تغيب عن شاشة رمضان المقبل وتفكر في مزيد من التفرغ للإنتاج

هيفاء حسين: الدراما الخـليجية «إلى الوراء دُر»

صورة

كمون فني ملحوظ تعيشه الفنانة البحرينية هيفاء حسين، منذ زواجها بالفنان الإماراتي حبيب غلوم، يدفع مراقبه للوهلة الأولى للاعتقاد بأن مهام الاسرة والمولود الجديد مبرر لذلك، لكن هيفاء التي يتكرر حضورها فعاليات مسرحية وفنية مختلفة في مقابل ذلك، لديها أسباب مختلفة عن الغياب، لا سيما أنها كانت أكثر نشاطاً في أعمال تصور بدبي، في الوقت الذي كانت تستقر فيه بالمنامة. واعتبرت هيفاء أن «سيادة مفاهيم خاطئة لدى جهات الإنتاج أيضاً من الأمور الرئيسة التي أفرزت تراجعاً في المشهد الدرامي، ثمة ما يوحي بأننا نعود إلى الوراء».

وبعد ‬13 عاماً متصلة اقترنت فيها العشرات من المسلسلات الرمضانية بإطلالة هيفاء تغيب الفنانة البحرينية للمرة الأولى تماماً عن تلك الشاشة ، الأمر الذي خلق حالة من الدهشة السلبية لم تستثن الممثلة نفسها «لم اكن اتوقع ان ثمة ما يمكن أن يبعدني عن الشاشة على نحو يجعلني غائبة عن اي مسلسل رمضاني، حتى لو كان هذا الغياب بفعل الرقم ‬13 الذي يؤشر إلى عدد سنوات حضور متواصل منذ بدء مشواري الفني الحقيقي».

مزيد من الوقت

أين «نجمة الخليج»

في إحالة لأحد أدوارها الأولى التي ظهرت فيها على شاشة «سما دبي» في رمضان ‬2005 عبر مسلسل بعنوان «نجمة الخليج»، أجاب احد أشهر منتجي الدراما الخليجية عن غياب الفنانة هيفاء حسين عن أعماله الحديثة، مؤكداً أنه سعى للتواصل مع الفنانة هيفاء حسين التي يعتبرها بالفعل «نجمة الخليج» في أدوار بعينها تبدو كأنها فُصلت لها، مرات عديدة وفي كل مرة يؤكد منسق الإنتاج أن الممثلة البحرينية المقيمة في أبوظبي لا تجيب عن الهاتف.

هيفاء التي تؤكد أن الغياب في عامها الـ‬13 فنياً هذا العام لا يعود إلى فأل سيئ أو حسن، ولا علاقة له بالتفرغ للأسرة بعد زواجها من د.حبيب غلوم، أكدت أنها تشعر بحال من عدم الرضا الشديد من سوية الأعمال الفنية السائدة، مؤكدة أنها أخذت قراراً واضحاً بأنها لن تشارك في عمل لا يحوز فيه دورها على الأقل على قناعتها الفنية.

تجربة الإنتاج الجديدة التي يتوقف استمرارها على مدى نجاح مسلسل «لو اني أعرف خاتمتي» قد تعمق هذا الغياب ربما، رغم أن هيفاء ترى أنها قد تتيح لها مزيداً من القدرة على المساهمة في صناعة أعمال فنية لا تسيطر عليها النزعة التجارية.

أكدت هيفاء لـ«الإمارات اليوم» أنها ستفرغ الكثير من وقتها في المرحلة المقبلة لجهود إنتاج أعمال درامية متميزة بالتعاون مع زوجها الفنان حبيب غلوم، كاشفة أن مسلسلاً كتبه الفنان إسماعيل عبدالله ويخرجه البحريني أحمد المقلة، وسيتم انطلاق تصويره في دبي قريباً هو باكورة هذا التوجه الذي لن يغيبها عن حضورها الفني على حد تأكيدها.

وأضافت: «واقع الحال يضطرني بالفعل إلى تسجيل غياب أول، لأنني في الوقت ذاته متمسكة ايضاً بالثقة التي منحني إياها الجمهور، والتي تقتضي أن أظل بالقدر ذاته من التدقيق في اختياراتي، إن لم يكن الأمر يتطلب في هذه المرحلة مزيداً من التدقيق بالفعل».

ورغم أنها تؤكد أن أسباب الغياب متعددة ومتنوعة، ليس من بينها الظرف الأسري، إلا أنها تضع عنصر غياب النص الجيد في المقدمة، مضيفة: «من دون الإشارة إلى عناوين الأعمال، فإن النصوص التي تم عرضها عليّ عانت من آفة الرداءة التي يبدو أنها تحولت إلى معوق حقيقي لتطور السينما المحلية والخليجية».

عمل أكاديمي

رأت هيفا أن هناك حاجة ماسة للاشتغال بشكل أكاديمي على إثراء مهارات الكتابة الدرامية لدى الكتاب، خصوصاً الشباب منهم، مؤكدة أن «دبي بصفة خاصة زاخرة بموقومات الإنتاج الدرامي التلفزيوني المثالية، خصوصاً في ما يتعلق بمواقع التصوير».

وأشارت هيفاء «سنجد أن سوية الأعمال الفنية تتراجع عاماً بعد عام، فالكثير من القنوات باتت تتنافس على نوعية أكثر تسطيحاً من الأعمال الدرامية، وتفتقر بشكل جدي إلى مناقشة قضايا ومشكلات اجتماعية جادة، بل إن المقوم الأساسي أصبح الزج بعناصر تمثيلية مكررة كأنها الوجبة الأكثر تفضيلاً لمشاهدي الدراما الخليجية في رمضان، وهي فكرة خاطئة بكل المقاييس».

وكأنه مؤشر إلى غيابها هذا العام، اكتفت هيفاء حسين العام الماضي بمسلسل وحيد هو «ملحق بنات»، الذي لم يسلم من انتقادات كثيرة وقت عرضه، مشيرة إلى أنها سعت إلى الاشتغال على دورها، معتبرة ذلك أقسى ما يستطيع أن يقدمه الممثل، الذي لا يملك بالضرورة الخيارات والسلطة التي يملكها بشكل مسبق الكاتب، وعلى نحو لاحق أثناء التصوير، المخرج، مضيفة: «حتى هذا المسلسل الوحيد على كل ما تم توجيهه له، كان بمثابة عملة نادرة بين عدد من السيناريوهات الضعيفة فنياً».

صعوبات

من بين نحو ‬40 مسلسلاً خليجياً تقريباً حفلت بها القنوات الفضائية وجدت الفنانة البحرينية صعوبة كبيرة في أن يجذبها أعمال جيدة باستثناء عملين وحيدين، مضيفة: مع تقدير ملزم لجميع الجهود التي تقدم، فإنه باستثناء مسلسلي «حبر العيون»، و«خادمة القوم»، فإن الدراما الخليجية تعود بقوة عبر خطوات متسارعة، لكن تلك العودة والقوة للأسف الشديد تقودها إلى الخلف.

وتتابع «لم نكن ندري كممثلين خليجيين بأننا سنعتبر السنوات امتدت من ‬2005 حتى ‬2010 بمثابة سنين ذهبية للدراما الخليجية، وكنا نعتقد بأن هذه الوفرة المصحوبة بكم جيد من الأعمال المتميزة ستقود إلى مزيد من التألق والوجود الجيد للدراما الخليجية بين نظيرتها المصرية والسورية، وفاجأتنا الساحة بأننا أمام تراجع ربما يصل إلى ذروته العام الجاري».

تويتر