برنامج وإذاعة جديدان بالتزامن مع ذكرى تولي حمدان بن محمد ولاية العهد

«البيت» يبحث عن المبدعين.. و«الأولى» تحتضن المـــــوروث الإماراتي

خلال مؤتمر إطلاق مبادرتي «البيت» و»الأولى». تصوير: أسامة أبوغانم

بالتزامن مع ذكرى تولي سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولاية العهد في إمارة دبي، أطلق مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، أمس، مبادرتين ثقافيتين رائدتين، الأولى مسابقة جماهيرية كبرى للشعر النبطي، يصل مجموع جوائزها إلى نحو ثلاثة ملايين درهم، فيما تتمثل المبادرة الثانية في إذاعة خاصة تعنى بنشر الموروث الإماراتي، هي إذاعة «الأولى».

وتأتي المبادرة الشعرية من خلال برنامج أسبوعي بعنوان «البيت»، تنقله على الهواء مباشرة قناة «سما دبي» التلفزيونية، يتم خلاله بث شطر أول لبيت شعري (الصدر)، ويطلب من راغبي المشاركة إبداع شطره الآخر (العجز)، على أن تقوم لجنة متخصصة باختيار صاحب الشطر الأفضل، في كل حلقة، ليحصل على جائزة نقدية قدرها 100 ألف درهم، ويتأهل لجائزة البرنامج الكبرى وقدرها مليون درهم، فيما ستمنح جائزة أخرى بقيمة 50 ألف درهم في كل حلقة لصاحب المشاركة الأفضل من وجهة نظر الجمهور.

بينما ستعنى قناة «الأولى» بدعم جهود الحفاظ على الهوية الوطنية، من خلال نشر الموروث الإماراتي، والتوعية بخصوصيته، عبر القناة التي ستبث على تردد 107.4 على شبكة الإذاعة العربية، وتضم بين أعضائها نخبة من المهتمين بالموروث المحلي.

جاء الكشف عن ذلك خلال مؤتمر صحافي استضافه أمس، فندق أرماني بدبي، وتحدث فيه بشكل رئيس الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك، ومدير إدارة الاتصال والإعلام في مكتب سمو ولي عهد دبي، ماجد عبدالرحمن البستكي، والشاعر الكويتي سعد علوش.

ورداً على سؤال لـ«الإمارات اليوم» حول الأغراض الشعرية للمسابقة أو تصنيف المشاركين فيها، قال بن دلموك إنه ليس هناك مجال بعينه لإبداع الشعراء أو المشاركين، سواء كانوا هواة أو محترفين، مؤكداً أن المبادرة تهدف إلى تشجيع الإبداع الشعري النبطي عموماً، وغير قاصرة على لون أو غرض شعري بعينه. وأشار إلى أنه من المتوقع أن ينطلق البرنامج في منتصف الشهر الجاري، بينما الإذاعة الجديدة جاهزة تماماً لانطلاق البث.

وحول المبادرة الإذاعية أضاف بن دلموك «نأمل من خلال الإذاعة الإسهام في رفع الذوق العام، عبر زيادة الوعي المجتمعي والنفسي والفني، بالإضافة إلى تعميق القيم والعادات الأصيلة في المجتمع، وتعزيز الهوية الوطنية، وتناقل التراث بين أجياله».

وتابع «في ما يتعلق بـ(البيت) البرنامج الجديد بصورة حصرية بالشعر النبطي، من أجل ترسيخ معاني هذا الصنف الأدبي الفريد، الذي وثّق من خلاله أهل الخليج أمجادهم وبطولاتهم ومآثرهم وأفراحهم، وذلك بجذب المواهب الشعرية من الشباب الخليجي».

وحول آلية المشاركة، أوضح أن البرنامج سيتيح للمشاهدين فرصة المشاركة والتفاعل عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، كوسيلة وحيدة للمشاركة، وكذلك فرصة التنافس للظفر بجائزة البرنامج الأسبوعية، إذ تقوم فكرة المسابقة ضمن برنامج «البيت» على طرح شطر من الشعر النبطي في بداية الحلقة، يحمل معناه قدراً من الغموض، ويُطلب من جمهور المشاهدين التفاعل مع هذا البيت عبر «تويتر» بشطر آخر من خلال «تغريدة» لا يزيد عدد حروفها على 140 حرفاً.

وكشف بن دلموك أن لجنة التحكيم تضم أربعة من عمالقة الشعر النبطي في الإمارات ومنطقة الخليج، هم نايف الرشيدي من الكويت، ومدغم بوشيبه من السعودية، وزايد بن كروز من قطر، ومحمد المر بالعبد المهيري من الإمارات، فيما يعده الشاعر سعد بن علوش من الكويت، ومدير إدارة الاتصال المؤسسي والإعلام في مكتب سمو ولي العهد، ماجد عبدالرحمن البستكي.

وأفاد بن دلموك بأنه تم اختيار الشاعر بركات الوقيان لتقديم البرنامج الأساسي الذي يشتمل أيضاً على لجنة خاصة للفرز، تضم أربعة شعراء، هم: معيض العتيبي، وناصر الهاجري، وادي المنصوري، وجمال الشقصي، فيما يتولى إخراج «البيت» أحمد الدوغجي.

وأوضح أنه ستخصص الفقرة الأخيرة من البرنامج لـ«مسابقة الصورة»، وذلك بعد انتهاء مسابقة الشطر، إذ سيتم عرض إحدى صور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، على أن يستوحي راغبو المشاركة منها بيتاً شعرياً وإرساله عبر «إنستغرام» على موقع البرنامج.

وذكر أن هذه المبادرة تأتي في إطار حرص سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم الدائم على تنشئة الجيل الجديد على فهم المعنى الحقيقي للموروث الشعبي في دول الخليج عموماً، والإمارات بشكل خاص.

وأضاف بن دلموك «يزخر تراث الإمارات ودول الخليج بإرث كبير من قصائد الشعر النبطي، التي تختزل في مكوناتها تاريخ المنطقة منذ القدم، لتعبر عن حياة الذين سكنوا المنطقة منذ قرون عدة. وقدمت هذه القصائد كل التفاصيل الثقافية والاجتماعية حتى شمل الشعر موضوعات تميزت بشاعريتها المفعمة بروح الفروسية الشجاعة والصدق والوطنية، ما يؤكد أصالة وعراقة الشعر العربي، الذي لم يستمد أنماطه من الخارج، إنما تميّز بخواصٍ عكست الشخصية العربية وثقافة المنطقة، ما شكل زخماً تاريخياً أصبح بمرور السنوات رسماً عريقاً يحكي للأجيال الحالية عن صمودها وشموخها منذ مئات السنين. كما وثّق الشعر التراث بمختلف أقسامه التراثية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها».

وتابع بن دلموك «يتيح برنامج البيت الفرصة لتعريف الجمهور بالمواهب الشعرية من منطقة الخليج والوطن العربي، كما يسهم في دعم الشاعر مباشرة من خلال تحفيزه على الإبداع وزيادة القريحة الشعرية لديه، فضلاً عن إعطاء الجمهور جرعة ثقافية بشكل يضمن الشفافية والصدقية من حيث آليات التنافس، مع المستوى العالي للإخراج الفني والتقني للبرنامج».

من جانبه، قال ماجد عبدالرحمن البستكي «يأتي اطلاق برنامج (البيت) الرامي إلى حفظ وتعزيز ونشر التراث الإماراتي الأصيل، عبر الأجيال في وقت مهم للغاية، خصوصاً في ظل التحديات غير المسبوقة التي تتمثل بالانفتاح على الثقافات الأخرى والتطور التقني الهائل في وسائل الاتصال، التي تتطلب العمل على صون الإرث الثقافي والحضاري والتراثي الوطني من خلال إيلائه قدراً أكبر من الأهمية». وأضاف «أود أن أشيد بمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، لمبادراته القيّمة وجهوده المباركة التي تصب في تعزيز التراث الوطني الإماراتي، وتناقله بين الأجيال، والتعريف به على المستويين الإقليمي والمحلي».

وتابع «حرصنا مع المركز في إنتاج برنامج البيت على الارتقاء بالصورة العالية والمضمون الذي سيقدم للجمهور الخليجي والعربي، وكان من أولياتنا اختيار لجنة تحكيم مختصة تضم أعلاماً في مجال الشعر النبطي، بهدف تعزيز القيمة الثقافية للبرنامج في تقديم المعلومة للمشاركين والمشاهدين».

وتتمثل رسالة إذاعة «الأولى»، التي تتطلع لتكون الصوت الموثوق والمعتمد الأول لحفظ ونشر التراث إلى تعزيز الهوية الوطنية لدى المجتمع، من خلال نشر تراث الدولة بأصالة وحداثة وعبر كوادر وطنية متخصصة.


مشاركات جماهيرية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/01/87134.jpg

شدّد المدير التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك، على أن برنامج «البيت» يهدف في المقام الأول، إلى كسر الحاجز النفسي بين بعض جمهور مشاهديه المفترضين من جهة، والشعر النبطي من جهة أخرى، بالإضافة إلى تحفيز المبدعين على خوض غمار تجربة شعرية مميزة، ولو من خلال «شطر» بيت.

وأكد أن المشاركات في البرنامج مقبولة من الجنسيات كافة، ومختلف الشرائح العمرية، مؤكداً أن «البيت» يتلقى دعماً واهتماماً لا محدودين من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، الذي طالما انتصر للإبداع الأدبي عموماً والشعر خصوصاً.

وتوقع بن دلموك أن يكون التميز الشعري قرين الإبداع «اللا متوقع»، وهو ما تبين لحضور المؤتمر الصحافي من خلال تجربة عملية استعان فيها بالشاعر سعد علوش.


ماجد البستكي: «بيت القصيد»

وصف مدير إدارة الاتصال والإعلام في مكتب سمو ولي عهد دبي، ماجد عبدالرحمن البستكي، نتاج كل حلقة من حلقات برنامج «البيت»، بأنها أشبه بـ«بيت القصيد»، الذي نظل نبحث عنه لنمنحه اهتماماً مختلفاً من بين سائر أبيات القصيدة، وإن أصبحت من المطولات.

وأضاف «سيكون نتاج البرنامج نخبة من اللآلئ الشعرية التي تظل بمثابة عملة نفيسة نادرة، في برنامج يشهد دعماً مباشراً من الشاعر سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، الذي لا يتوقف دعمه وحفزه للإبداع الشعري، فضلاً عن ذلك الحراك الإبداعي الذي سيخلقه برنامج مسابقات على درجة قصوى من الشفافية، ويضم في لجانه المختلفة نخبة من أهم الشعراء الخليجيين والإماراتيين على ساحة إبداع النبطي».


علوش: مظلات غائبة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/01/87135.jpg

قال الشاعر الكويتي سعد علوش، إن برنامج «البيت» «يأتي بمثابة مظلة مثالية في الوقت الراهن للشعر النبطي، الذي رغم فعالياته المتعددة، يبقى شعراؤه الآن من دون مظلة خليجية حقيقية، ومن وجهة نظري، فإن الشفافية هي أبرز ما يميز هذا البرنامج، فبعد أربع ساعات فقط من فتح باب المشاركة، تأتي النتيجة على الهواء مباشرة».

وأضاف، أن «العنصر الجوهري أيضاً في المسابقة مرتبط بسرعة الإبداع، إذ لا مجال لتضليل لجنة التحكيم، التي ستطلب من المتسابق في ما بعد الوجود على الهواء مباشرة بنفسه، ضمن المسابقة الكبرى في المرحلة النهائية، وجائزتها مليون درهم».


إبراهيم جمعة.. مقدم برامج

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/01/87199.jpg

كشف الملحن الإماراتي إبراهيم جمعة أنه بصدد الإعداد لتقديم برنامج إذاعي على قناة الأولى المترقب انطلاقتها، فضلاً عن كونه أحد أعضاء إدارتها، جمعة لم يخف ترقبه بتوتر وقلق لهذه التجربة، مضيفاً «أنا خائف من هذه الخطوة، فأنا ملحن ولست مقدم برامج، ولدي إيمان بمقولة أعطِ الخبز لخبازه، لكن لم يكن بوسعي الاعتذار حينما يطلب مني مجهود ما يرتبط بتراثنا الوطني».


علي الخوار: عـــــودة التألق

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/01/87133.jpg

رأى الشاعر علي الخوار أن البرنامج الجديد من شأنه أن يعيد الزخم والتألق لحراك الإبداع الشعري في هذا التوقيت، مشيداً بفكرة طلب «عجز» بيت، بعد تقديم «صدره».

الخوار أكد أنه ليس بعيداً عن المجهودات التي تبذل في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، لافتاً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً مع التعاون بينه وبين المركز.

تويتر