قدموا مشروعاتهم الفنية في «مختبر توفور ‬54»

مبدعون في أجواء ابتكاريـة

مبادرة المختبر الإبداعي تدعم المواهب وتهيئ لها الدعم اللازم. تصوير: إريك أرازاس

كثيرة هي المواهب، لكن كثيراً منها مازال ينتظر الفرصة لتسليط الضوء عليه، والجهة التي تتبناها لتحقق من خلالها نجاحها، وتثبت حضورها على الساحة، ولهذا الهدف أطلقت المنطقة الإعلامية في أبوظبي توفور ‬54، مبادرة المختبر الإبداعي لدعم المواهب، وتهيئة العمل لها في أجواء ابتكارية، وتوفير قطاع إعلامي مبتكر ومستدام في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.

من المشروعات المهمة التي قدمها المختبر الإبداعي فيلم «أصغر من السماء» للمخرج الإماراتي عبدالله حسن أحمد، الذي أشار الى أن علاقته بدأت مع المختبر منذ بداية عمل المختبر. ومن خلال هذه التجربة التي امتدت أربع سنوات، يرى أحمد أن نجاح المختبر يعود في المقام الأول إلى حرص القائمين عليه على التعرف الى السينما الإماراتية وصناعها من الشباب الذين بدأوا منذ البدايات المبكرة، والأسماء الموجودة على الساحة والأفلام والمهرجانات، وتعاملهم بواقعية مع هذه المعطيات، وهو ما شجعه على التعاون معهم في فيلمه «أصغر من السماء» الذي يحتاج إلى امكانات انتاجية، وصناعة جيدة، وهو ما وفره له المختبر.

وأضاف ان من شروط المختبر الابداعي لدعم العمل الفني، التزام صانع العمل بتدريب عدد من المواهب التابعة للمختبر، إذ انضم إلى فريق العمل في الفيلم ‬12 متدرباً ومتدربة، وهو ما وصفه أحمد بـ«التجربة الصعبة، لكنها جميلة في الوقت نفسه، فالمتدربون يتمتعون بالموهبة والطموح»، معتبراً ان البحث عن المواهب أمر مهم، لكن الأهم هو الاستمرارية، وتصنيف هذه المواهب من وقت لآخر، ودعم من يستحق منها، بحسب تعبيره.

«ضوء دامس»

المخرج العراقي ياسر الياسري الذي قدم فيلم «ضوء دامس»، الذي يحكي في‬20 دقيقة رحلة صديقين من قريتهما إلى المدينة، يستلقيان خلالها على سطح حافلة، وشارك الفيلم في مهرجان أبوظبي السينمائي ‬2012، وحاز جائزة مسابقة سرد القصص القصيرة «إي إف سي»، وجائزة أفضل فيلم سينمائي، بالإضافة إلى الإشادة بجودة المفاهيم المستخدمة في التقنيات السينمائية البصرية والصوتية.

وعن تجربته مع المختبر الإبداعي قال الياسري «في البداية كنت أعمل على مشروع مسلسل تلفزيوني، لكنني شعرت بأنه سيحتاج إلى وقت طويل، وقررت الاستفادة من الحماس في العمل لتقديم فيلم قصير. وجاء اختيار (ضوء دامس) لأنه فيلم إماراتي يعكس حالة مختلفة عن المتعارف عليه في الأفلام السابقة، وعندما قدمت المشروع للمختبر تم الترحيب به مع اشتراط إشراك عدد من المواهب في فريق العمل، ومن جانبي رحبت بالفكرة وانضم لنا ثمانية متدربين، من بينهم ست طالبات وعضوان من أعضاء المختبر».

وأوضح ان التعاون مع المختبر الإبداعي لا يقتصر على «ضوء دامس»، إذ يستعد لتقديم مسلسل تلفزيوني، بالإضافة إلى مشروع فيلم طويل.

«إطعام ‬500»

حول قصة نشرتها «الإمارات اليوم» عن (صديق) العامل الهندي الذي يقضي معظم وقته، ويصرف ماله في سبيل إطعام القطط المشردة، قدم المخرج الإماراتي رافد الحارثي فيلمه القصير «إطعام ‬500»، وهو أول فيلم وثائقي من إنتاج المختبر الإبداعي.

عن هذه التجربة أوضح الحارثي أن أبرز ما يتميز به المختبر هو أجواء الإبداع والابتكار التي يوفرها خلال العمل، مشيراً إلى ان القائمين على المختبر استقبلوا فكرة الفيلم باهتمام كبير وحرص على ان يخرج بأفضل مستوى وباحترافية عالية.

وأضاف الحارثي الذي يعمل في تلفزيون أبـــوظبي ويقدم حالياً برنامج «من الخاطر»، أن العمل بدأ بعقد عدد من ورش العمل للاطــلاع على أفلام عالمية وثائقية، ثم عقــد مناقشات حولـــها حتى تم التوصل إلى الشـكل الأمثل لتقديم فكرة الفيلم بحيث تصل إلى الجمــهور وتلامس مشاعره، وفي الوقت نفسه تعبر عن الواقع بحيادية دون الانحياز مع أو ضد النموذج المطروح في الفيلم، لافـــتاً إلى أن الفيلم بات جاهزاً، ومن المقـــرر ان يعرض في عدد من المهرجانات في الفترة المقبلة.

في حين خرج الكاتب والمخرج مصطفى عباس في تعاونه مع المختبر الإبداعي عن مجال الأفلام القصيرة إلى الأغنية المصورة، فقام بكتابة السيناريو وإخراج أغنية إماراتية تقليدية للفنان عمر المرزوقي، مشيراً إلى حرصه عند تقديم «فيديو كليب» على ان يتضمن قصة انسانية تمسّ مشاعر المشاهد، وليس مجرد مجموعة من اللقطات أو الرقصات دون معنى.

ولفت عباس الى أنه يستعد للتعاون مع المختبر في تجربة جديدة تتمثل في فيلم يتناول ذكريات شابين، أحدهما إماراتي والآخر أميركي، ويمران بمرحلة صعبة من حياتهما، يعانيان فيها اليأس، ثم يكتشفان أنهما جاران.

صقل مهارات

من أعضاء مجتمع المختبر الإبداعي المخرج الإماراتي طارق الحوسني، الذي يعد أول عضو يلتحق بالمختبر، ورغم انه درس الهندسة ويعمل في مجال البترول، إلا أن حبه للفنون وصناعة الأفلام شجعه على الانضمام للمختبر الإبداعي لصقل مهاراته في التمثيل وصناعة الأفلام. وأشار إلى ان اهتمامه ينصب على أفلام الحركة، وهو نوع من الأفلام لا يلقى اهتماما كافيا في العالم العربي.

وأضاف الحوسني أنه قام بإنتاج وإخراج فيلمه «مشاهد قتالية» بالتعاون مع المختبر الإبداعي، مصمماً مشاهد الفيلم القتالية التي نفذها أربعة مخرجين إماراتيين، وساعده على القيام بهذه المشاهد إتقانه للفنون القتالية التي يتدرب عليها منذ ما يقرب من ‬15 عاماً، كما كوّن فريق عمل لمشاركته في تنفيذ افلامه، خصوصا أنه يستعد لتصوير فيلم قتالي طويل بعنوان «الطريق الخاطئ».

أما محمد يحيى فبدأ مسيرته مع المختبر الإبداعي منذ البدايات كممثل في مشروع كلمات، ومنه انتقل للعمل في مراحل مختلفة في العمل الفني مثل الإنتاج والكتابة والإخراج، مشيراً إلى ان الخبرة التي اكتسبها من العمل في المختبر ساعدته على تقديم مشروع فيلم من إنتاج شركة «ايمج نيشن»، إذ شارك في عدد من المشروعات مع المختبر، منها فيديو كليب أغنية «أنا إماراتي»، وأغنية «أمانة يا إماراتي»، بالإضافة إلى عدد من الأفلام القصيرة، منها «مشاهد قتالية»، و«أليكس غضبان»، و«الرجيم».

من جهتها، أشارت طاهرة الحمادي، التي تدرس الاتصال المرئي في جامعة زايد، إلى أن كثيراً من المفاهيم التي كانت لديها حول الاعلام تغيرت منذ التحاقها بالمختبر، إذ اكتشفت أن هناك فارقا كبيرا بين الدراسة النظرية والتطبيق العملي الذي مرت به عبر مشاركتها في مشروع المختبر الإبداعي لأغنية «يا خليفتنا»، إذ كانت مسؤولة عن نشاطات تصوير فيديو من خلف الكواليس. كما عملت أيضاً على فيلم الحركة والتشويق «رحلة الظلال» كممثلة إضافية، معربة عن أملها في ان تصبح مخرجة للأفلام.

واتفقت معها في الرأي زميلتها شيماء العماري التي انضمت إلى المختبر الإبداعي بهدف تطوير مهاراتها في الابتكار، وشاركت في تصوير فيديو أغنية «يا خليفتنا» كمصورة من خلف الكواليس. كما عملت محررة في قمة أبوظبي للإعلام ومهرجان أبوظبي السينمائي. وحازت شيماء أيضاً الجائزة الأولى للمسابقة الرمضانية في المختبر الإبداعي بعد أن قدمت فيلما قصيرا عن أهمية شهر رمضان بالنسبة إليها، فازت من خلاله بدورة تدريبية في أكاديمية توفور ‬54 تدريب.

تويتر