«أفضل فيلم إماراتي» يشارك في مهرجان سينمائي فلسطيني في لندن

‬3 طالبات من جامعة زايد صوّرن حياة المخيّمات

صورة

يشارك الفيلم الوثائقي الإماراتي «يولد حلم في العينين»، الذي كتبته وأخرجته ثلاث طالبات بجامعة زايد، في مهرجان الفيلم الفلسطيني التاسع المقام حالياً في لندن. ويمثل المهرجان، الذي انطلق في مركز «باربيكان» الثقافي الشهير في العاصمة البريطانية في الثالث من مايو الجاري، ويستمر حتى منتصفه، إطلالة واسعة على الأفلام التي تدور حول فلسطين، التي أنجزها سينمائيون فلسطينيون أو آخرون من جنسيات مختلفة، وهو يشمل في دورته الحالية عروضاً لنحو ‬38 عملاً فنياً.

وقامت بكتابة الفيلم الإماراتي وتصويره وإخراجه الطالبات عبير المرزوقي وعائشة العامري وخولة المعمري، كمشروع تخرّج لهن في كلية الاتصال وعلوم الإعلام بالجامعة. وعُرِض الفيلم ضمن فعاليات المهرجان، أمس، في قاعة «خليلي» بمركز الدراسات الشرقية والإفريقية بالعاصمة البريطانية.

وكان الفيلم «يولد حلم في العينين» قد حصد من قبل ثلاث جوائز محلية، هي جائزتا «أفضل فيلم إماراتي» و«أفضل فيلم وثائقي طلابي» في الدورة الأخيرة لمهرجان أبوظبي السينمائي في أكتوبر الماضي، ثم جائزة أفضل فيلم وثائقي في الدورة الأخيرة لمهرجان جامعة زايد السينمائي للشرق الأوسط قبل أسبوعين.

من جهته، مدير جامعة زايد، الدكتور سليمان الجاسم، عبر عن اعتزازه بالاستحقاقات المتتالية التي يكتسبها الفيلم «يولد حلم في العينين»، مشيراً إلى أن انتقاله للعرض من الساحة المحلية الإماراتية إلى الساحة الدولية يمثل بصمة جديدة لجامعة زايد في النهضة السينمائية المحلية، تضاف إلى بصمتها في مسيرة مهرجان أبوظبي السينمائي.

وقال إن الجامعة كانت سباقة في رعاية اهتمامات طلابها بإنتاج صناعة سينمائية مبدعة تنمّي مواهبهم، وتجسد طموحاتهم في هذا المجال.

وأكد أن فرحة الطالبات عبير المرزوقي وعائشة العامري وخولة المعمري وهن يرين فيلمهن معروضاً في هذا المحفل السينمائي الكبير، ضمن قائمة من إبداعات الفنانين المحترفين المشاركين فيه، تضيف رصيداً جديداً ومميزاً لما تبلوره ميادين النشاط الطلابي في الجامعة، منوهاً في هذا الصدد بمهرجان جامعة زايد السينمائي للشرق الأوسط، المهرجان السينمائي الطلابي الأول والوحيد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي أطلقته طالبتان بالجامعة عام ‬2010، وتطور سريعاً حتى احتضن في دورته الرابعة نهاية الشهر الماضي نحو ‬100 فيلم تمثل ‬10 دول عربية.

وقدم مهرجان الفيلم الفلسطيني فيلم «يولد حلم في العينين» بوصفه «أول فيلم إماراتي يتم تصويره داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين»، حيث تعد طالبات جامعة زايد الثلاث أول إماراتيات يدخلن مخيمات الفلسطينيين في لبنان، التي تحتضن أكثر من نصف مليون نسمة للقيام بهذه المهمة السينمائية. وقامت الطالبات بتصوير حالات إنسانية في هذه المخيمات، وأجرين مقابلات مع الأطفال والآباء والأمهات والناشطين الاجتماعيين والأطباء وغيرهم، وقمن بتصوير المساكن والمستشفيات والمدارس في برج البراجنة وشاتيلا وعين الحلوة وبرج الشمالي.

ويصور الفيلم على مدى ‬19 دقيقة قصص أطفالٍ مرضى في المخيمات يتلقون رعاية من جمعية إغاثة أطفال فلسطين، وهي مؤسسة خيرية يقع مقرها في الولايات المتحدة الأميركية، ويقوم بدعمها كل من قرينة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، سمو الأميرة هيا بنت الحسين، والقس ديزموند توتو الحاصل على جائزة نوبل للسلام، والرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر.

وقد تصادف تصوير الفيلم في أسبوع جاءت فيه بعثة من جراحي العيون المتطوعين من تشيلي إلى مخيم برج البراجنة، لإجراء بعض العمليات لعدد من الأطفال، وأتيح للطالبات القيام بتصوير إحدى هذه العمليات التي أجريت لطفل في العاشرة اسمه (سالم).

وقالت الطالبة عائشة العامري: «لن أنسى ما حييت هذه التجربة التي عشتها في المخيمات الفلسطينية، فهي لم تطور مهاراتي السينمائية فقط وإنما علّمتني أيضاً أن أحبس عواطفي وأحافظ على رباطة الجأش، خصوصاً عندما قمت بتصوير الجراحة التي أجريت للطفل (سالم). لقد أثَّر فيّ هذا الطفل كثيراً، ودائماً أفكر فيه». أما خولة المعمري فقالت: «كانت هذه أكبر تجربة وأعظم اختبار للمسؤولية واجهته في حياتي. ويحدوني الأمل في أن يتمكن هذا الفيلم من توصيل رسالة بأن جميع الأطفال في العالم يجب أن يتمتعوا بالحق في عيش حياة حرة كريمة». وقالت عبير المرزوقي: «لم أكن أتوقع يوماً أن أحمل الكاميرا لأوثق هذه القصص المؤلمة في المخيمات الفلسطينية في لبنان. لقد كانت المشاهد مملوءة بالبؤس والمعاناة».

تويتر