باتت تتمتع بنسب نجاح عالية

الجراحة.. حل مثالي للسِّمنة المفرطة

صورة

تمثل السّمنة المفرطة مشكلة تؤرق كثيرين، لاسيما النساء، ليس فقط لأنها تُفقد الجسم مظهره الجمالي، بل لأنها تعد أيضاً من أخطر الأمراض في الوقت الحالي. ونظراً لأنه غالباً ما تفشل السُبل التقليدية كاتباع حمية غذائية وممارسة الرياضة في علاج السمنة؛ لذا تعد الجراحة في أغلب الحالات هي الحل الأمثل لاستعادة رشاقة القوام، وتجنب العواقب الصحية الجسيمة المترتبة عليها.

ليست عصا سحرية

ذكر الجراح الألماني، كريستيان شتير، أن إنقاص الوزن عن طريق جراحات السمنة يحد بشكل كبير من التعرض لخطر الإصابة بالأمراض الناتجة عن السمنة، كالسكري، والأمراض السرطانية، والأزمات القلبية، والسكتة الدماغية؛ ومن ثمّ يقلل من خطر الوفاة الناتج عن هذه الأمراض.

وأضاف شتير من قسم جراحة السمنة وجراحات الأيض التابع لمستشفى زاكسنهاوزن بمدينة فرانكفورت الألمانية «بالطبع لا تمثل جراحة السمنة حلاً نهائياً لمشكلة زيادة الوزن أو عصا سحرية للحصول على قوام رشيق وممشوق، إنما هي جراحة تُدخل تغييراً على مسار حياة المريض، وتتطلب منه الالتزام والانضباط بقدر كبير بعد الخضوع لها، كي يُحافظ على نتائجها المثمرة».

وقال مدير مركز علاج السمنة وجراحات الأيض التابع لمستشفى شاريتيه بالعاصمة الألمانية برلين، يورغين أورديمان، إن «السمنة المفرطة تُعد أحد الأمراض المؤدية إلى الوفاة، وتنتج عنها الإصابة بالعديد من الأمراض الخطرة كالسكري وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية والأزمات القلبية، مع العلم بأنه قلما يُمكن التخلص من هذا المرض من خلال السبل العلاجية العادية».

وأشار الطبيب الألماني إلى أن زيادة معدل الخضوع لجراحات السمنة في الوقت الحالي لا يرجع فقط إلى ارتفاع أعداد الأشخاص الذين يعانون السمنة المفرطة، أو إلى فشل سبل العلاج التقليدية في إنقاص وزنهم، بل أيضاً لأن هذه العمليات باتت تتمتع بنسب نجاح عالية للغاية.

وأوضح أن جراحة السمنة المفرطة تنقسم إلى ثلاثة أنواع: ربط المعدة، وجراحة تدبيس المعدة، وكذلك جراحة تحويل مسار المعدة، لافتاً إلى أنه قلما يتم استخدام جراحة ربط المعدة لقلة فاعليتها؛ إذ يتم خلالها ربط المعدة بحزام يمكن إزالته في ما بعد، لكنه معرض أيضاً للانزلاق بسهولة في حال وصول طعام غير ممضوغ جيداً إلى المعدة.

أما عن جراحتي تدبيس المعدة وتحويل مسار المعدة، فأفاد أورديمان بأنه يتم تصغير حجم المعدة عند الخضوع لهما، مشيراً إلى أنه يتم تغيير مسار المعدة بشكل إضافي في جراحة تحويل مسار المعدة، لدرجة لا تُتيح للمعدة سوى امتصاص كميات أقل من الطعام.

وذكر أن هاتين الجراحتين لا تعملان فقط على تغيير قدرة استيعاب المعدة للطعام، إنما تؤثران أيضاً في عملية التمثيل الغذائي بشكل إيجابي وبصورة مستمرة. وأوضح أورديمان كيفية حدوث ذلك قائلاً: «يتم الحد من مجموعة معينة من الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالجوع والشبع، التي يتم إفرازها ذاتياً داخل المعدة، من خلال عملية الاستئصال الجزئي المقترنة بهاتين الجراحتين. وبذلك تتغير آليات الشعور بالجوع والشبع لدى مرضى السمنة، ما يؤدي إلى تراجع معدل تناولهم للطعام».

وتابع أن «جراحتي تدبيس المعدة، لاسيما تحويل مسار المعدة، تمتازان بأنهما تُتيحان إمكانية إنقاص أكبر قدر من الوزن، لكنهما تشترطان في الوقت ذاته الخضوع للفحص الطبي باستمرار طوال الحياة وتناول مكملات غذائية لتعويض الفيتامينات والمعادن اللازمة للجسم».

وعن كيفية تحديد الجراحة المناسبة لكل مريض، أكدّ اختصاصي علاج السمنة الألماني أن هذا الأمر يستلزم الخضوع لفحص لدى الطبيب، مضيفاً «لا يُمكن أن ننصح أي مريض بالخضوع لجراحة معينة بشكل جزافي من دون الخضوع للفحص».

وأردف أن تحديد نوع الجراحة يتوقف على عوامل عدة، من بينها أسلوب الحياة الذي يتبعه المريض ودرجة إصابته بالسمنة، لاسيما الأمراض المصاحبة لها، وكذلك رغبته الشخصية في خفض وزنه، مؤكداً أن اتخاذ هذا القرار مسؤولية مشتركة بين المريض والطبيب.

وأضاف أورديمان أن مؤشر كتلة الجسم، الذي يُمثل حاصل قسمة وزن الجسم بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر، يلعب دوراً كبيراً أيضاً في تحديد نوعية الجراحة التي يتم الخضوع لها، وفيما إذا كان سيتم الخضوع للجراحة من الأساس أم لا، منبهاً إلى أنه عادةً لا يتم التفكير في الخضوع لجراحات السمنة سوى بالنسبة للأشخاص الذين يتراوح مؤشر كتلة الجسم لديهم من 35 إلى 40.

وأكدّ أورديمان أنه يُشترط لاتخاذ قرار الخضوع لأحد جراحات السمنة أن يكون المريض قد مرّ بالفعل بمحاولة لإنقاص وزنه سابقاً تحت إشراف طبي في إطار برنامج علاجي متعدد يشتمل على أنشطة حركية ونظام حمية غذائي وعلاج سلوكي، لكنه فشل في إنقاص وزنه باتباع هذه السبل.

تويتر