مبادرة أطلقها «مجمع أبوظبي للفنون»

«في بيتنا لوحة».. نشر ثقــافة الاقتناء عند الجمهور

صورة

«في بيتنا لوحة» هو عنوان المبادرة التي أطلقها مجمع أبوظبي للفنون «أبوظبي هاب غاليري»، مساء أول من أمس، بمشاركة ‬30 فناناً قدموا ‬300 لوحة، والتي تهدف إلى تشجيع الجمهور العادي على اقتناء الأعمال الفنية، من خلال عرض أعمال لكبار الفنانين قد يساوي بعضها في غير المعرض آلافاً عدة من الدراهم، بأسعار تراوح بين ‬250 و‬2000 درهم إماراتي.

وأوضح مالك مجمع أبوظبي للفنون، أحمد اليافعي، ان الهدف من هذه المبادرة هو جعل الفنون في متناول أيدي الجميع، وإدخال الأعمال الفنية الى كل بيت، فالمجمع يسعى دوماً للتأكيد على ان الفن يعتبر عنصراً فاعلاً في التحولات الفكرية لجميع المجتمعات على مر العصور، كما يحاول من خلال هذا المعرض سد الفجوة الكبيرة بين الفنان والمجتمع، والتي جعلت القاعدة الشعبية منفصلة تماماً عن الفن التشكيلي، وذلك بمد جسور التواصل من جديد للارتقاء بالذوق الجمالي العام، لافتاً إلى انه قام بتوجيه الدعوة للعديد من كبار الفنانين جنباً الى جنب مع الفنانين الناشئين من مختلف الجنسيات في الإمارات، لعرض اعمالهم بمختلف الخامات والتقنيات الفنية. مشيراً إلى ان من الضيوف المميزين في المعرض الفنان البحريني عباس الموسوي، ومن اليمن الفنان مزهر نزار، ومن الامارات الفنان محمد الاستاد والفنانة وفاء خازندار، حيث قدم هؤلاء الفنانون لوحات صغيرة الحجم يمكن عرضها بسعر مناسب، في حين تنوعت أحجام لوحات الفنانين الناشئين.

فنانو الخليج في ضيافة أبوظبي

يستضيف «مجمع أبوظبي للفنون» ضمن برنامج الفنان المقيم، خلال شهر مارس، مجموعة من الفنانين المحترفين من مختلف أنحاء المنطقة (الخليج العربي) سيكونون في استضافة، الفنانون هم نهار مرزوق من السعودية، وأميرة بهبهاني من الكويت، وأنور سونيا وصالح الشقيري من عمان، وضحى السليطي من قطر والفنانان اليمنيان مظهر نزار وآمنة الناصري. والفنان البحريني عباس الموسوي الذي سيفتتح برنامج الاقامة في المجمع في السابع عشر من الشهر نفسه، وهو فنان محترف وله معرض دائم للأعمال الفنية في فندق شيراتون البحرين، وحاصل على العديد من الجوائز، من بينها جائزة الدانة في معرض الكويت بمناسبة العيد الوطني عام ‬1990، حيث تعلم على يد الفنان البحريني أحمد باكر، ولاحقاً كطالب في جامعة القاهرة تعرف الى الاسلوب الانطباعي من أعمال الفنان صبري راغب، الذي يعتبر أمير الفنانين.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/03/03-15454878787778787.jpg

الفنانان عباس الموسوي ومظهر نزار مع المهندس أحمد اليافعي.


http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/03/0323222565656.jpg

وفاء خازندار مع أعمالها.  من المصدر

في مشاركته؛ قدم الفنان عباس الموسوي مجموعة من اللوحات انقسمت إلى قسمين، الأول جسد فيه الاسواق الشعبية في دول الخليج، بكل ما تحمله من علاقات انسانية وتجارية، وما تعكسه من عادات وتقاليد وتراث قارب ان يندثر، بحسب ما اوضح الموسوي لـ«الإمارات اليوم»، في ظل توسع العمارة الاسمنتية التي تجتاح العالم وتطمس في طريقها معالم التراث والعمارة القديمة للمنطقة. أما القسم الثاني من لوحاته فكانت المرأة هي موضوعها، وحملت عنوان «أحمر شفاه»، استخدم فيها بصمة إصبع باللون الأحمر لرسم شفاه المرأة في اللوحات لتبدو مثل البصمة او التوقيع، لافتاً إلى ان المرأة والورود لهما نصيب كبير من الحضور في لوحاته، لتبدو أشبه بالحدائق المزهرة بالبهجة والتفاؤل، وهذه اللوحات هي جزء من ‬200 عمل عن المرأة. وعبر الموسوي عن اعجابه بمبادرة «في بيتنا لوحة»، وكذلك بالمفهوم الذي يقوم عليه «مجمع أبوظبي للفنون»، ويهدف من خلاله إلى خلق التواصل بين الفنان والمجتمع الذي يعيش فيه، وهو ما أغراه بالتعاون مع الفنان أحمد اليافعي، مالك المجمع. لافتاً إلى انه يملك مشروعاً مشابهاً في مرسمه في البحرين، حيث اعتاد ان يدعو الجمهور من الكبار والأطفال لمشاركته الرسم وورش العمل.

وتحدث الموسوي عن مشروعه «الفن من أجل السلام» الذي اطلقه عام ‬1990، ويمثل رسالة انسانية توضح الدور الذي يمكن ان يقوم به الفن والفنانون في المجتمع، من خلال التركيز على الاطفال والتواصل معهم عبر الفنون المختلفة فهي اللغة التي لا تحتاج إلى ترجمة، ويجب العمل من خلالها على تهيئة أشخاص يؤمنون بالسلام، وضرورة حماية الأرض ومن عليها من مخاطر مختلفة، لأن أطفال اليوم سيخرج منهم السياسي والعالم والداعية. مشيراً إلى ان «الفنان اكثر انسان صادق مع الحياة، وان أي بادرة حتى لو كانت صغيرة هي في الحقيقة توجه لابد منه، لاننا إذا تركنا الأمر سينهار كل شيء على رؤوسنا، بينما الأفكار الصغيرة تكبر مع الوقت وتتوسع في الانتشار بين الناس، ويتم تقديمها باساليب وتخصصات مختلفة باختلاف تخصصات المؤمنين بها، وبذلك تتوسع الدائرة وتصبح أكثر تأثيراً».

وأضاف «إذا كانت هناك رؤية بعيدة لهذا العالم، فلابد ان نبادر بعمل ما لإنقاذ الأرض، ليس فقط من السياسات الهدامة، ولكن أيضاً من جشع الانسان الذي يدفعه لتدمير ثروات الطبيعة وخيرات الأرض، حتى كدنا نختنق من عدم التآلف مع البيئة وظروفها ومناخها».

من ناحيته عبر الفنان الإماراتي محمد الاستاد عن دعمه الكامل لفكرة المعرض، موضحاً أن الفكرة أبعد من تنظيم معرض، لكنها تأسيس لثقافة الاقتناء بين مختلف فئات الجمهور وطبقاته، وتمهيد لزرع الثقافة الفنية وحب الفنون لدى الجمهور العادي، فهناك كثير من متذوقي الفنون الذين لا يستطيعون اقتناء لوحة اعجبتهم في المعارض المعتادة نظراً لارتفاع الاسعار، وعندما يتيح هذا المعرض لوحات للفنانين أنفسهم، لكن بأسعار زهيدة تبدأ من ‬250 درهماً ولا تزيد على ‬2000 درهم، تصبح فرصة نادرة لاقتناء اول اعمالهم الاصلية، وهو ما يشجعهم بعد ذلك على مواصلة الاهتمام بالاقتناء.

كما اعتبر الاستاد ان اقتناء اللوحات والاعمال الفنية لا يقتصر على محبي الفنون فقط، لكنه ايضاً يهم من يتمتعون بالحس التجاري ويرغبون في الاستثمار، بعد ان اصبح الاستثمار في الفن يوازي الاستثمار العقاري في اهميته.

من جانبه، شارك الفنان مظهر نزار، من اليمن، بعدد من اللوحات ذات الرسوم الغرافيك والميكس ميديا، التي استخدم فيها تقنيات مختلفة. وأيضاً كان للمرأة الحضور الأكبر في لوحاته، وتداخلت معها تكوينات وتشكيلات من الزخرفة الاسلامية والخط العربي وأحياناً الفارسي، مشيراً إلى ان المرأة عنصر اساس في أعماله، وكما تبرز الملكة بلقيس في تاريخ اليمن وحضارتها، تبرز المرأة في أعماله مثل الملكة حتى لو كانت شخصية عادية.

تويتر