ينطلق غداً بمشاركة ‬35 فناناً يقدمون ‬75 عملاً.. ورهان على الشباب

«المعرض التشكيلي العـام».. ‬31 عاماً في حب الفن

صورة

ينطلق المعرض العام لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية في دورته ‬31، غداً في متحف الشارقة للفنون، دون «ثيمة» سائدة في الأعمال المشاركة، إنما اكتفى المقيم العام للمعرض الفنان عبدالرحيم سالم، بتحديد الأعمال المميزة وانتقائها بما يتناسب مع رؤيته مقيماً، عازياً «ضيق وقت الفنانين كي ينفذوا أعمال جديدة وفق تلك الثيمة، التي من المفترض تحديدها بعد انتهاء الدورة الماضية أو قبل فترة مناسبة من استقبال المشاركات».

وقال سالم لـ«الإمارات اليوم» خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد، أمس، في المتحف، حول التوزان بين أعمال الفنانين ذوي الخبرة والشباب، إن «الدورة الحالية للمعرض العام تشارك بها مجموعة من الفنانين، منهم ‬90٪ من فئة الشباب و‬10٪ من الفنانين لن أقول كبار السن فقط، إنما ذوو الخبرة الفنية الواسعة أيضاً، لذلك روعيت قيمة تلك الأعمال المقدمة للمشاركة من أجل تحقيق ذلك التوازن والتوافق في مسار المعرض، وتم قبول الأعمال الجديدة التي لم تعرض في معارض سابقة لضمان رفع مستوى المعرض».

وتابع أن «المعرض لهذا العام يهتم بطريقة عرض الأعمال المشاركة وتخصيص مساحات جيدة لكل عمل، إذ تمت الاستعانة بالفنانة التشكيلية ابتسام عبدالعزيز في إعداد المعرض، وذلك لأهمية تلك الأعمال التي تستحق المشاهدة، إذ لن يشاهد الزائر للمعرض تكدساً في أعمال الفنانين ضمن الأجنحة المخصصة لهم، إنما هناك مساحات واسعة لكل فنان بما يتناسب مع طبيعة الأعمال، لاسيما أن هناك أعمالاً فنية حديثة، منها أعمال تركيبية وفيديو آرت».

جميع الجنسيات

حاضنة الفن التشكيلي

يعد «المعرض العام لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية»، العنوان الجمعي الأكثر بزوغاً في حركة الفن التشكيلي الإماراتي، بما له من امتداد تاريخي وتجذر ورسوخ، إضافة إلى نجاحاته الكبرى على المستويين المحلي والدولي بوصفه أحد المعارض العربية القليلة التي حافظت على كينونتها واستمراريتها، وفق مجموعة من الاشتراطات المقننة والمعايير الضابطة لأحقية الأعمال المشاركة.

ويقدم المعرض ما يجعل المشاهد دوماً أمام طروحات فنية مغايرة في منحاها وطرائق عرضها، وذلك في رغبة وتأكيد لكل فنان على إبراز فكرته وعمله المعبر بشكل أو بآخر عن سبله في ممارسة الفن، خلال مرحلة زمنية حديثة نسبياً، خصوصاً أن معظم الأعمال المشاركة قد أنتجت قبل أشهر قليلة من انطلاق المعرض متأثرة في جانب من جوانب إنتاجها بالألق والزخم المصاحبين عادة لهذا الحدث البارز.

وأكد سالم، أن «جمعية الإمارات للفنون التشكيلية دأبت منذ تأسيسها واهتمامها وإسهامها في الحركة الفنية، على ألا تميز بين فنانين إماراتيين أو عرب وحتى أجانب، وقد نكون تميزنا في هذا الجانب، خصوصاً أننا نركز على تقديم كل فنان متميز يسهم في النهوض بالفن التشكيلي دون الانتباه لجنسيته، إذ إن التركيز ينصب على التميز فقط»، لافتاً إلى أن «الجمعية خاطبت فنانين منتسبين لعضويتها دون التفريق بين أحد منهم إلا في الأداء والتميز في الأفكار والأعمال المقدمة، لاسيما أننا نهتم بملامح التطور لدى الفنان والفكر الجديد الذي يحمله، وينعكس ذلك على أعماله، لذلك آثرنا التركيز في الدورة الحالية على الشباب لنتمكن من إعطائهم دفعة قوية لتحقيق رؤاهم الجديدة».

وكشف سالم أن المعرض العام لن تصاحبه ندوات أو محاضرات، لأن التواجد والحضور في تلك الندوات مؤسف جداً، الأمر الذي لا يعطي واقعية لإقامة ندوات موازية للمعرض، إذ لاحظنا خلال الأشهر الماضية أن الحضور لعدد من الورش والندوات يمكن وصفه بالهزيل، ما لا يشجع الجهات المختصة على إقامة ندوات مصاحبة.

جوائز مميزة

ولأن المعرض العام سنوياً يكرم المشاركين ويميز الفائزين بأفضل الأعمال، أوضح سالم أن «هناك جوائز قيمة ستمنح للفائزين بجوائز المعرض، تم تقليص عددها مع الإبقاء على القيمة المالية عما كانت عليه العام الماضي، وذلك لضعف الموارد المالية، ليصل مجموع الجوائز إلى خمس جوائز منها ثلاث مكافآت تمنح للمراكز الثلاثة الأولى، ومكافأة لجنة التحكيم، ومشاركة أفضل عمل للطلاب».

وأكد سالم، أن «هناك لجنة محايدة لاختيار الأعمال الفائزة في المعرض العام، وسيكون ضمن اللجنة فنان مغربي إسباني مستضاف للمشاركة في المعرض، إذ ستكون هناك معايير محددة وبنود واضحة في اختيار الأعمال، على أن يتم الأخذ في الاعتبار تجربة الفنان». وأشار سالم خلال المؤتمر الصحافي، إلى أن دوره مقيم، قائلاً إن «الدور الذي قمت به يتمثل في اختيار المشاركات الفنية والإشراف على إعداد وإصدار كتيب المعرض ومتابعة كل التفاصيل الخاصة والمتعلقة به، وقد بلغ عدد المشاركين ‬35 فناناً من جنسيات مختلفة من فنانين محليين ومقيمين وطلاب جامعات، ومشاركة واحدة لفنان من المغرب، وقد وصل عدد الأعمال الفنية المشاركة تقريباً ‬75 عملاً فنياً متنوعاً ما بين أعمال فيديو وأعمال تركيبية وأعمال كولاج ولوحات مرسومة ومطبوعة».

اهتمام بالغ

وقال رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية ناصر عبدالله، إن«استمرار إقامة المعرض ليصل إلى الدورة ‬31، ما هو إلا دليل على اهتمام صناع القرار في الإمارات بالحركة التشكيلية، على رأسهم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الراعي الرئيس لهذا المعرض منذ انطلاقته وحتي الدورة الحالية، والذي أكرمنا بدعم هذا المعرض مادياً ومعنوياً من خلال زيادة المخصصات المالية للمعرض».

وقال مدير إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة هشام المظلوم، في كلمة ألقاها خلال المؤتمر، إن «الدورة ‬31 للمعرض السنوي لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، تحظى برعاية مباشرة وعناية من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وقد حرص سموه منذ البدايات الأولى على تقديم المقترحات والتوجيهات السديدة، وصولاً إلى تأمين الحواضن الإبداعية الرفيعة، وبيئات التفاعل المثمر، التي كان ومازال لها دور محمود في إنعاش الحركة التشكيلية بالدولة».

وتابع أن «الدورة الحالية تعد عتبة جديدة لمعرض يتواتر سنوياً بانتظام راسخ، وتنامٍ في المفردات الفنية الإبداعية، نشعر بالرضا عما تم إنجازه، فالمعرض يرتقي سلّماً جديداً، ويسعد بالمقيم المواطن الفنان عبدالرحيم سالم، فيما تستمر لجان التحكيم، وصولاً إلى تتويج الفائزين في هذه التظاهرة الفنية الثقافية، إذ انه بالتوازي مع ذلك يتم تدوير الملتقيات الفكرية والمطبوعات التعريفية، والحضور الإعلامي الناقل لهذه التظاهرة، عبر الوسائط المتعددة، والصحافة بأشكالها المكتوبة والمرئية والمسموعة، لتعم الفائدة، لاسيما أننا أمام مرحلة جديدة يتجلى فيها حضور الفن والفنانين في أساس العملية الإبداعية التشكيلية».

تويتر