فنان لا يشبه إلا نفسه

جابر نغموش

صورة

لا يشبه إلا نفسه بثالوث خاص يقوم على خفة ظلٍ وعفوية وبساطة مطلقة جعلت منه أيقونة فريدة ضربت جذورها بقوة في الساحة الفنية المحلية، متوجةً اسمه في المراكز الأولى «جابر نغموش».

يُعد جابر نغموش من رواد الحركة الفنية المحلية في الدولة، حيث كان من مؤسسي الفرق المسرحية وقدم أول عمل مسرحي قبل الاتحاد، تحت عنوان غلاء المهور دَهور الأمور في عام «969١»، تلتها مجموعة من الأعمال المسرحية التي غلب عليها الطابع الكوميدي، تاركاً بها بصمة على منصة «أبوالفنون»، كان آخرها «حسون ملايين» عاد بها بعد انقطاع دام أكثر من ست سنوات غرق فيها بالمشاركة بأعمال درامية منوعة، أبرزها «حاير طاير» في خمسة مواسم.

أول سيارة قام باقتنائها الفنان جابر نغموش كانت سيارة «بيجو»، ويضحك حين يتم سؤاله عن ذلك خشية أن يقال «نغموش يقوم بالترويج للبيجو والدعاية لها».

تعتبر «الشاشة الفضية» المحطة الثانية التي قصدها نغموش خلال بداية مسيرته الفنية، حيث التحق بها في عام ٤٧٩١ مشاركاً في أول عمل  تلفزيوني مسجل في أبوظبي بالأبيض والأسود «قوم عنتر»، ارتبط لاحقاً بسلسلة واسعة من الأعمال التي شكلت نقلة نوعية في المسيرة التي عززها بأعمال منوعة درامية كوميدية، وأخرى تراجيدية، حصد من خلالها شعبية واسعة تعدت النطاق المحلي «عمى ألوان»، «شمس القوايل»، «جمرة غضى»، «المقاريد»، «حظ يا نصيب»، غيض من فيض الأعمال التي قدمها نغموش، كان آخرها الجزء الثاني من المسلسل البحريني الكوميدي «لولو ومرجان» الذي شارك ضيفاً في ٠١ حلقات منه كانت كفيلة بحصد إعجاب الجمهور وإشادته.

ارتبط اسم نغموش بالكاتب الإماراتي جمال سالم في تعاونٍ مميز أثمر عن باقة منوعة من الأعمال المسرحية والدرامية كان لها بالغ الأثر في مسيرته، إلا أن غيابه في عمله المميز الأخير «زٍمان لَوَل» أثار تساؤلات وقلق شريحة واسعة من الجمهور حول مصير هذه الشراكة الإبداعية، الأمر الذي خفف من وتيرته نغموش بصدرٍ رحب وبوتيرة ملؤها الأمل والتسامح «جمال سالم أخ وصديق عزيز أرحب بمشاركتي في أعماله إذا ما توافرت».

لم ترضِ نجاحات نغموش الثرية التي يزخر بها رصيده الفني، والتي مُنِحَ على إثرها التكريم ونال من خلالها الجوائز، طموحاته التي يسعى من خلالها للولوج إلى الشاشة الذهبية بعملٍ سينمائي مميز «فقد حان الأوان لاقتحام الشاشة الذهبية خلفاً للفضية، وعليه فأنا في انتظار العمل المناسب الذي يقدم نغموش في القالب الاجتماعي الكوميدي الذي طالما ميزه، والذي لا يكتفي برسم البسمة وصناعة الضحكة، بل يتعداه لتوجيه رسالة اجتماعية هادفة أسوة بالأعمال الدرامية والمسرحية التي أقدمها».

على الرغم من نجاح نغموش في تأجيج المشاعر الإنسانية، من خلال الأعمال التراجيدية التي قدمها إلى جانب الكوميدية، إلا أنه يفضل الأخيرة ويرى نفسه فيها «أرى نغموش في الأعمال الكوميدية التي تتجه ميولي إليها، فمن خلالها عرفني الجمهور عن كثب، وأحبني بشكلٍ أكبر».

ورغم الرضا الذي يتلمسه المتحدث مع نغموش حول الأعمال التي يقدمها، يرفض بحزم إبداء رأيه وتقييم أدائه وأعماله أسوة بأعمال الزملاء، مؤكداً «لا أقيّم نفسي ولا أعمالي بإبداء رأيي وتقييمي حولها، فأنا لست بمحلل ولا ناقد أترك ذلك للمتخصصين والجمهور في المقام الأول الذي يملك حق التحكيم والتقييم، بعد أن يشاهد ما قدمت بكل ما أملك من مجهود».

تزاوج أمنيات نغموش مهنته التي يعشق «التمثيل» وتسعى لخدمتها، الأمر الذي يتجسد بوضوح في رغبته الجامحة في تنظيم مهرجان بالحركة الفنية المحلية، ويقف على نواقصها ومواضع الخلل فيها، وذلك تحت سقف مؤسسة معنية وفتح الأبواب أمام الجمهور للمشاركة في «أتمنى أن تتكفل إحدى المؤسسات المعنية بالحركة الفنية في الدولة بأن تنظم مهرجاناً خاصاً يجمع الفنانين ويحتضنهم، ويقف على النواقص ومواضع الخلل التي تعيق من تطور الحركة الفنية، ويضمن تعزيز التطور الذي شهدته خلال المراحل الأخيرة، وذلك من خلال فتح الباب أمام الجمهور الذي قد يجدون بين صفوفه كتاباً ومنتجين جدداً في ظل النقص الذي نعانيه، وغيرها من الأمور». يعد العراق أول بلاد قصدها نغموش في حياته، وبالتأكيد ليست الأخيرة، لاسيما أنه يفضل السفر إلى دول شرق آسيا، فضلاً عن بنغلاديش. يستعد نغموش حالياً للعودة إلى المسرح الذي شكل نقطة انطلاقته الفنية، كما ويُمَنّي جمهوره بعودة «طماشة5» الذي غاب عن الموسم الرمضاني العام الجاري «سأعود إلى المسرح قريباً ولكن لا يمكنني تحديد وقتٍ لذلك، فضلاً عن عودة المسلسل الكوميدي (طماشه) في جزئه الخامس».


 

 
 

تويتر