‬44 عملاً لـ ‬10 فنانات في «كورت يارد غاليري» بدبي

«المرأة في الفن».. هموم نسوية لحـوحة

صورة

حمل معرض «المرأة في الفن»، الذي أقامه كورت يارد غاليري أخيرا، الكثير من الملامح الأنثوية في الأعمال التي قدمتها الفنانات اللواتي شاركن فيه، فحملت الأعمال الهموم الانسانية عموماً والنسائية بشكل خاص. وحضرت المرأة بقوة من خلال الأعمال التي تباينت بين التشكيل والتصوير والنحت، ونجحت الفنانات المشاركات في عكس هموم النساء من خلال قضاياهن الحياتية، وكذلك ملامحهن الأنثوية التي برزت في الكثير من الأعمال التي تباينت من حيث الوسائط والأنماط الفنية، خصوصاً من خلال الوجوه التي احتلت الكثير من اللوحات.

حمل المعرض أعمالاً تصويرية لفنانتين تباينت بين الأسود والأبيض في التصوير الضوئي، فعرضت الاماراتية علا اللوز جامع الشيخ زايد في أبوظبي بالألوان، إذ صورت المسجد من داخله مع وجود حركة للناس عبر جمع عشرات الصور مع بعضها بعضاً، بينما تناولت موزة الفلاسي موضوعات متباينة في أعمالها، فانطلقت من الصحراء لتنتقل الى الموسيقى والناس والتجمعات بالأبيض والاسود. ومن الابيض والاسود تنقلنا الفنانة الهندية ارشينا كينغ الى عالم الالوان البنية والبيج من خلال الرسومات التي تقدمها بالقهوة، والتي تنقل فيها طبيعة الإمارات بدءاً من الصحراء وصولاً إلى النخل والخيول.

زخرفة

المعرض الثامن

أكدت صاحبة الغاليري سامية عبدالله صالح، أن معرض «المرأة في الفن» الذي يستمر حتى ‬11 مارس المقبل، والذي هو الثامن الذي يقيمه الغاليري بشكل سنوي، يقام بهدف تشجيع المرأة وإظهارر الأعمال الفنية. ولفتت صالح الى أن الفرصة جيدة لإظهار القدرات الفنية لفنانات إماراتيات وكذلك مقيمات في الامارات، وذلك بهدف تقديم تجارب نسائية مميزة، موضحة أن بعض الفنانات يشاركن في المعرض بشكل شبه سنوي. وشددت على أنهم حرصوا على أن تكون الأنماط الفنية متنوعة، لذا كان التنوع في الأعمال.

المرأة التي هي أساس المعرض كانت حاضرة في مجموعة من الأعمال التي تهدف إلى بلورة صورة عن مكانتها في الفن من جهة، وكذلك إبراز صورتها ورسالتها في المجتمع من جهة أخرى. وقدمت المرأة في مجموعة من المظاهر، فهي تارة النجمة التي ظهرت في أعمال اللبنانية سوزي ناصيف، والتي صورت مارلين مونرو ونجمات عالميات، وتارة نجدها فلاحة في أعمال العراقية فهيمة فتاح. وبينما احتلت الوجوه مساحة مهمة من الاعمال، كانت هناك مجموعة من الأعمال التي اعتمدت على الزخرفة اللونية، كأعمال المصرية كريتش التي قسمت المساحة المحيطة بالوجوه النسائية الى تقاسيم لونية تشبه الزخرفة. أما الزخرفة اللونية فوجدت في أعمال الفرنسية لورا تلحوقي، والتي اعتمدت على الألوان المبهرة في تركيب العمل الفني. في المقابل، قدمت الفنانة السورية زهيدة زيتون ميلي ثلاثة أعمال تحمل الكثير من فلسفتها الخاصة بالخير والشر في الحياة، إلى جانب عملها الخاص بثورة الياسمين في سورية، والتي رصدتها باللون الاحمر، بعد أن تبدلت وأدت الى الكثير من الدماء.

ترجمة

الفنانة السورية زهيدة زيتون ميلي قالت لـ«الإمارات اليوم»: «حاولت أن أظهر كل ما يريحني من خلال الفن، فأعمالي محاولة لترجمة قراءاتي التي تتنوع بين الشعر والفلسفة والميثولوجي، فأنا ارسم من خلال القراءات». ولفتت إلى أن أعمالها تترجم فلسفة الحياة والموت، وقد ساعدتها الميثولوجيا السورية والعربية في ترجمة معنى الحياة والموت في الفن، وقد عبرت عنها في هذا المعرض من خلال العمل الخاص بملحمة جلجامش. واعتبرت ميلي أن العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل هي الاساس لأي عمل، لكن الماضي يجعل العمل يتسم بالبساطة أكثر من غيره، أما العمل النحتي الذي قدمته فعبرت من خلاله عن غضبها من الأحداث في سورية، خصوصاً أنها وضعت نفسها في العمل جالسة على زاوية الكرسي تصرخ وهي مربوطة الى الخلف، بينما كان الظل أكبر من حجم الشخص، وباللونين الاسود والأحمر. من جهتها قالت المصورة الاماراتية علا اللوز عن أعمالها «كانت الفكرة الخاصة بالأعمال التي صورتها في مسجد الشيخ زايد في أبوظبي مبنية على وجود مجموعة من الأشخاص، لكنني لم أتمكن من إيجاد الناس للتصوير، الأمر الذي جعلني أعتمد تصوير نفسي، وأقوم بجمع عشرات الصور في صورة واحدة كي أحصل على النتيجة التي أريدها». ولفتت الى أن المعرض النسائي الجماعي مهم بالنسبة لها، لأنه يضيف الى رصيدها الفني، كما أنه يشكل التشجيع الاساسي لها كفنانة إماراتية.

نجمات

من جهتها اللبنانية سوزي ناصيف قدمت لوحات مستوحاة من فكرة أغلفة المجلات، مع اعتمادها على النجمات للأغلفة، كما استوحت بعض اللوحات من أعمال اندي وارهل. وقالت عن لوحاتها «حرصت على أن تكون لمستي واضحة من خلال الأعمال الى جانب التقنيات المختلفة، فتجربتي القديمة كانت متمحورة ضمن الرسم على الكمبيوتر، وقد أوجدت اختلافاً في التعاطي مع المادة، الامر الذي يجعلني أجد نفسي في العمل». وقد شددت ناصيف على أن المرأة تحتل مكاناً مميزاً في الفن، وقد حققت بعض الفنانات مكانة مهمة، وهذا المعرض يعزز فرصة النساء في الوصول إلى المكانة التي يستحققنها، أما الفنانة العراقية فهيمة فتاح، فقد اعتمدت على صورة المرأة الفلاحة، ونوهت بأنها حاولت التركيز على الفلاحة لأنها تعكس معاناة المرأة وأحزانها، كما أنها تعكس جزءاً من بلدها. أما الأمور التي نفتقدها في العصر وتحاول أن تعكسها فتاح في أعمالها فهي الطيبة والبساطة والصدق، والهواء النقي البعيد عن المدينة. واعتبرت المعرض فرصة للتعرف إلى التقنيات الجديدة التي تستخدمها بعض الفنانات، وبالتالي يسهم في تبادل التجارب والخبرات.

بينما أكدت العراقية لينا العقيلي أن الأعمال التي عرضتها عادت بها الى بداياتها، إذ اعتمدت تجريد الانسان من الأعضاء، فالموضوع الانساني هو الذي يشغل معظم أعمالها حتى اليوم، سواء لجهة ضياع الأشخاص أو حتى الاثارة والتشويق الذي يمكن أن يواجهوه في الحياة. واعتبرت أن المرأة دائماً صادقة في مشاعرها، وأعمالها تترجم الصدق والحنان الذي تحمله في داخلها، وبالتالي هذا ينعكس بمزيد من الحساسية في ألوانها. ورأت العقيلي أن المرأة العربية في حال صعود في مجال الفن الذي يسيطر عليه الرجل، فالوقت يقدم لها المكانة الأفضل، وسيأتي الوقت الذي سيكون فيه فنانون وفنانات بالمستوى نفسه.

تويتر