في تقديمه لكتاب يحتفي بــ «الصداقة الأسطورية» بين البلدين

محمد بن راشد: حريصون على كل قنوات الاتصال مع الهند

أكّد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حرص القيادة الحكيمة للإمارات وحكومتها وشعبها على الإبقاء على كل قنوات الاتصال والتعاون مفتوحة بين الهند والامارات وشعبيهما، خصوصاً في المجالات الثقافية والخيرية والاقتصادية. وأشار سموّه إلى أنه من خلال هذه المجالات يمكن بناء علاقات سياسية طيبة مع كل البلدان على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والتعاون البناء.

جاء ذلك، في تقديم سموّه للكتاب الجديد، الذي أصدره المركز الوطني للوثائق والبحوث بوزارة شؤون الرئاسة بعنوان «الهند والإمارات العربية المتحدة.. احتفاء بصداقة أسطورية»، للمؤلف الهندي فينو راجا موني، الذي يوثق في صفحاته البالغة ‬259 من القطع الكبير، قروناً من الصداقة التي لاتزال قائمة بين الشعبين الإماراتي والهندي.

وأضاف صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أنه «منذ مطلع خمسينات القرن الماضي ودولة الإمارات، ودبي بصفة خاصة، تعمل على تطويرهذه العلاقات الطيبة مع الهند، حتى ازدهرت الروابط الاجتماعية والتجارية، وباتت العلاقات أشد قوة هذه الأيام بفضل موقع دبي الجغرافي، ومينائها النشط الذي يقع بالقرب من الهند».

وأكد أن التجار في كلا البلدين أدوا دوراً مهماً في بناء الجسور الثقافية والاجتماعية والتجارية بين الشعبين، وأن هذه التطورات جعلت الهند تتصدر التبادل التجاري والصناعي مع الإمارات، إضافة إلى الصناعات غير النفطية الأخرى.

من جهته، قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، إن «الكتاب يوثق تطور واستمرار تقدم علاقات الصداقة الفريدة والمتينة بين البلدين في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، حيث أصبحت الإمارات أكبر شريك تجاري للهند في منطقة الخليج».

وأوضح أن «صادرات الهند إلى الإمارات تشكل أكثر من ‬6٪ من إجمالي صادراتها، كما أن ما يقارب ‬70٪ من صادرات الهند إلى المنطقة يمر عبر الإمارات»، مشيراً إلى أن ما يعزز العلاقات الوطيدة بين البلدين وجود جالية هندية كبرى في الدولة تعيش في سلام، وتسهم في تطوير الحياة الاقتصادية.

وأكد نهيان بن مبارك أن الكتاب يمثل إضافة مهمة لمجمل ما صدر من كتب في العلاقات بين الهند والإمارات، ويوضح بجلاء كيف تواصل تلك العلاقات نموها وازدهارها .

وأعرب عن ثقته بأن الكتاب سيلقى ترحيباً وتقديراً من القراء في كل مكان، كونه يرصد العلاقات المهمة بين الهند والإمارات، ومدى ما تكنّه كل دولة منهما للآخرى من احترام وتقدير.

وقد شغل المؤلف راجا موني منصب القنصل العام للسفارة الهندية في دبي في الفترة من عام ‬2007 إلى ‬2010، ويعد علامة في العلاقات الدولية، كما اشتهر في هـذه الفترة بإسهاماته في دفـع عجلة العلاقات بين الهند والإمارات إلى آفاق جديدة.

وأهدى إلى شعب الإمارات النسخة العربية من كتابه المدعوم بالصور والخرائط، والرسوم والجداول والذي يستعرض في فصوله الخمسة وخاتمته مختلف جوانب العلاقات الوطيدة بين الهند والإمارات بدءاً من جذور تاريخ العلاقات بين البلدين مروراً بالعلاقات السياسية، والنشاط الاقتصادي، وجوانب الطب والصحة، والتعليم، ووصولاً إلى حياة الناس فيهما.

ويقدم المؤلف تفصيلا لهذه العلاقات وشرحاً لأسباب ذلك، حيث يشير إلى أن الهند ومنطقة الخليج تقتسمان شواطئ بحر العرب، وهذا ما زاد العلاقة متانة وقوة عبر القرون، فالصلات التجارية تعود إلى أيام الحضارات المبكرة .

ويقدم نماذج من تلك العلاقات التي أشارت إليها النصوص السومرية، وإلى امتدادها بعد ظهور الإسلام، حيث يسلط الضوء على بعض المجتمعات التي قامت في ولايات هندية مثل: تاميل وكارناتاكا ومالابار، كما يهتم بالجالية العربية في مومباي وبرعاية ملوك الهند للعرب والمسلمين، كما يورد نماذج من انطباعات العرب حول الهند.

ويتعرض الكتاب لتجارة اللؤلؤ ورموزها مثل: سلطان العويس، وسيف الغرير، وسليمان المزروعي، وغيرهم كما يتحدث عن الطوابع البريطانية الهندية التي استخدمت في منطقة الخليج في خمسينات القرن الـ‬19، ويوثق أيضا لوصول التجار الهنود الأول الى المنطقة.

ويفرد المؤلف فصلاً للعلاقات السياسية بين الإمارات والهند، والزيارات المتبادلة بين المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وزعماء الهند، واستمرار العلاقات الطيبة بين البلدين الصديقين وما تشهده من تطور ونماء في الوقت الراهن.

كما ينتقل الكتاب إلى عالم الأعمال ليستعرض الشراكة المتعددة الجوانب بين البلدين، وأبرزها التي كان لها منحى اقتصادي، كما يستعرض عدداً من المقالات لكبار الشخصيات التي تناولت جوانب شتى أبرزها العلاقات المستدامة والروابط القوية بين البلدين.

ويخصص الكتاب فصلاً للصحة والتعليم، مشيراً إلى أن معين الهند من المهارات والقدرة على إقامة المشروعات وإدارتها في التعليم، والرعاية الصحيـة كان العامل المساعد الذي أضاف المزيـد من الديناميكيـة والحداثـة إلى تلك العلاقات.

ويتحدث المؤلف في الفصل الأخير من كتابه عن دور العنصر البشري الكبير في العلاقات بين البلدين، لاسيما أن عدد الهنود العاملين والمقيمين في الإمارات يبلغ مئات الآلاف الذين اندمجوا في النسيج الاجتماعي الإماراتي بمرور الزمن، كما يورد عدداً من المقالات لبعض كبار الشخصيات والمعنيين عن التسهيلات التي قدمتها الهند في الماضي لمن زارها من الإمارات.

تويتر