رحيل أنسي الحاج.. رائد قصيدة النثر وصاحب «الخواتم»

توفي، أمس، الشاعر والصحافي اللبناني، أنسي الحاج، عن 77 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض.

ويعتبر أنسي الحاج، الذي بدأ بنشر قصص قصيرة وأبحاث وقصائد في المجلاّت الأدبية منذ عام 1954، وهو على مقاعد الدراسة الثانوية، من رواد «قصيدة النثر» في الشعر العربي المعاصر. دخل الحاج عالم الصحافة اليومية في جريدتي «الحياة» ثم «النهار» عام 1956، كمسؤول عن الصفحة الأدبية. وشارك عام 1957 مع يوسف الخال وأدونيس في تأسيس مجلة «شعر».

أصدر الراحل أنسي الحاج ديوانه الأول «لن»، وهو أوائل مجموعات قصائد نثر في اللغة العربية. وترك ستّ مجموعات شعرية «لن»، «الرأس المقطوع»، «ماضي الأيام الآتية»، «ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة»، «الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع»، «الوليمة».

للحاج كتاب مقالات في ثلاثة أجزاء، هو «كلمات كلمات كلمات»، وكتاب في التأمل الفلسفي والوجداني هو «خواتم» في جزأين، ومجموعة مؤلفات لم تنشر بعد، و«خواتم» الجزء الثالث قيد الإعداد. نقل إلى العربية منذ 1963 أكثر من 10 مسرحيات لشكسبير ويونيسكو ودورنمات وكامو وبريخت وسواهم، وقد مثلتها فرق مدرسة التمثيل الحديث (مهرجانات بعلبك)، ونضال الأشقر وروجيه عسّاف وشكيب خوري وبرج فازليان.

ولد الحاج في بيروت عام 1937. ولم يبدأ بنشره إلاّ في أواخر الخمسينات. بدأ العمل في الصحافة عام 1956 شارك في تأسيس مجلة «شعر» وفي اصدارها، وكان أحد اركانها منذ 1957 حتى توقفها في عهدها الأول، ثم في عهدها الثاني. وفي اعدادها الأولى، ظهرت له كتابات نقدية ولم ينشر قصائد. أول ما نشر قصائد فيها كان العام 1958. في عام 1960 ظهرت مجموعته الشعرية الأولى، «لن»، «دار مجلة شعر».

الحرب الأدبية التي أثارتها «لن»، اشترك فيها الشعراء والكتّاب من العالم العربي كله، وكانت حداً فاصلاً في تاريخ الشعر العربي المعاصر. في عام 1963 صدرت مجموعة «الرأس المقطوع» عن «دار مجلة شعر»، في عام 1965 صدرت مجموعة «ماضي الأيام الآتية» عن «المكتبة العصرية». وفي عام 1970 صدرت مجموعة «ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة» عن «دار النهار للنشر». في عام 1975 «الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع» عن «دار النهار للنشر»

في الستينات أسهم في إطلاق الحركة المسرحية الطليعية في لبنان من طريق الترجمة والاقتباس، ونقل إلى العربية العديد من الأعمال المؤثرة.

إلاّ أن أقوى اندفاعاته، على صعيد المشاركة في الحركات الفنية، هو اندفاعته مع الأخوين رحباني، على إثر مقال كتبه عن فيروز، رافضاً مبدأ المقارنة بين صوتها وأصوات مطربات أخريات، معتبراً أن صوت فيروز، فوق الجمال والبراعة، هو العامل الغامض الذي لا يستطيع أحد له تفسيراً، والذي سيظل يحيّره، كما يظل كل «شيء أكثر» في الخليقة يحيّر العقل والتحليل.

 

تويتر