منها مركبات نادرة لحاكم الشارقة

متحف الشارقة يوثق تاريخ السيارة

صورة

مركبات كلاسيكية قديمة، ودراجات نارية، وأخرى هوائية، يعود أقدمها لعام ‬1915، وزعت في خمسة أقسام ضمن متحف الشارقة للسيارات القديمة الذي افتتح أخيراً، وتعود ملكية عدد من المركبات القديمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، منها مركبات من طراز مرسيدس ورايلي ولاندروفر.

ويعد المتحف الذي أعيد افتتاحه بعد عمليات تحديث وتجديد طرأت على أجنحته، ذا أهمية تاريخية، تعكس القيمة التاريخية للسيارات القديمة ومدى ضرورة هذا الاختراع في إحداث نقلة نوعية في عالم وسائل النقل، وكيفية تطور هذه الوسيلة لتظل تراثاً للأجيال، إضافة إلى إبراز المراحل التاريخية التي مرت على قطاع صناعة السيارات، وعرض أشهر السيارات القديمة التي تم استخدامها أوائل القرن الماضي مع توثيق لمعلومات عن أبرز مقتني تلك المركبات.

أمين متحف الشارقة للسيارات القديمة عبدالرحمن الحمادي، قال لـ«الإمارات اليوم»، إن «المتحف يضم ‬85 سيارة قديمة ودراجتين ناريتين وخمس دراجات هوائية، إضافة إلى هيكل تعليمي لسيارة قديمة، ولم يخل المتحف من المكونات الاستكشافية فقد ضم محركاً تعليمياً آخر يتيح للزائر التعرف إلى كيفية عمل المحركات القديمة، وقد قسم المتحف إلى خمس مناطق مميزة، أربع منها تعرض مختلف المراحل التاريخية لصناعة وتطور السيارات، أما المنطقة الخامسة فيتم فيها عرض السيارات المميزة للأعضاء، إضافة إلى المنطقة المخصصة للأنشطة والألعاب التفاعلية».

وتابع أن «الهدف من وراء تجديد هذا المتحف هو إتاحة الفرصة من أجل إعادة تقييم التصميم السابق وتحسينه بشكل كبير، لضمان استقطاب العائلات وطلاب المدارس والسياح ومحبي السيارات في الدولة والمنطقة، إذ يمكن المتحف المحدث، الزوار من فهم وتقدير القيمة التاريخية والجمالية للسيارات الكلاسيكية القديمة التي يتم عرضها ضمن موقع يجمع ما بين بيئة تفاعلية جديدة للأطفال، ومساحة عرض خاصة لاستضافة المعارض المؤقتة».

‬5 أقسام

سيارات حاكم الشارقة

عرضت في متحف الشارقة للسيارات القديمة ثلاث مركبات تعود ملكيتها لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، منها إحدى أشهر السيارات التي صنعتها شركة مرسيدس في بداية إنتاجها في ‬1963 حتى توقف هذا النوع عام ‬1982، وهي سيارة مرسيدس بولمان ‬600. وتعد تلك السيارة رغم كلاسيكيتها، بالغة الفخامة والدقة والإتقان، كما أنها صنعت لطبقة معينة من الزبائن أمثال الملوك والعائلات الأرستقراطية الثرية، ومع مرور الزمن تزداد قيمتها نظراً لندرتها ومحدودية عددها. أما سيارة «رايلي» التي تعد إحدى السيارات القيمة في المتحف فتنتمي لموديل ‬1948 - ‬1951، وهي مركبة بريطانية الصنع، تصل سرعتها القصوى إلى ‬100 كيلومتر في الساعة، وتتكون من بابين وسقف من الجلد القابل للطي، كذلك من أهم المركبات التي كانت لحاكم الشارقة سيارة من نوع لاندروفر، وهذه بريطانية الصنع من موديل ‬1958 - ‬1962، واستخدمت بشكل كبير في الماضي، لعدم وجود شوارع مرصوفة في تلك الفترة، إذ لقبت بقاهرة الصحراء، لأنها تناسب البيئة الصحراوية في الدولة.

وحول أقسام المتحف أوضح الحمادي، أن «المتحف تم تقسيمه إلى خمسة أقسام بحسب السيارات الموجودة بناء على سنوات الصنع، فمن خلال البحث والدراسة نجد البساطة التي تميزت بها بداية صناعة السيارات، والتطور الذي حصل لاحقاً لهذه الصناعة، حيث يضم القسم الأول مركبات تنتمي إلى الفترة ما بين ‬1915 و‬1939، ويظهر القسم للزائر بداية صناعة السيارات وكيف كانت هذه البداية بمركبات متواضعة، إذ خلت السيارات من التعقيد واعتمدت على البساطة في تكوينها».

أما القسم الثاني فيبدأ من عام ‬1940 حتى ‬1959، ويبين هذا القسم للزائر مدى التطور الذي حصل في صناعة السيارات من تغيير جذري في هيكل السيارة الخارجي والتطور الذي أدخل عليها، وتحديداً محرك المركبة، منها سيارات كاديلاك فلييت وود، وستودبيكر تشامبيون، ورايلي آر إم، وبنتلي مارك ضة، وشيفروليه بيل آير، أما القسم الأول فمعظم المركبات فيه تنتمي إلى طراز رولز رويس ‬25/‬30، وفيات وفورد تي.

ويظهر القسم الثالث في متحف الشارقة للسيارات القديمة، التي تبدأ من عام ‬1960 حتى ‬1979، الثورة التي حصلت في عالم صناعة السيارات، لاسيما بعد فترة الكساد الذي أصاب تلك الصناعة بسبب الحروب التي اجتاحت عدداً من الدول، وشاركت بها دول مُصنّعة، فيما عادت عجلة الدوران في تلك الصناعة لاحقاً، فتم ابتكار وسائل رفاهية جديدة ووسائل أمان أضيفت للسيارات، الأمر الذي أشعل المنافسة من جديد بين مصانع السيارات».

ويضيف الحمادي، أن «القسم الرابع خصص للشاحنات التي استخدمت في الدولة، إضافة إلى السيارات التي استخدمت في الأغراض الانسانية، كسيارة الإطفاء، وسيارة الإسعاف القديمة، بينما خصص القسم الخامس لهواة اقناء السيارات الكلاسيكية، الذين أتيحت لهم فرصة عرض سياراتهم المميزة في الجناح الخامس، إذ ان هذا التقسيم يوضح الصورة للزائر بمراحل تطور السيارات، وما كانت عليه السيارة في بداية ظهورها، وما وصلت إليه من تطور في الهيكل والمحرك، ووجود وسائل للأمان والترفيه لم توجد في الجيل الأول من السيارات».

سيارات مميزة

من أهم المركبات القديمة المعروضة في المتحف، مركبة من طراز دودج يعود صنعها لعام ‬1915، وتعد من أقدم السيارات الموجودة حالياً في المتحف، وتمتاز بأنها تعمل يدوياً، فيما صنعت مقاعد السيارة، التي لاتزال «بحالة الوكالة»، من الجلد وحشوتها من الألياف الطبيعية، أما شعار السيارة الأمامي فهو عبارة عن مقياس للحرارة.

أما السيارة الثانية من حيث الأقدمية فهي مركبة من نوع فورد طراز تي موديل عام ‬1926، وهي من السيارات المميزة عن غيرها، إذ إنها من دون مصابيح أمامية، وتعمل إضاءتها الأمامية على الطريقة القديمة من خلال تعبئة المصباح «الفنر» بـ«الكاز» بدلاً من المصابيح الكهربائية الحديثة.

وتعتبر بيدفورد المصنوعة عام ‬1969، من الشاحنات المهمة في الإمارات في ذلك الوقت، إذ كانت تلقب بـ«العريبي»، وتستخدم وسيلة لنقل المحاصيل الزراعية والأفراد، وكانت تستخدم كذلك للجيش نظراً لقوة تحمل السيارة، أما مركبة فولكس واجن التي يعود صنعها لعام ‬1971، فكانت تسمى بسيارة الشعب، إذ إنها نالت رواجا كبيرا من قبل الشعب الألماني بعدما أمر هتلر بتصنيعها لتناسب جميع مستويات الشعب في تلك الفترة، نظراً لقيمتها المالية الزهيدة واستهلاكها الطفيف للوقود، كما ان قطع غيار تلك المركبة كانت متوافرة بمبالغ زهيدة.

ومن المركبات التي انتشرت في السبعينات وتحديداً ‬1973 سيارة «سيتروين»، التي تحتوي على ثلاثة أنظمة تميزها عن غيرها من السيارات الموجودة في المتحف، أولها نظام الهيدروليك ونظام أمان العجلات، ففي حالة حصول حادث طارئ لإحدى العجلات الخلفية بإمكان السيارة السير على ثلاث عجلات بمساعدة نظام الهيدروليك، كذلك هناك النظام الأخير، وهو التفاف المصابيح الأمامية بنفس اتجاه تحريك المقود.

تويتر