الجلسة الأخيرة ناقشت آلـيات التقارب بين الإعلام والمسؤولين

تجربة «وحدة الشارقة» في ختام منتـدى الاتصال الحكومي

الجلسة الختامية للمنتدى ركزت على أبرز آليات الاتصال الفعالة. تصوير: أشوك فيرما

سلّطت الجلسة الختامية لمنتدى الاتصال الحكومي في الشارقة، أول من أمس، الضوء على إنشاء وحدة الاتصال الحـكومي في الشارقة، كتجربة وليدة تهدف إلى تطوير أساليب التواصل بين الحكومة والجمهور، وتطرق المشـاركون في الجلـسة الى أبـرز آلـيات الاتصال بين وسـائل الإعلام والمؤسسـات الحكومية.

وعرض عضو مجلس إدارة مؤسسة الشارقة للإعلام أحمد سالم بوسمنوه، تجربة الشارقة في الاتصال الحكومي، واصفاً إياها بأنها «تجربة صادقة وأصيلة، كونها لم تأتِ ردة فعل على أحداث معينة، ويقف خلفها إنسان يحرص على التفاعل بصدق مع المجتمع، هو صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة».

وأشار بوسمنوه إلى أن مداخلات صاحب السمو حاكم الشارقة عبر برنامج البث المباشر تهدف إلى توجيه رسالة للجمهور حول آلية حل مشكلات الاتصال الحكومي وعملية التنسيق ما بين الدوائر المختلفة، لافتاً إلى أنه من أصـل ‬1550 مكالمة، كان ‬950 منها من مـسؤولين رسميين عرضـوا قـرارات وحـلولاً.

وتابع أنه لاحظ من خلال نقاشات جلسات المنتدى وجود إشكالية حول مفاهيم الاتصال، من بينها مصطلح الخطاب الموحد، داعياً إلى أخذ هذه المفاهيم الحساسة بحسن نيّة من قبل الجميع، «وإيجاد الثقة بالحكومة، من أجل التوصل إلى آلية اتصال فعالة». واقترح تقسيم الاتصال إلى« ما بين الحكومة والحكومة» وهو الاتصال الحكومي الإداري، و«الاتصال الحكومي مع الجمهور».

المهم المعلومة

بداية الفكرة

ضمن الجلسة الختامية لمنتدى الاتصال الحكومي، الذي استمر يومين في الشارقة، أوضح المدير العام لشركة أبكو العالمية في المنطقة العربية، مأمون صبيح، أن فكرة إطلاق وحدة الاتصال الحكومي انطلقت خلال اجتماع تقييمي للدورة الأولى من المنتدى العام الماضي، إذ اجتمع فريق عمل من المتخصصين في مجال الاتصال من «أبكو»، والشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مركز الشارقة الإعلامي، الذي أعرب عن ضرورة تعزيز الاتصال الحكومي في الإمارة، ومن هنا جاءت فكرة وحدة اتصال حكومي لوضع آلية عمل مترابطة ومتكاملة لجميع جهات ودوائر حكومة الشارقة، وتصبح هدفاً رئيساً لمركز الشارقة الإعلامي.

وأضاف صبيح ان «الوحدة تعمل اليـوم بهيكلية كاملة، وتشـمل خمـس إدارات منها الرصـد الإعلامي والإعلام والاتصال الاسـتراتيجي والإعلام الإلكـتروني والتخطيط والتنسـيق».

وأضاف مأمون صبيح أن وحدة الاتصال الحكومي تسـعى لتحقيق رؤية الحكومـة لجعل الخطاب الحكومي أكثر تناغـماً مع الرســالة الحكومية، والتعـامل عن كثب مع الهيئـات والدوائـر كافة الحكومية في الإمارة، إلا ان الهدف من الوحدة ليس ايجاد بديل لأقسام الاتصال، لكن وضع آليـة للاتصـال والتدريب، لتـواصل أفضـل، ولتطـوير العلاقـة ما بـين الجمهـور والحكومـة بشـكل عام، وهذا ما سـنسعى إليه من خلال خطوتنا المقبلة، والمتمثلة ببناء شــبكة الاتصــال الحكومي».

رئيس تحرير «الإمارات اليوم»، الزميل سامي الريامي، من جانبه، أكد أنه لا يفضل وجود وحدة اتصال حكومي تمارس دور الوسيط بين الصحافي والمؤسسة أو الدائرة الحكومية، معتبراً أن الوسيط قد ويصبح معيقاً للعمل الصحافي ويمنع تدفق المعلومات بطريقة سهلة.

وأضاف الريامي، ضمن مشاركته في الجلسة الختامية لمنتدى الاتصال الحكومي، أول من أمس، أنه «ليس المهم مسمى الوحدة التي استحدثت، لكن المهم كيف ستعمل هذه الوحدة، لأن المطلوب هو أن تصل المعلومة المناسبة في الوقت المناسب، وسهولة تدفق تلك المعلومات للصحافة، إذ إن من المهم أن نعرف ما ستقدم الوحدة للإعلاميين، وكيف ستعمل على تقليص الثغرات بين طرفي العلاقة».

وأبدى الريامي إعجابه بما يقدمه منتدى الاتصال الحكومي، الذي تنظمه الشارقة، إذ «يعد المنتدى مساهماً في نشر ثقافة الاتصال والتواصل، وهو أولى الخطوات للتقارب بين الإعلام والحكومة»، لافتاً إلى أن «كل مسؤول يجب أن يعطي حيزاً كبيراً من وقته للاهتمام بالصحافيين، فإذا لم تصل المعلومة في الوقت المناسب، يمكن للصحافي ان يجدها بطرق أخرى، وقد تصل بشكل غير مناسب، لذا يجب كسر الحوافز النفسية بين الإعلاميين والحكومة».

وتابع رئيس تحرير «الإمارات اليوم»، أن «الوسيط يمكن أن يكون وسيط خير أو العكس، والمعلومة حق مشروع للجميع، ويجب أن يكون هناك تعاون بين المسؤولين والصحافة، لتحقيق الاتصال والتواصل الأمثل في إيصال المعلومة في وقتها المناسب»، مشيراً الى أن الصحافيين لا يحبذون كلمة «وحدة»، كونها ستقف عائقاً في وصول المعلومات.

وحول سؤال عن الضجة التي أحدثتها «الإمارات اليوم» في سنوات صدورها الأولى، قال الريامي، إن «(الإمارات اليوم) صحيفة ذات توجه شعبي، تصل إلى احتياجات المواطن العادي، وتركز على نشر قضاياه ومشكلاته، وهذا النوع من الجرائد كان غائباً طوال ‬40 عاماً، الأمر الذي لم يعتده الجمهور أو حتى المسؤولون، ونحن نعترف بأننا حاولنا واجتهدنا في بداياتنا والجميع يصيب ويخطئ».

«شروق»

إلى ذلك، استعرض المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، مروان جاسم السركال، خلال الجلسة، تجربة «شروق» في التواصل مع وسائل الإعلام، مضيفاً أن «منتدى الاتصال الحكومي يثبت أن الشارقة تتوجه في طريق سليم نحو التواصل البنّاء، فأهم أسباب بروز الهيئة هو كيفية التعامل مع الإعلام، والتواصل مع الإعلاميين لتوفير المعلومات المطلوبة»، واصفاً الإعلام بأنه شريك أساسي.

وأكد السركال أن «تقدير (شروق) لعمل الإعلامي يأتي في المقام الأول، ومن خلال هذا التقدير نقوم بتوفير المعلومات الصحيحة في الوقت المناسب، مع التمتع بالشفافية المدروسة مع وسائل الإعلام، والتحلي بالمهنية في توصيل المعلومة»، لافتاً إلى أن «شروق» تستمع للجمهور أيضاً، فـ«الكثير من المشروعات مثل (واجهة المجاز المائية)، جاءت فكرة تطويره من اقتراحات الجمهور، ونستمع إلى الاقتراحات الأخرى التي تأتي بشكل مباشر من خلال الجمهور، سواء عبر اتصالاتهم المباشرة أو مداخلاتهم من خلال برنامج البث المباشر».

وتابع السركال، أن «الفكرة الأساسية من تأسيس (شروق) هي خدمة الدولة والإمارة، وبالتالي خدمة المجتمع، والتواصل الفعال مع الجمهور من خلال وسائل الإعلام أو حتى التواصل المباشر عبر مختلف القنوات المتاحة كان بالنسبة لنا ضرورة وغاية، ليس فقط بغرض الترويج وهو مهم أيضاً، لكن لإبقائهم على دراية بآخر المستجدات، والاستماع إلى آرائهم وانتقاداتهم وملاحظاتهم أيضاً، لذا اعتمدنا في (شروق) كإدارة عليا وإدارة قسم العلاقات العامة مبدأ الصدقية والشفافية في التعامل مع وسائل الإعلام، وعدم اخفاء المعلومات، سواء كانت ايجابية أو سلبية».

وأشار السركال إلى أهمية اتباع المهنية في ايصال المعلومة، والابتكار في فن التواصل، سواء في نوعية الخبر وصياغته، وتوقيته، وآلية طرح المعلومة أو الخبر، والجهة المستهدفة، علاوة على مهنية طاقم العمل في التواصل، من ناحية الأسلوب، والدراية الكاملة بما يقدمه من معلومات وأخبار، والتواصل مع الأشخاص المعنيين. منوهاً بضرورة ابتكار طرق ووسائل جديدة للتواصل، مع الإعلاميين، والجمهور.

تويتر