فنان لبناني يرى أن أهل الخط لا يمكنهم تجاهل العلوم الحديثة

موفق‭ ‬بصل‭: ‬التقنية‭ ‬تنشر‭ ‬الخط‭ ‬العــربي‭ ‬في‭ ‬العالم

موفق‭ ‬بصل‭: ‬lلكمبيوتر‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يلغي‭ ‬دور‭ ‬الريشة‭. ‬ تصوير‭: ‬عبدالله‭ ‬حسن

لم‭ ‬تعد‭ ‬كتابة‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬حكراً‭ ‬على‭ ‬الخطاطين‭ ‬والمهتمين‭ ‬برسم‭ ‬الخط‭ ‬بواسطة‭ ‬الأحبار‭ ‬والريشة‭ ‬والقصبات،‭ ‬إذ‭ ‬بدأت‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬تمهد‭ ‬الطريق‭ ‬الوعرة‭ ‬لانتشار‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬عند‭ ‬العرب،‭ ‬إنما‭ ‬عند‭ ‬غير‭ ‬الناطقين‭ ‬باللغة‭ ‬الذين‭ ‬بات‭ ‬في‭ ‬استطاعتهم‭ ‬التمرن‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬تقنية‭ ‬الكتابة‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬عبر‭ ‬القلم‭ ‬الرقمي‭ ‬أو‭ ‬‮«‬فأرة‭ ‬الحاسوب»‬‭.‬
وبحسب‭ ‬فنان‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬اللبناني‭ ‬موفق‭ ‬بصل‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬تقنية‭ ‬كتابة‭ ‬الخط‭ ‬على‭ ‬الكمبيوتر،‭ ‬هي‭ ‬الكتابة‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬الجهاز‭ ‬بواسطة‭ ‬قلم‭ ‬رقمي‭ ‬أو‭ ‬فأرة‭ ‬الحاسوب،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬التصميم‭ ‬والرسم‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬اختيار‭ ‬أداة‭ ‬الخط‭ ‬ومحاولة‭ ‬الكتابة،‭ ‬وكأننا‭ ‬نخط‭ ‬الحرف‭ ‬بالقصبة،‭ ‬ولكن‭ ‬الفرق‭ ‬أن‭ ‬المستخدم‭ ‬لا‭ ‬يستعمل‭ ‬هنا‭ ‬الحبر‭ ‬والورق‭ ‬بل‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يظهر‭ ‬أمامه‭ ‬على‭ ‬الشاشة»‬‭.‬
فروق‭ ‬واختلافات‭ ‬

صعوبة‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬خط‭ ‬الثلث

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/07/5632145.jpg

قال‭ ‬فنان‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬اللبناني،‭ ‬موفق‭ ‬بصل،‭ ‬إن‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬اتقان‭ ‬خط‭ ‬الثلث‭ ‬بهذه‭ ‬التقنية،‭ ‬لأن‭ ‬مقاييسه‭ ‬الخطية‭ ‬دقيقة‭ ‬جدا،‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬أداة‭ ‬الخط‭ ‬المتوافرة‭ ‬حاليا‭ ‬لاتزالت‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬نموها‭ ‬وتحتاج‭ ‬لتحديث،‭ ‬فإن‭ ‬الخط‭ ‬الديواني‭ ‬هو‭ ‬الأكثر‭ ‬قبولا‭ ‬لهذه‭ ‬التقنية،‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬حرية‭ ‬في‭ ‬الكتابة،‭ ‬ويحتمل‭ ‬التلاعب‭ ‬بقواعده‭ ‬قليلا‭.‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لغير‭ ‬الناطقين‭ ‬بالعربية،‭ ‬فأكد‭ ‬الفنان‭ ‬أن‭ ‬‮«‬شأنهم‭ ‬شأن‭ ‬من‭ ‬يتعلم‭ ‬الخط‭ ‬بأي‭ ‬أداة،‭ ‬فالحديث‭ ‬هنا‭ ‬عن‭ ‬الأدوات‭ ‬التي‭ ‬يكتب‭ ‬بها‭ ‬الخط‭ ‬وليس‭ ‬الخط‭ ‬نفسه،‭ ‬لكن‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬المتمرس‭ ‬في‭ ‬أداة‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬سيسهل‭ ‬عليه‭ ‬التدرب‭ ‬على‭ ‬الخط‭ ‬من‭ ‬الذي‭ ‬يتبع‭ ‬الأدوات‭ ‬التقليدية،‭ ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للخطوط‭ ‬اللاتينية‭ ‬وغير‭ ‬العربية‭ ‬فبرامج‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬الفنية‭ ‬صممت‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬واستخدامها‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬خطوطنا‭ ‬العربية‭ ‬يعطي‭ ‬الأمل‭ ‬بأن‭ ‬نجد‭ ‬بين‭ ‬أيدينا‭ ‬يوما‭ ‬ما‭ ‬برنامجا‭ ‬مصمما‭ ‬خصيصا‭ ‬لدعم‭ ‬الخط‭ ‬العربي،‭ ‬وهي‭ ‬دعوة‭ ‬للمبرمجين‮»‬‭. ‬واعتبر‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تناولي‭ ‬لتقنية‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬هو‭ ‬لدعم‭ ‬تراثنا‭ ‬الخطي،‭ ‬ودعوة‭ ‬إلى‭ ‬تعلمه‭ ‬بأسلوب‭ ‬حديث،‭ ‬ونشر‭ ‬ثقافة‭ ‬الخط‭ ‬الحسن‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬النواحي‭ ‬الفنية،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يمنع‭ ‬أن‭ ‬يستخدم‭ ‬الفنان‭ ‬الكتابة‭ ‬بالكمبيوتر‭ ‬في‭ ‬أعماله،‭ ‬غير‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أحاول‭ ‬ذلك‭ ‬واستخدمه‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬مهنتي‭ ‬يوميا‭ ‬كخطاط‭ ‬ومصمم،‭ ‬أما‭ ‬لوحاتي‭ ‬الفنية‭ ‬فهي‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الكمبيوتر،‭ ‬لاعتقادي‭ ‬بأن‭ ‬على‭ ‬الفنان‭ ‬أن‭ ‬ينقل‭ ‬أحاسيسه‭ ‬ومشاعره‭ ‬فوق‭ ‬لوحته‭ ‬لتخرج‭ ‬بأفضل‭ ‬حلة،‭ ‬وتكون‭ ‬متفردة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬تقدمه‭ ‬لي‭ ‬تقنية‭ ‬الكمبيوتر،‭ ‬ومشاركاتي‭ ‬في‭ ‬المعارض‭ ‬الفنية‭ ‬معظمها‭ ‬تحمل‭ ‬طابع‭ ‬الحروفية‭ ‬بألوان‭ ‬مائية‮»‬‭.‬
 

عن‭ ‬تجربته‭ ‬الشخصية‭ ‬قال‭ ‬الفنان‭ ‬موفق‭ ‬بصل‭ ‬لـ«الإمارات‭ ‬اليوم‮»‬‭ ‬‮«‬استعمل‭ ‬برنامج‭ ‬‮»‬ألستريتر‮«‬‭ ‬للقيام‭ ‬بهذه‭ ‬التقنية،‭ ‬لأنه‭ ‬يمكنني‭ ‬تعديل‭ ‬الحروف‭ ‬وإصلاحها،‭ ‬ليس‭ ‬بمستوى‭ ‬قواعد‭ ‬الخط‭ ‬المتقنة‭ ‬ولكن‭ ‬بطريقة‭ ‬تعد‭ ‬جيدة،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬برنامج‭ ‬تتوافر‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬تسهيلات‭ ‬كتابة‭ ‬الخط،‭ ‬لكننا‭ ‬لسنا‭ ‬بعيدين‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬وخصوصاً‭ ‬عندما‭ ‬يتم‭ ‬إدخال‭ ‬التمكن‭ ‬من‭ ‬نهايات‭ ‬الحروف‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬وتغيير‭ ‬درجة‭ ‬الزاوية‭ ‬خلال‭ ‬كتابة‭ ‬الحروف،‭ ‬فأداة‭ ‬الكتابة‭ ‬المتوافرة‭ ‬حاليا‭ ‬جامدة‭ ‬والخط‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ليونة‭ ‬بمعنى‭ ‬أني‭ ‬عندما‭ ‬أكتب‭ ‬أحدد‭ ‬عرض‭ ‬وزاوية‭ ‬الحرف‭ ‬مسبقا،‭ ‬وملزم‭ ‬بهما،‭ ‬ثم‭ ‬أقوم‭ ‬بالتعديلات‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬لإعطاء‭ ‬الحرف‭ ‬شكله‭ ‬الصحيح،‭ ‬لكنني‭ ‬أتحكم‭ ‬بميلان‭ ‬الحرف‭ ‬مع‭ ‬سيلان‭ ‬الحبر‭ ‬على‭ ‬الورق‮»‬‭. ‬واعتبر‭ ‬الفنان‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬فروقا‭ ‬واختلافات‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬تقنية‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬الخط،‭ ‬إذ‭ ‬صعوبة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الحبر‭ ‬العربي‭ ‬والورق‭ ‬المصقول‭ ‬وقص‭ ‬القصبة‭ ‬وقطها،‭ ‬ثم‭ ‬المسح‭ ‬الضوئي‭ ‬وتحويل‭ ‬الخط‭ ‬لصورة‭ ‬وتنظيف‭ ‬شوائبها‭ ‬وتهذيب‭ ‬أطرافها‭ ‬لاستخدام‭ ‬الخط‭ ‬في‭ ‬المواقع‭ ‬العنكبوتية‭ ‬أو‭ ‬المطبوعات‭ ‬ربما‭ ‬هو‭ ‬الدافع‭ ‬وراء‭ ‬الإقدام‭ ‬والاقبال‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬التقنية،‭ ‬ولا‭ ‬أنكر‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فروقا‭ ‬وربما‭ ‬يسخر‭ ‬منها‭ ‬أهل‭ ‬الخط،‭ ‬فجمال‭ ‬الخط‭ ‬على‭ ‬الورق‭ ‬ورائحة‭ ‬الحبر‭ ‬بالزعفران‭ ‬وماء‭ ‬والورد‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الحصول‭ ‬عليهما‭ ‬بهذه‭ ‬التقنية،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬المانع‭ ‬أن‭ ‬أتدرب‭ ‬على‭ ‬جهازي‭ ‬وأعيد‭ ‬كتابة‭ ‬الحروف‭ ‬مرات‭ ‬ومرات‭ ‬مع‭ ‬سهولة‭ ‬التعديل‭ ‬عليها‮»‬‭. ‬لافتاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الكتابة‭ ‬بالقصبة‭ ‬تساعد‭ ‬لاشك‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬حسب‭ ‬قواعده‭ ‬بسهولة‭ ‬أكبر‭ ‬وتحكم‭ ‬بالميلان‭ ‬كنهاية‭ ‬الواو‭ ‬الدقيقة،‭ ‬بينما‭ ‬الكتابة‭ ‬بالفأرة‭ ‬تحتاج‭ ‬لتصور‭ ‬كيف‭ ‬سيكون‭ ‬شكله‭ ‬بعد‭ ‬التعديل‭ ‬عليه‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬التعديل‭ ‬عليه‭ ‬سيأخذ‭ ‬وقتا‭ ‬أطول،‭ ‬ولكن‭ ‬سهولة‭ ‬استخدام‭ ‬التقنية‭ ‬يدفع‭ ‬الكثيرين‭ ‬لتجربتها‭ ‬بوجود‭ ‬البرنامج‭ ‬على‭ ‬أجهزتهم،‭ ‬وتصليح‭ ‬الخط‭ ‬على‭ ‬الورق‭ ‬يحتاج‭ ‬لشفرة‭ ‬خصوصاً‭ ‬لتقليص‭ ‬الزوائد‭ ‬وملأ‭ ‬الفراغات،‭ ‬بينما‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬الجهاز‭ ‬يمكن‭ ‬تكبير‭ ‬الحرف‭ ‬والتعديل‭ ‬مرات‭ ‬كثيرة»‬‭.‬
انتشار‭ ‬الخط
‭ ‬موفق‭ ‬بصل‭ ‬يرى‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬واقع‭ ‬الحال‭ ‬يفرض‭ ‬نفسه‭ ‬ولا‭ ‬يمتلك‭ ‬أهل‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬سوى‭ ‬المضي‭ ‬قدماً‭ ‬فيما‭ ‬تقدمه‭ ‬العلوم‭ ‬الحديثة‭ ‬من‭ ‬تقنيات،‭ ‬وهذا‭ ‬لن‭ ‬يشكل‭ ‬أي‭ ‬خطر‭ ‬على‭ ‬الخط‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬إن‭ ‬استخدام‭ ‬المركبات‭ ‬الحديثة‭ ‬اسهم‭ ‬في‭ ‬تمهيد‭ ‬الطريق‭ ‬للوصول‭ ‬لأي‭ ‬نقطة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬واستخدام‭ ‬تقنية‭ ‬كتابة‭ ‬الخط‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬وسيلة‭ ‬إضافية‭ ‬لوسائل‭ ‬الكتابة‭ ‬مثل‭ ‬القصبة‭ ‬والريشة‭ ‬للاجتهاد‭ ‬في‭ ‬الكتابة،‭ ‬إذ‭ ‬لن‭ ‬يلغى‭ ‬دورها‮»‬‭.‬
ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الخطاطين‭ ‬أمام‭ ‬واقع‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يجاروه‭ ‬ويستفيدوا‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬بالخط‭ ‬العربي،‭ ‬وإلا‭ ‬كيف‭ ‬سنساعد‭ ‬في‭ ‬نشره،‭ ‬إذ‭ ‬بات‭ ‬حكرا‭ ‬على‭ ‬خطاطي‭ ‬المداد،‭ ‬فيما‭ ‬أن‭ ‬سهولة‭ ‬استعمال‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬هي‭ ‬مفتاح‭ ‬وصول‭ ‬الخط‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬أمامه‭ ‬شاشة‭ ‬كمبيوتر،‭ ‬وعودة‭ ‬لأنواع‭ ‬الخطوط‭ ‬الأصيلة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬الساحة‭ ‬الالكترونية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استفزت‭ ‬أكثر‭ ‬الحروف‭ ‬الموجودة‭ ‬الأذواق،‭ ‬فما‭ ‬المانع‭ ‬أن‭ ‬أرسل‭ ‬تهنئة‭ ‬بخط‭ ‬يدي‭ ‬على‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬بدل‭ ‬أن‭ ‬أطبعها‭ ‬بحرف‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬مشوها‮»‬‭. ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التقنية‭ ‬حديثة‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‭ ‬وقليلون‭ ‬هم‭ ‬مستخدموها‭ ‬وربما‭ ‬أكثرهم‭ ‬مصممي‭ ‬جرافيك،‭ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬قلة‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬تحوي‭ ‬أداة‭ ‬خط‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬عائقا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الجاري،‭ ‬لكن‭ ‬الحاجة‭ ‬لها‭ ‬مع‭ ‬استغناء‭ ‬الكثيرين‭ ‬عن‭ ‬الكتابة‭ ‬على‭ ‬الورق‭ ‬واعتماد‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحديثة،‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬دافعا‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬وتسهيل‭ ‬استعمالها‭ ‬على‭ ‬مستخدميها‮»‬‭.‬
سلبيات‭ ‬قليلة
بصل‭ ‬أضاف‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الكمبيوتر‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يلغي‭ ‬دور‭ ‬الريشة‭ ‬والمداد‭ ‬وباستعمال‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬نكون‭ ‬قد‭ ‬أضفنا‭ ‬أداة‭ ‬لهذه‭ ‬الأدوات،‭ ‬إذ‭ ‬قديماً‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬أقلاماً‭ ‬تملأ‭ ‬بحبر‭ ‬الخط‭ ‬السائل‭ ‬واليوم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخطاطين‭ ‬يعتمد‭ ‬عليها‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬لوحاتهم‭ ‬الفنية،‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬القول‭ ‬ان‭ ‬سلبيات‭ ‬الكتابة‭ ‬على‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحديثة‭ ‬قليلة،‭ ‬منها‭ ‬سوء‭ ‬استخدامها‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬لكتابات‭ ‬ركيكة‭ ‬وبعيدة‭ ‬عن‭ ‬الخط‭ ‬خصوصاً‭ ‬ان‭ ‬ظهور‭ ‬أشكال‭ ‬لها‭ ‬تشوه‭ ‬هويته،‭ ‬ولا‭ ‬نستطيع‭ ‬مقارنتها‭ ‬بالحروف‭ ‬التي‭ ‬نطبعها‭ ‬بلوحة‭ ‬المفاتيح‭ ‬والأنماط‭ ‬التي‭ ‬نختار‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬نريد،‭ ‬فهي‭ ‬تقنية‭ ‬للكتابة‭ ‬وربما‭ ‬تأخذ‭ ‬من‭ ‬وقتنا‭ ‬ولكنها‭ ‬متعة‭ ‬لمحبي‭ ‬الخط،‭ ‬مشكلة‭ ‬التقنية‭ ‬أننا‭ ‬عندما‭ ‬نخط‭ ‬بالحبر‭ ‬على‭ ‬الورق‭ ‬يمكننا‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بالأصل‭ ‬البادية‭ ‬عليه‭ ‬حركة‭ ‬الأصابع‭ ‬وما‭ ‬تنقله‭ ‬من‭ ‬أحاسيس‭ ‬بينما‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬نخزنها‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬الجهاز‭ ‬ونشاهدها‭ ‬ونطبعها‮»‬‭. ‬وتابع‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬موجودة‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬وهذا‭ ‬غريب،‭ ‬ولكنها‭ ‬لم‭ ‬تنتشر،‭ ‬لأن‭ ‬العالم‭ ‬مشغول‭ ‬بجدلية‭ ‬هل‭ ‬يحل‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬مكان‭ ‬الخطاط؟،‭ ‬خصوصاً‭ ‬مع‭ ‬سهولة‭ ‬طباعة‭ ‬الأحرف‭ ‬المتوافرة‭ ‬على‭ ‬الجهاز‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬أهل‭ ‬الاختصاص‭ ‬أن‭ ‬صمموا‭ ‬بعض‭ ‬الحروف‭ ‬الطباعية‭ ‬ومسح‭ ‬بعض‭ ‬الخطوط‭ ‬القديمة‭ ‬لكبار‭ ‬الخطاطين‭ ‬وإعادة‭ ‬رسمها‭ ‬وإضافتها‭ ‬إلى‭ ‬المكتبة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬ولكن‭ ‬مشاركة‭ ‬رواد‭ ‬الخط‭ ‬وطلبة‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬وخصوصاً‭ ‬أصحاب‭ ‬المواهب‭ ‬الفنية‭ ‬سيتيح‭ ‬لها‭ ‬الانتشار‭ ‬شيئا‭ ‬فشيئا،‭ ‬وظهور‭ ‬نماذج‭ ‬لها‭ ‬سيشجع‭ ‬الاقبال‭ ‬عليها،‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬الطبوعات‭ ‬والشعارات‭ ‬والإعلانات‭ ‬الالكترونية‭ ‬تعتمدها‭ ‬للحاجة‭ ‬إلىها،‭ ‬وتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬عليها‭ ‬ومناقشتها‭ ‬سيزيل‭ ‬العقبات‭ ‬لنصل‭ ‬يوماً‭ ‬لجيل‭ ‬يعتز‭ ‬بخطه‭ ‬الجميل‭ ‬ويتباهى‭ ‬بما‭ ‬خطه‭ ‬فوق‭ ‬جهازه»‬‭.‬
واعتبر‭ ‬الفنان‭ ‬ان‭ ‬‮«‬اتقان‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الكتابة‭ ‬يحتاج‭ ‬لمراس‭ ‬وتمرن‭ ‬مثله‭ ‬مثل‭ ‬تعلمه‭ ‬بالقصبة،‭ ‬ويمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الكراسات‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬المواقع‭ ‬الالكترونية‭ ‬أصلا‭ ‬وتقليد‭ ‬خطوطها‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬الخلط‭ ‬بين‭ ‬أنواعها،‭ ‬فمثلا‭ ‬يمكن‭ ‬للمبتدئين‭ ‬والطلاب‭ ‬وضع‭ ‬صورة‭ ‬لخط‭ ‬الرقعة‭ ‬وتثبيتها‭ ‬والكتابة‭ ‬فوقها‭ ‬حرفا‭ ‬حرفا‭ ‬حتى‭ ‬الإجادة‭ ‬ثم‭ ‬الانتقال‭ ‬لدمج‭ ‬حرفين‭ ‬ثم‭ ‬لكتابة‭ ‬الكلمة،‭ ‬ويمكن‭ ‬محاكاة‭ ‬نماذج‭ ‬لخطاطين‭ ‬سابقين‭ ‬وعند‭ ‬إجادة‭ ‬الرقعة‭ ‬يمكننا‭ ‬الانتقال‭ ‬لخط‭ ‬النسخ‭ ‬والديواني‭ ‬وغيره»‬‭.‬
 

تويتر