مبادرة أطلقتها مؤسسة محمد بن راشد هدفها حفز طاقات المؤلفين وتجويد أدواتهم

«دبي الدولي للكتابة».. احتفاء عملي بالإبداع الشاب

مؤتمر صحافي لبرنامج دبي الدولي للكتابة في فندق أبراج الإمارات دبي. تصوير: أحمد عرديتي

مبادرة دولية جديدة كُشف عنها النقاب أمس، وأطلقتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وتستهدف حفز طاقات المؤلفين الإماراتيين والعرب عموماً، وتجويد أدواتهم، واحتضان مؤلفاتهم، وصولاً بها إلى أيدي القراء، بالتعاون مع دور النشر المحلية والعالمية، واستيعاب للحراك الثقافي والمعرفي محلياً وعربياً.

المبادرة التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس المؤسسة، أعلنت عن مسماها وهو «برنامج دبي الدولي للكتابة»، وأهدافها واستراتيجيتها العامة، خلال مؤتمر صحافي استضافته قاعة «جودولفين»، ضم جنباً إلى جنب عدداً من المهتمين بقطاع النشر والتأليف ومسؤولين في دوائر ومؤسسات ثقافية، إلى جانب عدد من المؤلفين الشباب الذين يتطلعون لأن تجد أعمالهم الأولى طريقاً إلى القارئ.

الفرحة فرحتان

عبر الشباب المشاركون في انطلاقة المرحلة الأولى من المشروع عن سعادتهم بصيغ مختلفة، لكن الجميع اتفق على أن هذا الدعم الرسمي سيقابل من جانبهم بمزيد من الجهد، كل في إطار إبداعه، سواء كان المجال علمياً أو أدبياً، مؤكدين أن الحدث بمثابة مرحلة فاصلة في مشوار العديد من المواهب التي كانت تجد صعوبة كبيرة في وصول منتجها إلى القارئ.

المؤلف الشاب منصور العلوي الذي يجهز رواية ضمن أدب الأطفال، بطلها طفل عمره 14 عاماً، قال إن «الفرحة اليوم فرحتان، فرحة كل منا باقتراب تحقق حلم الكتاب الأول، والفرحة الثانية تعود إلى كل هذا الاحتفاء».


حلم تحقق

المؤلف الشاب أحمد الشميلي، الذي تخرج طبيباً عاماً، وقام بتأليف كتاب في مجال علم نفس الأطفال، أكد أن إنجاز الكتاب كان بالنسبة إليه مرحلة شاقة، لكن نشره كان بمثابة حلم. مضيفاً أن «المبادرة ببساطة بالنسبة لي استدعت هذا الحلم لتجعله محققاً في عالم الواقع».


هنا الغلاف

الحديث عن الغلاف وأهميته كان هاجساً حاضراً في اليوم الأول لانطلاق المبادرة، ودارت بين المؤلفين الـ20 ومصممتي الأغلفة في دار الكتاب للنشر، الإماراتيتين سمية حارب وحصة الراتوق، نقاشات فنية متعددة.

حارب أكدت لـ«الإمارات اليوم» أنها تواقة للتعاون مع أصحاب التجارب الجديدة، مؤكدة أن البرنامج يمثل بالنسبة للتشكيليين أيضاً مفاجأة سارة.

وقال جمال بن حويرب، العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، لـ«الإمارات اليوم» إن البرنامج لا يستهدف فقط تسهيل نشر الكتب، وتذليل الصعوبات المادية والإجرائية أمام المؤلفين، بل يطمح إلى رفع السوية الفنية للمؤلفين أنفسهم، من خلال العديد من الورش التدريبية والاطلاع على الخبرات المختلفة في هذا المجال، بما في ذلك الخبرات العربية والعالمية المتخصصة، على أن يكون هناك فرز مهني بين معطيات كل مجال من مجالات الثقافة والفكر والأدب والعلوم، على حدة.

وكشف بن حويرب عن أن مدة البرنامج هي خمس سنوات متواصلة، مقسمة إلى مراحل مختلفة، مضيفاً أن «المرحلة الأولى التي بدأت فعلياً بإطلاق البرنامج ستشمل 100 مؤلف إماراتي، ما يعني أن البرنامج سيمد الساحة تباعاً بنتاج 100 مخيلة وموهبة في مجالات مختلفة، نحرص فيها على أن يكون التنويع أبرز سماتها».

وفي ما يتعلق بالمرحلة الثانية قال بن حويرب إنها ستمتد لتشمل المؤلفين العرب المقيمين في الدولة، قبل أن تستوعب المرحلة الثالثة منه المؤلفين في مختلف أرجاء العالم العربي، مؤكداً أن «الرهان في البرنامج رغم الكم الكبير المتوقع أن يرفد المكتبة العربية، رغم ذلك يبقى على النوع في المقام الأول».

وأكد بن حويرب أن «البرنامج يأتي في إطار الحرص على تنفيذ رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بدعم مسعى دبي لتتصدر المشهد العالمي مدينة تمتلك اقتصاداً قوياً مبنياً على المعرفة، وستعمل المؤسسة في المرحلة المقبلة على دعم برامج الابتكار والبحث والتطوير ونشر المعرفة انطلاقاً من دبي وصولاً إلى كبرى العواصم العالمية، بالتعاون مع كبرى المؤسسات الدولية المعنية بنشر المعارف، من هنا فإن برنامج دبي الدولي للكتابة الذي ندشنه اليوم ليس إلا غيضاً من فيض ما نصبو إليه مستقبلاً».

وأكد بن حويرب أن «المؤسسة ملتزمة بإعادة إحياء المبادرات والبرامج التي من شأنها تشجيع الكتابة والتأليف ونشر الكتب ودعم الشباب المؤلفين من المواطنين أو العرب المقيمين في الإمارات أو العرب عامة». كما أكد أن دعمها سيتجاوز الكتابات الأدبية لشمل الكتب العلمية والأبحاث المتفردة.


http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/10/27343.jpg

أكد العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، جمال بن حويرب أن «الوطن العربي زاخر بكتاب ومؤلفين كثر، وكذلك الإمارات، لهذا فإن المؤمل من البرنامج الجديد أن يلبي الحاجة المعرفية والأدبية لإضافات نوعية».

وأضاف أن «مردود البرنامج سيكون أكثر جلاء حينما نقارن بين الكتاب الأول ونظيره الثاني، حيث ستتاح للمؤلفين فرصة الوقوف على احترفية التأليف، كل في مجاله، من خلال استدعاء خبرات متخصصة».

وأكد بن حويرب أنه على الرغم من أن المرحلة الأولى ستتسع لـ110 مؤلفين، فإن المكتبة الإماراتية والعربية ستكون قد حظيت بغنيمة كبرى.


20 من الشباب والفتيات الإماراتيين الذين يخوض معظمهم مجال التأليف للمرة الأولى حضروا وقائع إطلاق «مشروع دبي الدولي للكتابة»، وقاموا بتوقيع العقود المبدئية، فيما أكد لهم مدير دار النشر أن هناك عقوداً تفصيلية بانتظارهم تحدد بدقة تفاصيل النسب المادية التي سيحصلون عليها جراء بيع الكتب، فضلاً عن عدد النسخ.


http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/10/27350.jpg

توقع المدير التنفيذي لدار كتّاب للنشرـ التي أسندت إليها مهمة ترشيح الشريحة الأولى من المؤلفين ـ جمال الشحي، أن تسهم المبادرة الجديدة في تقديم مزيد من لدعم للمواهب الإماراتية الشابة، وتشجيعهم على دخول عالم الكتابة والتأليف، إثراءً للنهضة الثقافية التي تشهدها الإمارات. وأضاف الشحي: «سيحفز البرنامج الجديد بلا شك الإبداع الفكري والأدبي بين الشباب الإماراتي، وسيرتقي بلغة الكتابة ومستواها، عبر الدورات التدريبية التي ستقدم للكتاب المنضمين إلى البرنامج، الأمر الذي سيجعل نتاجهم الثقافي لافتاً لاهتمام دور النشر العالمية، وبالتالي يساعدهم على ترجمة أعمالهم».

تويتر