يستضيفها «مجمع أبوظبي للفنون»

‬3 معارض من الشرق والغرب يجمعها التجريد

صورة

ثلاثة معارض فنية لكل منها طابع وفكر وبصمة مختلفة تماماً اجتمعت من الشرق والغرب في مجمع أبوظبي للفنون «أبوظبي هاب غاليري»، الذي شهد مساء أول من أمس، افتتاح المعارض الثلاثة، التي اجتمعت في ملمح رئيس هو سيطرة النزعة التجريدية على معظم الأعمال التي تضمنتها.

«المغرب شباب وحضارة».. كان عنوان معرض الفنانة المغربية لمياء منهل، الذي يستمر حتى الأول من يونيو المقبل. ويضم ‬19 لوحة استعرضت فيها الفنانة ملامح من تراث المغرب متوقفة أمام عنصرين رئيسين هما: الزي المغربي، وأشجار النخيل، جسدتهما في لوحات اكتست بورق من الذهب عيار ‬24 قيراطاً، فبدت أكثر بريقاً وإشراقاً مع تداخل الألوان الزاهية معها، كما استخدمت سعف النخيل في بعض اللوحات. ورغم أن الفنانة استخدمت أسلوباً تجريدياً ابتعدت فيه عن التفاصيل، إلا أن خصوصية وملامح الزي المغربي، سواء الرجالي أو النسائي، كانت واضحة.

أما النخيل فقد اختارت تجسيده، بحسب ما أوضحت لـ«الإمارات اليوم»، لأنه يكثر في مراكش التي تنتمي إليها.

مجموعة اللوحات الذهبية ضمت أيضاً لوحات للخط العربي كتبتها الفنانة بخط اليد العادي، فهي لم تدرس الخط، بل ولم تدرس اللغة العربية إلا في مرحلة متقدمة من العمر، ولكن الخط العربي استطاع أن يجذب انتباهها ويتسلل إلى لوحاتها.

خيول ونساء

الخيول التي تمثل أحد الملامح البارزة في الثقافة والتراث في المغرب، كانت حاضرة في لوحات منهل، التي جسدت الخيول في لوحتين تميزتا بخلفيتهما السوداء، حيث ترى أن الأسود يعبّر عن القوة التي تتسم بها الخيول، رغم ما تتصف به من طيبة وحنان، فالقوة هي السمة الغالبة عليها.

كما تضمنت لوحات المعرض مشاهد مختلفة من الحياة في المغرب، مثل العرس البربري بطقوسه ورقصاته المتميزة، كما برز في اللوحة جانب من البيوت القديمة للبربر، التي كان يستخدم التبن في بنائها. وموسم الحصاد في القرى المغربية الذي تقوم النساء بمعظم العمل فيه، لما يتميزن به من جدية وسرعة في الإنجاز. وعن المرأة أيضاً قدمت الفنانة لمياء منهل لوحة عن المرأة والشجرة

جسدتهما وكأنهما توأمان أو مرادفان لمعنى واحد، فكل منهما تحتاج إلى الرعاية والحنان، وكل منهما تضيف البهجة والفرح والألوان على الحياة.

ومن اللوحات اللافتة في المعرض لوحة «الراقصة وشقارة»، التي تعتز بها الفنانة وترفض بيعها، وهي تجسد فتاة ترتدي ما يشبه أزياء راقصات البالية ترقص على دقات «شقارة» وهو مطرب معروف في المغرب، وقدم العديد من الاغنيات الشهيرة لفنانين آخرين مثل أغنية «مرسول الحب».

«تحول» بيزيه

المعرض الثاني الذي افتتح مساء أول من أمس أيضاً، في مجمع أبوظبي للفنون للفنان الفرنسي ميشيل بيزيه، الذي أقيم بالتعاون مع المؤسسة الفرنسية في الإمارات، وضم خمس لوحات ثنائية، قام الفنان برسمها خلال إقامته في المجمع، وتأتي هذه اللوحات ضمن مشروع الفنان الذي يعمل عليه واشتهر به، وهو يعتمد على فكرة «التحول» بين الأساليب الفنية من التعبيرية إلى التجريدية، حيث يقدم في لوحاته ما يشبه مقاربات لونية لأعمال فنانين كبار أمثال: فان جوخ وبول سيزان ومونيه وديجا، ولكن بأسلوب تجريدي وفق رؤيته الخاصة، ليتحول المنظر الطبيعي في اللوحة الأصلية إلى تداخلات لونية تجريدية بالألوان نفسها والروح العامة للوحة القديمة. بحسب ما قال لـ«الإمارات اليوم»، لافتاً إلى أنه استوحى اللوحات التي عرضها في المعرض من قصر الحصن في أبوظبي.

ومن المقرر أن يحل بيزيه ضيفاً على مجمع أبوظبي للفنون ضمن برنامج الفنان المقيم في شهر أكتوبر المقبل.

الفن الأسترالي

المعرض الثالث ضمن برنامج الفنان المقيم الذي يرعاه مجمع أبوظبي للفنون، كان معرض الفن الأسترالي، الذي ضم لوحات لخمسة فنانين هم: جوليان كلافيجو وماريا بينيا اللذان حضرا من أستراليا، إلى جانب شيريل ماللوي، وكاثرين ريان وميشيل تيج المقيمات في أبوظبي. ومن الأعمال البارزة في المعرض ما قدمته الفنانة ماريا بينيا التي استلهمت لوحاتها من صحراء ليوا، التي زارتها خلال إقامتها في المجمع، وركزت فيها على الزي الوطني الإماراتي باعتبار أن الأزياء جزء مهم من ثقافة وتراث المجتمع.

كما قدمت لوحة تبرز فيها رؤوس عدد من النساء وهن يؤدين الصلاة في جامع الشيخ زايد، وقد غطتها أوشحة بألوان بدت خفيفة لتتناسب مع قداسة المكان والصلاة، لتصنع ما يشبه الهالة حول رؤوس المصليات.

في حين ركز الفنان جوليان كلافيجو على الوجوه والعيون ضمن سلسلة أعمال «من خلال العيون»، خصوصاً الوجوه النسائية التي غطى جانب منها الحجاب فلم تظهر الملامح كاملة. كما قدم عملاً مبتكراً يتكون من مكعبات خشبية توسطت أرضية المجمع، لتكون لوحة لوجه طفل طغى عليها اللون البني بتدرجاته المختلفة، كما قام بتنفيذ لوحة أخرى بالحفر على الشوكولاتة. كما عمد في بعض اللوحات إلى تحويل الوجوه إلى شخصيات كاريكاتورية ونحتها بالصلصال، وقام بتقديم ورشة عمل للأطفال علمهم فيها النحت بالصلصال.

كما استقبل مجمع أبوظبي للفنون الفنانين الإيطاليين الذين سيقيمون في المجمع خلال شهر مايو، ضمن احتفائه بشهر الفن الإيطالي، وهم: الفنانة ماريا جيوفانا وفلانتينا بروستيان، والفنان إيفنو بيتروتشي، وسيمون كاتسي والفنانة كلوديو جيولانيللي، وذلك خلال حفل استقبال حضره السفراء الأسترالي بابلو كانج، والأميركي مايكل كوربين، والإيطالي جيورجيو ستارسيه، والمكسيكي فرانسيسكو ألونسو. وقدمت خلاله فرقة «دبي للطبول» عرضاً موسيقياً شهد تفاعلاً كبيراً من الجمهور الذي شاركهم القرع على الطبول.

تويتر