الجسمي الأكثر تألقاً.. وانضمام عيضة والسعيد وبلقـــيس جعلها ظاهرة

الطرب الإماراتي يستعيد «الأغنية القومية»

الفنانون الإماراتيون على اختلاف توجهاتهم حريصون على المشاركة في جميع المناسبات والاحتفالات الوطنية المحلية والعربية. تصوير: أحمد عرديتي

بعد أن هجر المطربون العرب الأغاني القومية التي تتجاوز حدود الدولة القُطرية، إلى وطن عربي أكبر، ترجمته فنياً الأغنية الاستثنائية «وطني حبيبي.. وطني الأكبر»، في ستينات القرن الماضي، ممتدة إلى سبعيناته، ظل ازدهار الأغنية الوطنية متفاوتاً من بلد عربي إلى آخر، مرتبطاً بأحداث ومناسبات وطنية، تشكل أبرز الأحداث التي أسهمت في استقلال كل بلد من نير الاستعمار، أو أثمرت عن وحدته.

وفاجأ المطرب الإماراتي حسين الجسمي جمهوره والأوساط الفنية بمجموعة من الأغاني التي قدمها بمناسبات عربية غير إماراتية كانت في معظمها رياضية، لكنها استلهمت معانيها من إحساس عالٍ بالقومية العربية، لنجد المطرب العربي لأول مرة منذ عقود يعاود الغناء لـ«الوطن الأكبر»، وإن كان عبر ظاهرة محددة.

التحول الأكثر بروزاً جاء في سياق ما سُمي إعلامياً «ثورات الربيع العربي»، ومع مخاضات الأحداث الجارية، خصوصاً في مصر منذ ثورة 30 يونيو، وسقوط نظام حكم «الإخوان المسلمين»، بل إن أغنية «تسلم الأيادي» للفنان حسين الجسمي استشرفت تلك الأحداث وسبقتها، لكن المصريين وغيرهم استمعوا إليها باعتبارها احتفالاً بنجاح تلك الثورة التي اتخذت من أغنية الجسمي أيقونة فنية لها.

وأول من أمس، بدأت الفضائيات العربية تبث أغنية جديدة شارك في أدائها ثلاثة من المطربين الإماراتيين الذين طالما غنوا لألوان علم الوطن، وهم عيضة المنهالي وحسين الجسمي وفايز السعيد، فيما كانت المشاركة الرابعة في الأغنية لفنانة يمنية أصبحت محسوبة على الأغنية الإماراتية، وهي بلقيس فتحي، لتشكل تلك الأغنية التي جاءت بعنوان «هذي مصر»، تطوراً جديداً للأغنية القومية التي توارت في العقود الأخيرة.

وربما يعود بروز دور الفنان الإماراتي خصوصاً في هذا المجال إلى المكتبة الفنية الهائلة التي تأسست محلياً عبر عشرات الأغاني والأوبريتات الوطنية التي تعاونت على إنجازها مؤسسات عديدة أبرزها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، في سياق الاحتفالات السنوية باليوم الوطني الذي فجر خيالات الشعراء وألهب مشاعر المطربين، في أعمال شديدة التميز، وشهد أحدها وهو أوبريت «ولاء وانتماء» مشاركة نحو 50 فناناً في إنجازه.

في هذا السياق يرى الفنان حسين الجسمي أن «الأغنية القومية غير قابلة للتلاشي أو الذوبان، كما ظن البعض باعتبارها مرتبطة بفترة بروز القومية العربية في الستينات والسبعينات»، مضيفاً: «لا تتناقض الأغنية القومية مع نظيرتها الوطنية، بل على العكس فإن من لم يعرف كيف يتغنى بالوطن حتماً لن يستطيع أن يتغنى بالعروبة».

وتابع الجسمي الذي سبق أن غنى في عدن أثناء احتضان اليمن لفعاليات دورة كأس الخليج لكرة القدم: «حينما أغني للشقيقة الكبرى مصر التي أتردد عليها عشرات المرات سنوياً، فإن ملامح وطني الإمارات، ومشاعر الوطنية والانتماء التي تعلمتها من ملامحه، تبقى هي المسير لانفعالاتي فناناً، ولا يمكن لأي فنان عربي عاشق لوطنه سوى أن ينفعل مع قضايا الوطن الأم، فما بالنا إذا كان هذا الوطن يمر بمرحلة عصيبة كتلك التي شهدتها الشقيقة الكبرى».

الأحداث الجارية وسخونتها ومفصليتها في تاريخ الوطن العربي هي أحد أهم أسباب عودة ازدهار الأغنية الوطنية التي تتجاوز حدود وطن المطرب، أو الأغنية القومية إن جاز التعبير، لكن المنطلق الأساسي حسب الجسمي سيظل مرتبطاً بإحساس الفنان نفسه واهتمامه بأن يكون هذا اللون الطربي في قائمة أولوياته من خلال تفاعله مع تطورات الأحداث، سواء كان الأمر مرتبطاً بالزهو بالوطن، أو غير ذلك من تفاصيل الأغنية الوطنية والقومية.

الملحن فايز السعيد الذي وضع ألحان أغنية «هذي مصر»، وشارك في غنائها، واستضاف الاستوديو الخاص به تصويرها، إلى جانب استوديو «فنون الإمارات»، يرى أن «من لم يتعلم الغناء لوطنه والانفعال والتأثر بأحداثه، من المؤكد لن يستطيع أن يستوعب فنيات الأغنية القومية، وأعتبر أن أداء الأغنيات الوطنية واجب أساسي على كل فنان، ليس على المستوى المحلي وحسب بل على المستوى العربي.


بلقيس: «زايد موصينا عليك»

الفنانة بلقيس فتحي أعربت عن سعادتها بأنها هي من افتتحت بصوتها اهذي مصرب، مضيفة: امن حسن الطالع أن أغني كلمات لامست وجداني تماماً، وأحالت المتلقي إلى مواقف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيانب بالقول ازايد موصينا عليك.. يا شعبها أشر بايديك.. هذي مصر.. هذي مصرب.


الجسمي: «تسلم الأيادي»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/09/23219.jpg

غنى الفنان الإماراتي حسين الجسمي اتسلم الأياديب لأول مرة في احتفالات مصر بتحرير سيناء في أبريل الماضي، وأعقبها حوار خاطف بينه وبين الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع المصري، الذي صعد لمصافحة وتكريم المشاركين في الأوبريت على المسرح.


فايز السعيد.. تخصص أغانٍ وطنية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/09/23153.jpg

صناعة الأغاني الوطنية أصبحت احترافاً لدى الفنان فايز السعيد، سواء في ما يتعلق بالتلحين أو الغناء، أو حتى التسجيل والتصوير والإنتاج، ورغم أنه لم يقم بتلحين الأغنية الأخيرة، مكتفياً بالمشاركة في الغناء إلا أن السعيد كان حاضراً دائماً في معظم الأعمال التي تتغنى بالوطن خلال المرحلة الأخيرة.


«وطني حبيبي»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/09/23144.jpg

منذ أن أطل أوبريت اوطني حبيبي.. وطني الأكبرب في الستينات وهو أيقونة الأغنية القومية العربية، قبل أن تتوارى في ما بعد، حيث شارك في هذا العمل عدد كبير من المطربين، رغم شدة المنافسة الفنية في ما بينهم وقتها.


ولاء وانتماء

مهد أوبريت اولاء وانتماءب الذي شهد مشاركة نحو 50 فناناً في إبداعه، تغنياً بالإمارات بمناسبة مرور 40 عاماً على تأسيس دولة الاتحاد، لإثراء الأغنية القومية، فالكثير من الفنانين الذين شاركوا بأصواتهم، ينتمون إلى بلدان عربية عدة، حرصوا على المشاركة في هذا العمل، تعبيراً عن اعتزازهم بهذه الذكرى.

تويتر