ينظم برنامجاً رمضانياً حول التنمية والشعر والرياضة والدراما

وزراء ومشاهير في مجلــس «الشارقة الإعلامي»

المجلس الرمضاني الأول حظي بردود فعل إيجابية كان لها أثرها في إظهار الصورة المشرقة لإنجازات الشارقة. من المصدر

باعتباره همزة الوصل الرئيسة بين حكومة الشارقة ووسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية، ينظم مركز الشارقة الإعلامي فعاليات ونشاطات ضمن المجلس الرمضاني الثاني، الذي ينطلق في ‬14 يوليو الجاري، بحزمة متنوعة من الجلسات والندوات النقاشية التي تغطي الجوانب الثقافية بمشاركة عدد من الوزراء ونخبة من أصحاب الفكر ومشاهير الفن والرياضة والإعلام.

ويأتي تنظيم مركز الشارقة الإعلامي للدورة الثانية لمجلسه الرمضاني، انطلاقاً من رسالة المركز الهادفة إلى التواصل مع المجتمع، من خلال اغتنامه أجواء الشهر الفضيل والعمل على تقديم كل ما هو مفيد، عبر استقطابه شخصيات بارزة في المجتمع المحلي والعالم العربي، لمناقشة موضوعات متنوعة تعمل على تعزيز التواصل خلال الشهر المبارك. كما يمثل المجلس الرمضاني ترجمة واضحة لإيمان المركز بأهمية الحفاظ على إحياء المجالس الرمضانية، كونها جزءاً مهماً من ثقافة الإماراتيين ومظهراً اجتماعياً رمضانياً له دور ثقافي واجتماعي.

ويستضيف المجلس الرمضاني الذي يقام في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، ندوات متخصصة عدداً من القضايا الإعلامية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي، التي تتناسب مع خصوصية شهر رمضان المبارك عبر طروحات مختلفة منها جدلية الثقافة الإعلامية، وبناء الإنسان والتنمية في مجتمع الإمارات، إضافة إلى تسليط الضوء على الدراما العربية والتحديات التي تواجهها، وذائقة الشعر العربي، وقضايا الشأن الرياضي المحلي.

الإعلام وبناء الإنسان

الدراما المصرية والسورية وتحديات التغيير

يستضيف مركز الشارقة الإعلامي ضمن المجلس الرمضاني عدداً من الفنانين العرب، منهم الفنان المصري نور الشريف والفنان السوري جمال سليمان، للمشاركة في ندوة «الدراما المصرية والسورية وتحديات التغيير»، لاسيما في ظل الأوضاع والتغيرات التي تشهدها الساحة السياسية. ويناقش الفنانون المشاركون الانقسامات التي شهدها الوسط الفني بين معارض ومؤيد لثورات الربيع العربي والمواقف السياسية للعاملين في الساحة الفنية، وأثرها في الأداء الدرامي وأسباب الإقبال على إنتاج أعمال درامية تناقش قضايا عامة، إضافة إلى تحديات النصوص ومواقع التصوير والإنتاج في الدراما المصرية والسورية حالياً.

حول الغرض من تنظيم المجلس الرمضاني، قال رئيس مركز الشارقة الإعلامي الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، إن «أهمية المجلس الرمضاني تكمن في تعزيز التواصل الإعلامي ومد جسور التقارب بين أفراد المجتمع والمسؤولين، وفي إثراء الأمسيات الرمضانية بكل ما هو مفيد، بما يتوافق وخصوصية الشهر الكريم»، مؤكداً حرص المركز على تنظيم المجلس الرمضاني لطرح قضايا فكرية وثقافية ومعرفية، باستضافته عدداً من الوزراء والمسؤولين والمشاهير وأصحاب الاختصاص. وتابع أن «المجلس الرمضاني الأول الذي نظم العام الماضي حظي بردود فعل إيجابية كان لها أثرها في إظهار الصورة المشرقة لإنجازات إمارة الشارقة، واستعراض أبرز المشروعات التي حققتها الإمارة، والمبادرات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي أسهمت في دعم الحركة الثقافية والفكرية والتعليمية والمسرحية المحلية والعربية والحفاظ على الموروث التراثي في الإمارات، إضافة إلى تعزيز الهوية الثقافية».

ولفت إلى أن «المجلس سينظم ندوات عدة، منها ما يتناول جدلية الثقافة الإعلامية والإعلام المثقف، التي يشارك فيها كل من حمدي قنديل ورياض نعسان آغا، وتبحث مدى وعي وسائل الإعلام بأهم أدوارها المتعلقة بنشر الثقافة بين الجمهور المتلقي، وإبراز الفروق الجوهرية بين الثقافة الإعلامية والإعلام المثقف، والحاجة إلى فهم الرسالة الإعلامية، كما تسعى الندوة للإجابة عن تساؤلات عدة لعل أبرزها سؤال حول كيف يمكن للمتلقين أن يحللوا ما يصلهم من رسائل عبر وسائل الإعلام المختلفة إذا لم يكونوا مثقفين وعلى دراية بأساليب التواصل والإقناع». أما الندوة الثانية التي تحمل عنوان «بناء الإنسان هو حجر الأساس في عملية التنمية»، فتسلط الضوء على أهمية العناية بالثروة البشرية باعتبارها حجر الأساس في بناء المجتمعات، كما تطرح للنقاش الأدوات والأساليب التي من شأنها تحسين الخدمات وتوحيد الجهود للنهوض بهذه الثروة من الناحية التعليمية والاجتماعية، إذ ستكون الندوة بمثابة البرلمان المفتوح للتباحث بين المسؤولين في وزارتي التربية والتعليم والشؤون الاجتماعية، وبين الجمهور والإعلاميين في المسائل المتعلقة بهذه الجوانب، لاسيما دور وزارتي التربية والشؤون الاجتماعية في دعم المواطن في كل النواحي الحياتية والعملية، والتحديات التي تواجهها الوزارتان في مواكبة المتغيرات العالمية ومتطلبات الناس، إضافة إلى جهود الوزارتين في التغلب على ثالوث «الأمية والبطالة والفقر» واتباع مبدأ الشفافية، وسياسة الباب المفتوح في التعامل مع المشكلات المتعلقة ببعض خطط التنمية، وأهم الخطط والمرتكزات للنهوض بالواقع التعليمي في الدولة.

أدب وفن ورياضة

ولم يغفل المجلس الرمضاني لهذا العام أهل الفن والرياضة في ندوات يشارك في محاورها مجموعة من الفنانين الخليجيين والمحليين، منها ندوة «الأعمال الدرامية الخليجية بين تحديات الإنتاج وذائقة الجمهور»، التي تناقش ما تشهده الدراما الخليجية وما تمر به من مراحل انتقالية بحسب طبيعة ومتغيرات الحياة العصرية، وما تفرضه من تحديات أثرت في مسار التأليف والأداء والإنتاج والإخراج في الأعمال الخليجية، خصوصاً مع ازدياد المنافسة وارتفاع مستوى الوعي العام لدى الجمهور حول أهمية ربط جميع مكونات العمل الدرامي بالواقع المعيش للمواطن الخليجي.

ولعل من أبرز المحاور التي يناقشها كل من الفنانين محمد المنصور وخالد العبيد من الكويت، والفنانة الإماراتية سميرة أحمد، ويدير الجلسة المؤلف والمسرحي اسماعيل عبدالله، واقع الدراما الخليجية اليوم ومقومات الإنتاج وتضارب مصالح العرض والطلب والتكرار في الطروحات والقضايا التي تتناولها الدراما الخليجية، فضلاً عن ابتعاد الدراما الخليجية عن واقع مجتمعاتها والسطحية، وخطر غياب القيم عن الأعمال الدرامية الخليجية ومخاوف عزوف الشارع الخليجي عن الدراما الخليجية.

ومن فن من نوع آخر، يستضيف المجلس الرمضاني ندوة نقاشية حول كرة القدم في الشارقة بين الواقع والمأمول، ويشارك فيها مجموعة من المحللين الرياضيين مثل محمد الجوكر ويوسف حسين وخليل غانم، إذ ستتم مناقشة الصعود والهبوط للفرق وتغيير إدارات الأندية وتغييرات في الطواقم الفنية واللاعبين، وما هو متعلق بمسألة الاحتراف والمحترفين والبطولة والتجميد، وما صارعته فرق كرة القدم في الشارقة خلال السنوات الأخيرة من كبوات. ومن أبرز المحاور الرياضية التي ستطرح في الندوة، واقع الأندية الرياضية في الشارقة الآن وقبل ‬10 سنوات، وأسباب التغيير المستمر في الإدارات وتأثيرها في مستوى أداء كرة القدم وأثر اعتماد الأندية على الدعم الحكومي وقلة التنوع في الموارد المالية على تراجع أداء بعض الفرق الرياضية، إضافة إلى نظرة جمهور كرة القدم في ضوء تراجع الأداء والدور المنتظر من الأجهزة الإدارية والفنية واللاعبين في ضوء المتغيرات الأخيرة على بعض الأندية. ويخصص مركز الشارقة الإعلامي ندوة للشعر بعنوان «الشعر في الخليج العربي بين الصورة التقليدية وتحديات الحداثة»، يشارك فيها الشاعر حامد زيد وتديرها الإعلامية والشاعرة الدكتورة بروين حبيب، سيتم من خلال الندوة طرح عدد من المحاور، منها المؤثرات الاقتصادية والاجتماعية في الحركة الشعرية الخليجية والصورة التقليدية للشعر النبطي وتحديات الحداثة، فضلاً عن المخاوف من توظيف الشعر النبطي في إحلال العامية محل الفصحى، وإيجاد إجابات عن تساؤلات تخلي الشعر النبطي في عصرنا هذا عن مفرداته لمحاكاة التبسيط والتشذيب اللذين لحقا باللهجة البدوية، وهل أصبح الشعر النبطي أكثر مشابهة للشعر العامي في شبه الجزيرة العربية وخصوصية الشعر الخليجي عن سواه.

تويتر