ماجد بن محمد أشاد بتنوع المعرض واحتضانه للمواهب الشابة

«سكة».. بانوراما الفنون توائم بين مخـــيلات ‬70 فناناً

صورة

في الوقت الذي تستعد فيه إمارة دبي لفعاليات التظاهرة الدولية التي تستقطب المهتمين بقطاع الفنون والقائمين على إدارة الغاليريات والمعارض الفنية الكبرى في مختلف أنحاء العالم، وهي «آرت دبي»، انطلقت، مساء أول من أمس، في منطقة الفهيدي تظاهرة دولية أخرى، ذات طابع شبابي يتطلع للجيل الجديد من الفنانين، وهي الدورة الثالثة لمعرض سكة الذي يستمر حتى ‬24 من الشهر الجاري.

وجاء افتتاح سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، للمعرض للسنة الثالثة على التوالي، ليعكس الأهمية التي توليها الهيئة لشريحة الشباب في المشهد الفني المعاصر، حيث يستقطب المعرض مشاركات اكثر من ‬70 فناناً الكثير منهم في طور البحث عن فرصة أو منصة مثالية لأعماله، في ظل انتعاش الحياة الفنية في دبي التي لا يكاد يمر يوم دون أن تشهد افتتاح فعاليات لأسماء لامعة في المشهد الفني، سواء على الصعيد المحلي أو العالمي.

ورشة فن

جس نبض

وصف الفنان مطر بن لاحج أحد محكمي معرض «سكة» إلى جانب كل من الفنانين محمدكاظم ووليد الزعابي، الدورة الثالثة لمعرض «سكة» بأنها فرصة مثالية لـ«جس نبض» الشارع الفني واختبار مدى تقبله لمزيد من التجديد في المنتج الفني، سواء من خلال المواد المستخدمة او الاتجاهات الموغلة في الحداثة.

ونفى بن لاحج في تصريحه لـ«الإمارات اليوم» أن يكون تم التعامل مع الأعمال المقدمة بمفهوم منح الفرصة للمواهب الشابة، مضيفاً «تم وضع معايير مسبقة حرصنا على تطبيقها أثناء عملية الاختيار والفرز بين الأعمال المقدمة، وهو أمر في مصلحة السوية الفنية للمعرض، كما أنه في مصلحة الشباب المبدعين انفسهم الذين يعتبرون أن قبول اعمالهم هنا بمثابة شهادة فنية بالجودة». وووصف بن لاحج معرض «سكة» بـ«الجزيرة شديـدة الخصوصيـة»، مفسراً «هنـا أعمال تختلف اختلافاً شديداً عن المعارض التقيديـة، لأنها مساحة للاختلاف تمنح للجيل الجديد الذي من حقه البحـث عن صيغ التعبير التي تميزه عن أجيال فنية سابقة».

يقدم معرض «سكة» المقام في حي الفهيدي التاريخي، محور الحياة الثقافية والفنية في المدينة، أعمالاً لأكثر من ‬70 فناناً إماراتياً ومقيماً في الإمارات، فضلاً عن ‬14 مبادرة ومجموعة فنية متعددة المجالات، وباقة متميزة من المشروعات الخاصة، وجلسات النقاش، والعروض الموسيقية والترفيهية الحية، وعروض الأفلام، والفنون الأدائية، والبرامج التعليمية الموجهة للأطفال، إلى جانب الجولات مع المرشدين أو الجولات الفردية.

وعلى مدى ‬11 يوماً، ستتاح لزوار المعرض فرصة التعرف إلى أكثر من ‬45 عملاً فنياً جديداً، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من المشروعات التفاعلية وورش العمل التي تسلط الضوء على غنى وتنوع النسيج الثقافي والفني في مدينة دبي.

وأكسبت زيارة سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، المعرض، وتفقده لمقتنياته، ونقاشه مع عدد كبير من الفنانين الشباب حول أعمالهم ورؤاهم الفنية مزيداً من الزخم للحالة الفنية، حيث أكد سموه أن «الحركة الثقافية في دبي تشهد نمواً متسارعاً أثمر عن ترسيخ مكانة المدينة كإحدى أبرز الوجهات العالمية لكل ما هو جديد ومميز في مجال الفنون الجميلة».

وأشار سموه إلى أن معرض «سكة» الفني أصبحت لديه مكانة استثنائية في القطاع الفني بدبي، من خلال تركيزه على دعم وتطوير المواهب الواعدة من الفنانين الإماراتيين والمقيمين على حد سواء، لافتاً سموه إلى انه «على مدار ثلاث سنوات متعاقبة، شكل المعرض منطلقاً نموذجياً لتسليط الضوء على غنى المواهب الفنية التي تحتضنها دولتنا، فضلاً عن أن المعرض يقدم هذا العام مجموعة هي الأكبر في تاريخه من الإبداعات الفنية والعروض الأدائية والمبادرات الاجتماعية، التي تستند إلى إرثنا الثقافي والتراثي العريق، وتسهم بدور محوري في مد جسور الحوار الثقافي البنّاء بين الحضارات».

ويشكل الحدث الذي يتضمن كماً هائلاً من الوسائط التي تتجاوز الوسائط البصرية، لتنفتح على وسائط سمعية ومرئية بانوراما متنوعة تكسب المعرض صيغة الحدث المهرجاني، حيث تتضمن التظاهرة إلى جانب الأعمال التشكيلية أفلاماً وصوراً فوتوغرافية ومقاطع موسيقية، ومبادرات مختلفة، تجعل فكرة الزيارة الواحدة لـ«سكة» غير كافيـة بالمطـلق لاستغراقه، لا سيما أن توزيع مقتنياته داخل ممرات وسكك وغرف تحاكي السائد في البيوت الشعبية القديمة، يخرج برواد المعرض عن نطاق روتينية تفقد المقتنيات، وتسلمهم حتماً إلى احتمالات الا تكون الزيارة بالفعل استغرقت كامل موجودات «سكة».

واستثمرت جهات متعددة اليوم الافتتاحي لـ«سكة»، وأعلنت افتتاحها معارض متعددة في التوقيت ذاته منها دار ابن الهيثم التي تتخذ أيضاً من منطقة الفهيدي التراثية موقعاً لها، وكذلك مؤسسة السركال التي أقامت معرضاً فنياً تم افتتاحه مساء أول من امس، لعدد من الفنانين الإماراتيين منهم عبدالقادر الريس ونجاة مكي وفاطمة لوتاه، عبدالرحيم سالم، عبدالرحمن زينل، محمد القصاب في مشهد يعد في جانب منه ايضاً بمثابة دعم للجيل الشاب الذي يستوعب أعمال الكثير منهم «سكة».

التنوع المختلف

الفرصة للشباب، هو العنوان الأبرز لمعرض سكة حسب مدير الفنون البصرية في هيئة دبي للثقافة والفنون خليل عبدالواحد، الذي يؤكد أن «سكة» اضحى اكثر الفعاليات الفنية شبها بملامح دبي التي تستوعب دائماً المختلف على تنوعه لتنسج منه نسيجاً متآلفاً، فضلاً عن انها دائماً ما تكون مانحة لفرص مبهرة، وهو تماماً ما يتحقق سنوياً في سكة الذي يستوعب فنانين من جنسيات مختلفة ويمثلون مدارس فنية متباينة، ويتوسمون الإبداع بصيغ ايضاً مختلفة، لكنهم هنا ينسجمون في صياغة المشهد الإبداعي للمعرض، والأهم من ذلك ان جميع المنضوين تحت مظلة «سكة» هم من جيل الشباب، أو من اؤلئك الذين لايزالون يبحثون عن منصة تمثل فرصة الإطلالة على متذوقي الفنون.

الخروج من الأماكن المخصصة لمقتنيات المعرض، لا يعني الخروج تماماً عن منصات الإبداع، حيث تتعدد المبادرات التي تستثمر الفترة الزمنية لـ«سكة»، ومنها المعرض المتنقل للكتاب، ومن بينها ايضاً مبادرات منضوية تحت التظاهرة الرئيسية لـ«سكة» من ضمنها عروض موسيقية تجذب رواد منطقة الفهيدي التراثية، وعروض للأفلام قام بتنفيذها نخبة من ألمع المواهب الشابة، منها فيلم «‬90٪ نفسي» لأمل العرقوبي، وفيلم «نصف إماراتي» الذي سبق عرضه في مهرجان دبي السينمائي، و«وحيدة في الليل» لأنوشكا أناند، «مقصورة تصوير» لكامل مالات، «قلبي رفيقي في الأسفار» لحانيا أنصاري، وغيرها من المبادرات الفنية التي تتاح للجمهور في أجواء تستلهم خصوصيتها من عبق المكان.

ولا يمكن التعامل مع هذه المظلة الشبابية بمفهوم المعارض التقليدية، فهنا إبداع وتحوير وتجديد سواء في مواد الوسائط او اساليب الطرح، والرؤى، فضلاً عن التوظيف الهائل للتكنولوجيا، وجرأة دفاع الفنان الشاب عن وجهة نظره، بل ان كثيراً من الفنانين مشاركون بعمل وحيد قد يجده الكثير من الرواد غرائبيا لدرجة انهم يمرون به بشكل عابر، دون أن يتم ترجمة ذلك بالنسبة للفنان الشاب بشكل سلبي، بل يظل متحمساً لشرح خصوصية عمله حينما يجد ان ثمة من يتحاور مع إبداعه، فضلاً عن أن المعرض يضم منزلاً خاصاً لفنون التصميم، يوجد فيه نخبة من المصممين الشباب الذين يعتمدون مقاربات مبتكرة في إبداعاتهم بعيداً عن المنحى التجاري، ومنهم: خالد مزيانا، ليان عطاري، موبيوس ديزاين، ندى اليافعي، تالين هازبار، وتوليب هازبار.

وبالإضافة إلى الورش المصاحبة فإن «سكة» في دورته الحالية يشهد مشاركة العشرات من مبدعي الفنون المرئية الذين يقدمون أعمالاً بأساليب تعبيرية متنوعة تشمل التصوير الفوتوغرافي والتركيب والتصميم الغرافيكي والنحت والرسم والفيديو والوسائط المتعددة وغيرها. وتتضمن قائمة الفنانين الذين قاموا بتنفيذ أعمالهم الفنية والتركيبية لتتناسب مع موقع المعرض كلاً من: عائشة أحمد، عبدالعظيم الغصين، أحمد بوحليقة، أمل الخاجة، أماتري كوزلانند جولدنج، أروى الجندي، كريستيانو لوشيتي، كارافان + استديو ‬7، دروين جويفارا، جيلدا جباري، حمدان بطي الشامسي، كاري داهل، خولة درويش، ميا أو، محمد جميري، موزة المطروشي، نادين نورالدين عزت، نور السويدي، نوف الجحدمي، نورهان درويش، رابي جورجز، رامي فاروق، راشد الملا؛ ريم عبدالواحد، سابا كويزيلباش، سارة الحداد، شيخة المزروع، ذا جود نيوز تيم، سينيسا فلاجكوفك، شما العامري، فيكرام ديفشا، وليد الواوي، زهرة جونجي وسيمون كوتس.

وتشتمل الفنون المرئية على العديد من الأعمال المميزة في مجالي التصوير الفوتوغرافي والفيديو والتركيبات الفنية من علياء حسين لوتاه، كريستينا دي مارسي، فرح القاسمي، حازم مهدي، مارك بيلكينتون، بوينت كاونتر بوينت، رانيا جيشي، سينيسا فلاجكوفك، وزارا محمود.

تويتر