‬56 مدرسة تشارك في مهرجان ينطلق الأربعاء

ثقافة الشارقة وطلابها.. لبــــنة أولى لمسرح مدرسي

554 طالباً وطالبة سيشاركون في المهرجان. من المصدر

على الرغم من أن بناء الإنسان يحتاج إلى الكثير من الوقت والمراجعة والتدقيق، كما أن استعجال النتائج المنتظرة من مشروع كهذا لن يحقق المطلوب، إذ إن فن المسرح يعد عنصراً تراكمياً، لكن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة ممثلة في إدارة المسرح، تمكنت من وضع اللبنة الأساسية الأولى لمشروع بناء المسرح المدرسي الذي يبدأ بالخطوة الأولى في العمل مع المدارس لتحقيق الأهداف المرجوة منه.

ومن خلال الدورة الثالثة لمهرجان الشارقة للمسرح المدرسي، الذي ينطلق بعد غد، تكتمل المنظومة التي تسعى إدارة المسرح إلى تحقيقها بالتوازي مع مهرجان مسرح الطفل والمسرح الكشفي ومهرجان المسرحيات القصيرة وأيام الشارقة المسرحية، إذ إن الدورة الحالية تكشف عن ارتفاع في اعداد المدارس المشاركة، التي خاضت منافسات وتصفيات منذ ‬24 أبريل الماضي وحتى الثامن من مايو الجاري، إذ سيبلغ عدد المدارس المشاركة نحو ‬56 مدرسة تنتمي إلى ثلاث مناطق في الإمارة منها ‬23 مدرسة في الشارقة و‬10 مدارس في المنطقة الوسطى و‬23 مدرسة في المنطقة الشرقية بمختلف الحلقات الاولى والثانية والثانوية.

وبحسب احصاءات إدارة المسرح، فإن عدد الطلاب المشاركين في المهرجان سيتجاوز ‬554 طالباً وطالبة بمعدل ‬223 طالباً في مدينة الشارقة و‬98 طالباً في المنطقة الوسطى و‬233 طالباً في المنطقة الشرقية، فيما بلغ عدد المشرفين المشاركين والمسؤولين عن الطلبة ‬193 مشرفاً من مختلف المدارس المشاركة.

مشروع الشارقة

الممثل أولاً

المشرف الفني للمهرجان الرشيد أحمد عيسى، قال إن «المهرجان يستهدف الطالب، لذلك تم إلغاء جوائز مثل أفضل ديكور وإضاءة، وتم التركيز على الممثل الطالب، إذ إننا لا نريده أن يذهب إلى الجانب الاحترافي في هذه الفترة، وقد قمنا في هذا العام بشيء جديد وهو تشجيع التأليف المسرحي من قبل الطلاب أنفسهم أو المعلمين».

وحول معايير اختيار الفائزين قال الرشيد إن «النص يجب أن يكون مميزاً كونه أساساً لأي عرض مسرحي، إذ يجب أن يتناول قضايا المجتمع والطلاب والقيم الاخلاقية، إضافة إلى الموضوعات الانسانية، وفي ما يتعلق بالمسرحيات الفائزة، سيتم عرضها خلال المهرجان ولكن سيعمل المخرجون على تطويرها وتجديدها».

وبعد انتهاء تصفيات المرحلة الأولى من مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي، قدمت لجان التحكيم قراراتها وتوصياتها واختيار ‬17 من المدارس الفائزة في كل المناطق الثلاث من أصل ‬56 مدرسة، إذ فازت عن منطقة الشارقة مدرسة النخيلات ومدرسة الخالدية ومدرسة الطلاع ومدرسة علي بن أبي طالب ومدرسة الرفاع للتعليم الثانوي ومدرسة أحمد بن حنبل للتعليم الثانوي، وعن المنطقة الوسطى فازت مدرسة الرويضة ومدرسة حارثة بن النعمان ومدرسة البردي ومدرسة الذيد ومدرسة الابداع، وعن المنطقة الشرقية فازت مدرسة أمامة بنت أبي العاص ومدرسة العقد الفريد ومدرسة الحور ومدرسة المهاجرين ومدرسة وادي الحلو النموذجية ومدرسة جميلة بوحيدر.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/05/03564852159753.jpg

إلى ذلك، قال رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة عبدالله العويس، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس، للإعلان عن انطلاق المرحلة الختامية لمهرجان المسرح المدرسي، إن «الدورة الثالثة لمهرجان الشارقة للمسرح المدرسي تأتي مكملة لمشروع الشارقة الثقافي الذي يولي المعرفة والتأهيل والتدريب جل الاهتمام والعمل الجاد، إذ إن المهرجان يعد نبراساً واضحاً لذلك النهج التراكمي، الذي يؤسس لهذا المشروع الثقافي من خلال تواصل سلسلة المراحل والعلاقات بين الأجيال المتلاحقة وذلك انطلاقاً من الرؤى الثاقبة والنظرة الواضحة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، الذي يؤكد دائماً أهمية هذا النشاط المدرسي، خصوصاً أنه يجمع المسرح والعديد من الأنشطة الأدبية والفنية لتندمج جميعها في بوتقة المسرح المدرسي».

وتابع العويس أنه «انطلاقاً من الإيمان بهذا النشاط الفني المتفرد ودوره في صقل المواهب ورعايتها فقد تم لهذا المشروع الإبداعي الفني، إعداد برنامج متكامل امتد لأكثر من ستة أشهر متواصلة، إذ كانت البداية مع الشريك الأساسي الأول لهذا المشروع التربوي الفني المشترك، وهو منطقة الشارقة التعليمية، حيث تم الإعداد والتخطيط من بداية العام الدراسي الجاري، ومن ثم كان اللقاء المفتوح مع مديري المدارس، ومن بعدها بدأ العمل الفعلي في المدارس».

ولفت إلى أن «الدائرة استعانت بالعديد من الخبرات المسرحية العربية والمحلية للإشراف على الورش التأهيلية والتدريبية التي شملت جميع مفردات العرض المسرحي من فن الكتابة والتأليف والسينوغرافيا والإخراج، وقد نُظِمت هذه الفعاليات في مدينة الشارقة والمنطقة الشرقية، وذلك وفق برنامج أكاديمي متخصص شارك في إعداده كوكبة من المسرحيين المتميزين».

ولعل ما يميّز هذه الدورة من خلال جديدها الذي تطرحه، وفق العويس هو تنظيم المهرجان عن طريق برنامج احتفالي احتوى المرحلة التمهيدية للتصفيات بشكلها المهرجاني الجديد، إذ تم تنظيم ثلاث مراحل مسرحية تم تحكيمها بواسطة لجان مستقلة على مستوى مدينة الشارقة والمنطقة الوسطى والمنطقة الشرقية، إذ إن المرحلة التي سبقت المهرجان تعد تصفيات مهرجانية مفعمة بالنشاط والتفاعل الفني».

إقبال طلابي

من جانبـها، أكدت رئيس وحدة مصادر التعليم من منطقة الشارقة التعليمية وحيدة عبدالعزيز، دور الشراكة المجتمعية والمؤسساتية بين الدائرة والوزارة ومنطقة الشارقة التعليمية ودور ذلك في خلق المبدع المواكب للحراك الثقافي والفكري والمسرحي في المنطقة وتبني المواهب، لافتة إلى أن هناك عروضاً وفعاليات ستكون مصاحبة للمهرجان تهدف إلى ابراز مواهب الطلاب، منها على سبيل المثال العزف والفنون الشعبية وعروض الاوركسترا الغنائية والمنتجات الفنية الأخرى.

حول ضيق وقت حصة النشاط المسرحي، أوضحت عبدالعزيز أن «عدد الطلاب والمدارس المشاركة في المهرجان في ازدياد، الأمر الذي تمت ملاحظته من خلال اقبال الطلاب على مزاولة هذا النشاط، إذ نتوقع أن يشارك العام المقبل نحو ‬90٪ من المدارس، لهذا اقترحنا تخصيص حصة كاملة للنشاط المسرحي بدلاً عن ثلث ساعة».

صعوبات واردة

اعتبر عدد من المنشطين الفنيين الذين اسهموا بشكل واضح في انجاح هذا المهـــرجان من خـــلال الدور الذي يلعبونه في دعم الطلاب وتنمية مواهبهم وقدراتهم ومســاندة المشرفين عن هؤلاء الطلبة كل بحسب المدرسة المشرف عليها، أن «هناك صعوبات وعقبات وقفت امامهم، منها قصر الوقـــت المتاح لتدريب الطلبة، والذي لا يتـــعدى نحو ثلث ساعة، الأمر الذي شكل عائقاً فعلياً أمام تعلم الطلبة أســــاسيات المسرح وحركات التنفس والإداء، إذ إن ثلث ساعة لا تكفي الممثل المحترف فكيف بالطالب المبتدئ».

ولفتوا إلى ضرورة تعديل موعد المهرجان، إذ إن الطالب غالباً ما يواجه ضغوطا دراســــية خلال الشهرين الأخيرين للفصل الدراســـي الثالث منها الامتحانات والاعداد لها، فضلاً عن الدراسة والمرجعة اليومية والبــــحوث والمشروعات، كما ان الطالب لا يستطيع ان يستخدم المسرح الموجود في المدرسة لإجراء البروفات اللازمة متى ما توفر له الوقت لذلك، «خصوصــــاً أن إدارات بعض المدارس ترفض ذلك، ويواجه المنشطون مشكلة أخرى هي أن بعــــض المدارس تختار مشرفين لا يملكون الخبرة الكافية في المسرح، في المقابل يكون هناك أشخاص جيدون ولكن يتم التغاضي عنهم».

تويتر