي ستظل من أجمل الذكريات التي مرت في حياتي»، لافتاً إلى انه استعد جيداً لهذه التجربة، بل انه منذ أن دخل المجال الفني وهو يسعى لخوض تجارب مماثلة، وعلى أتم الاستعداد للقيام بذلك.

وأوضح العبري، الذي ولد في دبي، وانتقل لدراسة الفنون والتصميم في ميامي في 2001، انه على الرغم من طموحه والتجارب العديدة التي مر بها، إلا انه مازال يعتبر نفسه في بداية المشوار الفني، معرباً عن إيمانه بأن الفنان يظل يتعلم طوال حياته ليواكب مستجدات الموسيقى، فالفن لم يعد مجالاً ثابتاً أو جامداً، وهناك تغييرات كثيرة كل يوم لابد من متابعتها والإلمام بها، مضيفاً «طموحي لا يقتصر على المحلية، فلدي طموح كبير في الوصول إلى العالمية، ولا أرى ما يمنع هذا الطموح».

ولا تقتصر مشاركة العبري في «مهرجان أبوظبي 2014» على تعاونه مع هيربي هانكوك، فهناك مشاركة له في فعالية «ذا سبيس»، التي سيلتقي خلالها، حسب ما اشار، الطلبة والفنانين الواعدين للاستماع اليهم وتقديم النصائح الفنية ليستفيدوا من تجربته، ولينطلقوا بقوة وثقة في هذا المجال، كما سيقوم بالغناء أثناء الفعالية. وهي ليست الفعالية الأولى التي يشارك فيها العبري في داخل الإمارات، حيث نوه «سبقت لي المشاركة في احتفالات اليوم الوطني، التي تتميز بتفاعل الجماهير ومشاركتهم الأداء بشكل رائع، وأعتقد أن الاحتفالات هذا العام جاءت مضاعفة بعد فوز مدينة دبي باستضافة معرض اكسبو 2020. وبشكل عام أشعر بالفخر بالمشاركة في احتفالات وطني، وأتمنى المزيد من التقدم والرخاء للبلاد في ظل القيادة الرشيدة».

ورغم أن حمدان العبري أصدر ألبوماً منفرداً، واثنين مع فرقة «عبري»؛ إلا انه مازال يرى أن الإنتاج والتمويل يمثلان تحدياً حقيقياً بالنسبة له، مثل كثير من الفنانين، لافتاً إلى أن خبرته تنصب في مجالي الغناء وكتابة الأغاني، والإنتاج ليس مجاله الأساسي، ولكنه يحاول أن يخوض تجربة الإنتاج من خلال كتابته للأغاني وتلحينها ورسم ملامح الأغنية، وأضاف «للتغلب على هذا التحدي يجب علينا أن نكون ملمين بالموسيقى ككل، وأيضاً من المهم جداً أن يكون لدينا مصادر للإلهام والدعم الفني». وعن تقييمه لما حققته موسيقى الراب في الإمارات؛ قال العبري «من خلال معرفتي بمغني الراب على الساحة؛ أجد أن هناك تطوراً ملحوظاً ونمواً في موسيقى الراب في الإمارات، لكن في الوقت نفسه مازال فنانو هذا اللون من الموسيقى والفنون بحاجة إلى الدعم. وبشكل عام إذا كان الفنان مستعداً للتضحية لأجل فنه والمثابرة والعمل بجد فمن الضروري أن يتمكن من إثبات وجوده».

من جهة أخرى، اعتبر الفنان الإماراتي أن الفكرة السلبية لدى البعض في المجتمعات العربية عن الراب لا تعتمد على أسس حقيقية، معرباً عن أسفه لوجود مثل هذه الفكرة، كما أوضح أن التعمق في محتوى ومضمون موسيقى الراب والهيب هوب يظهر أن هذه الموسيقى تعبر عن الواقع الملموس بأسلوب فني لا يصيب المستمع بالإحباط.

 

 

 

تويتر