محمد بن راشد: الإمارات تسهم في ترسيخ أسس التقارب الثقافي والفكري بين الشعوب

شعراء «آداب الإمارات» يخرجون من «الغـــرفة» إلى الصحراء

صورة

أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن ترحيبه بضيوف دبي، وتبادل معهم الحديث حول مشاركتهم في «مهرجان طيران الإمارات للآداب»، وأثره كنافذة للتواصل الثقافي البناء. وأمر صاحب السمو حاكم دبي بتنظيم هذه الأمسية سنوياً، للإبقاء على جسور التواصل والاحتكاك بين مثقفي وأدباء وشعراء الإمارات قائمة مع نظرائهم الغربيين، وذلك من أجل الاطّلاع المتبادل والتعرّف عن قرب إلى ثقافة الآخر التي تعكس تراث وحضارة وهوية الشعوب، و أثنى سموه على فكرة إقامة مثل هذه الأمسيات في بلادنا، كونها تُشجّع على إحياء ملامح التراث الشعبي الأصيل، وتسهم في تثبيت الهوية الثقافية الوطنية.

جاء ذلك خلال لقاء سموه عدداً من أبرز الشعراء والأدباء الإماراتيين والأجانب المشاركين في المهرجان، وذلك في إطار دعم سموه المتواصل للحركة الأدبية، وحرصه على إثراء البيئة الثقافية في الدولة، وتشجيع المبادرات التي من شأنها توسعة آفاق التفاعل الفكري والحضاري، تأكيداً لمكانة بلادنا كجسر فعّال للتواصل بين شعوب العالم وثقافاته. جاء اللقاء خلال حضور سموه جانباً من أمسية ثقافية حملت عنوان «أبيات من عمق الصحراء»، نظّمها المهرجان بالتعاون مع هيئة الثقافة والفنون في دبي، بمنطقة العوير، وشهدها نخبة من الشعراء والأدباء المواطنين، وكذلك الضيوف المشاركين في المهرجان من خارج الدولة.

وكانت وقائع الأمسية قد بدأت بوصول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى مقر الفعالية حيث استُقبِل سموه بالأهازيج الشعبية، فيما بادر الحضور إلى الالتفاف حول سموه لتحيته، قبيل بدء الأمسية التي تضمنت إلقاء عدد من الشعراء الأجانب مقطفات شعرية من مؤلفاتهم نالت إعجاب الحضور وتفاعلهم.

خارج البرج

لطيفة بنت محمد تشارك في «صباح السيدات»

بادرت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، إلى حضور فعالية «صباح السيدات»، ضمن «مهرجان طيران الإمارات للآداب»، الحدث الأدبي الأبرز في دبي. واستضاف المهرجان، الذي يحظى بدعم «هيئة دبي للثقافة والفنون» (دبي للثقافة) منذ إطلاقه، خلال فعاليات «صباح السيدات» تسع متحدثات من أبرز الشخصيات الأدبية في جلسات نقاشية وأدبية بنّاءة. كما قامت سموها بحضور جانب من الجلسات النقاشية المهمة التي غصت بمواضيع متنوعة يعنى بها القطاع الأدبي والثقافي في المدينة.

ويعرف عن سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم اهتمامها الكبير بالأدب والحركة الثقافية عموماً، وهي عضو في مجلس أمناء «مؤسسة الإمارات للآداب» التي أعلن تأسيسها، أخيراً، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. ومن خلال مشاركتها الفعالة في «هيئة دبي للثقافة والفنون»، ازداد اهتمام سموها بالآداب، وأثمرت جهودها المستمرة في هذا المجال إثراء المشهد الأدبي والثقافي عموماً في المدينة.

وتلتزم «هيئة دبي للثقافة والفنون»، الهيئة المعنية بشؤون الثقافة والفنون والتراث في الإمارة، بإثراء المشهد الثقافي في المدينة، انطلاقاً من تراثها العربي العريق، وتعمل باستمرار على دعم المواهب الواعدة ومد جسور الحوار البنّاء بين مختلف الحضارات والثقافات، لما فيه خير وفائدة مواطني الدولة والمقيمين فيها على حد سواء.

ماذا يحدث لو خرج الشعر من الغرف المغلقة التي بات البعض يقرنها بالحديث التقليدي في التاريخ للشعر عن «البرج العاجي للشاعر»؟ هذا تماماً ما اثارته وأحالت إليه الأجواء التي اقتربت من طقوس نظم الشعر العربي، خصوصاً في أزهى عصوره اتسعت لتستوعب قصائد شعراء سبع هم كل من الإماراتيين عادل خزام، ونجوم الغانم، والأيسلندي سجون، والبريطاني روجر ماكوف، والهندي جيت ثايل، والنيجيري بن اوكري، الذين تعاقبت إبداعاتهم بسلاسة كأن رباطاً عضوياً يجمع بين مفاصلها جميعاً، رغم اختلاف الشكل والمضمون، وكذلك اللغة، لاسيما أن الموسيقى ترافقت أيضاً في نسج خصوصية المكان والزمان.

الشعر حالة إبداعية خاصة، حتى التجارب الذاتية التي ترتبط بمخيلة شاعر بعينه، تبقى قابلة لأن تكون شيفرات مفهومة مهما اختلفت اللغة كأداة للتعبير، في ظل معالجتها مشاعر وهموماً وأحلاماً إنسانية تبقى متشابهة، بل متطابقة، وإن اختلفت الثقافات، هذا ما أكده إبداع شعراء الأمسية الذين تمكنوا بالفعل من أن يقيموا علاقة وشيجة مع المتلقي الذي قطع كل هذه المسافة، وابتعد كثيراً عن أضواء المدينة، من أجل «أبيات من عمق الصحراء».

خلفية

رغم الخلفية الروائية لبعض ضيوف الأمسية، ما قد يتصور معه أن إبداع الشعر عابر في تجاربهم،إلا أن حالة الإنصات في موضع يستوجب ذلك، والتفاعل بالإشادة في ما بين الفقرات، وختام القصائد يؤشر إلى حقيقة أن جماليات الشعر واثره وتأثيره تظل منفتحة على آفاق تجارب إنسانية تتجاوز مفاهيم حدود ثقافة بعينها، حيث تواصل رواد الأمسية مع الشعراء المنتمين إلى ثقافات مختلفة عبر وسيط الترجمة.

المزاوجة بين التجربتين الروائية والشعرية انطبقت على الإماراتي عادل خزام صاحب رواية «الظل الأبيض»، لكنه أبحر هنا بقصائد من ديوانه «سعال يتبع الضحك»، ودارت الأولى «زمن الآدمية الجاف»، حول البشر والحياة والأرض وتغير الفصول، والثانية «افعل هذا» حول المرأة والحب والألوان، والثالثة «انزلاق» حول الأحلام.

ومن صور الصحراء إلى برودة الطقس، نقل الشاعر والروائي الأيسلندي سجون إلى صفاء الثلج الأبيض الممتد على اتساع حقول أيسلندا الفسيحة عبر ثلاث قصائد «الحزن»، و«قصة جامع الأحجار»، و«الحياة العائلية»، التي دارت على أنغام كلمات أغنيته في فيلم «راقصة في الظلام»، التي رشحت للأوسكار، مع المغنية الأيسلندية الشهيرة «بيورك».

بدأ سجون سيرته الأدبية وهو في الـ‬15، وترجمت قصائده إلى أكثر من ‬20 لغة، وكان واحداً من الأعضاء المؤسسين لمجموعة السرياليين الجدد «ميدوسا»، ونشر مجموعات شعرية وسبع روايات. ومن الثلوج إلى الدعابة مع «شاعر ليفربول المتوج» روجر ماكوف، الذي متع الحضور بأدائه المسرحي حيث ألقى مجموعة قصائد من ديوانه «صام ويذ مونيكا» (تجارب مع مونيكا)، التي دارت حول العلاقات الزوجية وتبدل المشاعر والخيانة.

ألف روجر أكثر من ‬70 كتاباً شعرياً للأطفال والكبار، وهو رئيس جمعية الشعر، ويعرف بقدرته الفائقة على تقديم الأفكار المركبة بالغة التعقيد ببساطة، ويقرب شعره من النفس والطباعة في الذاكرة. ومن ذاكرة التجارب الإنسانية الغنية، انتقل الشاعر الهندي الشهير جيت ثايل عبر كلماته إلى حضارة الهند على أنغام فرقة موسيقى الجاز «شريدر ثايل»، التي يعزف فيها الغيتار، فألقى قصائد شملت مشاهد متعددة من الحياة الهندية اليومية: (مداخل شعرية تساعدك)، و(غزل)، و(تلك الأخطاء صحيحة). ويعتبر ثايل شاعراً مميزاً يمزج المعاصر بالتاريخ والشرق بالغرب، ونشر أربع مجموعات شعرية منها «الإنجليزية»، و«أبوكاليبسو»، ونالت روايته «ثاركوبوليس» شهرة عالمية ورشحت للقائمة النهائية لجائزة «مان بوكر» عام ‬2012.

فكاهة

في أداء هادئ مملوء بالفكاهة، ألقى سايمون أرميتاج، الصوت القادم من يوركشير إلى جنبات الصحراء، مجموعة قصائد شملت «رؤية النجوم»، و«الأزمة» و«الطيارون» التي تعيد لذاكرته مشهد إصلاح عطل فني بكابينة الطيار ودقائق الانتظار بعد تأجيل الرحلة المتجهة إلى مانشيستر. وتحمل كلمات سايمون الشعرية والنثرية أجواء التلال والغيوم والرياح من يوركشاير، فيما تتناول أعماله المسرحية وكتاباته الإبداعية ورواياته التاريخية ملامح القرن الـ‬21 والعلاقات البشرية المتشابكة، ما يجعل شعره قريباً من أفئدة القراء.

ومن الملامح البشرية المتشابكة إلى ذكرى والدته قبل وفاتها حيث ألقى الشاعر بن أوكري قصائده «كانت أمي نائمة»، و«أغنية حب»، و«ثنايا الأغنية»، و«الحنين»، التي قدم فيها ما نحياه من هموم وتجارب وعواطف في عالم رغم ألمه يظل اضطراباً جميلاً.

اشتهر بن، المولود في نيجيريا والمقيم في بريطانيا، بروايته «طريق الجوع» التي حازت جائزة «بوكر» للرواية، وتعكس قصصه وشعره ثقافة وملامح البلدين.

واختتمت الأمسية الشعرية بأبيات متميزة من الشاعرة الإماراتية نجوم الغانم التي ألقت على مسامع الحضور قصيدة «ماء المساء»، و«المعلم» و«قلب العالم»، التي كتبتها من وحي غزو الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الكويت، حيث رصدت الكلمات مشاعر الخوف والاضطراب الذي تصاحب البشرية في أوقات الحروب.

أصدرت نجوم ثلاث مجموعات شعرية تجسد تجربة تأملية تراوح بين التصوف وإبراز جماليات العالم المحسوس، وتتميز لغتها الشعرية بالغنى والتدفق العاطفي القادم من أعماق الصحراء.


بدور القاسمي شخصية العام

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/03/0245662.jpg

 بدور القاسمي تتسلم التكريم من إيزابيل بالهول.      من المصدر

حصلت سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس التنفيذي لدار «كلمات» للنشر، والناشطة في مجال أدب الأطفال ونشر الثقافة والمعرفة، على جائزة شخصية العام لمهرجان طيران الإمارات للآداب ‬2013، الذي يقام بالشراكة مع طيران الإمارات وهيئة دبي للثقافة والفنون. وقامت مديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب، إيزابيل أبوالهول، بتسليم الجائزة للشيخة بدور القاسمي خلال حفل خاص أقيم في مقر المهرجان صباح أمس.

وعبرت سمو الشيخة بدور القاسمي عن اعتزازها وسعادتها بهذا التكريم، وقالت «إنني مؤمنة تماماً بأهمية الكتاب والقراءة وبأنها تمثل الأساس الذي يرتكز عليه تطور أي مجتمع، ولقد تشرفت بتسلم هذه الجائزة اليوم، وتكريمي في هذا المجال الأقرب إلى قلبي». وتوجهت بالشكر إلى فريق العمل على دعمه المتواصل، مؤكدة أن هذه الجائزة تشكل دافعاً جديداً لتعزيز الالتزام بمواصلة الإسهام وبجميع الوسائل الممكنة للنهوض بأدب الأطفال والثقافة والنشر بشكل عام في الإمارات والمنطقة.

وأعربت إيزابيل أبوالهول عن سرورها لتكريم المهرجان هذه الشخصية المتميزة التي تعمل بجد واجتهاد على إثراء الساحة الأدبية والثقافية في دولة الإمارات وحققت الكثير من الإنجازات في ميدان الثقافة وحقوق المرأة وأدب الأطفال.. مؤكدة انها نموذج رائع وقدوة لجيل الشباب. ورحبت بتقديم هذه الجائزة المميزة لسمو الشيخة بدور القاسمي في هذا اليوم الذي يصادف يوم الكتاب العالمي، وعشية يوم المرأة العالمي، مؤكدة أن مهرجان طيران الإمارات للآداب يحقق التواصل بين مئات الطالبات والسيدات من المجتمع الذي يضم نخبة من المؤلفات والمتحدثات

وقالت إن «وجود سمو الشيخة بدور القاسمي في المهرجان يمثل مصدر إلهام للجميع من خلال الاستماع لها في الجلسة التي تشارك فيها، والتي تمثل نقطة مضيئة في المهرجان، منوهة باختتام فعالية مواهب الكتابة والرسم لمجموعة من الشابات في الحرم الجامعي لكليات التقنية العليا للطالبات في دبي.

وشاركت الشيخة بدور بعد تتويجها بالجائزة في جلسة حوار مفتوح تحت عنوان «حب القراءة ـ حب الكتابة ـ تشجيع أدب الطفل».

وتعتبر سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي شخصية بارزة ومتميزة في العديد من المجالات، خصوصاً في مجال الثقافة والنشر وأدب الأطفال، وقامت عام ‬2007 بتأسيس دار كلمات للنشر المتخصصة بإصدار كتب الأطفال ذات الجودة العالية باللغة العربية.

ولم تقتصر نشاطات سمو الشيخة بدور القاسمي في صناعة النشر على تأسيس دار «كلمات»، حيث تتولى سعادتها رئاسة جمعية الناشرين الإماراتيين، وتتولى الشيخة بدور على صعيد الثقافة العامة رئاسة اللجنة المنظمة لمشروع ثقافة بلا حدود، كما حصلت سمو الشيخة بدور القاسمي عام ‬2012 على جائزة الإمارات للسيدات، تكريماً لالتزامها وإسهامها في النهوض بقطاع النشر والكتاب وتطوير أدب الأطفال والثقافة بشكل عام في دولة الإمارات، وفازت بجائزة المجلس الثقافي البريطاني لرواد الأعمال الشباب الأكثر نجاحاً في مجال النشر عام ‬2011.

وتتولى سمو الشيخة بدور بعيداً عن قطاع النشر منصب نائب رئيس مجلس إدارة نادي سيدات الشارقة.

تويتر