أنامل الباكر تحوّله إلى تحف ثرية بالتفاصيل

بيض نعام مشغول بالجمال

ألوان وأحجار كريمة وخامات أخرى تخرج بيض النعام عن الشكل البيضاوي المعتاد مقدمةً رؤى وأعمالاً لافتة للأنظار. تصوير: إريك أرازاس

البحث عن القيمة الجمالية الكاملة في الأشياء العادية، كان الفكرة الرئيسة التي دفعت الفنان القطري محمد الباكر لاختيار بيض النعام ليقدم من خلاله قطعه الفنية من المشغولات اليدوية المتميزة، إذ يؤمن الباكر بأن الفنان لابد أن تكون لديه القدرة على تحويل أي خامة، مهما كانت بسيطة، إلى تحفة فنية تنطق بالجمال، بحسب ما أوضح لـ«الإمارات اليوم».


دقة واضحة وعشق للألوان
عكست أعمال الفنان القطري محمد الباكر، التي عرضت في جناح محمد رسول خوري، في الدورة الـ 11 للمعرض الدولي للصيد والفروسية (أبوظبي 2013) شغفاً بالألوان، إلى جانب ما تتميز به من دقة واهتمام واضح بالتفاصيل، كما في منحوتة الفرس العربي التي ضمتها المجموعة، إذ لفتت المنحوتة المميزة انتباه عدد كبير من رواد المعرض، الذين أبدوا إعجابهم بقدرة الفنان على تجسيد الفرس العربي بأبعاده التشريحية كافة، على عكس كثير من الفنانين الذين قد يخلطون في أعمالهم بين مواصفات الخيل العربي وغيرها من الخيول الأخرى، أو قد يصعب عليهم تجسيد الجواد بأبعاده نفسها في الحقيقة.

أيضاً ظهرت براعة الفنان في تجسيد مجسمات الفهد الذي اختاره كثيمة لإحدى مجموعاته الفنية التي عرضها  في وقت سابق، وعرض قطعاً منها في اأبوظبي للصيد 2013.

 


مشاركات

يمثل المعرض الدولي للصيد والفروسية اأبوظبي 2013ب ثالث معرض يشارك فيه محمد الباكر في أبوظبي، إذ شارك في معرض أبوظبي الدولي للساعات والمجوهرات، العام الماضي، كما شارك في معرض آخر في 1994.


 أسعار

راوحت قيمة القطع المعروضة لدى الباكر بين 15-100 ألف درهم، وكانت القطعة الأغلى في المجموعة تمثل صقراً يفرد جناحيه استعداداً للطيران، وهو مصنوع من الفضة المطلية بالذهب، وبلغ سعره 100 ألف درهم لما يتميز به من شغل يدوي ودقة في التصنيع وفي الأبعاد.


نصب تذكاري

قام محمد الباكر  بتصميم عدد من النصب التذكارية في الاحتفالات الوطنية المختلفة في قطر، ومن أشهرها نصب تذكاري صممه بمناسبة احتفالية قطر بإنتاج 77 مليون طن سنوياً من الغاز الطبيعي. وهو عبارة عن مجسم، يمثل 77 خيطاً من الذهب تتداخل معاً لتشكل في النهاية مجسم الكرة الأرضية.


خطط مستقبلية

قال الفنان القطري محمد الباكر لـاالإمارات اليومب، إن االفترة المقبلة قد تشهد خططاً أكبر لعرض أعماله في أبوظبي والإمارات، بالتعاون مع محمد رسول خوري الذي يعرض أعماله في العاصمة الإماراتية.



وشارك الباكر في فعاليات المعرض الدولي للصيد والفروسية (أبوظبي 2013) الذي اختتمت فعاليات دورته الـ11 ، أول من أمس، في مركز أبوظبي الوطني، بمجموعة من القطع الفنية عبرت عن الأسلوب الفني الذي اشتهر به الفنان القطري، والذي يعتمد فيه على استخدام بيض النعام وتطويعه، مستخدماً الألوان والأحجار الكريمة وخامات أخرى  ليخرج به عن الشكل البيضاوي المعتاد له، مقدماً رؤى وأعمالاً لافتة للأنظار.

كما تتميز أعمال الباكر بأنها يدوية الصنع يقوم بتصنيعها بنفسه، إذ يستغرق تصنيع القطعة الواحدة فترة تراوح بين شهر  وشهرين، خصوصاً أن الباكر الذي درس في كلية التربية الفنية بجامعة قطر، وشارك في معارض كثيرة منذ عام 1993، اشتهر باهتمامه الكبير بالتفاصيل في أعماله، والدقة في التنفيذ، إلى جانب شغفه بالألوان.

وأشار الباكر إلى ان المجموعة المعروضة ضمت ما يقرب من 40 قطعة، من بينها مجموعة تضم خمس قطع قام بتصميمها خصيصا لـ«أبوظبي 2013»، وهي منحوتات على هيئة خيول وصقور، لتتناسب مع طبيعة المعرض، واحتاج لما يقارب الثلاثة أشهر لتنفيذها، نظراً لأن مثل هذه المنحوتات تحتاج إلى دقة في تنفيذ أبعاد المنحوتة لتخرج مطابقة للشكل الطبيعي للخيل او الصقر، وهو أمر يعكس مدى تمكن الفنان من عمله.

وإلى جانب المنحوتات تضم المجموعة قطعتين مميزتين استخدم في تصنيعهما بيض النعام، تزينت الأولى بصورة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، تتوسط بيضة نعامة تستقر فوق نخلة ذهبية، كما ثبت الباكر ساعة في البيضة تحيط بها الفصوص، كما تحيط الفصوص نفسها بجذر النخلة في تكوين دائري لافت، أما القطعة الثانية فحملت صورة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس نادي صقاري الإمارات، تحيط بها تكوينات من الأحجار المختلفة، وهاتان القطعتان ليستا للبيع، على حد تعبير الباكر.

ورغم أن النظرة الأولى الى أعمال الباكر قد تعطي انطباعاً بأنها تحمل طابعاً أوروبياً يعود إلى عصر النهضة، لكن نظرة أخرى تظهر أيضاً تأثر الفنان بالفنون الإسلامية والطابع العربي وأحياناً التراثي في أعماله، بما يعكس حرص الباكر على تحقيق التوازن في تصميماته بين الطابعين الأوروبي والإسلامي.

ولفت الفنان القطري إلى أن استخدام بيض النعام في تنفيذ منحوتاته وأعماله يتطلب كثيراً من الحذر، كما يمثل تحدياً للفنان لأن طبيعة البيضة الهشة قد تحد من تنفيذ بعض الأفكار، لكن بالنسبة له يصر على تنفيذ كل ما يرد على ذهنه من أفكار.

ومن القطع الفنية التي حملت أفكاراً صعبة التنفيذ عرضت قطعة تتكون من بيضة نعام كبيرة مطلية باللون الأخضر، ويخترقها خنجر مطعم بالأحجار. كما استخدم بيض النعام في أعمال أخرى، من بينها ساعة مكتب تبدو مستمدة ملامحها من الطراز الأوروبي القديم، وان كانت الأعمال، بشكل عام، ترتبط بالفنون الإسلامية من حيث الزخرفة والتشكيل.

كما ضمت المجموعة قطعاً استلهم الفنان تصميماتها من الفن التركي، مثل بيضة على شكل خوذة محارب، وأخرى تزينت بتاج مطعم بالأحجار، كما عرض قطع من مجموعة صممها سابقاً واستخدم فيها مجسمات لحيوانات، مثل النمر والتمساح تتداخل مع بيض النعام في تكوينات مختلفة.

 

 


 

تويتر