المتحدثون شدّدوا على وجوب الاهتمام بالأقلام الجديدة

«الإعلام» و«الثقافة».. مسؤولية متبادلة

المتحدثون ناقشوا الحركة الإعلامية في الإمارات.. وما إذا كانت تواكب القفزة الثقافية في الدولة. تصوير: أحمد عرديتي

ناقشت الجلسة الرمضانية التي نظمها نادي دبي للصحافة أول من أمس في مركز دبي التجاري العالمي، الحركة الاعلامية في الامارات، وما إذا كانت تواكب القفزة الثقافية في الدولة، وذلك تحت عنوان «إعلام الامارات: هل يواكب القفزة الثقافية؟». وقد عالجت الجلسة مجموعة من القضايا التي تنطلق من العلاقة الطردية بين الاعلام والثقافة في ظل الطفرة الاقتصادية والعمرانية التي شهدتها الامارات مع وجود أكثر من ‬200 جنسية، وتحصين الهوية الوطنية والانفتاح على الثقافات. وقد شددت الجلسة على دور الصحف وإلى من تتوجه الصفحات الثقافية وكذلك وجوب الاهتمام بالأقلام الجديدة في ظل التبدل الحاصل في وسائل الاعلام وكذلك تطور الاعلام الاجتماعي.

نظرة تاريخية

مداخلات

تخللت الجلسة النقاشية بعض المداخلات من قبل الحضور، وكانت من بينهم مداخلة لعائشة صالح من جريدة «البيان»، والتي أثارت مجموعة من القضايا أبرزها الفرق بين العلم والمعرفة. وكذلك قدم راشد الهاجري الذي مثل مؤسسة زايد لذوي الاحتياجات الخاصة مداخلة حول ضعف تسليط الضوء على المشاركات الثقافية التي يقوم بها ذوو الإعاقة في بعض البرامج.

بينما كانت المداخلة الاخيرة من أحد المدرسين في جامعة عجمان، الذي لفت الى وجود ضعف في الاقبال على قسم الصحافة من الطلبة من الجنسيات المختلفة عموما والاماراتيين خصوصا، اذ لا يتعدى عددهم الـ‬50 طالبا.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/07/03528234.jpg

الجلسة التي أدارها الكاتب الصحافي سعيد حمدان، استضافت مجموعة من المتحدثين، وقد بدأ وكيل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، بلال البدور حديثه عن العلاقة الطردية الحميمية بين الاعلام والثقافة، ملقيا نظرة تاريخية قديمة على دور الثقافة في الاعلام، ومؤكدا ان الأولى كانت المادة الإعلامية، كما أن مجموعة من الكتاب والأدباء برزوا من خلال الصحافة. وتابع البدور بالقول، قد «تغير دور الاعلام اليوم، وبالتالي ان هامش الثقافة في الاعلام قديما ليس هو نفسه اليوم، فالاعلام مشغول بأشياء أخرى غير الثقافة»، وشدد على أن مرحلة الزهو بالثمانينات قد ترافقت بإقصاء مجموعة من الكتاب ووصول البعض الى القمة نتيجة العلاقات الشخصية. واعتبر البدور أن تطور التكنولوجيا قد جعل الاعلام في جيب كل شخص، فأي خبر ينتشر بدقيقة عبر التغريدات على «تويتر» او مواقع أخرى، لذا شدد على دور المؤسسات الثقافية في تقديم الأجيال الجديدة، مشيرا الى أنه منذ الخمسينات لم يخرج مفكر أو فيلسوف عربي، كما أن الرموز قد تكررت الى حد النعي. وشدد على وجوب توجه الثقافة لجميع الناس، رافضا مقولة ان الصفحات الثقافية نخبوية، مبينا أنه على الاعلام تقديم الوجبة الثقافية التي تناسب الجميع.

مسؤولية

في المقابل، أكد المستشار في هيئة الثقافة والفنون في دبي، الدكتور صلاح القاسم، أن المسؤولية متبادلة بين الطرفين لجهة العلاقة بين الثقافة والاعلام، مشددا على أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق المؤسسات الثقافية، اذ غالبا ما يطرح التساؤل حول تسويق المثقف، فالمؤسسات الثقافية هي المسؤولة عن ابراز دور المثقفين. وأضاف القاسم أن «موضوع التسويق في السابق لم يكن سهلا كما اليوم، فوسائل التواصل اليوم موجودة، والاعلام الاجتماعي يسهل المهمة، ولكن يجب ان يتم وضع النقاط بوضوح حول كيفية تسويق المثقف، وكذلك ماذا يريد الاعلام من المؤسسة الثقافية». ولفت الى غياب مفهوم الشراكة بين المؤسسات الثقافية والاعلامية، مؤكدا أن غياب التواصل هو الذي أوجد الهوة بين ما يقدمه الطرفان وكيف يمكن ان يصل للناس.

أما الكاتب جمال الشحي، فقد شبه علاقة الثقافة بالإعلام بعلاقة الأمواج بالشواطئ، مؤكدا أن أهمية الثقافة تعادل اهمية المجالات الأخرى كالاقتصاد والسياسة. وقد تحدث الشحي عن تجربته مع النشر في مشروع «كتّاب»، محاولا الاجابة عن وجود الثقافة في الاعلام، حيث انتهى بالاجابة عن السؤال بكونه موجودا ولكن ضمن نطاق ضيق. ورأى الشحي أن الامارات تعيش ربيعها الثقافي اليوم، مؤكدا مقولة الثقافة تتوجه لنخب معينة، ومشيرا الى صعوبة دخول المجال الاعلامي دون معارف شخصية. وتطرق للحديث عن النشر والكتاب، مبينا ان الساحة الاماراتية تستوعب الكثير من دور النشر لكن المشكلة في عدم طرق هذه المجالات والأبواب، مشددا على أن ما يحدث في العالم العربي يجعل الكتاب الشهيد الأول.

معلومات

من جهته، تحدث صاحب موقع «اسأل علي»، علي آل سلوم، عن الحقائق المغلوطة التي تكتب على الانترنت والتي تعتبر المصدر الاساسي للمعلومات عند البعض، مشيرا الى ان ما دفعه الى خوض تجربة الموقع الالكتروني هو كثرة المعلومات غير الصحيحة على الانترنت عن الامارات ودبي وابوظبي تحديدا، وكذلك وجود المعلومات الاساسية على مواقع أجنبية ومكتوبة من قبل أجانب زاروا الدولة وليس من قبل اماراتيين.

واعتبر آل سلوم أن المشكلة الحقيقية في الاعلام العربي تكمن في عدم معرفته ماذا يريد تحديدا، متمنيا الاهتمام بالكثير من المواهب الجديدة في الكتابة، وذلك لأن الاعلام الاجتماعي بات وسيلة الجيل الجديد، وتصديقه أمر في غاية السهولة، وكيفية وضع القيود عليه صعبة.

الكاتب يفرض نفسه

رئيس قسم الثقافة في جريدة «الخليج»، يوسف أبولوز، أكد أن الخبر يكاد يكون الحدث الثقافي بامتياز في الامارات، وذلك بسبب حيوية دبي وكثرة المعارض والمتاحف، منوها بأن آليات حمل الاعلام للثقافة قد تبدلت مع تطور الاعلام، ومشيرا الى وجوب عدم الاكتفاء بأن يكون خبريا، لا بل وأن يكون نقديا ايضا. وذكر كيف كانت فترة الثمانينات مختلفة من حيث ما تقدمه الصفحات الثقافية، حيث كانت تشتمل على نصوص أدبية وقصائد شعرية وبالتالي هي كانت ومازالت تعتبر نخبوية، لها القراء المختصون في هذه المجالات.

واعتبر أبولوز أن الجيل الجديد ابتكر وسائله الاعلامية الخاصة، مشيرا الى التقصير في الصفحات الثقافية ووجوب الاعتناء بالأقلام الجديدة. وردا على مقولة الاقصاء التي تعرض لها الكتاب في الثمانينات، شدد أبولوز على عدم وجود حالة اقصاء وأن الكاتب يفرض نفسه بقلمه وموهبته، وأن الاعلام لا يمكن أن يصنع شاعرا أو كاتبا كبيرا، بل المؤسسة تكبر بوجود الكاتب الكبير معها.

تويتر